الفصل التاسع: تعب!

2.7K 226 37
                                    

وضعه العجيب وما يحدث حوله كله متقلب ومتعرقل، لم يفهم ولن يفهم حتى لو سأل، لكن دعنا ودعه من الاسئلة الآن التساؤل يعد عثرة، عليه النهوض والاكمال، عليه الاستعداد والتحرك.
حالة جسده بدأت بالتحسن، وإن كان قليلا لكنه محسوس وملموس.

مر أسبوع آخر من التدريبات على إمساك القلم، لحسن قَدَرِه إن وظيفته كطاهٍ أوجدت مرونة فى كلتا يداه، جعلت أمر إمساك القلم ليس بالعثرة الكبيرة بل أصبح أيسر وأيسر بعد اعتزامه كتابة اسمها، عليه الانخفاض ليمر السيل من فوقه هذه المرة ليس وكأنه سينسى ما قرره، ليس وكأنه سيرمي بآماله فى عرض البحر، فقط كما طلبت رقة قلبه الانتظار.....

بعد معركته مع القلم وذراعه اليسرى التي يمرنها كل صباح ومساء لكتابة اسم من تُيِّم بها فؤاد، تنهد بصوت مسموع وأعاد جذعه مستندا على فراشه اقتربت منه والدته وربتت على رأسه وحادثته بصوت حنون:
أنا هروح البيت يا حبيبي أجيب شوية حاجات، في حاجة أنت عايزها من هناك؟

نظر لها مبتسما ورد مداعبا:
سلامتك يا ڤيڤو! متتأخريش ومتخليش الليل يدخل وأنتِ هناك...... ماشي؟ ألا صحيح... مين اللى جاي بالعربية؟

ابتسمت بارتباك وقالت:
ياحبيبي مش هتهوه يعنى... وبعدين أنت محتاج تنام شوية!..... أنت عارف بقالك أد إيه ماسك الورق والقلم!.. مينفعش كدة!

-حاضر هنام...حاضر ، بس قبل المغرب يا أمي تكوني هنا متقلقنيش عليك!

قبلت جبينه بابتسامة وأومات ثم خرجت من الغرفة واتصلت برقم مكتوب عليه اسم سهيل ثم قالت فور أن رد:
أنا نازلة خلاص........ لا يا بني مش دلوقتي.... أنا فاهمة والله...... بس أنا مش هقدر أخاطر بصحته أبدا، اصبر شوية يشد حيله وابقوا اتصافوا زي ما أنت عايز..... أنا هقفل عشان قربت على الاسانسير!

♕_______________________♕

جلس فى غرفته يتابع السقف الثابت من كل شيء إلا من أفكاره الدافقة يحاول التفكير بها ويلوم نفسه، كيف أبكاها في أول مرة يحادثها؟ كيف فرّط فى لحظاته بجانبها! لما كان عليه أن يكون بهذا العناد، أُغلِقت عيناه رويدا رويدا وغفا، يبدو أن المجهود العقلي مرهِق أكثر من مجهود تحركاته!

ثم... ياللسخرية أخذته أحلامه لآخر ذكرى كان يفكر بها توا، يقولون إنك إذا أردت أن تحلم بشيء فعليك تكثيف تفكيرك به حينما تكون رأسك على الوسادة، فبالتأكيد سيزورك في الرؤى!

لكن حلمه ذاك لم يكن كما كان يذكره بل مختلف، هناك أشخاص آخرين مبهمين الوجه، لكن مألوفين يعرفهم تمام المعرفة! لما لم يرهم فى ذكراه؟! لما حلمه أشد واقعية من ذكرياته! أخذ يلفلف رأسه على وسادته واستيقظ ناهضا فى عرق بارد ينقعه صارخا باسم صديقه الذي لسبب ما لم يفهمه نساه وكأنه شخص عابر!

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن