الفصل الرابع و الثامنون الجزء الثاني

235 7 8
                                    

كانت ظلمة تغشي سماء المدينة مما تسبح في الظلام ورغم ذلك فالمدينة مستيقظة حيث شوارعها يغمرها أضواء شتى.. وتعج طرقاتها بحركة السير التي لا تهدأ ولا تكل.. خرجت من الحمام بعدما أخذت دشًا دافئًا ولفت جسدها بمنشفة كبيرة وشعرها الأصهب يتقاطر منه قطرات صغيرة تسلل لرقبتها وكتفيها مثل الخيط، تسكن في شقة لا بأس بها تكفى لفرد واحد قد ابتاعها لها بيدرو بعدما تشجار مع هيلين حين لاحظت الأخيرة اهتمام بيدرو بها.. تشعر هيلين بمقت نحوها رغم علمها أن تلك الصهباء ما هي إلا نزوة ولها أهمية لدى بيدرو كونها أنها عضوة في المنظمة السوداء رغم ذلك تمقتها واصرت على بيدرو أن ينفيها بعيدًا عنه ولانه لا يود خسارة هيلين وتجنب غضبها امتثل لقولها واشترى لسلينا بيتًا متواضع في أحدى ضواحي مانهتن.. لم تغضب منه ولم تسأله عن سبب فعلته هي تدرك مقامها تدرك مجرد امرأة يأتيها حين يكون على خلاف مع هيلين، يفرغ غضبه فيها وتدرك سبب ابقاءه عليها ولماذا انقذها بعدما كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة في ذلك المكان النأى الموحش.. فني وسيلته للانتقام من جين فقط تعلم مدى مقته لجين وبغضه لبلموت لكنها تجهل السبب... لم تحبه يومًا قط بقدر إنها تعودت عليه ذلك لأن قلبها قد أحب رجلًا آخر أحبته مذ رأته أحبته حين لمحت ضيفه يسير خلف جين في أحدى مقرات المنظمة كانت ذلك أول مرة تراه فيه دون أن يرها هو فأعجبت به رغم أنه بدى باهتًا بعض الشيء وفهو هادئ لدرجة أنك لا تشعر به على خلاف صديقه الأشقر الذي كان له حضور... علمت انه مستجد في المنظمة وكل مرة يتسنح لها الفرصة الإلقاء نظرة عليه حتى أخذت تبحث عنه وحوله وعلمت انه جاسوس الشرطة السرية وتسلل للمنظمة فمحت معلوماته وحجبتها لا تدري لِمَ فعلت ذلك سوى فعلت ما أملاه عليها قلبها رغم أن وشت به للمنظمة سترتقي درجة وربما رأت لا حاجة لها للارتقاء فهي من الأعضاء المميزين فالأعضاء الذين يعملون تحت يد بير أعضاء مميزون ويسمون بالجيل الثاني للمنظمة حيث انهم صغار ويتم التخلص من أهاليهم كي يسمحوا لأطفالهم بالنمو داخل المنظمة وبين أحضانها وكي يسقونهم تعاليمهم ويزرعون فيهم ولائها بداخلهم... دارت سيلينا توجهت نحو تسريحة صغيرة لا بأس بها وجلست على الكرسي الصغير تتمعن النظر في وجهها الأصهب ذو الملامح الاسيوية قد ورثت ملامحها من والدها اما لون شعرها والنمش من أمها الايرلندية..نهضت ليس بشكل كامل بل وقت نصف وقفة ومالت بجذعه متكأة بذراعها الأيسر على التسريحه بينما تمد ذراعها الايمن نحو عالقة متمسمرة على الحائط بجوار التسريحة وسحبت منشفة صغيرة لتجفف شعرها.. وهي تتأمل ذاتها وما ألت إليه خرجت من منظمة لتدخل منظمة آخرى وكأن عالم الجريمة هو ملعبها وليس لها سوها.. لم تقتل احدًا ولكنها ساهمت في قتل الكثير وكشفت الغضاء عن الكثير بعملها كهاكر وكانت على مستوى خاص في ذلك الهكر فكان يطلق عليها الهكر الأسود أولئك الذين يقتحمون عالم الديب ويب كانت تستغل ذلك اسوأ استغلال  تبتز كل من تخترقه وتكره على الانتحار.. كان بير يعتمد عليها وعلى ريكا ذلك الوحش الكاسر الذي ظهر بعدما نقلت شيهو للعمل تحت يدي جين او بالأحرى بعد ظهور ذلك القناع الذي لا يعرف أحد متى ظهر ومن صحابه لكن كلتا الفتاتين قد قتل على يديهما الكثير ويديهما منغمستان في الدماء سواء كانت هي التي بجانب انها هكر كانت لديها دراية بعلم النفس والامراض النفسية وكيف كانت نجعل ضحاياها هم من يلقون بأنفسهم للهلاك والموت وكأنها شيطان وسواء ريكا التي كانت تقتل بلا هوادة وبشكل ألي دون ان ترف لها جفن وتقتل دون توقف حتى يعطيها بير الأمر بالتوقف... أنهت من تجفيف شعرها وقفت مزاحة الكرسي للخلف ثم توجهت لدولاب الصغير وهي تفك المنشفة وتسمح لها بالتحرر عن جسدها الذي يبدو شفافًا وأبيض.. ليظهر على منتصف ظهرها وعلى أعلى كتفها الأيمن وذراعها الأيسر وأيضًا خلف سمانة رجلها الأيسر المقابل لذراعها الأيسر أفعى بيضاء فقد صارت جزء من عصابة الأفاعي البيضاء..سحب ثوبًا خفيفًا وارتدته على مضض ومن ثم توجهت نحو الكوميدينو المجاور لفراشها.. جلست على الأرض مفترشة وبرودته تغزوها ولا تبالي فقط فتحت أخر درج في الكوميدينو و من ثم فتحت درج سري وأخرجت منه علبه سوداء طويلة ورفيعة فتحتها لتنظر بداخلها ولاح على شفتيها بسمة شوق ولانت نظرتها وهي تنظر لتلك السلسلة التي على شكل دمعة عين تلمسنها بيدهاظ
برفق واشتياق كأنها تتلمس صاحبها.. فكانت تلك هدية منه من ذلك الشاب الذي أحبته... هيروميتسو.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن