الرابع عشر: عناد غبي أم غباء معاند!

2.3K 197 40
                                    

شعرة فارقة بين العناد والغباء،  كلا لنتفق العناد ضرب من ضروب الغباء متى ما استفحل وعظم أصبح غباء سميك لا يخفف أبدا.

عناده هو لم يكن بالهين، بل كان مستفحلا ضخما، كان يعاند نفسه يهمس لذاته،  أنا فقط أريد أن تتقبل الاعتذار!  لما؟  حقا لما كل هذا الثبات؟  ليس وكأن العمل متوقف، أو أن قبولها للاعتذار سيمنح أحدا فرصة للنجاة.......  آه؛ كلا هناك مضغة لينة داخله هي من ستنجو لكن الأحمق يأبى عن يعترف!

بعد موقعة (الجيم) التي جعلت من ذراعاه رخويان، لم يرها ولم يذهب لرؤيتها، ليس غضباً وإنما حرجاً، كل ما أراده هو الاعتذار لكن فى كل مرة يراها يعمل الاعتذار في جهة أخرى وبطريقة ما يصبح مخطئ أكثر مما سبق!

حتى أنهما لم يكونا بذلك الفراغ هذا الشهر المتبقي قبل العرس وليس هذا فقط بل إنه شهر رمضان، صيام وجلد  ووتيرة العمل به سريعة،  كانت نهاراً تساعد فريدة فى منزل الزوجية الذي يتغير استعدادا لاستقبال الزوجين، وفي المساء تبدأ فى متابعة حجز القاعة ثم بداية تصميم الديكورات المطلوبة، حتى قبل العرس بأسبوع و بضعة أيام!

آخر أسبوع من رمضان، كان لابد أن يفطر الجميع معا حتى موعد العرس، وبالطبع كان كريم أول الحاضرين فجأة أصر على إعداد طبق من الحلويات الشرقية للمفطرين، وضعت أطباق من قطع (الكنافة) أمام الجميع بإشرافه، إلا طبق رقية كان آخرهم!

بدأت تقطع القطعة الكبيرة أمامها، لكن السكين توقفت فى منتصفها حاولت بكل جهد لكن لم تنجح إلا بشوكة وجدت بداخلها ورقة مطوية، فأخذتها وفتحتها لتجد مكتوبا بداخلها :
[أنا آسف]

فكورتها ورمتها،  اليوم التالي وضع ورقة مع جملة أنا آسف فى كيس بلاستيكى في السلطة فرمتها،  اليوم التالي أنا آسف في داخل المحشي! التالي أنا آسف بداخل الرقاق.

كان ذلك مشهد ينتظره جميع الحاضرين من العاملين على الديكورات والمساعدين والعاملين من الفندق أصلاً مع كل إفطار ، كانت فقرة كل يوم وفزورة رمضان، أين ستجد الورقة اليوم!

في اليوم الخامس وضع الطبق بنفسه أمامها ثم زمجر غضبا وضرب بكف يده الطاولة أمامها وعندما رفعها وجدت الورقة فلم تفتحها وكورتها وألقتها على ظهره، فاستدار يرفع الورقة من الأرض وأردف:
استغفر الله العظيم ليه كدة بس! حد يرمي النعمة؟

توسعت عيناها غضبا وصاحت مستنكرة غروره، لاعتبار أسفه نعمة:
نعمة؟! هو ايه بالظبط اللي نعمة! أنت شيف مش نضيف على فكرة! وأنا عمالة أستر عليك! كل يوم ألاقى في الأكل ورق وحاجات معرفش إيه ده!

-همم!.. مش نضيف؟!......  مش مهم!....  كفاية عليك وزر رمي الورقة!  حد يعمل العملة دي!

-عملة إيه؟

-الورقة يا آنسة كانت أذكار الطعام!  كل الناس خدوها،  حرام عليك والله......  حرام!

توسعت عيناها بدهشة.... ثم ضيقتها وقالت:
لا ألعب غير يا أستاذ ،  الورق كله كان أنا آسف ودي زيهم!

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن