عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها

الصفحة { ١٣٥ }

{ الصفحة ١٣٥ }
-
نَجم نَاظر فِيهم بَتعجب ولا إنَتبه لـ عَواد اللّي كَان يَأشر للنَاقة عَشان تَقبل عَليه ولوَهله النَاقة صَارت أمَام نَجم بَعد ما سَهم أبَعد عَنه وصَارت مُقابلة حَرفياً ما يَفصل بِينهم شَيء هَمس وهُو يَتصبب عَرق مِن الخُوف : دَحين هَادي عَرفت ؟
سَهم وعَواد أشروا بَراسهم بِالإيجاب ومَاهي إلا ثَانية وطَار نَجم وصَار يَركض مِن قَلب ويَصارخ والنَاقة تَركض ورَاه , الجَميع طَلعوا مِن الخِيام يُشوفون الصَراخ والحَاصل عِند البَنات مَثوى ودُرة كَانوا مِتقطعات ضِحك عَلى شَكله وخُوفه أمَا ثَنايا تَصارخ عَليه : يَا تَسبدي لا تَعدّي تَراها ما تَوّحي تَحسبك تَلعب مَعها .
فَرح وهِي مَاسكة جَوالها وتَصور سَناب وفَاطسه ضِحك عَليه عِند الشَباب هَذال كَان يَركض خَلف النَاقه يَبي يَثبتها ومَع كِل خَطوة يَسب ويَلعن عَواد وسَهم لأنه يَعرف إنَها حَركاتهم وصَرخ عَلى نَجم : يَا ورع إركَد!
تَقدموا سَطام و عَجاج وحَاصروا النَاقة إلا ما ثِبتت مَكانها نَجم وصَل عِند بَحر ومُوج ورمَى نَفسه عِندهم وبَصوت مِتقطع : الله يَاخدني تَاني مَره مَحا أروح أمَاكن زي دي !
بَحر ضَحك وببَحة : مِنجد زيّ البِزرة مَافيه مُخ أبداً كِيف تِجري ؟ أكيد حَيوان حَتجري وراك يَا أهَبل .
نَجم وهُو يَنفض الغُبار عَنه : وربَ الكَعبة أوريكم تَعالوا جِدة بَس إزا مَا ركبَتك الجِت سِكي وخَليتك وسَط البَحر ما أكون نَجم يَا رمة .
عَواد وسَهم وهُم فَاطسين ضِحك رَد عَواد : إيه لا حوَلت عِندك ذِيك السَاعة سَوّ اللّي تَبي هَاللحين ؟ الأرض أرضي والدِيار دِيار .
دُرة وهِي مَيته ضِحك وعُيونها تَدمع مِن قَوة الضِحك : رَبي أخَد حَق السِنين كُلها مِنك تِستاهل .
أخَذت نَفس طَويل وهِي تِمسح دُموعها وطَاحت عُيونها عَلى جِيب هَذال اللّي عَلى يَساره كَان فِيه شَيء نَازل مِنه ويَلمع كِل ما سَطعت عَليه الشَمس تَبددت إبَتسامتها تَدريجياً وهِي تتِذكر إسَوارتها اللّي مَعه أخَذت نَفس وعَزمت اليُوم تَكتب رسَالة ثَانية لـ هَذال وتَاخذ إسَوارتها شُلون ؟ ما تَعرف بَس بَتاخذها .
دَاهمها صُوت نِداء ثَنايا لَها مِن جَوا الخِيمة زَفرت أنَفاسها وتَوجهت للخِيمة ...
عِند هَذال رفَع راسَه وشَاف زُول بِنت تتَوجه للخِيمة عَقد حَاجبينه وهُو نُقطة ويَنجن الزُول شَافه بَس مَاكان واضَح مَع ظِلمة النُور ! هَل هُو نَفسه أو لا !
مَليون فِكرة بَراسه تَعوذ مِن الشَيطان وهُو يَتحسس الأسَوارة بِجيبه ويُسوق النَاقة لـدَاخل الشَبك وهُو مَسرح تَماماً .
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ