68-بتمد ايدك عليا قدام الناس

2K 271 30
                                    

ادعوا لاخواننا ولا تنسوهم ابدا ولا تملوا 🍉
سموا الله وصلوا على الحبيب..
متنسوش الڤوت لانه بيشجعني أكتب اكتر ⭐❤

بسم الله.ــــــــــــــــــــــــ

تضييق الخناق يشبه تضييق قبضة يدك على الحبل فى لعبة شدِّ الحبال، ستكون مضطر لسحب جهتك حتى لا يسحبك الطرف الآخر،  وفى اللحظة التى تبدأ فيها بالشعور أنه الأقوى ويتشتت انتباهك، فى تلك اللحظة وفى ثوان قليلة ستجد نفسك على وجهك فى الأرض تسفُّ التراب سفًّا.... حتى وإن لم يكن الطرف الآخر أقوى، بل لأنك انت من شتت قواه بهلاوسٍ...

لكن دعنا من هذا، هناك من يضيق الخناق على كل من حوله الآن وهو سعيد راضٍ عن النتائج،  بعدما انهى كريم وصلة الازدراء اللفظية التى أعطاها لخالد بدأ بسلسلة ازدراء من نوع آخر ألا وهي
«أنا لا أراك ولا اهتم برؤيتك حتى لو جلست بين عيناي»
وهذا ما فعله كريم، أتمّ كلماته واوضح وجهة نظره وأعطاه الأوامر ثم لم يهتم لا بوجوده ولا حتى ان يسمع رأيه أو رده بل بدأ يعبث في ادراج مكتب رقية الخشبي.

في آخر درج وجد تحت بعض الأغراض لمحة من شيء أحمر لفت انتباهه، أزاح ما كان يعيق الرؤية عنه وعندها توسعت عيناه من المفاجأة، ذكرى من أول مرة قابلها من أول مرة امسك يدها، ومن أول مرة هربت منه وتركت اشياءها خلفها،  كانت تلك فردة حذاءها الأحمر ذا الكعب المرتفع، ذاك الذي كانت تضرب به ذاك المختل الذي تسبب فى تعارفهما،  ونفس فردة الحذاء الذي قالت انه عزيز عليها،  لم يكن بحال سيئة على الرغم من انه تُرك لأكثر من عام في ذلك الدرج الخشبي، بل كأي شيء مصنوع من جلد طبيعي فقط احتاج لازاحة الاتربة ربما.

بين ذلك الاندهاش وتلك الذكريات ابتسم يعض طرف شفته السفلى بمكر ومدّ كفه يمسك تلك الفردة وغلّفّها بحقيبة قماشية سوداء مهملة من نفس الدرج ثم دسّها بين محتويات حقيبة وليمة رقية بهدوء، ثم أعاد لتعابيره الركود والضجر مجددًا يرفعها لينظر نحو خالد بنظرات يتقنها لإيصال رسالة بسيطة مفادها " أمازلت هنا؟ ".

ابتسم خالد ابتسامة متشنجة ونهض من فوق مقعده وتكلم بتملق:
طيب... بما اني اتطمنت على ريكـ...

قبل ان يكمل كانت حدجة كريم قد اخترقت سلاسة حديثه وفضحك خالد بحرج واستكمل متهكما يتصنع المزاح:
أقصد الأستاذة، فأنا هنزل بقا...

ابتسم كريم باستسخاف واستقام من مكانه ساحبًا فى يده حقيبة الحلويات وحقيبة رقية واقترب من خالد مربتا على كتفه بقوة وانحنى تجاه أذنه ثم همس بتحذير:
هقولهاك زي ما قلت لاختك بالظبط... شكرًا على القلق... ياريت متكررهاش تاني يا خوليو... انا خلقى ضيق ومش راجل "لارچ" لسوء حظك،  أنا معنديش حاجة اسمها عادي وكله بيعمله... أنا عندي حلال وحرام ويصح ويعيب.... وأنت واختك مليانين معايب... ابعدوا عن مراتي بمزاجكم بدل ما أنا ابعدكم بالغصب...

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن