الجزء الرابع عشر بعد المئة
دخل الطبيب لغرفته وجلس : انا من بدأ الامر كله .. لو انني لم اجلب إنجلينا لمشفاي .. لو لم أشجعها على علاج بيتر .. كان علّي ابعادها كما ابعدت آليكس من قبل ..
وتذكر أمر آخر من الماضي البعيد
:: يناير 1991:: اول يوم استلمت فيه إنجلينا مريضاً ::
دخل الطبيب ديفيد لقسم امراض القلب وسأل رئيسة الممرضات : عفوًا هل يمكنني ان اعرف رقم غرفة المريض المخصص للممرضة إنجلينا ألبرت ؟
اخبرته عن رقم الغرفة فتوجه ناحيتها بابتسامة .. ما ان وصل حتى قرأ اسم المريض على الباب : بيتر وليسلي ؟ يا الاهي لما دائماً ما نرتبط بهذه العائلة !
قطع تساؤله خروج إنجلينا من عنده .. ما ان رأته حتى ابتسمت : ديفيد ..!
ابتسم ناحيتها : كيف حالك مع مريضك الاول ؟
إنجلينا : امضي بشكل رائع ..
نظرت نحوه باهتمام : تخيل ديفيد .. مريضي يكون ابن السيد ريتشيرد .. يا الاهي لقد فوجئت ..
ديفيد : اظن بأن قدرنا علاج هذه العائلة ..
إنجلينا ببسمة خفيفة : اتعلم .. عندما رأيته شعرت بالضيق الشديد .. نوعاً ما قلت في داخلي ما زال صغيراً ويافعاً .. انه وسيم اشحب المرض وجهه .. اتعلم انا بالفعل اشعر بالحماس .. كم اتوق لرؤية وجهه وهو بكامل صحته وعافيته ..
ديفيد : لديه تشوه في الصمامات القلبية منذ ولادته .. لقد كان مريضاً طوال حياته ..
إنجلينا : لديك علم بمرضه إذاً ...
ديفيد : في النهاية انا طبيب العائلة المفضل ..
إنجلينا بحماس : إذا سأكون ممرضتهم المفضلة وسأرسم البسمة على وجه ابنهم الوسيم ..
ديفيد : لا تتمادي انه ابن وليسلي ..
إنجلينا : لدي علم بذلك اخي العزيز الحذر ..
ديفيد : إذا لنرى نتائجك على ابنهم الوسيم ..
إنجلينا : سترى ..
ديفيد : آليكس معك في نفس القسم أليس كذلك ؟
إنجلينا : نعم نعم .. من الممتع ان اتحدث معه عن نفس المرضى ..
ديفيد : مسرور لتحمسك في وظيفتك ..
إنجلينا : الفضل لأخي العزيز الذي وظفنا معاً ..
نعود للحاضر :: الاربعاء 4 ابريل :: بعد ان تنهد : إنجلينا من الماضي الان ولا يمكنني ان اغير ما فعلت .. ولكن لدي جنيفر الان والتي منذ ان علمت بالحقيقة لم تخرج من غرفتها قط .. بالتأكيد هي غاضبة علّي أيضاً كوني لم أخبرها عن حب أباها لها ..
نعود لنفس الليلة من يوم :: الاثنين 2 ابريل :: بعد ان انهيا وجبتهما فدخل الطبيب بجنيفر لمكتبه .. جلسا فقدم الطبيب كيساً : انه العام الاول الذي تقضين فيه عيد ميلادك بعيداً عنّا لذا هديتك وصلت متأخرة ..
ابتسمت جنيفر بلطف : لم يكن هناك داعي لجلب هدية .. لقد كبرت كفاية ..
فتحت العلبة لتجد عقداً : وااااه جميل ..
نظرت لأبيها : أحببته جداً ..
تقدم نحوها : هل اساعدك في ارتداءه ؟
جنيفر : نعم ..
اخذ الطبيب بالعقد وألبسها إياه ..
فتحت كاميرا هاتفها على الكاميرا الأمامية لترى شكله حول عنقها ثم التقطت صورة : سأرسلها لأمي وأخبرها انني ارتديت هديتكما ..
الطبيب : ولكنها ليست هديتنا ..
تغيرت ابتسامة جنيفر لوهلة ومن ثم تقدم الاب واعطاها الكيسة الثانية: لقد كرهتي اباك بسببي يا جنيفر .. ولكن أباك أحبك كما أحب أمك من قبل ..
عاد وجلس على كرسيه ففتحت جنيفر الصندوق لترى مجموعة رسائل ..
الطبيب ديفيد : كل عام منذ ولادتك كان يرسل لك هدية كل ليلة رأس سنة .. تلك الهدية كان تصلك كل عام في عيد ميلادك وكأنها مني .. سامحيني لإخفاء ذلك عنك .. ولكن احتجت لإخفائه حتى لا تسألي عنه .. حتى لا تبحثي عنه .. حتى لا تعرفي اموراً معقدة في عمر صغير .. ولكنك الان انتي راشدة وحان الوقت لتعرفي كل شيء ..
نظر نحوها : عندما كنتي صغيرة سألتني مرة " أبي .. لما تعمل لدى عائلة وليسلي من بين كل العوائل في العالم ؟ " .. اجبتك حينها " لأنهم الوحيدين الذين بحاجتي من بين كل العوائل في العالم ؟ " .. لقد كانت اجابة مختصرة آنذاك .. ما رأيك بإجابة مفصلة الان ؟
قبضت جنيفر على يدها ووضعت عليها الاخرى : نعم من فضلك ...
الطبيب ديفيد : الامر يعود بي ما يقارب 26 عاماً .. عندما كنت اعمل في مشفى حكومي .. كنت طبيباً ممتازاً لذا دائماً ما كنت اترشح لعلاج شخصيات هامة بسبب ثقتهم في قدرتي ..ويوماً ما استلمت حالة لمريض مصاب بالتهاب رئوي .. ذلك المريض يدعى " ريتشيرد وليسلي " صاحب اقوى شركات النفط الدولية .. لم آبه لاسمه ولا ما يملك .. كنت اقوم بعملي متخذه كأي مريض .. ولكن ذلك المريض ارادني بكل انانية لان اكون له ... في الواقع كان الامر مغري كوني فقط اعيش لعلاجه واستلم ضعف راتبي في المشفى الحكومي .. اصبحت طبيبه رسمياً ودخلت لعالم وليسلي بذلك الشكل .. ومنذ ان دخلت لم ارى خيراً في حياتي ...
جنيفر : إذا عن طريقك امي عرفتهم ؟
الطبيب : نعم ..
رن هاتف جنيفر : أكمل لا تهتم ..
الطبيب : لا اجيبي ... لنتحدث في وقت آخر بعد ان تفتحي المجلد ..
نعود للحاضر :: الاربعاء 4 ابريل :: وفي داخله : حتى آليكس لم يعطيني أية إجابة منذ ان قابلته .. لا اظن انه أخبر بيتر عن مرض اباه .. ماذا سأفعل الان ؟
نعود لكاثرين والتي كانت تنظر للخارج عبر نافذة الطائرة وفي داخلها : الموعد غداً .. ااااه حقاً حبي يبدو كأغنية حزينة ..
في نفس المكان انتبه سام لنظراتها وفي داخله : انتهى موعدي الاول والاخير معك يا كاثرين .. لم تعطيني فرصة حتى وبقيتي تتهربين مني طوال الرحلة حتى انتهت ..
تذكر يوم وصولهم لمدينة جون وبعد أن دخلوا للفندق :: الاثنين 2 أبريل ::
هنري يسلم مفاتيحهم : حسناً هذه مفاتيح غرفكم ونحن بجوار بعضنا .. علَي أن اجتمع مع بقية الفريق لذا تناولوا العشاء واراكما غداً ..
ذهب هنري فالتفت سام نحو كاثرين : هل نذهب لتناول العشاء الان ؟
كاثرين : لقد أكلت في الطائرة لذا لست جائعة .. انا متعبة لذا سأخلد للنوم مبكراً..
ذهبت كاثرين للمصاعد فرن هاتفه رنة رسالة [ أين ذهبت ؟ لما لم تجب على اتصالاتي ]
سام بوجه متورط : ااااه تذكرت أمي حجزت لي موعد مدبر ..
نظر للتاريخ : ااااه انه الغد .. كيف نسيت الامر هكذا .. ستقتلني امي بكل تأكيد ..
أرسل رسالة [ آسف أمي لقد سافرت بصحبة أبن خالتي هنري لأمر ضروري .. اسف ولكن هل يمكنك تأجيل الموعد ]
ما ان ارسلها حتى جاءه الرد [ متى ستعود أيها الابن العاق ]
سام [ بعد يومان .. ]
اغلق هاتفه وتنهد : اااه كم قابلت حتى الان !!
سمع صوت فتاة من خلفه : لو سمحت !
التفت : نعم ؟
الفتاة : عفواً .. هل تعرف شخصا يدعى هنري ويلز ؟
سام : اااه نعم .. إنه أبن خالتي ..
الفتاة : ااااه حقاً الدم يلعب دوراً .. نوعاً ما انت تشبهه لذلك تساءلت ..
سام : اااه لم اتوقع ان اشبهه ..
الفتاة : ليس تماماً فقط لون الشعر ! العينان أيضاً ولكن انت ترتدي نظارة لذا ..
سام : يبدو بأنك تعرفين هنري جيداً .. من تكونين ؟
الفتاة : اسفة لوقاحتي لقد تحدثت دون ان اخبرك باسمي ..ادعى غاربيلا .. انا رئيسة فريق الفتيات في نادي سباحة جامعة وليسلي وهنري زميلي هناك ..
سام : اااه تشرفت .. ادعى سام .. ابن خالته ..
غاربيلا : تشرفت بمعرفتك سيد سام .. ما دمت هنا إذا انت بالتأكيد اتيت بصحبة هنري ..
سام : نعم ..
مشت قليلاً : حسناً استأذنك .. انه وقت العشاء ولدينا صباح يحتاج للنشاط ..
سام : لتوي كنت على وشك الذهاب لتناول الطعام ..
مشيا بجوار بعضها وهما متوجهان لقاعة الطعام : كم عمرك سيد سام ؟
سام : خريج هذا العام عمري 23 ..
غاربيلا : اها .. انا بنفس عمر هنري ..
رن هاتفها فأجابت : مرحباً .. ااه نعم انا غاربيلا .. اهلا اهلا .. الان سأدخل لقاعة الطعام .. حسناً سأقف مكاني حتى تعرفينني .. حسناً ..
اغلقت الخط وتوقفت تتلفت وبجوارها سام ..
قليلاً خرجت كاثرين امامهما .. نظرت لسام ومن ثم لغاربيلا ..
اشارت غاربيلا نحوها : انا هي غاربيلا ..
اقتربت كاثرين نحوها : آسفة لاتصالي ولكن لأنني لم أكن اعرفك ..
غاربيلا : اتصلتي في الوقت المناسب .. كنت على وشك ان ادخل في زحام قاعة الطعام..
سام : هل نزلتي لتناول الطعام ؟
نظرت كاثرين نحوه ثم نظرت لغاربيلا : لقد اردت لقاءك قبل موعد المنافسة .. فلقد اتيت وحدي دون صديقاتي لذا رغبت ان أنظم لفريق الفتيات في التشجيع ..
غاربيلا : اوه جنيفر لم تأتي ؟
كاثرين : لا ... ولكنها اعطتني رقم هاتفك ..
غاربيلا : حسن ما فعلت ..
كاثرين : إذا .. هل ندخل لتعرفيني على بقية الفتيات ..
غاربيلا : نعم بكل تأكيد .. سيسعدن بمعرفة اخت هنري كثيراً ..
التفتت غاربيلا نحو سام : اتيتما معاً ؟
كاثرين : كلنا معاً .. من اجل هنري طبعاً .. ولكن سام سينظم لمجموعة الشبان وانا مع الفتيات ..
ونظرت لسام : أليس كذلك ؟ حسناً يا ابن خالتي .. اراك غداً على المدرجات ..
ونظرت لغاربيلا : هيا لنذهب ...
ذهبتها وسام ينظر نحو كاثرين : ما هذا ؟؟؟ لقد دفعتني بأقصى ما استطاعت .. اااه موعدي الاول !
نعود للحاضر بعد ان قطع هنري تفكيره بجملة : شكراً لقدومك سام واهتمامك بكاثرين ..
سام : لم افعل شيئاً اطلاقاً .. لقد بقت كاثرين طوال الوقت مع عضوات ناديكم ..
هنري : لا تفكر هكذا .. انت تعرف كاثرين تحب ان تجتمع بمجموعة .. من الجيد ان غاربيلا والاخريات اتو للتشجيع أيضاً ..
نظر لسام باهتمام : إذا يا ابن خالتي ما خططك القادمة ؟
سام : كما اخبرتك خلال حفل تخرجي .. لقد ارسلت اوراقي لعدة جامعات وقد تم قبولي كمعيد في جامعة بعيدة .. سأباشر عملي هناك بداية العام القادم ..
هنري : بعيد ؟ أين ؟
سام : في الجنوب .. جامعة المعالي ..
هنري : ااااه عرفتها .. بعيدة فعلاً ..
سام : انا بالفعل قدمت لهم رسالة لدراسة الماجستير لذا سأدرس لديهم وفي نفس الوقت سأصبح معيد .. وهكذا سأمضي في عملي كبروفيسور ..
هنري: اتمنى لك التوفيق في مسارك الذي اخترته ..
سام : شكراً ..
هناك وفي مكان آخر داخل منزل عائلة والتر .. وبالأخص غرفة لورا والتي كانت تقوم بقياس عدة فساتين لديها ..
ليزا : لورا قلت لك الفستان الاحمر هو الانسب ..
لورا : لا أدري ولكن الا تظنين أن اللون جذّاب جداً .. انا خائفة من أن أحرج ادوارد ..
ليزا : اااه لا اصدق أنك ستذهبين لنفس اجتماع أبي وجاين وستكونين مع شخص آخر ..
لورا : قد يأتي إليك يوماً كهذا .. انا لورا والتر التي سترفع اسم عائلتها خلفها حتى لو اصبحت مع شخص آخر ..
ليزا : متحمسة جداً ..
لورا : ليزا انتي غبيه لذلك لن تفهمي .. ادوارد طلب ان اكون بصحبته في اجتماع هائل .. انه اشبه بإعلان تام انني فتاته التي اختارها امام الملأ ..
ليزا : لماذا لم تسألي ابي الذهاب .. ماذا لو رفض ؟
لورا : أبي لن يرفض ذلك أبدا ..
ليزا : إن كنتي واثقة فلما لم تخبريه ؟
لورا : لان جاين سيذهب معه .. لا اريد ان يرفض جاين وتصبح مشكله ..
توقفت ليزا : إنك مجنونه تجازفين من أجل رجل ..
لورا : انه الحب ..
ابتسمت ليزا : اااه اختي عندما قاربتي على انتهاء مراهقتك جنيتي فجأة .. انا سأذهب للتسوق مع امي اعتني بنفسك أيتها العاشقة ..
خرجت ليزا فجلست لورا على السرير والسعادة لا تسعها .. فتحت رسالة ادوارد مرة اخرى [ لورا لدي اجتماع كبير خاص بالشركات المتحدة والحليفة .. انه اجتماع كبير وأبيك مدعو له كذلك .. كم اتمنى لو اجدك هناك بجانبي ؟ هل ترافقيني الحفل ؟ ]
عانقت لورا هاتفها : ااااااه بالتأكيد سأرافقك لأخر العالم ..
نظرت للساعة : سوف يأتي لاصطحابي السادسة والنصف .. الاهي اتمنى ان يذهب والدي وجاين قبل الوقت ..
نظرت للفساتين التي اخرجتها : سأجعل جيليان تختار لي ..
هناك وفي مكان آخر عند جنيفر المستلقية على سريرها بوجه شاحب وفي داخلها : علّي ان اعيد كاميرا كاثرين قبل ان تصل للمدينة ..
تكلمت الخادمة التي كانت عندها : سيدتي .. لقد جهزت لك الحمام كما طلبت .. اعذريني الان بالخروج ..
ما ان خرجت الخادمة حتى رفعت نفسها رغم شعورها بالهزال وتوقفت ..
دخلت لدورة المياه وجلست داخل حوض الاستحمام الدافئ ..
هناك وفي مكان آخر كان ادوارد يقود سيارته متجه لمنزل عائلة والتر وفي داخله : لقد وافقت مباشرة ... ذلك من حسن حظي .. وجود لورا بجانبي امر جيد فعلاً .. ولنرى كيف سيكون هذا الاجتماع ..
رن هاتفه وإذ كان الاتصال من ماريا ..
اجاب : مرحباً ..
ماريا : لقد وصلت للاجتماع أين انت ؟
ادوارد : في طريقي ..
ماريا : كما أخبرتك .. كون واثقاً يا ادوارد ..
ادوارد : لست بحاجة لتذكيري ..
اغلقت ماريا الخط وابتسمت ابتسامة بسيطة : عجباً عجباً وكأن الدنيا تدور حولكم يا وليسلي ..معلومات تم الكشف عنها -٨٦-
/ اول مره قابلت فيها انجلينا بيتر كان فيها مريضها الاول في عام ١٩٩١/
/ كان بيتر مريض طوال حياته فقد ولد بتشوهات في صمامات قلبه /
/ آليكس وانجلينا كانا في قسم امراض القلب بينما كانت اليزابيث ( والده جون ) في قسم العظام /
/ لم يحدث شيئاً بين كاثرين وسام والسبب هو ان كاثرين ظلّت تهرب منه وتبقى مع فريق الفتيات /
/ سينتقل سام للجنوب حيث سيدرس الماجستير ويكون معيداً في نفس الوقت في جامعة المعالي /
/ طلب ادوارد ان ترافقه لورا للاجتماع الكبير وقد وافقت على ذلك /

أنت تقرأ
خلف اقنعة الحب - Behind the masks of Love
Romanceتدور احداث الرواية في عالم موازي واقعي ليست في دولة معروفة أو في ديانة معينة أو في حضارة ما .. مجرد شريحة حياة خلقتها تحت بطولة " جنيفر ألبرت " وعدة شخصيات تخوض معها حياتها .. تبدأ القصة بذكرى قبل سبع سنوات حيت كان عمر جنيفر إحدى عشر عاماً فقط لتستر...