الفصل الثامن و الثامنون الجزء الأخير

316 9 23
                                    

دلفت معه لصدر البيت تعتريها شعورًا غريب من حالة السكون المغلف و الظلمة المنتشرة بالداخل، حاولت أن ترهف السمع لكي تسمع صوت همساتهم لكنها فشلت نظرت لأخيها كي تستشف منه أي شيء هي لم تعتاد على صوت المفاجئات، حثها سوبارو على التقدم فتقدمت وما أن جاوزت عتبة البيت و دلفت حيث الصالة أذ بصوت المفرقعات تفرقع مرة واحدة مما جعلها تنتفض فزعًا كطفل سارح او شبه نائم ففزع من صوت تصفيق عالي وجابت بعينيها المكان المظلم لكن كان هناك أضواء من ذلك العرض السحري حيث برزت كلمات مضيئة حولها فيها جمل معايدة واصوات تهمهم حولها وتناديها، ضغط أحدهم على قبس النور ليبدد الظلمة ويجهز عليه مرة واحده، يداهم عينيها فيرغمها على غلقهما... ثواني واعتادت الضوء وفتحت عينيها ببطء وما لبث إلا أن فتحتهما على اتساعهما غير مستوعبة ما ترى الجميع متأنق يرتدي ثياب تليق بحفل زفاف عدا صاحبة الحفل ترتدي ثياب مدرسية قبعة لا تليق بها فوق ذلك الثياب غير مهندم... فاغرت فاها بدهشة وعجز لسانها عن النطق وهي تتفحصهم بعينيها ففي الصباح حسبت الجميع نسوها حتى يأست وكانت ستفعل مثل كل مرة تشتري قالب جاتو و تذهب لأمها وتحتفل بيوم والادتها برفقتها، كادت أن تنطق لكن أخيها شوكيتشي اقترب منها لثم جبينها واتأملها برهة تلك الصغيرة كبرت، يتذكر كيف كان يلاعبها حين كانت طفله ذات اربع سنوات حينما كانت تأتي أمه لزيارته في منزل هانيدا، فشوكيتشي كان امتداد لكوجي و امتداد له فكانت عائلة هانيدا ترعاه وبالاخص ان عمل أمه يتطلب منها التنقل فوجدت ان تضع ابنها بين عائلة هانيدا امانًا له، بالتأكيد لم تنسى دورها كأم فدائما تتواصل معه و تذهب لها وتأتي به ليعيش معها ففي تلك الفترات كان يعتني باخته الصغيرة والتي تعلقت باخيها الأكبر بعد اول لقاء بينهما على شاطئ إنجلترا حيث سعت بكل جهدها لتنزع ضحكة من على شفتيه لكن أتى الساحر ذاك الكودو كما تناديه استطاع دون قصد ان يجعله يقهقه مما دفعها تناديه بالساحر.. ابتعد شوكيتشي عنها وقال :
- وانت بخير أخي

في تلك اللحظة توجه سوبارو نحو البار الذي عليه مشروبات و عصائر، بينما هي رددت بارتباك ومازل عينيها تتطلع لثيابها:
- وانت بخير أخي
نظر لها بتعجب فردف بتساءل:
- ما بك
كادت الفتيات يذهبن إليها لكنهن منعن حالهن حتى ينتهي شوكيتشي ويتنحى وهن يراهما يتهمسان.. اشارت سيرا نحو ثيابها وهي تبلع ريقها واجابت بخجل :
- ثيابي غير ملائمة و إيضًا متسخة بعض الشيء
رغمًا عنه اعتلى ثغرة بسمة ساخرة رافعا حاجبيه، يردف مستنكرًا:
- لم أعلم أنك تهتمين لمثل تلك الأمور
زوت شفتيها و ردفت بضجر ضفيف:
- ماذا تظنني، بالمناسبة انا فتاة بالتأكيد شكلي يهمني
وقف بجوار و وضع يده على كتفها ودفعها لتقف بالمنتصف قائلًا:
- لا عليك
لتسير معه مرغمة فهي ودت لو تتأنق و بينما هي تسير بتؤدة و رتابة، تفحصت عينيها وجه الحضور والدتها التي تنظر لها بحبور بالتأكيد ستأجل ملف التحقيق حول حبيبها فيما بعد لقد اتمت صغيرتها الثامنة عشر من عمرها بالتأكيد ستقع في براثن الحب والغرام، وجهة تلك المتقلصة التي من لأخر تختلس نظرات لأخيها الذي بجوارها لكن يفصل بينهما مسافة كونان الذي كان من حين لأخر يطالع ران دون أن تراه رغمًا عنها ندت ابتسامة على وضع الثلاثي المتقلص، ثم ألفت وجه صديقاتها ران و سونكو اللتان قابلتهما في أحدى الباصات وادار بينها وبين ذات الشعر طويل معركة قتالية بعدما ظنت سيرا متحرشًا و تتذكر ايضًا انها تقابلت مع كازوها في أحدى القضايا و أوكو تعرفها فهي كانت طالبة جديدة وبدأت الآن في الانصهار مع المجموعه لكن وجه اوكاكو جديد عنها أخذت تتفحص الجميع وتبحث عنه دنت منها ران حيث فهمت أن سيرا تبحث عن ضالتها وقالت لها :
- لا تخافي فهو يعد لك هدية خاصة
نظرت لها بعدم فهم لتستطرد ران :
- ساعة و سنتولى انا و البنات تجهيزك ايتها الأمير
انهت جملتها بغمزة مما جعل الأخيره تطرب فرحًا ويحترقها الشوق ولهفة لهدية أمورو

لم تندمج هايبرا مع أجواء الحفل بل تابعت عينيها الخضرواتين تحركه الهادئ هو ليس مثل الأخرين الذين يهرجون ويمرحون هنا، هو مختلف رتيب يتابع الحفل بنظرات تجول المكان وتجوبه واقفًا عند ذاك بار القهوة، لم يشارك سوبارو في الالعاب التي يلعبونها الشباب فقط يراقب كرجل تخطى الاربعين لا تدري أهو رزين أم هدته الزمان.. رغمًا عنها ندت عنها ابتسامة على ثغرها ألتقطتها عيني ميري التي كانت تراقب وضع أولادها شرود عيني ماسومي وتلك النظرة التي كانت من حين لأخر تتفحص المكان كأنها تبحث عن شخص ما وابنها شوكيتشي الذي لم تترك الابتسامة المنشكحة وجه وهو مع يومي التي حضرت حفل ميلاد اخته وقد استئذنت كي تحضر لحفل الميلاد وغطت ناكو سان محلها، وتلك النظرات المرسلة بين ابنة اختها وابنها الأكبر... أدخل سوبارو يده بجيبه واخرج علبة سيجار و سحب نفسه متجهًا للغرفة التي كان يسكن فيها كي يشعل سيجارته وهي تتبعه بنظراتها رغبت أن تجد وسيلة لتترك الصغار و ماري كي تدلف له.. بينما هو دلف للغرفة أخذت عينيه تسافران في أرجاء الغرفة مازالت تحتفظ بكل شيء كما تركها رغما عنه مشى سبابته على أحدى أثاثها وفركه ليتفاجأ أنها نظيفه فعلم انها مازالت تهتم به.. لم يشعل بعض سيجارته توجه نحو التسريحة وتتطالع لشكله الثاني شكل سوبارو متنهدًا وهو يتذكر كلام أخته بأن اذ علمت من الخارج قد يؤول الأمور لسوء وتتركه رغما عنه قبض يده وقربه لصدره حيث قلبه القابع، ليس لديه الجراءة في أخبرها ليس عنده استعداد ليواجه دموعها الذي سينهمر من مقلتيها فدموعها كسكاكين تمزق نياط فؤاده..سحب نفسه وقف امام النافذه التي يترامى منها ضوء القمر، وقف وضوء القمر قد انتشر على وجه مضيفًا له ملمسًا خاصًا، وضع سيجاره بين اصبعيه وقربه لشفتيه حتى لثمها وكاد يشعلها لكن رغمًا عنه ألتفت نحو الباب متخيلًا أنها ستأتيه تحدجه بنظراتها وهي تقول بتهكم "لا احب اراك ان تدخن هنا" كما في مرتها الأولى حين أتى لعيش هنا لفترة من الزمن كي يترك سينشي على راحته، يتذكر ذلك اليوم و يتذكر كيف صعدت على جسده كي تنزع سيجارة ما بين شفتيه حتى جسده لم ينسى.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن