الفصل الأول

2.7K 18 11
                                    


الفصل الاول

في تمام الساعة الخامسة فجرًا، استيقظت ران وبدأت تتمطى على الفراش ثم وقفت تمارس بعض التمارين لينشط جسدها ومن ثم توجهت للحمام لغسل أسنانها وبدأت بترتيب غرفتها وترتيب المنزل وبعد ذلك توجهت لدور الثاني حيث مكتب التحريات الخاص بوالدها، لتجد الغرفة في حالة مزرية من شدة الفوضى، لتقول في حالة بؤس من هذه الفوضى:
- يا ألهي ما كل هذه الفوضى! متى يقلع أبي عن الشرب؟! لقد سئمت من هذا.
أخذت ترتب المكتب حيث جمعت علب المشروبات المصفحة وبعدما أنهت تنظيف غرفة مكتب وكالة التحريات، عادت لغرفتها وحين دلفتها، وقعت عينيها على علبة مغلقة لساعة فاخرة _جلبتها مذ شهر أو أقل لعيد ميلاد حبيب فؤادها سينشي_ على سطح مكتبها الصغير المتواجد تحت نافذة غرفتها الصغيرة وقد نسيت أمر تلك الهدية بسبب انشغالاتها.. لتصفع جبينها
- كيف نسيت أمر الهدية؟ حسنًا سوف نرى..
أمسكت هاتفها الملقي على الكوميدينو الصغير بجوار فراشها، قابعًا بجوار الأبجورة، كي ترى تاريخ اليوم، لكنها وجدت بطارية الهاتف قد فرغ ففزعت، لتقل بفزع وهي تركض لتشحن هاتفها:
- يا ألهي لقد نسيت أنني ظللت أتحدث مع سونكو لمدة ساعة ونسيت أشحنه كم أنا غبية
لكن قبل أن تتجاوز عتبة الباب وتخرج عادت لتخطف الساعة وصعدت وهي تتأملها وهي تفكر بين نفسها " هل ستعجبه؟، بل هل ستراه؟!،وأيضًا تتسأل بينها و بين ذاتها و تقول" أين أنت يا سينشي" كان عينيها بهمها مسحة من الحزن والشوق، الحزن على تلك الأيام التي فراقها بها حبيبها والشوق للقياه بينما على شفتيها بسمة أمل.
لكنها وقفت برهة أمام غرفتها، تنظر لهاتفها المفروغ من الطاقة وتنظر للساعة بيدها  ببلاهة وغرابة وسؤال يراودها "ماذا يفعل الساعة في يديها"  تنهدت وهي تضرب جبينها فعادت مرة أخرى لغرفتها حيث خبئت الساعة بأحدى أدراجها و وضعت هاتفها في الشاحن ثم توجهت لغرفة والدها وكونان لتجد أباها ينام بشكل عشوائي حيث أن الغطاء لا يغطي سوى بطنه وقدمه اليمنى كادت تكون في وجه الصغير" كونان" الذي ينام أسفل وسادته بسبب شخير "توجوموري"، أشفقت على حال الصغير من أبيها وهمست مشقفة عليه قائلة:
- المسكين
توجهت له برفق لتيقظه:
- كونان كن.. كونان كن
تململ كونان وانكمش في فراشه واستحكم غطاءه عليه حيث لا يظهر منه شيء فهو تعب للغاية ولم يستطع النوم بسبب خرافات عمه"موري" وأحلامه حول الجميلات.. ليقل بصوت ناعس:
- ران نيتشان أرجوكي دعيني أنام
ترددت "ران" بين تركه لينام و يتغيب عن المدرسة وتعتذر له عن غيابه وبين تذكرها لإلحاحه يوم أمس وإصراره عليها بأن تيقظه لضرورة قصوى لتنفيذ وعده للمتحرين الصغار.. تعواد استيقاظه
- هيا استيقظ.. فأنت من طلبت ذلك.
استيقظ "كونان" بيأس يفرك عينيه كي يطير النوم منهما، لتأتيه صوت ران الدافئ قويًا من عند الباب:
- هيا تنشط وتوجه للحمام لغسل وجهك أسنانك ثم رتب فراشك أرتدي ثيابك حتى أعد لك الفطور
كونان بتثأوب:
- حسنًا.
_________________________________
رن المنبة للمرة المئة مشيرًا إلى السادسة ونصف لتغلقها بيدها الصغيرة ثم سحبتها، لتصرخ فزعًا:
- يا ألهي ستأخر على كونان والرفاق.
لتهب قافزة من على السرير وفجأة تتوقف وتفكر كيف وصلت لسرير فهي كانت في القبو تقرأ بعض الكتب والأبحاث ثم ابتسمت وحركت كتفيها وهي تفكر بأن الدكتور "اغاسا" هو من وضعها على الفراش حين غفت على نفسها. في طول الليل وليالي السابقة كانت تقرأ الكتب ومن بينها روايات شيرلوك هولمز باحثة عن إجابة يجول بخلدها " هل كل من يقرأ لشيرلوك هولمز حقا شخصًا طيب كما أدعى كودو بخصوص سوبارو؟! "، خرجت من غرفتها بشعرها البني الأشعث وثياب النوم وتحت عينيها يقبع السواد الذي يفضح سهرها، لتشعر برجفة تسرى في أوصالها وضغط شديد على صدرها لكن ذلك يختفي حين ترى "سوبارو" الذي يبدو أنه متواجد مذ ساعة وكان يتحدث مع الدكتور أغاسا
قالت بصوت ناعس وهي تتثاوب:
-ما الذي جاء به إلى هنا؟!
ليرد سوبارو برد غير رد :
- صباح الخير سموك
دهش اغاسا وشعر بالحرج أمام سوبارو مما بدر من هيبارة ليقول :
- ما بكِ آي تشان ألا ينبغي عليكِ أن تلقي تحية الصباح
لم تلقي هيبارة بالًا لكلام أغاسا ودارت حيث طاولة الطعام لترى القدر الذي يجئ به دائمًا لكنها تتعجب حين لم ترى أي إناء...لتردف بنبرة ساخرة:
- ماذا؟! لا أرى قدرك معك اليوم. هل من الممكن أن تكون نسيته؟.
ليبتسم سوبارو بدوره ويقول ببرود مستفز ليحرك كتلة الجليد التي أمامه:
- أفهم من ذلك أن طعامي قد نال إعجاب سموك.
لتتغير ملامحها بفعل كلماته المستفزة وبروده وتقترب لدكتور اغاسا وتهمس له بغضب طفيف:
- ما الذي جاء بذلك القرد هنا
قالت جملتها مشيرة إلى سوبارو الواقف على مقربة منها وسمع كلماتها ليقول لنفسه بقهر " قردًا إذًا" وليصعق اغاسا من قولها وليقول مأنبًا لها وهو كاد يفرط من الضحك :
- آي كن هذا عيب السيد سوبارو جائني ليأخذ رأى في بعض الأمور.
في ذلك الوقت سمع دكتور اغاسا صوت كونان والصغار عند الباب عبر الهاتف المعلق على الباب فتوجه سوبارو جهة الباب ليفتح لهم، يلقى عليه كونان والصغار التحية ويجيب بدوره، لكن تأتيه الأسئلة
ميتسو كن:
- سوبارو سان لم أنت هنا؟!
- اتيت لرؤية الدكتور واستشارته في بعض أبحاثي الخاصة بدراستي
لكن كونان ابتسم له بابتسامة ذات مغزى ليرد عليه بنفس الابتسامة.. بينما قال أغاسا موجهًا كلامه للأطفال :
- يا صغار هل تناولتم فطوركم
ليهتفوا بنعم
و ليسأل كونان عن صديقته هيبارة التي لم يراها وليجيبه أغاسا:
-إنها في دورة المياه سوف تجهز. وأنا سأعد لها الطعام
- يا حبيبي سنتأخر عن المدرسة. غريب فهيبارة فتاة نشيطة وليس من عاداتها الاستيقاظ متأخرة. هل من الممكن...؟!
كان كونان يظن أن هيبارة تعمل على مضاد العقار لكن يأتيه صوت ايومي :
- ممكن ماذا؟!
- لا لا شيئ مهم
يتوجه الأطفال لداخل منتظرين هيبارة بينما كونان وسوبارو يتسامران لتخرج هيبارة لهم أنيقة كعادتها مرتدية قبعة سوداء وقميص أسود وبنطال جينز رماديًا ليثير أعجاب الجميع من بينهم سوبارو الذي يهمس بدون وعي:
- تبدو أنيقة تلك الفتاة الملتحفة بالسواد
ليصفر ميتسو وتهتف ايومي :
- آي تشان تبدين جميلة بالأسود
ليردف كونان :
- حقًا الأسود يليق بها
ثم ستدار لسوبارو وليقل بمكر وخبث:
- لم أكن أعلم أنك مائل للصغيرات
ليتفاجئ سوبارو ثم ينزل لمستواه:
- يا فتى!!
- أتعلم أن هيبارة كانت تود تراك كآكاي
دهش سوبارو لما سمعه:
- حقًا متى ذلك؟!
- أتذكر حادثة كير
ليقول سوبارو حين تذكر:
- أي أذكر، ما به؟!
ليشرد كونان في الفراغ وهو يقص على سوبارو ما حدث في ذلك اليوم حيث كان كلا من هايبرا و كونان يسيران بجوار بعضهما وأبدت هايبرا رغبة في رؤية المدعو آكاي التي تسمع عنه لفضول ينتابها
- لدي فضول أن أرى ذلك المدعو آكاي
ليرد كونان بإندهاش:
- حقًا
ثم يشرد في التفكير في كلام جودي وجيمس وكاميل و يتحدث لنفسه " ماذا لو علمت أنه الشخص الذي تسبب في موتها".
أصاب تأخر رد كونان ريبة هايبرا حول آكاي وظنت به الظنون لتصرخ بفزع:
- اهو مائل لصغيرات ؟.
- ماذا ؟!.
- يبدو أنه مائل لصغيرات!. ياله من منحرف!!.
ليقهق سوبارو مما قصه عليه الفتى الصغير حول تفكير تلك الفتاة حياله، بصوت مسموع شد انتباه هايبرا و الصغار.. لتردف هايبرا بسخرية:
- حتى القرود تضحك
لتردف أيومي باستفهام:
- قرود؟!
________________________________
أثناء شرح الأستاذة" كوباشي" وتجاوب الفصل معها إذ بصوت هيبارة الصارخ قطع ذلك الشرح.. لتقل هيبارة بإنفعال من طلب كونان لها:
- ماذا قلت؟!
ألتفت كونان حوله ليجد جميع من في الفصل ينظرون إليه من بينهم " كوباشي" التي بدت عليها أمارات الانزعاج، شد كونان هايبرا من يدها كي تجلس، قائلًا:
- هاي صوتك مرتفع.
خرجت هايبرا من طور أنفعالها ونظرت حولها وشعرت بالإحراج بينما سألت "كوباشي" بإنزعاج بين:
-هايبرا سان، لِمَ أنفعلتِ هكذا؟! أهناك أمرًا ما؟!
شعرت هايبرا بحرج حيال معلمتها التي تشرح بجد فاعتذرت منها ومن باقي زملائها ثم نظرت لكونان بغيظ مكظوم، تعض على أسنانها من الموقف الذي آلت إليه بسببه.. لتقل بهمس وغيظ مكظوم له:
- أتريدني التنكر على هيئتك مرة أخرى أم نسيت أنني تنكرت على هيئتك لأخرس شكوك حبيبتك فتاة وكالة التحري تلك!! أسمع لن اتنكر على هيئتك ابدًا.
ظل يلح عليها ويترجها بأن توافق معللًا:
- اليوم هو عيد ميلادي.
لتنظر له مستفهمة وليتابع هو قائلًا:
- اليوم عيد ميلادي كسينشي و كونان، ففي الحقيقة أخبرت ران أني بصفة كونان ولد في نفس يوم سينشي.
- متى ذلك؟!
- لا أذكر، لكن أتتذكرين قصة بيضة الذكريات؟!
- اممممم نعم أتذكرها.
- في ذلك اليوم وبدون وعي مني بوحت بيوم ميلادي، فران كما تعلمين أي شيء  يخص سينشي..
قاطعته هايبرا وهي تتنهد وقالت :
- فهمت أنت تريد إبعاد شكوك ران عنك وتريد مضاد العقار هذا صحيح؟!
- هذا صحيح
- أنا أرفض
- ما بكِ انقلبتي فجأه كنت على وشك الموافقه
لتردف بإنفعال :
- اتعلم كم مرة تأخد فيه العقار؟!
أخذ كونان يعد على أصابعه لتأتيه الجواب منها:
- حوالي سبع مرات أتعلم أن جسدك يكون مناعة خاصة أن هذا الدواء هو صورة أوليه أحاول صنعه من مشروب بيكارو.
ليجيب كونان بسؤال تعجب:
- وماذا في ذلك؟!
- ماذا في ذلك؟، هذا يعني يا سيد هولمز إن إذ توصلت المضاد العقار النهائي فقط لا يؤثر على جسدك نهائي.
- إذن ما العمل؟ أرجوكي يا هايبرا ساعديني؟!
- لا يعني لا.
- سأفعل أي شيئ تطلبينه مني
ترفع حاجبها بتفكر لتبتسم بمكر.. قائلة :
- أي شيء
هز رأسه بنعم لتقول هي مستغلة الفرصة الأتية على طبق من ذهب:
- أريد البوسترات الخاصة بهيغو كمان مدلياته التي عليه دميته وأن تعزمني في مطعمه المفضل وأيضا أريد تلك الحقيبة الصغيرة التي نزلت آخر صيحة من قبل أسبوع وتأخذني لمدينة الألعاب، أما كل هذا أو أنسى الموضوع برمته
همس كونان لنفسه قائلًا:" يا حبيبي وقعت في فتاة جشعه" لتسمعه وتردف قائلة:
- ماذا قلت؟
- لا شيئ لكن غريب لِمَ تودين الذهاب لمدينة الألعاب فعلى علمي بك لا تهتمين بمثل تلك الأمور.
شعور غريب انتبها في تلك اللحظة كأن شعور ندم حيال طفولة سُلبت منها مذ زمن فهي لم تحيا كبقية الأطفال من قبل وترغب أن تجربه.. لتردف قائلة بنبرة يشوبه الأسى :
-أود أن أجرب شعور الأطفال وهم يلعبون.  أعلم أني لست طفلة كشيهو ولكن كهيبارة فأنا طفلة.. وهذه فرصة لي.
شعر كونان بالألم الذي يجتاح هايبرا ليضع يده فوق يدها ويردف بابتسام :
- لك ذلك.
- حسنًا تعال اليوم قبل غروب الشمس سأجري عليك تحليلات لأعرف مدى قوة جهازك المناعي ضد الدواء ومن خلالها سأعرف هل سأجري تعديلات على المضاد ام لا على العموم صنعت عقار المفترض يمتد لأسبوع.
حك كونان أنفه و سأل بتوجس:
- أخبريني هل ستسحبين مني عينة دم.
ابتسمت بدورها فذلك الفتى الشجاع له نقطة خوف، نظرت له كمن يتصيد نقاط الضعف، وسألت بنبرة فيه بعض من المكايدة:
- أتخاف من الحقن؟
توقفت برهة وهي تترقب ملامح وجه التي انكمشت من الخوف لمجرد التخيل، لتقل بنبرة تغيظة:
-نعم سأفعل ذلك.
تلك الفتاة تبدو عليها الاستمتاع من استفزاز ذلك الفتى الذي قفز من مقعده كالقرد فجأة وكاد يسقط بالكرسي وقال مفزوعًا:
- مستحيل.
أثار ذلك غضب " كوباشي"  لتردف بغضب :
- كونان كن.
ليلتفت كل من هيبارة وكونان بذعر للأستاذة ليجدها تشتعل غضبًا.. لتقول أيومي:
- مخيفة
ليرد كونان :
- معك حق..حقًا مخيفة.
بينما هيبارة تتوارى خلف حقيبتها:
- ما العمل؟!
ليوجه ميتسو اللوم لكونان:
- أنت السبب في ذلك وعليك الاعتذار.
بينما جيينتا قال وهو يقلد كونان الذي كاد يسقط:
- أهذا وقت اللعب؟!
توجه كونان بخطوات عثرة اتجاه " كوباشي" داعيًا ألا تصب جم غضبها عليه، لكن ما أن وصل إليها حتى وجدها تبكي من فعلتهم كأنها تلعن اليوم الذي فكرت أن تدرس لأطفال مثلهم.. لتردف المعلمة بنحيب:
- ما كان علي أن أختار مهنة التدريس وخاصة لأطفال
لتأتيها صوت هيبارة البارد وهي تتثاوب:
- إذن تزوجي من ذلك الشرطي وأمكثي في البيت على رعايته ورعاية الأسرة.
لتتحول حال "كوباشي" من إحباط لحماس وأمل
- نعم هذا سأفعله
ليأتيها صوت هيبارة المصنوع من الثلج :
- لكنك ستنجبين أطفالًا. وأنتِ تعلمين ما يعني هذا؟!.
شعرت أن دلو من الماء المثلج سقط على رأسها على حين غرة منها وأخذت تتخيل حياتها مع "شيراتوري" ولحظاتها مع أطفالها وصراخهم وما إلى ذلك.. ليخرجها صوت هيبارة :
- أرى أن تكملين في التدريس على الأقل لن نكون أكثر إزعاجًا من طفل صغير.
شعرت "كوباشي" إنها تلقت ضربات عدة طرحتها أرضًا.. ليقول كونان:
- أوي أوي ها أنتِ
لتعلق أيومي:
- آي تشان أنتِ قاسية
لترد هيبارة ببرودها المتعارف :
- حقًا.. أليس ذلك الحقيقة.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن