الفصل التاسع والثامنون الجزء الرابع

281 10 25
                                    

ارتجلت سيرا من سيارة الأجرة التي وقفت حيث تريد، نزلت وكانت تبدو أنثى في غاية الإناقة والرقي، أنثى كاملة حتى لو لم تكن كأمها، فذلك الفستان يبدو أنه صمم خصيصًا لها، أزاحت شعرها لخلف اذنها الأيمن ليبرز ذلك القرط الرقيق الذي يزين حلمة أذنها، وتعالت على شفتيها ابتسامة وهي تتطالع المبنى الذي أمامها ورفعت رأسها.. نعم قد تذكرت ذلك المبنى، كيف لها بنسيانه وهو من حوي وسطر فيه اول سطور في رواية أحبها مع ذلك الأشقر وكان سببًا في قلب حالتها معه لم يخال لها ولا حتى في أحلامها أن تقع في حب ذلك الفتى.. كانت السيارات تقطع الاسفلت و اضواءها تتعاكس..
افترشت ران بجوار كازوها بعد أن رتبا المنزل والفوضى الذي تركها موري خلفه، فلقد عادت ران برفقة كازوها لمنزلها وبالطبع ساعدت هايبرا برفقة الفتيات بترتيب الفوضى التي تسببوها في منزل اغاسا.. نامت ران بجانب كازوها التي كانت تحملق في السقف، حانت منها ألتفاته لها وقالت:
- كازوها
أزاحت كازوها عينيها المتعلقة بالسقف ونظرت جانبًا حيث ران دون أن تدير رأسها:
- نعم
قالت ران بتمعن:
- هل أنت بخير
سكتت كازوها، شعرت ران أن كازوها ليست بخير فهي كانت تتحاشى هيجي وخاشية أن اصاب علاقتهما مكروه، نهضت كازوها وجلست على السرير تضم ركبتيها لصدرها، هل هي حقًا بخير، أحست أنها ليست بخير، لم تجب على سؤالها فقط تجمع الدمع في مقلتيها، ذلك الدمع الذي جعل ران تبهت وتذهل  لتقول وهي تربت على ظهر صديقتها بقلق:
- كازوها ما بك.. هل أنت بخير.
ارتمت كازوها في بين ذراعي ران وهي تجهش من البكاء وردت وسط بكائها المتقطع:
- لقد، لقد قررت أن أترك هيجي يا ران
صعقت ران مما تسمع فهي لا يخال لها هذا، لم تتخيل أبدًا أن كازوها ستهجر هيجي، لطالما رأتهما ثنائي متكامل
خطت سيرا خطوات واثقة ولكن تارة يتخللها خطوات مرتبكة وهي تضم يديها للأمام حيث كانت ممسكة بحقيبة صغيرة بلون يتماشى مع فستانها البني كشوكلاه من ماركة فوساي ومن حين لأخر كانت تزيح شعرها عساها تخفف من حدة التوتر، وقفت أمام المصعد حائرة و خائقة فقد كانت تخشى الصعود فيه وأن يعطل بها
- يمكنك الصعود فيه
التفتت لتجده قادم نحوها كان أنيقًا وجذابًا بحلته السوداء.. تابع قائلًا:
- لقد تأكد بنفسي أنه يعمل جيدًا
لم تجب ققط كانت هناك ابتسامة صغيرة مرتعشة على شفتيها فذلك الفتى لم ينسى خوفها من الحبس في المصعد وأمنها من ذلك الخوف اطرقت برأسها وقلبها يرقص طربًا وقالت بهمس :
- شكرا لك
وقف بجوارها يتأمل جمالها الذي دفعه ليبتلع ريقة خاصة حين تورد وجنتيها فقد أضاف رونقًا خاصًا وجاذبًا على جمالها، سار بضعة خطوات حتى كاد يلتصق لكن كان يفصل حذائهما مسافة صغيرة، كانت مازالت مطأطأة الرأس أما هو لم يستطع أن يزيح عينيه من عليها.. قال بدون وعي :
- جميلة
لعقت شفتيها كي تخفف من حدة التوتر وقالت بصوت مرتعش جاهدت أن تجعله صلبًا وواثقًا:
- طول عمري
فطوق خصرها وظهرها ودفعها معه نحو المصعد
     قص كل من أكاي و كونان كل شيء يعرفونه عن أمورو لميري مما جعلها تزداد خوفًا على خوف، فقد بدأت ترى ماضيها مع زوجها في مستقبل صغيرتها، فأمورو ظابط سري يدعى فوريا وقد ارسل كجاسوس للشرطة السرية في المنظمة وأخذ يتدرج ويرتقي داخل المنظمة حتى حصل على اسم حركي، باربون.. كانت ميري صامتة لا تتحدث وسؤال واحد يتردد بداخلها كيف لابنتها تحب واحد مثله لطالما تمنت أن ابنتها تحب رجلا عاديًا مثل ما فعل أخيها شوكيتشي الذي احب شرطية مرور.. ألا يكفيها أن أبنة أختها وقعت في حب عميل فيدرالي وإن كان ابنها رغم إنها سعيدة بحبهما لبعض لكن يقلقها المستقبل، تخشى ان الماضي يعود مرة أخرى.
وقفا عند الطاولة نفسها التي جلست فيها سيرا سابقًا تنتظر عليها الشاب الذي كانت ستواعده لتكتشف أنها طاولة أمورو بعدما تشاجرت معه... ليقول لها:
- هل تذكرين
هزت رأسها بنعم وقام هو يإزاحة الكرسي كي تجلس قائلًا:
- تلك الطاولة شهدت على بداية حبنا
صححت له مردفة:
- بل المصعد
ضحك قائلا:
- صحيح
أتى الجارسون ووضع زجاجة شامبنيا، كان انعكاسهما على الزجاج المقوى والمطعم هادئ للغاية يفوح منها عطر الخزامي وموسيقى كلاسيكية تجوب ارجاءها...
- كنت فتاة غريبة الأطوار
نظرت صوب زرقة عينيه وقالت :
- أنت أيضًا كنت وقحًا معي
- أسف على وقاحتي لكنك أيضًا أنت كنت كذلك
رفعت حاجبها وقالت بتعالي:
- فعلي لم يكن سوى ردت فعل
صمت مبتسمًا وعينيه متعلقتان بمحياها، فكانت تشعر بالخجل من نظراته فتتحاشه بالنظر لمفرش الطاولة
- هل تودين الرقص معي
رفعت بصرها لتجد يده ممدودة لها فوضعت يمناها في يمناه ونهضت معه لترقص برفقته
بدت سيرا تتخلى عن صفة الرجولة التي كانت تتسم بها و أظهرت تلك الأنثى الرقيقة التي كانت تتوارى خلف الشخصية الصبيانية خاصة في وجود آمورو.. بالتأكيد لم تتخلى عنها بشكل كامل.. قال آمورو هامسًا:
- ماسومي
رفعت رأسها من على صدره ونظرت لها بإلهام :
- نعم
ضمها لصدره وقال :
- أعديني أنك ستظلين معي و تبقين لي
- أعدك ري

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن