63-هفش غلّي وآجي

2.2K 199 9
                                    

لا تنسوا اخواننا من الدعاء وعساكم من مقا طعين المنتجات الاوروبية الداعمة لجار السوء، وحسبنا الله ونعم الوكيل

سموا الله وصلوا على الحبيب..

متنسوش الفوت⭐
توكلنا على الله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل شعرت يوما وكأنك تتنفس المكان بكل ما فيه؟.. تغمض عيناك وتستطعم المحيط؟ هل شعرت بحاجةٍ فى داخلك أن تُسحب من داخل جدرانك القميئة وتُرمىٰ فى فراغ من صنع الله بلا تدخل كائن بشري.

كانت حديقة المشفى أقرب شيء لهذا الوصف زرع وهواء نقي ومشهد سماء المغيب المتشربة بالحمرة، ربما هناك أسوار أو مقاعد وبعض المارين هنا وهناك لكنها مازالت أفضل بكثير من حجرة مكسية بالأبيض من الأرض إلى السقف، أمال كريم ظهره إلى ظهر مقعد الحديقة الخشبي ثم رفع عيناه للسماء كعادته فى الغروب يحدق بالغيوم وأشكالها، ويستنشق هواء يودِ البحر القريب من المشفى ويتنهد زفير، أطرق برأسه رامقاً العكازات بنظرة طويلة ثم تمتم مخاطباً لإمام الجالس بجواره:
تفتكر هخلص منهم إمتا ولاد الهرمة دول؟

أمال إمام رأسه وتكلم بهدوء:
لو استمريت زي ما أنت كدة... يبقى قريب أوي... يمكن شهر مثلا!

لف كريم وجهه بسرعة ينظر لإمام:
شهر بحاله.... لا لا لا... ده مش تمام خالص

ضحك إمام بخفة ثم أردف:
لا بالعكس ده تمام جدًا... حد غيرك كان ممكن الإحباط يقعّده بتاع 6 شهور مثلا عشان يقوم من الكرسي، بس أنت تبارك الله قدرت في فترة قليلة إنك تستخدم العكاز وتتحرك بيه

نكس كريم رأسه وزفر متكلماً:
والله أنا لولا إني ورايا حاجة مهمة أوي محتاج فيها صحتى... مظنش إني كنت هعافر للدرجة دي

تحمحم إمام بحرج ثم قال:
المدام مش كدة؟

تنهد كريم بخفة ثم رد:
مفضوح أنا للدرجادي!

همهم إمام، فابتسم كريم واستكمل بدون حساب لكلماته:
أكيد عشانها وعشان مصايب تانية كتير محدش عارفها غيري... فيه ارواح متعلقة فى رقبتي... لو أنا وقعت هيقعوا كلهم معايا!

قطب إمام حاجبيه وهم بسؤال كريم فاستبقه الأخير بممازحة وطلب:
فكك من الكلام ده واتصلي بالسينيورة بصلة خلينا نخلص!

ضيق إمام عيناه للحظات يريد أن يسأله، فابتسم كريم وتكلم:
يا سيدي دكتورة الهنا... اتصل لي بيها... ولا أقولك تعالى نطلع.. أبقى اكلمها من فوق أحسن..

سحب كريم عكازتيه واستند إلى إمام فاستقام ليقاطعهم عن التحرك رنين هاتف، أخرج الأخير هاتفه ونظر للجهة ثم ضحك وقال لكريم:
بنت حلال والله.. السنيورة... اقصد الدكتورة

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن