آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا)

الفصل الرابع و الثامنون الجزء الأخير

كان هيروميتسو يقف بمحطة "ميا" ليرحل من ناغويا خالي الفواض؛ لم يكن لديه القدرة على مواجهة أخيه الأكبر كومي وكشف نفسه أمامه بشكل مباشر وبسيط، بدى أنه كان يصارع لأجل كشف هويته وكأنه ينازع لأجل أن يظفر بالحياة. على رغم أنه حي إلا أنه ميت بالنسبة لكل من حوله عدا شخصين هما أكاي شويتشي الذي هو بدوره يعد ميت مثله وصديقه ري فوريا ذلك الأشقر الذي كشف هيروميتسو نفسه أمامه. ظل عيني هيروميتسو ترقبان حركة الناس بصمت في تلك الدقائق القلائل أو بالأحرى هي تمثل المراقبة بينما عقله شارد في لحظات عجزه.. كاد يوشك أن يخبر عن نفسه حين ألتقاه صدفه بقلعة ناغويا..فهناك حدثت جريمة قتل و ساعده هيروميتسو بحلها متحججًا بأنه رجل فضولي يعشق حل ألغاز مما دفع كانسو يقول بتهكم وهو يمضغ خلة أسنان :
- ينقصنا هذا الرجل بدوره.. ألا يكفينا من الفضوليين
ثم أحدجه كانسو بنظرة تفحصيه وقف قابلته بشكل يبعث على القشعريرة :
- أيها الرجل لا تدخل بعمل الشرطة
قالها وهو يسحب بطاقته من جيبه.. وقرأها :
- أيتاشي هيرو.. ٢٧ سنة... محاسب حر.
ثم أضاف كانسو وهو يكز بين ويحدجه بنظرة ساخرة:
- أهتم بعملك وأذهب من هنا هنا ليس مجالًا للعلب
كانسو رجل عنيد يبغض من يتدخل في عمل الشرطة لكنه ليس بقدر الأخ الأصغر ليكيموزو، فهو يقدر ذكاء موري أو بالأحرى الصغير كونان الذي يراه طفل عجيب قادر على كشف أدق تفاصيل وتوجيه ضفة الشرطة إلى تلك الأمور ولا ينكر ذكاء هيجي وحماسه، لكن هذا لا يعني كل من هب ودب يسمح له بالتدخل.. بينما كومي لم يوليه أي اهتمام على رغم تلمحاته ساعدتهم في قطع شوط كبير في حل القضية، أما يوري فقد استلطفته شعرت نحوه بنوع من لطف، أحست أنه يشبه شخص، خاصة. إيماءته وطريقة نظرته... لتقول بينما كان هيروميتسو يتفحص مسرح الجريمة متجاهلهم ومتجاهل كلامهم:
- ذلك الرجل أشعر بأنه يشبه شخص ما
لم تتقابل قط يوريهارا مع هيروميتسو ولم تراه قط سوى من خلال الصور الذي كان يرسلها لأخيه، لكنها كانت تقصد كومي فهيروميتسو يشبه أخاه في هدوءه.. ليقول كانسو:
- يشبه المتعجرف كومي خاصة حين يبدء بحل الفضية
اجحظت عيني هيروميتسو وخشيَ من كشف حقيقته على الملاء فتلك مصيبة، لكن لم يكن أحد لاحظ جحوظ عينيه... بينما قال كومي بنبرة عميقة:
- لست الوحيد الذي أملك هدوء في ليست سمة خاصة بي.
أفاق من شرودة على أثر سماع صوت سقوط، فالتفت ليجد طفلة مشاكسة منكفأة على وجهها يبدو أنها كانت تجري و تلهو و والدتها خلفها تجري لاهثة تصرخ كي تتوقف عن الجري.. أنهضها هيروميتسو ونفض لها ثيابها معاتبًا إياها قائلًا:
- هذا ليس مكانًا للعلب.
في تلك اللحظة مسكتها أمها ونهرتها من شدة خوفها والدموع تسقط كالطل من عينيها:
- ألم أخبرك لا تركضين بهذا الشكل ماذا يحدث أن صار لك مكروه
ثم ضمتها بقوة لصدرها.. هنا تذكر هيروميتسو طفولته في ذلك اليوم المشؤوم.. حين أخفته أمه في مكان داخل المنزل، أخفته في دولاب صغيره وهو تطلب منه بأعين محمرة من كثرة الدموع التي تنسكب من عينيها وهي تطلب منه الاختباء وكتم أنفاسه كنوع من اللعب ولكنها أرادت حمايته من أولئك المجرمين، حتى انه يتذكر ضمها له وكيف احتضنته في أخر حضن كان بمثابة وداع لتقتل على يد عصابة.. سعى لأجل البحث عنهم والانتقام منهم أن يدخل أكاديمية الشرطة وينضم لأعجب مجموعة فيها ولتكون بداية تسلله لمنظمة تعمل تحت استار الليل وتتحرك مثل الشبح وكأن لا وجود لها وتنتهي بموته منتحرًا كي لا تمسكه المنظمة حين أدرك أن المنظمة كشفت حقيقته.. وصل للقطار لكن قبل أن يدلف أذ به يسمع صوت أخيه يتحدث عبر الهاتف يقول :
- كل ما أعرفه أسمه زيرو.. لابد أنه يعلم أي شيء بخصوص أخي
لولا حركه الدفع والعجلة لكان ذهب له، وطلب منه ألا يعرض نفسه للخطر ولكن نفس الوقت لا يملك حق الذهاب إليه فهو غريب عنه.