55-تعالي!

2.5K 289 43
                                    

صلوا على الحبيب...
متنسوش الڤوت⭐
بسم الله. ــــــــــــــــــــــــــــــ

فى الغرفة المجاورة على الحائط الفاصل بين الغرفتين التصقت أذن رقية تحاول التيقن من سكات صوته لتتأكد أنه نام وعندما أيقنت هذا جلست على الأرض ملقية ظهرها على الحائط مسندة رأسها للخلف، أغمضت عيناها تحاول تقبل ما ستفعله،  لم تكن تتقبل تلك القدرة،  لم تحبها يومًا لم تتقبل أبداً فكرة انها ببساطة يمكنها ان تدخل لأحلام أحدهم... ياليته كان مجازيًا،  لكنه للأسف فعلي كما هو.

جلست تتذكر كيف عرفت بقدرتها التي وأدتها فى قلبها وأخفتها لسنوات تختبيء منها، اليوم هي بنفسها تزيل الردم عنها لتطلقها، بعد الحادثة فى أول منزل لها مع بيجاد قبل أن يُسجّل فى مدرسته الداخلية، كل يوم بلا استثناء كانت ترى الكوابيس، نفس الكابوس يتكرر بطرق مختلفة.

من منظور غريب وكأنها تشاهد فيلم مصور، ترى بيجاد على ساقي والدته غاضب وهي تهدهده.. تبعثر شعره البني الناعم وتقبل وجنته وتقول بصوت حنون:
معلش يا بي بي عشان خاطري المرة دي بابا محتاج يفرد رجله واخواتك أصغر، لكن انت يا قلبي راجل،  المكان ميسعش

ليتبرم وجهه ويتمتم:
مفيش راجل بيقعد القعدة دي يا سناء! 

فيضحك حسام ويتكلم:
وهو عادي الراجل ينادي مامته باسمها يا بي بي؟

ثم يتكلم والده من الخلف:
والله يا حسام يا ابني غلبت معاه، تحس إن لسانه اتولد قبله ب 20 سنة

فعم الضحك فى السيارة ومازال بيجاد غاضب غضباً طفولي ثم رأت تعابير حسام تتبدل من الفرح للقلق ثم الهلع وهو ينظر تجاه مكابح اليد يرفعها بلا نتيجة، فلمحته والدتها وسألته:
في ايه يا حسام؟

فرد وهو ينقل بصره بين الطريق والمكابح بارتعاب خالص:
مش عارف يا ماما.. الفرامل مش بتشتغل...باين معلّقة... مش عارف أهدي...

ذعرت أمها ونظرت للخلف تستنجد بزوجها:
الحقنا يا سيد... إلحق بيقول الفرامل...

فرأت والدها وكأنها تقف من خارج النافذة يمسك المقعد ويتوكأ بالكاد على ساقه السليمة لينتقل بجذعه للجزء الأمامي من السيارة فتنتقل برؤيتها معه تحركا إلى النافذة الامامية وترى محاولاته ليسحب مكابح اليد بضع مرات ولا فائدة، وقال بيأس:
مفيش فرامل خالص.... الفرامل مفكوكة!

يتعالى صدره ويهبط ويناظر زوجته ويكمل:
مفيش حل... لازم نخرج من العربية.. خرجي بيجاد وانا هخرج باسل وبسمة....

فصرخت به هالعة:
أنت بتقول ايه؟

فرد مزمجراً ليعلو صوته على صوت صرير العجلات وتراقص السيارة :
مفيش وقت اسمعى الكلام..  افتحى الباب ارمي بيجاد ونطي.... وانت يا حسام.. إلزم يمين الطريق... عشان ينزلوا برة الاسفلت...

شظايا ثمينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن