الجزء الثالث والسبعون بعد المئة
آرثر بملامح مندهشة : اااه نعم انا احبها ...
تدارك نفسه : اعني انها صديقة او حتى اخت صغرى لي ...
ابتسم ابتسامة صفراء : سؤالك صدمني لما فجأه ! ...
هنري بصوت هادئ : احتجت لاعرف اجابتك فحسب ...
اخذ هاتفه : هيا لنخرج ...
نظر آرثر نحوه بتمعن : هنري ... هل عرفت لما انفصلت كاثرين عن إيميليا ! ...
هنري : لم اعد ارغب بمعرفة السبب ...
مشى متوجهاً للباب فتبعه آرثر حتى خرجا ...
هنري : هل ازعجوك هذا الصباح ! ...
آرثر : لقد اتيت متأخراً وتوجهت مباشرة لمحاضرتي لم تكن هناك فرصة لاسمع همسهم ...
مشيا حتى مرّا بغرفة ادوارد فتكلم آرثر : لقد اتى بالأمس لزيارتي ...
هنري : ...
آرثر : اتعلم ... طالما تفكّرت في شخصية ادوارد ... طالما كان واثقاً ورزيناً ويتخذ قراراته بعقلانية ودون تذمر ... انه يواجه كل شيء بهدوء كبير ... انه يعرف متى يجب عليه ان يتوقف ويعرف متى يتحرك ... انني حقاً معجب به ...
هنري : لا تتخذه قدوة ...
نظر آرثر نحوه بتعجب : لماذا ! ...
هنري : لا اريدك ان تصبح مثله ... شخص يواجه كل شيء لوحده ويتخذ قراراته بحسب وجهة نظره ...
التفت ناحيته : انت دائماً ما تتحدث عما يزعجك وما تمر به لذا استمر فانت تفعل الصواب بذلك ...
اكمل طريقه حتى دخلا لقاعة الطعام وآرثر ينظر نحوه وفي داخله : هل تحول اعجاب هنري بادوارد لخيبة أمل ! ...
بدأ آرثر يشعر بهمس الاخرين من حوله وحاول تمالك نفسه حتى لا يظهر ملامح الاستياء فتبع هنري حتى جلسا ...
آرثر : بخصوص ادوارد ... اعلم انك مستاء منه في الفترة الاخيرة ولكن صدّقني انه يهتم لأمرك اكثر من اي شخص آخر ...
هنري : ...
اخذ آرثر نفساً : انه يخبئ الامر عنك لأنه يعرف كيف انك تتأثر وهو لا يريد ان يراك حزيناً بسبب مشاكله الخاصة ...
استاءت ملامح وجهه : انا الان بت اعرف ان بعض الامور يجب ان تواجهها بنفسك وان تتخذ قراراتك بنفسك دون ان تطلع عليها احد ...
هنري : بلا اطلعهم ... واجه واتخذ قراراً بعد ان تسمع الشورى ... الامر لا يسير وانت تنظر للأمر بمنظورك فحسب ...
اقترب هنري واستند على الطاولة وهو ينظر لآرثر : آرثر ... اعلم ان ما تمر به ثقيل ... نعم انت محق في النهاية انت من يجب ان تواجه الامر وانت من يجب ان يتخذ القرار ولكن لا اريدك ان تشعر بأنك وحدك ...
آرثر في داخله : اشعر انني وحدي ! ...
تقدم النادل فصمتا وطلبا طعامهما ... قليلاً حتى تكلم آرثر بصوت هادئ : انا خائف ...
اعتلت نظرة التعجب ملامح هنري : خائف من ماذا ! ...
ابتلع آرثر ريقه : من القادم ... كنت ابحث عما يجعلني مطمئناً ولكن ينتهي بي الامر بالخوف ... اااه انت قلت بأن اتكلم لذا سأخرج ما اشعر به ...
نظر نحو هنري : خائف من افسد كل شيء ... وخائف من مواجهة مصيري ...
تنهد : انا استسلمت لقدري كراهية من قبل ولكن جاءت جنيفر وجعلت لي خيارات اخرى متاحة ... ولكني اكتشفت ان كل خيار كان يحتوي على خسارة ... خسارات متعددة في كل اختيار ... انا الان مضطر لاختار واحد منها ... انا خائف من الندم ...
هنري : ألا يمكنك ان تطلعني على هذه الخيارات !؟...
آرثر بضيق : لا يمكنني ...
اخذ نفساً : اعرفك جيداً يا هنري وحتى ادوارد يعرف ذلك عنك... لو اخبرتك واخترت لي خياراً وحصلت خسارة ستلوم نفسك للأبد وستظن انك السبب في كل ما يحدث لذا لا يمكنني ان اخبرك ...
هنري : عندما تشتد الامور لا تتحملها لوحدك ... آرثر انا سأكون في جانبك لذا تعال إلّي ...
آرثر : اعلم ذلك ... شكراً لتفهمك موقفي جيداً كما العادة وبالتأكيد عندما اقرر لن افعل حتى اخبرك ...
ابتسم هنري ابتسامة صفراء : وكما العادة سأكون في انتظارك حتى تتكلم من تلقاء نفسك ...
وفي داخله : سامحني يا آرثر فأنا اخبرك عكس ما افعل ولكني اريد ان اخفف عنك يا صديقي ...
وضع النادل الطعام امامهما فصمتا وبدآ بتناول الطعام ...
مضى الوقت كلاً مشغول بما لديه ...
حتى اتى اليوم التالي :: الاربعاء :: 11 ابريل 2014 :: الساعة الثامنة مساءً ::
-[ هنري ... هل انت هنا ! ]
-[ نعم ... ماذا لديك ! ]
-[ لقد كنت افكر بعمق ... هل شعرت مرة بذبول مشاعر كانت متوهجة جداً ! ]
-[ الا يمكن ان يكون سؤالك اكثر تفصيلاً ! ]
-[ لاعطيك مثلاً مبسطاً ... ان يذبل شغفك نحو السباحة في اللحظة التي تصل فيها الى النهائيات ! ]
-[ لا اعلم فأنا لا زلت امتلك ذلك الشغف ]
-[ ماذا عن علاقتك بادوارد ! ... هنري انني اذكر كيف تقدّس علاقتك به فكيف هي علاقتك به الان ! ... هل هي ذاتها ام ذبلت عندما انتقل ! ]
-[ ما الذي يجعلك فضولية فجأة ! ]
نظرت لرده وبضيق : يبدو بأنه كره السؤال [ ااه انسى اذاً ... انتم ايها الرجال لا يمكن ان تفهمون مقاصدنا نحن الفتيات ]
-[ هل لأسئلتك هذه علاقة بالاغنية ! ]
-[ اااه لا ليس تماماً ]
-[ انه وقت العشاء ... هل تناولتي طعامك ! ]
-[ لا ليس بعد ]
-[ تناوليه حتى تأخذي علاجك ]
-[ حسناً ]
نظرت لردوده : يبدو بأنه يرغب باغلاق المحادثة ... هنري ما امر اجاباتك لما اصبحت قصيرة وباردة هكذا ! ...
طرق الباب طرقاً خفيفاً فأجابت سريعاً : تفضل ...
دخل ادوارد : اووه لقد خمنت جيداً ... توقعت انك استيقظتي بالفعل ...
ابتسمت : لتوي افقت ...
تقدم وضغط على الرقم ٩ : اجلبوا الطعام للغرفة ...
جلس على طرف السرير ومد يده حتى مسح على رأسها : اشتقت إليك ... لم اراك منذ الأمس ...
احرجت لكلماته واخفضت نظرها : اسفة ولكن مفعول العلاج ليس امراً يمكنني ان اتحكم به...
نظر للساعة : انها الثامنة ... وقت عادتنا الجديدة ... هل جهزتي لي اسئلة جديدة ! ...
ابتسمت جنيفر : حسناً انه اقتباس من رواية وليس امراً اختلقته ... السؤال هو ، لو كان باستطاعتك الذهاب للمستقبل أو العودة للماضي .. ماذا سيكون اختيارك ؟!...
اجاب ادوارد بسرعة : العودة للماضي ...
جنيفر : لماذا !...
ادوارد : حتى اعرف مشاعرك مبكراً ... اتصل بك واخبرك انني احبك ايضاً ...
تفاجأت جنيفر من اجابته وفي داخلها : سماع ذلك مؤلم جداً ... انه يحبني وانا ابدو امامه كخائنة ذات مشاعر مشتتة ...
نطقت وبابتسامة صفراء : ولكننا معاً الان في الحاضر ...
ادوارد : نعم انتي محقة ...
اخذ بيديها وقبّلها : وسنكون معاً في المستقبل ...
نظر في عينيها : أليس كذلك ! ...
ابتسمت ابتسامة حالمة : نعم ...
ادوارد : وماذا ان اعدت عليك السؤال ... ما هي اجابتك ولماذا ؟ ...
جنيفر : المستقبل ... حتى اعرف ما القرار الذي يجب ان اتخذه في حاضري ...
ادوارد : خائفة من المستقبل ! ...
جنيفر : ليس تماماً ... ولكن انا خايفة من ان اندم ... انني من النوع المتردد وهذا اكثر امر اكرهه في نفسي ...
ادوارد : مترددة ! ... التردد ليست صفة سيئة فهي افضل بكثير من المتسرعة ... التردد يعني انك تفكرين بالامر مرارا وهذا امر جيد ...
نظرت جنيفر في عيناه : هل هناك جزء من شخصيتك تكرهه ! ... لقد اخبرتك جزئي بالفعل وحان دورك ...
تغيرت ملامح ادوارد للحظة ونطق بصوت هادئ : دقة ملاحظتي ... فدائما ما اعرف كل شيء بمجرد ملاحظتي مهما حاول الشخص الذي امامي اخفاءه ...الاسوأ في الامر انه حتى بعد ان اعرف بالفعل فانه لا يمكنني ان افعل شيئاً حياله ...
تغيرت ملامح جنيفر واشاحت ببصرها بعيداً ...
طرق الباب فتوقف ادوارد : اظنه طعامك ...
ذهب ادوارد ليجلب الطعام فنظرت جنيفر نحوه وفي داخلها : إذاً هل تعرف ما اشعر به حيالك الان يا ادوارد ... هل تتحمل الامر رغم ادراكك للأمر ! ...
عاد ادوارد ووضع الطعام على الطاولة وقرّبها لها : لدّي مشاريع من اجل الجامعة سأذهب لاقضيها ... تناولي طعامك ونامي جيداً ...
خرج ادوارد فأكملت جنيفر تناول طعامها وهي تفكر بعمق ...قليلاً حتى طرق الباب لتدخل عليها صوفيا بابتسامة طفيفة : اخبارك ! ...
ابتسمت جنيفر ابتسامة طفيفة ...
اقتربت نحوها : كيف هي صحتك الان ! ...
جنيفر : انني اتحسن تحسناً ملحوظاً ...
جلست صوفيا على الكرسي : يسعدني سماع ذلك ... واخبارك مع اغنيتك ! ...
جنيفر : لا زلت اكتب وامسح ...
تغيرت ملامح وجهها لمتضايقة : لم استطع ان اعبر عما اشعر به حقاً ...
صوفيا : لماذا ! ...
نظرت نحو صوفيا بنظرة حزينة : اريد ان اسألك اولاً ... هل ... ااه اعني بعد انفصالك عن توماس وانقطاعك عنه ... هل شعرتي بذبول في مشاعرك ! ...
صوفيا : ...
جنيفر : ااااه لا اعرف كيف اعبر ... اعلم انك عدتي إليه الان ولكن في مرحله انفصالكما الم تشعري انه انتهى الامر فعلاً ويمكنك ان تجدي شخص غيره ! ...
صوفيا : بلا ... لقد قابلت عدة رجال من بعده ولكن ابداً لم اشعر بذات الشعور الذي كنت اشعر به مع توماس لذا تخليت عن الفكرة وركزت على مهنتي ...
جنيفر : وكيف الان شعورك بعد ان عدتما ! ...
ابتسمت صوفيا ابتسامة طفيفة : شعوري ... انه كما لو انني ادركت انه لا يمكن ان يحل محله احداً ... كما لو انني كنت اعيش بجزء ناقص من قلبي وعندما عاد إلي توماس اكتمل ...
امتلئت نظرة جنيفر بنظرة فارغة مليئة بالحيرة حتى نطقت : لما لست مثلك ! ...
تركت ملعقتها ونطقت بضيق : انا ايضاً عشت بجزء ناقص من قلبي بعد فراق جون ... انا احببت جون جداً ... احببته بجنون ... ولكن ...
امتلئت عيناها بالدموع : لقد عاد ولكن لم يعيد لي جزئي المفقود ...
اومأت رأسها بخيبة وضيق : انا اعلم لماذا ... نعم اعلم ... انني اعلم ان ادوارد هو جون ولكن انا لم استطع ان اراه كجون ! ... في عيني كما لو انه شخص آخر وذلك يخنقني ... عندما انظر لادوارد فإنني اسميه ادوارد ويعجز لساني عن نطق اسم جون عليه ...
صوفيا : هل تقصدين انك لا تحبين ادوارد ! ...
جنيفر : انه جون وانا متأكدة من حبي لجون لذا يعني انني احبه ولكن ...
تحولت ملامحها لحزينة : لا اعلم ماذا علّي ان افعل ... اعرف انه يحبني ولا اريد ان اخسر جون للمرة الثانية ... انه جزئي الناقص لذا اريده ...
ابتسمت صوفيا وامسكت بيديها : لا بأس لا بأس بالتأكيد صعب عليك ان تريه كجون بعد كل هذا الوقت والتغير الذي طرأ عليه ... لذا يجب ان تأخذي وقتك بكل تأكيد ...
جنيفر : اذاً هل انتظر فحسب ! ...
صوفيا : لا بل عليك ان تبحثي عن جون داخله ... المرء لا يتغير جذرياً لذا هو سيظهر لك جانب جون لا ارادياً لانه يعلم بأنك تعرفين هويته ...
جنيفر : سأحاول ...
ابتسمت صوفيا : انني اثق انك ستنجحين وحبكما كذلك ...
تنبهت : ااااه صحيح غداً لن اعود للمنزل لدّي اعمال لاقوم بها في الجامعة ... لذا ااه لا احب فكرة تركك لوحدك وادوارد مشغول عنك كذلك ...
ابتسمت : اظنني سأجعله استثناءً ...
توقفت : سأذهب قليلاً واعود...
توقفت على عجل وذهبت ... نظرت جنيفر لما تبقى في صحنها وتركته ... اخذت بعلاجها وتناولته ...
تنهدت : لن تفهميني ياصوفيا ...
تذكرت جملة قديمة من جاين [ متى ما اردتي مساعدتي في اي امر سأكون هناك لأجلك ..]
نطقت بحنية : اشتقت لك جاين ... انك الوحيد الذي يمكنني وبكل اريحية ان اخبرك بما اشعر به دون الخوف من ردة فعلك ولكن ...
استاءة ملامح وجهها : هل خسرتك يا ترى ! ...
فتحت هاتفها ونظرت لرقمه بتمعن ... تنهدت ثم توجهت لمحادثتها مع هنري [ هنري ... اخبرني ... كيف هي اخبار جاين !؟ ... انني افتقده ... ااااه لا اعني الشوق العاطفي ولكن اشعر بشعور سيء ... كما لو انني فقدت جانبه فجأه ... لقد عدت لادوارد وقد انفصل ادوارد عن لورا ... بالتأكيد هي تحطمت وبالتأكيد جاين رأى ذلك الجانب منها ... اشعر انه بات يكرهني ... فبسببي ادوارد سبب التعاسة لاخته ... اااه لا اعرف كيف اصف ذلك ولكن اشعر بالثقل ... او نوعاً ما انا خائفة من انه لا يمكنني ان اقابله مرة اخرى او ان احادثه ]
اخفضت هاتفها : يالا انانيتي ... حتى جاين اريده ان يكون في صفّي ضد اخته ! ... يالي من انانية تريد اهتمام الجميع ...
وبضيق : التردد ليست صفة جيدة يا ادوارد ... انها الاسوأ...
جائتها الاجابة سريعاً [ لا تفعلي ... نعم مثلما قلتي بالتأكيد رأى جانب لورا وانتي لستي في موقع يسمح لك بالحديث معه حول ما تمرين به الان ... سأذهب وارى احواله من اجلك لذا توقفي عن القلق ]
ما ان قرأت جنيفر رده حتى تضايقت اكثر : اذاً حقاً انا خسرته ! ...معلومات تم الكشف عنها -١٤٣-
/ عرف هنري نوع مشاعر آرثر تجاه كاثرين /
/ لم يخبر هنري آرثر انه عرف كيف انتهت علاقة كاثرين مع ايميليا /
/ اخبرت جنيفر صوفيا عن حقيقة مشاعرها تجاه ادوارد /
/ جنيفر لا يمكنها ان ترى ان ادوارد هو جون وتفصل بينهما /
/ اخبرت جنيفر هنري انها تريد محادثة جاين ولكن هنري ردّها عن ذلك /
/ جنيفر تشعر انها فقدت جانب جاين /
أنت تقرأ
خلف اقنعة الحب - Behind the masks of Love
Romanceتدور احداث الرواية في عالم موازي واقعي ليست في دولة معروفة أو في ديانة معينة أو في حضارة ما .. مجرد شريحة حياة خلقتها تحت بطولة " جنيفر ألبرت " وعدة شخصيات تخوض معها حياتها .. تبدأ القصة بذكرى قبل سبع سنوات حيت كان عمر جنيفر إحدى عشر عاماً فقط لتستر...