part 60

1.9K 182 23
                                    

الجزء الستون

نعود مع إيميليا بعد ان نزلت ودخلت للردهة ..
الخادمة : مرحباً آنسة إيميليا ؟!
إيميليا : اااه قبل قليل دخلت عائلة الطبيب ديفيد .. أين هم ؟!
الخادمة : ااه زوجته ! .. لقد صعدت لترتاح ..
إيميليا : فقط زوجته ؟!
الخادمة بتعجب : نعم فقط هي ..
إيميليا في داخلها : اااه ما امر هذا اليوم الذي يتحطم فيه كل ما آتي لفعله ..
الخادمة باستفسار : هل اناديها لك ؟!
إيميليا بإبتسامة : لا دعيها ترتاح .. انا مغادرة الان ..
في مكان آخر عند آرثر داخل الاجتماع الكبير وهي يحيي الاقارب مع أبيه ..
وبدأ بالشعور بالضيق كونه بدأ يسمع الكثير من الهمهمة التي استطاع ان يفهم ما يدور فيها .. من كلمات مثل [ انه نسخة بيتر بلا شك ] ، [ اااه ذلك هو شبيه بيتر اذاً ] ، [ هل سيتمرد مثله !؟ ] ، [ انظروا ذلك لا يصدق انه بيتر تماماً ]
آرثر بضيق وفي داخله : ليتني لم آتي !! ..
قليلاً حتى ظهرت كيت امامه : هيه آرثر تعال معي للحظة ..
تبعها حتى وصلا لمكان لوحدهما ونظرت في عينيه مباشرة : آرثر ؟! لما هذا الوجه المنكسر !؟
آرثر : لا شيء ..
امسكت بوجهه ولفته ناحيتها : اسمع يا ارثر .. ارفع رأسك واظهر ابتسامة واثقة .. وكن فخوراً بأنك تشبهه ..
آرثر بتعجب : كيت !
كيت ابتسمت : حقيقة انك تشبهه لا يمكن إنكارها لذا إعتد على حديثهم بشأن الشبه ولا تظهر هذا الوجه امامهم وكأنه عار .. فأنت تشبه اعظم شخص في هذه العائلة ..
آرثر ابتسم بلطف : من الجيد انك معي يا اختي ...
ابتسمت كيت : لقد تركت اطفالي من اجل المجيء معك لذا اجعلني افخر بك ..
آرثر : حسناً ..
في مكان آخرهناك داخل منزل عائلة شارلوت كان ادوارد جالس على مكتبه ويعمل على اوراق العمل التي لا تنتهي ..
فوضع يده على رأسه : صداع ! ..
قليلاً حتى طُرق الباب ..
ادوارد : تفضل ..
ما ان فُتح الباب حتى كانت جنيفر امامه ..
ما ان رآها حتى توقف مباشرة : جنيفر !
جنيفر بابتسامة : آسفة لمقاطعة عملك ..
ادوارد : اااه لا بأس لا بأس ..
جنيفر ببسمة خفيفة وهي ترى المكان : وبينما الجميع يقضي الاجازة بالمتعة انت تعمل !
ادوارد : العمل حياتي وعلي ان اتقبل الامر ..
اقتربت جنيفر حتى امسكت بيده فزاد ذلك من نبض قلبه المتسارع ..
جنيفر : اظنه لا خيار لدي غير ان ابقى بقربك لاسحبك من عملك وتحصل على بعض المتعة ..
ادوارد لم يفهم : تبقين !
جنيفر ببسمة بسيطة : نعم فقد قرر والدي المجيء لهنا عوضا عن السفر لهما ...
اتضحت السعادة على وجه ادوارد : حقاً !!
جنيفر : نعم .. لذا لنخرج قليلاً عن اجواء العمل هذه ونحصل على بعض المتعة ..
ادوارد ابتسم ونسي كل التعب : نعم لنذهب ..
جنيفر : حسناً سأنتظرك بالاسفل ..
خرجت من الغرفة واستندت على الباب : نعم لقد فعلت الصواب .. انا متأكدة من ذلك ..
من داخل الغرفة كان ادوارد سعيد لدرجة كبيرة وهو يبدل ملابسة .. وما ان توقف امام المرآة ليعدل مظهره حتى تحولت ابتسامته لوجه حزين بعض الشيء وهو ينظر لوجه جون الذي تغير واصبح ادوارد : ااااه لقد انتهت المساحة وانتهى معها جون ..
ونظر للباب : ولكن لا بأس .. فقلب جون ما زال ينبض لاجل تلك الفتاة فحسب .. ذلك كافي .. لذا لن اطلب اكثر ..
وفي مكان آخر عند الطبيب ديفيد وهو يمشي دافعاً السيد ريتشرد على كرسي متحرك ..
الطبيب في داخله : والان قرر ان يقابل احفاده !؟ ..
ومن داخل الحفل انتبه الجميع لدخول الجد المهيب وقد كان آرثر ينظر إليه باهتمام وفي داخله : اااه هذا هو جدي الذي لا اعرفه الا من الصور .. بعد عشرون عاماً اقابله لاول مره ! ... يالها من عائلة تلك التي تسمى وليسلي .. تلك العائلة الخالية من العاطفة العائلية التي جعلت علاقة الجد بحفيده مجرد اسم و دم ..
نعود مع جنيفر وادوارد واللذان لتوهما بدأوا جولتهم بشرب قهوة ساخنة تدفئهم في ذلك الطقس الابيض البارد ..
جنيفر : كيف هي احتفالات هذه المدينة برأس السنة ؟!
ادوارد : لا اعلم ..
جنيفر بتعجب : لا تعلم !؟ ..
ادوارد اخذ بالملعقة يحرك بها سكر القهوة : لأنني لم اكن اخرج ابداً في هذه الليلة ..
جنيفر بفضول : لماذا ؟
ادوارد : لا اعرف ولكن اظنني لا اجد سبباً يدفعني لذلك .. فهنري في كل عام يذهب لمسقط رأسه وآرثر يحتفل مع عائلته ..
جنيفر : هل هما صديقاك الوحيدان ؟!
ادوارد : نعم فقط ..
ابتسمت جنيفر وفي داخلها : اااه لم اكن الوحيدة اذا التي تبقى في المنزل بلا احتفال ! .. انه يشبهني هذا الادوارد ..
ادوارد : جنيفر ..
جنيفر نظرت نحوه بانتباه ..
ادوارد ببعض القلق : هل دعوتك لي بالخروج تعني انتهاء مساحتك ؟! ام ان كاثرين اجبرتك على ذلك ؟
جنيفر بإبتسامة بسيطة : نعم لقد انتهت مساحتي .. ولم يجبرني احد ..
ابتسم ادوارد ببعض الحزن : اااه ذلك جيد ..
جنيفر : ادوارد .. انت دائماً ما تسألني ان اتحدث وانت تستمع .. لذا هل يمكنني الان ان استمع انا ؟
ادوارد باحراج : ماذا اقول ؟!
جنيفر : أي شيء .. فقط اريد ان استمع ..
ادوارد في داخله : اااه لدي الكثير من الحديث الذي لا يقال ..
جنيفر بترقب وفي داخلها : هذا الصامت هنا .. تكلم واجعلني اسمعك ..
رفع ادوارد عيناه لينظر نحوها ويتكلم وما ان نظر لنظراتها نحوه حتى شعر بشعور سيء وفي داخله : نظرة جنيفر هذه !! .. انها تشبه نظراتهم انذاك .. نظرة الشفقه !!! ... لماذا جنيفر تراني بهذه النظرة لماذا !
ادوارد : اااه لم يخطر ببالي شيئاً حالياً .. متى ما تذكرت سأخبرك ..
ونظر لساعة يده : ااااه ما اسرع الوقت انها الثامنة والنصف .. ما رأيك بالذهاب والاقتراب من عند موقع الاحتفال .. فأنا لا اضمن أن الطريق لن يكون مزدحماً .. 
جنيفر : اااه صحيح .. نعم لنذهب ..
مشت جنيفر مع ادوارد حتى خرجا وحينها فكر ادوارد وفي داخله : احتفال ليلة رأس السنة !! .. ااه متى كانت آخر مرة !! .. ااااه لا اصدق لقد كانت آخر مرة مع جنيفر حتى !! ومنذ ذلك الوقت لم ارى أي متعة في أيام كهذه !
نظر لجنيفر وفي داخله : وقد عادت لتعيد لي المتعة ..
في مكان آخر كان هنري جالساً بملل على مأدبة العشاء الاخير للسنة كما يفعلون كم عام ..
هنري في داخله : مثل كل سنه اشعر بالملل الشديد ..
التفت جانبه لينظر كاثرين الاخرى تلعب تلك اللعبة التي حملتها وفي داخله : حتى هي تؤدي مهمة عائلية فقط ..
نظر لامه وفي داخله : الشخص الوحيد هي هذه المرأة التي تلتقي بوالدها كل سنة لتحكي له حتى يشعر بالصداع وينام قبل دخول العام الجديد حتى ..
استند على الكرسي وتنهد وفي داخله : اااه متى اتزوج واصبح مثل جاك الذي تحرر من هذه المناسبة المملة ..
نظر للخارج وبنظرة متمللة تماماً وفي داخله : كل العالم تستمتع بهذا اليوم وانا اكرهه ...
توقف : امي .. سأصعد لغرفتي ..
وبينما يمشي همهم بداخله : وغداً سنأكل اول وجبة غداء للعام الجديد ونقابل خوالي المملين وابنائهم المعقدين ... اااه اكره المناسبات العائلية ...
نعود مع آرثر وهاقد تقدم قليلاً حتى يلقي تحية رسمية لجده ..
ما ان رفع الجد رأسه نحوه حتى اتسعت عيناه وبرعشة : بيتر !! ...
صدم آرثر لكلمته فحاول التراجع قليلاً .. ولكن الجد كان في حالة صدمة واشتياق لإبنه مما صدم الجميع كونه حاول التوقف فقط ليمسك بوجه آرثر : بيتر !! هل عدت أخيراً ..
واصيب بصعوبة في التنفس : اخيراً عدت لرؤيتي ...
كان آرثر في حاله صدمة مما جعله يبعد يدا جده بغضب : كفى ..!!
فسقط الجد مكانه والتف حوله ممن كانوا قريبين من أبو آرثر والطبيب ديفيد والعم الاكبر ستيف ..
نظر آرثر لجده الذي تسبب في سقوطه بخوف كبير : مالذي حدث له !! ..
رُفع الجد على كرسيه وأخذ بسرعة للداخل بصحبه ابنه الاكبر ستيف والطبيب ديفيد ..
ذلك التصرف من آرثر زاد من صخب المكان بالكامل .. وانصبت الانظار عليه ..
وما ان التفت خلفه حتى رأى تلك الانظار المخيفة نحوه وشعر بخوف كبير قد ملأ قلبه وفي داخله : كلهم !! انا .. مالذي فعلته الان !! ..
امسكت كيت بيده وسحبته معها حتى قطعت به الكثير من الاقارب وهو يستمع كلمات كثيرة قد وجهت إليه بشكل واضح ...
[ هه لم يمته بيتر من قبل وأتى شبيهه ليقضي عليه مرة واحدة ] ، [ وهاقد ظهرت اولى علامات التمرد ] ، [ ذلك الشاب ارأيتم مالذي فعله لجده !! ] ، [ ان مات ذلك الجد الان مالذي سيحدث له !  ]
بدأت الكلمات والاقاويل تتردد في عقل آرثر [ متمرد ، بيتر ، شبيهه ، هذا الثاني ]
حتى خرجا من المكان بالكامل .. والتفتت كيت نحوه بقلق : آرثر .. هل انت بخير ؟!
ارتجف آرثر خوفاً ورهباً : كيت .. هل سيموت جدي !! .. لقد دفعته !! .. انا .. انا ...
واجتمعت الدموع في عينيه خوفاً : كيت مالذي علي أن افعله الان !! ..
كيت اغرورقت عيناها واخذت برأسه : لا بأس آرثر .. كل شيء بخير .. كل شيء سيكون على ما يرام ...
وفي داخلها : لم يكن آرثر ناقصاً لأمر كهذا ! .. اتمنى أن يسير كل شيء على ما يرام ..
نعود لجنيفر وادوارد بعد ان وصلاً لمنطقة تجمع عند نافورة راقصه في قلب السوق المركزي للمدينة والتي تعد مركزاً للمدينة ..
جنيفر بسرور : انها نافورة راقصه !؟ لتوي اعلم بأنها موجوده ..
ادوارد : واااه المكان مزدحم اكثر مما توقعت ..
ونظر لجنيفر التي تحاول ان تقف على اطراف اصابعها لكي ترى وابتسم : ما زلتي قصيرة !
انتبهت جنيفر له ولكنها لم تستمع لصوته بوضوح : ماذا قلت ! ..
ادوارد يعلي صوته : اظننا نحتاج لمكان نرى منه اوضح ..
وامسك بيدها وجرها معه ..
جنيفر نظرت لظهره وببسمة خفيفة وفي داخلها : اظنه لا بأس بأن يشبهه حقاً ..
نعود مع الجد ريتشيرد بعد ان فحصه الطبيب واعطاه مهديء لينام ..
العم ستيف : ما اخباره ؟!
الطبيب ديفيد : انها مجرد نوبة .. عندما يستيقظ سيكون على ما يرام ..
ما ان استمع ابو آرثر لكلمات الطبيب حتى اطمئن قلبه وعكس وجهته للخارج وبالاخص نحو آرثر ..
بعد ان خلا المكان تكلم العم ستيف : طبيب ديفيد !؟ .. هل اقتربت نهايته ؟
نظر الطبيب نحوه : ما الاجابة التي ترغب بسماعها سيد ستيف ؟!
العم ستيف بنظرة ساخره متأسية : ذلك العجوز لم ينسى ابنه المحبوب ابداً .. لقد مر عشرون عام على اختفاء بيتر وما زال يفكر به ويأمل عودته !! ..
في مكان آخر عند هنري المستلقي في غرفته الظلماء ناظراً للخارج من نافذته : هذه السنة الطويلة قاربت على نهايتها أخيراً .. فعلى ماذا ستنتهي !؟ .. بالنسبة لي ستكون بيد مكسورة ! وقلب مفطور ! ورؤية صديقي العزيز حبيباً للفتاة التي احببت ! ورؤية صديق آخر لا يمكنني ابداً ان امد له يد العون ! .. ااااه لا شيء جيد اطلاقاً ..
وتنهد : اكرهني جداً في هذه اللحظة التي اصبحت فيها افكر بسلبيه تماماً ..
نعود لآرثر واخته بعد ان تقدم الاب نحوه ...
آرثر بقلق : أبي .. هل جدي بخـ ...
لم يتم جملته حتى صفعه أبيه : أيها الحقير !! .. هل كنت تتمنى موت جدك !! ..
صدم آرثر لصفعه ولم ينطق حرفاً ..
اهتاج الاب غضباً : مالذي اخبرتك به !! .. لقد افسدت كل شيء أيها الحقير ..
آرثر مطأطئ رأسه : انا اسف .. انا اسف يا أبي ..
الاب بنظره حاده : ابن لا فائدة منه اطلاقاً .. فقط ولد ليكون كعمه الغبي ..
ورحل تاركاً آرثر خلفه ..
كيت بقلق كبير نظرت لآرثر : آرثر ..!! 
آرثر بصوت هادئ :  لا بأس .. المهم جدي بخير الان ..
ونظر نحوها بإبتسامة ودموع منهمرة : ولكن يا اختي .. انا حقاً  .. حقاً اكره عمك بيتر الذي تحبينه .. انني اكرهه من اعماق قلبي ..
وتعداها بقلب متألم وضيق كبير ودموع لا تتوقف وفي داخله : اكرهه ... اكرهه .. اكرهه .. اكرهه .. !

معلومات تم الكشف عنها -٣٧-
/ للتذكير فإن الجد ريتشيرد وليسلي هو جد آرثر من الاب /
/ عم آرثر الاكبر يدعى ستيف وليسلي وهو نفسه الذي حضر من قبل في اجتماع وراثة ادوارد /
/ ابناء الجد ريتشيرد هم العم الاكبر ستيف وابو آرثر والعم بيتر الذي تمرد /
/ كما اتضحفي الجزء فإن العم بيتر قد هرب وبعدها انتشرت قصة التمرد /
/ العم بيتر هو المفضل لدا الاب ريتشيرد /
/ ادوارد لم يذهب لاحتفال رأس السنة منذ ان كان مع جنيفر /

خلف اقنعة الحب - Behind the masks of Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن