الفصل السابع و الثامنون الجزء الأخير

198 9 28
                                    

يروق لها ذاك المنظر حيث البنايات بدت متوهجة و الشمس تتواري خلفهم.. قطمت قطمة من ساندويتش البرجر الذي أعد لها خصيصًا لها وهي تلوح بقدميها العاريتين في الهواء يفصل بينها وبين الأرض قرابة ١٠٠ متر ربما أو يزيد، مشمشرة ساعدها فهي خلعت الجاكت وبقيت بالقميص و الجيبة المدرسية.. أخذت تلوك القطمة وهي تستطعمها بتلذذ وتحاول تشعر بكل مذاق في فمها.. ذلك البرجر الذي تعشقه بالتأكيد تعشق طبق الرامن وبالأخص من ذلك المطعم.
- يبدو أنه نال أعجابك
قالها آمورو و هو يتأملها بينما تنهم شطيرة البرجر بتلذذ.. كانت هي تتأمل السماء المحمرة والطيور التي تحلق فوقها ذاهبة لأعشاشها و الشمس التي تودعهم كي تذهب لخدرها بينما هو يتأملها يتأمل ابتسامتها و طريقه أكلها.. كان هناك على جانب فمها بقايا من الصوص فمد يده.. بينما هي تقول بنوع من الحماس :
-  نعم لذيذ
ارتبكت حين رآت يده تقترب منها وسكنت لوهله ليمسح لها تلك البقايا لتشعر بالاحراج منه فهي أحست أنها طفلة صغيرة.. عادت تتأمل المنظر من عليين.. بينما هو أخذ يأكل في شطيرته الخاصة، وبينما هما كذلك كان اصدقائهم يعدون لها مفاجأة عيد ميلاد، ظلت تحرك في ساقيها واخذت تزيد من سرعتهما، تفكر هل سيعيدها ام أنه لا يعلم بعيد ميلادها، ودت أن تخبره بعيد ميلادها لكنها رغبت أكثر أن تسأله عن مشاعره نحوها خجلت، بينما هو كان يرسل رسالة لشخص ما.. أخذت شهيقًا ثم زفرته وقالت كمن يبحث عن منفذ للحديث:
- أخبرني
نظر لها وقال:
- أه
صمتت وتورد وجنتيها بينما هو أخذ يتأمل زيتونتيها اللتان كانتا تبوحا بكل شيء  تلك النظرة التي تطل منه سؤال سؤال يرغب هو بجواب منها هل هي تحبه ولكنه يخشى أجابتها.. يخشى بالفعل أن تكون أحبته، يخاف ذاك الكابوس، يخاف أن بدل يحتضن جسدها كزوج وحبيب، يحتضنه وهي مصبغة بدمائها، يخاف أن تسأله هل تحبني فيكون الجواب نعم، ويصبح ثقلا عليها وتصير هي نقطة ضعفه.. ورغم أنها ودت تسأله ذاك السؤال لكنها قالت بسرعة وبلاهة:
- كيف صنعت تلك الشطيرة
أدبهل للحظة من سؤالها
- ماذا؟!
- هل تمانع ان أكون شريكتك في القضاء على المنظمة؟!
نطقت بذاك السؤال الذي بدى كصفعة قوية على صدغه وهي تنظر أمامها، ظل مصدومًا من طلبها وصورة جسدها الذي رأه في الحلم يلوح له، هل تتعجل موتها...كاد أن يلفظ بالرفض لكنها سبقته قائلة:.
- لقد حصل في عائلتي أمور كثيرة بسبب تلك المنظمة،فقد أبي ولا أعلم هل هو حي أم ميت لكن كل ما أعلمه أن كان يطارد تلك المنظمة وقتما كان يحل قضيه هانيدا كوجي
سكتت برهة وهي تبتلع تلك الغصة وهو يتأملها بصمت.. تابعت :
- أيضا تأذت امي وأخي شو لا يستطيع أن يعيش بحرية وحتى خالتي وزوجها قد قتلوهما..
ثم نظرت له بعنين تنذران بالدمع الكثير ليؤلمه تلك العينين  لتردف قائلة:
- وأنت ايضًا أخشى فقدانك ولا أريد انتظارك، بل اريد ان أكون معك خطوة بخطوة.. اتفهمني
ليجد نفسه يجذبها نحو صدره و يضمها ويقول لها :
- أيتها الغبية ألم تجدي يوم غير ذلك اليوم حتى تقولي مثل ذلك الكلام
- ماذا تقصد
قالتها وهي تبتعد عن حضنه دون سابق إنذار وتبدلت حالتها حيث تهللت أساريرها و لمعت عينيها.. ليقول:
- اقصد ان اليوم عيد ميلادك
وقفت على سور البناية وقالت بحماس :
- هل هذا يعني أنك تعلم بعيد ميلادي
أومأ برأسه بنعم ثم أشار أن تنزل على ارضية السطح كي لا تسقط فالرياح بدت  تأتي... لتقفز على السطح وهي فرحة أنه يعرف يوم ميلادها. رن هاتفه معلنًا عن إشعار ليقوم على إثره وهو يودعها قائلًا:
- أنا ذاهب آلان... لكن لا تعودي للبيت فسوف يأتي شخص ليأخذك
- هل ستتركني
- للاسف لدي بعض الأمور الخاصة كما تعلمين
فحسبت أن المنظمة قد ارسلت له

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن