الفصل 148
استقبل بنيامين جريس بوجه مبتسم، لكنه تجمد عندما رأى وجهها الشاحب.
"زوجتي ، ما الأمر؟"
"الأمر؟"
حاولت جريس ألا تتجادل مع بنيامين ، لكنها شعرت بالضيق والحرارة تتصاعد داخلها. مدت الصحيفة التي كانت تمسك بها بقوة أمامه.
"هل تعرف ما هذا، سعادتك ؟"
تحول وجهه إلى الحيرة عندما رأى ما قدمته له.
"زوجتي، دعينا ندخل ونتحدث عن هذا."
"......"
"الممر بارد، زوجتي، أرجوكِ."
لم يكن من المعتاد أن يكون ممر قصر دوق فلتون بارداً، لكن بنيامين تقريباً توسّل إليها وهي تدخل إلى مكتبه. نظرت جريس إلى بنيامين الذي كان يئنّ ويفكر أمامها.
صمتها زاد من قلقه، فبدأ بالدفاع عن نفسه.
"الأمر هو أن كل هذا مجرد شائعات..."
"أعرف كل شيء، لكنني الوحيدة التي لا تعرف، وكأنني حمقاء."
"......"
"أعرف أنك أخفيت الأمر عني بدافع القلق، لكن في النهاية كنت سأعرف."
"ظننت أنه يمكنني حل الأمر قبل أن تعرفي."
خفض بنيامين رأسه وأجاب بصوت منخفض.
"كنت قلقاً من أن تؤذيك هذه القصص الكاذبة."
"نعم، كان من الصعب رؤيتها."
تنهدت جريس بهدوء وهي تنظر إلى الصحيفة المجعدة. حتى رؤية جزء من العنوان كان يشعرها بالاختناق.
"لكن هذا يخصني، لذا يجب أن أراه. تعلم الآن، أنه رغم أنني كنت ضعيفة في الماضي، إلا أنني أصبحت قادرة على التعامل مع الأمور الآن."
"لقد كنتِ دائماً قوية."
هز بنيامين رأسه وكأنه يحاول أن يقول إن هذا ليس المشكلة.
"لكنني كنت أريد أن أتعامل مع الأمر لاحقاً..."
"سعادتك!"
بدأ بنيامين يتمتم بصوت غير مستقر، وكأنه مسحور أو مغسول الدماغ. تلعثم قائلاً إنه كان يخطط لحل الأمر لاحقاً، وإنه كان واثقاً من أنه لن تكتشفه.
كان يتصبب عرقاً بارداً وهو يحاول جاهداً أن يشرح نفسه، وكان يبدو أنه لم يعد يدرك ما كان يقوله.
"سعادتك! أفق، سعادتك!"
أسقطت جريس الصحيفة التي كانت تمسك بها من شدة الارتباك، وأمسكت بيدي بنيامين ، ناظرة في عينيه.
عندما التقت عيناها بعينيه الخضراوين اللتين كانتا متجهتين نحو الأسفل، ارتعشت نظراته.