الفصل التاسع والثامنون الجزء الأول

417 10 30
                                    

ترك آمورو سيرا حيث كانت تجلس على سور مبنى شاهق وهي تتدلى قدميها للخارج، متحججًا بأن هناك أمرًا في غاية الخطورة والاهمية يتوجب عليه الوجود فيه ليتركها ويهبط عبر السلالم بدل من المصعد الذي كان خارجي ومصنوع من زجاج مقوى شفاف، فهو دائم التوجس من الأماكن المكشوفة خاصة وهو برفقتها، دائمًا حريص على حمايتها وهو معها، لن يسمح بضر يمسها، كان نور الغروب يتسرب من النوافذ و يترامى مفترشًا على دراجات السلم، ضوءا خافتًا، نزل قدر كافي من السلالم ثم التفت إلتفاته بسيطة للخلف كأنه بتلك الإلتفاتة يطمئن عليها، مد يده اليمنى بجيب بنطاله الخلفي وذهب لقسم الرسايل، وبسرعة كتب رسالة لشخص ما، كتبها بسرعة اقل لحد ما من سرعة صديقه ماتسودا.. ثم توجه لقسم الإتصالات و اخرج رقمًا دقه، يعلم ان صوتها سيأتيه خافتًا حذرًا خاشيًا أن الغربان تسمعها.. كانت ذلك كير التي هاتفها كي يعرف منها هل المنظمة تراقبه أم لا، فأخبرته أن أعضاء المنظمة مشغولة بالهدف الجديد ولم تنسى أن تذكره يجب أن يكون متواجد في لحظات الأخيرة من الخطة، فأكد عليها أنه سيكون متواجد وتستمر في تغطيته، وصل للباب الخارجي بعد أن انتهى من نزول السلالم، قد اعتاد على ذلك كونه رياضي، فقد شعر بأن قميصه قد تعرق، ما أن خرج لشارع بدأ ينظر يمنة و يسرى من باب الحيطة، سار بعض خطوات ثم مال لشارع جانبي يخفي فيه سيارته، فصعد سيارته وقادها تحت ذاك الغسق الذي غشيَ المدنية، توجه لشقته وأخذ دشًا سريعًا بعدما انتهى من أخذ دوشًا باردًا كي ينعشه عاد لسيارته وركب فيه، أشغل أغاني ذات إيقاع سريع وهو يدندن مع الأغنية، وقف عند ذلك المبنى الذي به ذاك المطعم  الذي شهد على بداية حبه لها خاصة داخل مصعده لم ينسى ذاكرته حين كانت تنتفض رعبًا وخوفًا كالعصفور المفزوع عندما توقف الأسانسير فجأة، ليجدها تتمسك بها وهي فزعة وهو يسعى كي يبث فيها الأمان فتلك لحظة دق قلبه لها ونبض اول نبضة وارتبط بها، دلف المبنى ومن ثم دخل الاسانسير وضغط على دور المطعم فتح باب المصعد أمام المطعم ليتوجه لطاولته، كانت نفس الطاولة التي تشاجر عليهما، حيث جلست في طاولته بالخطأ وهي تنتظر الشاب الذي ستواعده حينها، ألتمس خشب الكرسي التي كانت تجلس عليه، بالتأكيد جلس غيرها عليه لكنه مازال يتذكر مقعدها لاح منه ابتسامة وهو يتذكر ذلك اليوم وطريقة حديثها الأقرب لشجار، دائمًا كانا يتعاركان، اشتاق لتلك الايام معها.

(المشهد صغير جدا عارفه وبعتذر منكم)

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن