الفصل الخامس و الثامنون باقيه المشهد

203 7 17
                                    

ومن ثم جلست ميري على حافة السرير بالقرب من رأس ابنتها تمسد لها رأسها برفق، ابتسامة رقراقة أخذت ترتسم على ثغرها وعيون قد شردت في الماضي حين كانت بأنجلترا بمكتب الاستخبارات البريطانية كانت أنذاك في مشارف نهاية العقد الثالث من عمرها وبداية عقدها الرابع، أحست بذلك الوقت بإرهاق كما شعرت به في حمليها الأول والثاني، لكنها لم ترجح الأمر للحمل بل أرجعته أن بعد غياب زوجها المفاجئ أخذت تعمل لساعات طويلة نتج عنه ذلك الأرهاق، ظلت هكذا عدة أيام إلى بدأت تشعر بتوعك في معدتها وتستفرغ من مجرد شمها رائحة أي طعام فنصحتها أحدى زميلاتها بالتوجه للمشفى التابعة للوكالة وحين ذهبت بشرتها الطبيب بحملها، وما أن بشرها بحملها احتضنت بطنها ولاح ثغرها ابتسامة كانت تود أنذاك أن زوجها يكون بالقرب منها لكنه زرع فيها بذرة ستنمو وتغدو زهرة وها هي امها نائمة أمام عينيها.. بدأت ماسومي تتقلب إثر لمسات أمها حتى فتحت عينيها على وجه أمها الوضاء ونطقت بصوت مخشرج نعس :
- أمي ألم تنامين بعد
ثم اعتدلت كي تجلس
لتجيبها ميري مازحة:
- أمك ؟!  من يرانا سيظنك أنت أمي
لتضحك سيرا و تقول وهي تحتضنها بقوة :
- لكنك ستظلين امي
شدت سيرا وثاقها حول امها مما دفعت ميري بدفعها كي تبعدها و هي تصرخ:
- متى تعقلين
ابتعدت سيرا وهي تقول بمرح وتخرج لسانها :
- لن أعقل أبدا
ارتسمت الجدية و الحنان على وجه ميري وضعت كف يدها الحاني على صدغ ابنتها :
- لقد كبرت ماسومي
لتنهض ماسومي و تترك الكرة الزرقاء الصغيرة الذي احتنضه بكفها_ لتمسكها ميري_ وتوجهت نحو المرآة تناظر جسدها وقالت بنبرة يشوبها الإحباط:
- لكني لم أصبح فاتنة مثلك أمي
تجاهلت ميري كلامها ورفعت الكرة أمام بصرها وقالت:
- يبدو انك مازلتي تحتفظين بتلك الكرة
لتلتقط سيرا او بالأحرى تختطف الكرة بين أنامل امها و تنظر لها بين كفيها وهي جالسة بجورها بعيون مشتاق:
- بالتأكيد سأحافظ عليها طالما وعدك وأيضًا أشعر بأبي فيها و قريب مني
فألتفتت لوالدتها تنظر لها واردفت قائله:
- هل كان أبي سيحبني مثلك أمي
لترجع ميري خصلة من شعر ابنتها ليلي وراء اذنها وهي تقول:
- بل كان سيحبك أكثر مني ماسومي طالما كان والدك يتمنى أن ينجب أبنة يسميها ماسومي.. وقد تحقق ما يتمناه لكن للقدر كلام أخر
وقبل أن تنبس سيرا بكلمة أخرى قالت ميري وهي تطبع قبلة على جبينها:
- لدينا نهار طويل لذلك دعينا نخلد لنوم.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن