54-إني استخرت الله

1.7K 209 45
                                    

سموا الله وصلوا على الحبيب..
متنسوش الڤوت ⭐
بسم الله. ــــــــــــــــــــ

في المنيا تحديدا مركز ابو قرقاص قصر مشيد على آلاف المترات بحديقة غير مزروعة يطلقون عليها «فسحة»  مبني جانبي من طابق واحد يسمى مضيفة،  حوله فدادين خضراء من كل الجهات لا يظهر منها إلا الفراغ فى هذا الليل، وبعض الزروع على مقربة بسبب ان جدرانه  واسواره  ازدانت بالاضاءات والزينة،  كان الزوار ومهنئين يملأون الطريق مشيد مخصوص لأعيان هذا القصر  قاطني مملكة الجوهري كما يطلقون عليها، اتوا من كل مكان فى القرية ومن خارجها، فقد اُعلن ان بِكري عائلة الجوهري سيتزوج رأفة من أرملة ابن عمه شفقة عليها.

مع أصوات الطبل والمزامير من الخارج امتزج بها صوت نواح وعويل من الداخل، حيث تواجدت رقية فى ذات الغرفة التي هربت منها منذ بضعة سنوات، لكن الفرق اليوم ان الحجرة أصبحت ذات سياج معدني فى داخل إطار النافذة،  جلست خلف القضبان تنظر للظلام والظلم يكسوها كلباس فاخر من القهر، لا تعلم ما تبكيه حقا، هل تبكي آلام جسدها وكرامتها التي انفرطت على مسمع حبيبها واخيها.. أم تبكي الفراق والقهر  .. أم زيجتها البائسة من فاقد الأهلية ابن عمها مشالي.. كم زيجة ستُدفع بها دفعا بسبب عائلة الجوهري.

اغمضت عيناها تسحبها شهقات البكاء ونشيجه، تمسك  القضبان في يدها تائهة في بحر هائج من الأحزان لم تشعر بمن دخل الغرفة إلا بعض صدوح ضحكاته العالية وكلماته الساخرة:
تو ما تكوني فاكرة إنك هتعاوديها وتُهرُبي!... الجفص دِه معمولك من يوم ما عملتيها جبل سابج!.. ونجلت منامتي للأوضة اللى چارك... أي نفس عيحصول هنه عحس بيه!

فالتفتت باشمئزاز تنظر له ونطقت:
عايز إيه يا مجد؟

فاقترب منها وامسكها من شعرها يعلقها منه تجاه وجهه وقال بفحفيح تبغ يعمي العيون في وجهها:
أنا كبير الجوهارية... لما تتحدتى معاي عينك تبوس التراب يا بنت السيد!

تأوهت بكتمان ولم ترد فلفظها من يده بقسوة لتلتقطها اريكة من خلفها سقطت عليها شبه جالسة وسمعته يتكلم:
من باكر هناخدك تچددي البطاجة... وبعد 3 أيام هتجعدي مع المأذون وتجولي موافجة... يا كه  يا إما نرچع نشوف مين ابن السويفي دِه!

اخترق التهديد فؤادها كأنه سهم من نار، كانت على حق من البداية كان يعلم أين نامت الليلتين،  لكن كيف يعرف؟... حتى أم مصطفى لا تعرف من كريم ناهيك عن اسم عائلته... من البداية شعورها بالتهديد كان صحيحا، فلم تتمالك نفسها من البكاء الحارق ثم تماسكت وتكلمت بكبرياء مهلهل:
لو وافقت... محدش يقربله!.. فاهمنى يا مجد؟

ضحك ساخرّا ونطق وهو يشعل لفافة تبغ:
ولو ما فاهمتش...كييف رح تتصرفي عاد؟....-ضحك مجددا واكمل ساخر باستفزاز-  تعااماجولك يا به...آنا لو عايز أخلص عليه.... كه  -فرقع اصابعه- هيخلص!

شــــظايـــا ثــمينـــة 《النسخة العامية 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن