65-اه واتعودي..

2.6K 301 16
                                    

دعواتكم لإخواننا بالنصر ولأشباه الرجال بالنخوة..
متنسوش الڤوت⭐
بسم الله نبدأـــــــــــ

صمت ومعه طرقات وهدير أمواج في الخلفية ودفء دفين ينبع من شخص يجاورك المجلس، ظاهرك يبدي الخصام وداخلك يتمنى رضاه،  علاقة ليست معقدة كما تبدو، لكنها ليست سلسة ايضاً، بعد دقائق توقف كلاهما عن الأكل، أو بمعني اصح انتهى هو اولا وجلس راكناً وجهه على كفه يحدق في وجهها الى جانبه،  يراقب يدها وشفاهها وحركات المضغ بظفر معاند قد بلغ غايته واطعمها، لكن تحديقه جعل بلع آخر ملعقتان من الرقائق شبه المذابة بالحليب اصعب من بلع البلح الأحمر فى الحلق عليها!

بيد مرتبكة مرتعشة تركت الملعقة فى الطبق ونهضت تضع وعاءها في وعاء بيجاد وحملتهم بيد واحدة ومشت خطوة فقط، فجاة من اللاشيء من كفها الفارغ سحبها كريم تجاهه لتواجهه وأمال رأسه بتعجرف بصوت خفيض:
مفيش شكرا ولا إيه؟

فتذكرت أول مرة رأته بها، عندما قام بنفس الشيء ولم يفلت يدها، ثم ذات الفعلة فى بيت عائلة والدها عندما سحبها إليه وقبّل باطن كفها والآن الثالثة ربما، خفق قلبها خارج صدرها حتى لكنها تغالبت عليه وردت بصوت مرتجف ناظرة بعيدًا:
دي عادة؟

فأعاد وجهها بيده الأخرى ليواجهه ونبس بهدوء مع غمزة خفيفة:
اه واتعودي!

نظرت له بتحدي ووضعت الأطباق على الطاولة أمامه ودفعت جبهته بسبابتها وابتسمت بغيظ:
ماشي يا سيدي شكرا... مبسوط كدة؟ سيبني بقا عشان الوقت!

أمسك سبابتها ضم كفيها معا وابتسم بدفء:
أنا عايز اتأسف والله... فاقبلي بقا

ابتسمت بمكر وسحبت كفيها من بين يديه، ناظرة في عينيه وتكلمت بنعومة:
لأ... مش هقبل... من كام شهر فاتوا انا قلتلك أني باخد باول كلمة تتقال قدامي... وأنت قلت كلمة خرمت قلبي قبل وداني...

ابتسم يعض شفته بحرج وتمتم:
يعني انتي بتأدبيني دلوقتي؟

اومأت وتكلمت:
اها... زي ما أنت بتأدبني بالظبط كدة... أو تقدر تقول اننا بنتعود على طباع بعض يا كريم... دلوقتي خلينا نتحرك عشان بيجاد يوصل مدرسته فى اول اليوم..

انفلتت ضحكة خشنة منه تحمل تفهمًا وبعض الغيظ لن يخفيه ثم رفع كفيه في الهواء وتكلم:
تمام.. تمام يا ست... خلينا نتحرك... روحي هاتي اخوكي... زمانه اتحنط وهو مستنينا نتصالح..

رفعت حاجبا دون الاخر ثم هزت رأسها بابتسامة ودية لكن يشوبها بعد الدهاء ونبست:
لسه متصالحناش... متنساش

أكمل ضحكه بايماءة وتلويحة استسلام وتكلم:
تمام مش هنسى... روحي يلا!

ضيقت عيناها لضحكته ورمقته برسمة للغضب المزيف على وجهها ثم اعطته ظهرها وذهبت الى بيجاد فى الغرفة المغلقه بينما ارتسمت الابتسامة الواسعة على محياها راضية عن تفهمه لها وردوده التى قد تكون مستفزة لكن فحواها طيب كوجه قائلها،  بينما ظل هو يحدق بظهرها المبتعد باسما ثم استقام يعد نفسه ويجهز السيارة لوجهتهم الهامة.

شظايا ثمينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن