الجزء التاسع والاربعون بعد المئة
هناك وفي مكان آخر عند هنري الذي ركن سيارته عند منزلهم ..
رفع هاتفه واتصل بامه .. لتجيبه سريعا : اهلا حبيبي ..
هنري : امي هل كاثرين جوارك ؟ ...
الام : نعم .. هل تريد مكالمتها ؟ ...
هنري : نعم من فضلك ...
أعطت الام هاتفها لكاثرين : مرحباً ..
هنري : هل تتناولون وجبة العشاء ؟ ...
كاثرين : نعم ..
هنري : حسناً اسمعي انا عند الباب اريدك ان تخرجي ولكن ادعي امامهم انك ذاهبة لدورة المياه .. هيا استيقظي الان ..
كاثرين : حسناً ..
أغلقت الخط واعادت الهاتف لامها ..
الام : ماذا كان يريد منك ؟ ...
كاثرين : لا شيء مهم فقط سألني عن بعض الأمور ..
نظرت سارة لملامح وجه كاثرين ...
توقفت كاثرين : سأذهب قليلاً لدورة المياه ..
ذهبت كاثرين على عجل فنظرت الام لسارة : سارة حبيبتي هل يمكنك ان تتبعيها دون ان تلاحظك ؟ ...
توقفت سارة : اكيد ..
ذهبت سارة فالتفت الاب نحو الام : ما امرك ؟ ..
الام : ........
الاب : ألن تتحدثي معي إذاً !
اخذت تكمل طعامها ..
الاب : تيريزا ..
الام : انا قلقة .. منذ وقت طويل لم اشعر بهذا القلق على هنري ..
نظرت نحوه : ارح لي قلبي .. فانت السبب في قلقي عليه ..
هناك في الخارج خرجت كاثرين لتلحق بها سارة دون علمها وتلقي نظرة على الخارج وفي داخلها : هنري !! ...
من الخارج توقفت كاثرين امام هنري : هنري ... ما الذي يجعلك تقابلني خفية ؟!
هنري : كاثرين .. اخبريني ما السبب الذي جعلك تنفصلي عن إيميليا ؟ ..
تحولت ملامح كاثرين لمصدومة : هاه !...
هنري : لقد كنتما صديقتان جيدتان .. ما الذي حوّل حالكما ؟...
كاثرين : لما فجأة تسأل !! ..
هنري : اجيبي ..
اشاحت كاثرين بنظرها : المشاكل تحدث بين الصديقات حتى ..
هنري : ما نوع المشكلة ؟..
كاثرين على نفس الوضع : أمور خاصة بين الفتيات ..
هنري: لما قابلتي ادوارد اليوم دون علمي ؟ ..
نظرت نحوه وبتعجب : هنري ما امرك فجأة ؟..
هنري : أريد ان اعرف لذلك أسأل ..
استند على سيارته : بالأمس استمعت لكلمات من إيميليا .. قالت فيها ان ما فعلته جنيفر كان لأجلك .. ما الذي يجعل تدمير الزواج أمر جيد لك ؟.. وقالت أن جنيفر فعلت ذلك على جهل وأنها خاسرة ..
نظر لوجه كاثرين : ما الذي حدث ولما فعلت جنيفر ذلك من أجلك ؟ ..
كاثرين : في الماضي حدثت بعض الامور بيني وبين إيميليا وبسببها انفصلنا .. مرّة اخبرت جنيفر انني مستاءة مما حدث مع إيميليا وأظن أن جنيفر أرادت ان تبهجني بتدميرها للزواج .. لذا قابلت إدوارد لأخبره ان يجدها لأنني لا اريدها ان تتأذى بسببي ..
هنري : أهذا كل شيء !! ...
أجابته دون ان تنظر في عيناه : نعم ..
هنري في داخله : هناك ما تخفيه بكل تأكيد ولكن لما لا تخبرني به ؟؟ ما الذي يمنعها .!!...
فتح هنري باب سيارته : حسناً إذاً عودي للداخل ..
كاثرين : هنري ..
نظر نحوها ولاحظ ملامحها المتوترة : ماذا ؟ ..
كاثرين : لا شيء ولكن وجهك يبدو متعباً .. هل انت بخير ؟ ..
هنري : اااه هذا لأنني لم أنم منذ الصباح .. لا تخافي انا بخير .. هيا عودي للداخل ..
ركب هنري سيارته وهي تنظر له حتى خرج تماماً ...
تحولت ملامح كاثرين لملامح قلقة وخائفة : لم أستطع اخباره ..
التفتت لتدخل وحينها انتبهت سارة لعودتها فعادت لطاولة الطعام وكأنها لم تلحق بها .. تقدمت كاثرين وانضمت لهم بصمت ..
هناك وفي مكان آخر عند الطبيب ديفيد والذي حمل اغراضه خارجاً من المشفى وبينما كان يمشي تذكر مكالمة حدثت قبل ربع ساعة ..
رن هاتفه من رقم غريب وفي داخله : رقم ثابت ؟ ..
اجاب سريعاً : مرحباً ..
جنيفر بصوت هادئ : مرحباً أبي ...
الاب : جنيفر !!..
جنيفر : نعم انها انا ولكن لم استخدم هاتفي .. أخبارك ؟
الاب : بخير وكنت في انتظار مكالمتك ..
جنيفر : كنت أعلم ذلك لذلك اتصلت .. هل التقيت بعمي ستيف ؟
الاب : نعم وأخبرني انه قابلك بالفعل ..
جنيفر : نعم ..
الاب : هل يمكنني ان اسألك عن ماذا تحدثتما ؟
جنيفر : سنتقابل قريباً .. سأغلق الان ابي وسأحادثك قريباً ..
الاب : جنيفر ... هل انتي بخير ؟ ..
جنيفر : نعم بخير وفي مكان جيد .. لا تقلق ..
الاب : تواصلي مع والدتك ..
جنيفر : سأفعل ..
اغلقت جنيفر الخط ليتنهد الاب وينظر لرسالة من توماس [ لا تعد من دونها .. هذا طلب أمي ] : لم اعد أعرف ما الذي تفكر به جنيفر ..
وتذكر جملتها [ ابي .. لنسحقهم ... كلهم عن بكرة ابيهم ..] : لا اظنها قالتها من فراغ .. ما تفعله جنيفر الان لا يطمئن أبداً .. يجب أن اوقفها ..
نعود لمنزل شارلوت في لحظة خرجت فيها الخادمة من غرفة ادوارد لتواجه ادوارد وفي يدها صحن الطعام الذي لم يلمس ..
ادوارد : أكانت نائمة ؟ ...
الخادمة : لا ولكنها قالت ليست لديها شهية ..
ادوارد : أعطني إياه ...
اخذ الصحن منها وتوقف أمام الغرفة وبتفكير : ها قد أعطيت لي فرصة أخرى لمواجهتها ولكن ما الذي يجب أن أفعله !! ..
تذكر بعض كلمات هنري من البارحة وفي داخله : انها تعلم بأنني جون بالفعل !! وقد اختارت وليسلي بعد معرفتها ... هل سيغير حديثي شيئاً ؟! ...
دخل للغرفة وما أن اقترب حتى لحظ تغيّر مكان الورقة التي تركها على الطاولة وفي داخله : إذاً لقد كلمته ..
نظر لها وهي مستلقيه وقد غطّت نفسها بالفراش .. تقدم وجلس على طرف السرير : يجب أن تتناولي الطعام حتى تتحسن حالتك فالعلاج لن يجدي دون تناول الطعام ..
توقف ووضع الطعام على الطاولة المجاورة : سأتركه لك هنا .. من فضلك تناوليه ..
ما ان أوشك على الذهاب حتى مدت يدها وامسكت بطرف قميصه ..
نظر ليدها بتعجب .. مد يده حتى امسك بها وفي داخله : دافئة ولكنها ليست بذلك السوء ..
تنهد وجلس على الارض وهو ممسك بيدها : هل ستتناولين القليل ؟ ..
ابعدت الفراش عن وجهها وأومأت رأسها بالإيجاب ..
ابتسم ابتسامة خفيفة وتوقف .. سحب كرسّي وقرّبه .. وجدها تحاول رفع نفسها فتقدّم وحاول رفعها حتى اسندها ..
جلس وأخذ بالطعام ووضعه على حضنها ..
اخفضت نظرها نحو الطعام وبدأت بتناوله بشهية شبه منعدمة ..
أخرج الورقة التي قدّمها له هنري من جيبه ونظر لأوقات الادوية .. وفي داخله : إذاً ما بعد الطعام سيكون مسبب للنعاس ! ..
نظر لملامح جنيفر والعرق الذي كان واضحاً على وجهها وفي داخله : يبدو بأننا سنتحدث غداً ...
ادوارد : لقد تحطّم هاتفك ولكن الشريحة ما زالت سليمة .. سأذهب لأشتري لك واحداً جديداً حالاً .. لذا ..
وضع الدواء بجانب الطاولة : عندما تنتهين من تناول طعامك خذّي لك حبة من هذا مع شرب كأس كامل من الماء ..
أومأت برأسها ..
توقف ونظر نحوها وهي تأكل بهدوء : نامي جيداً ..
خرج من عندها ونظر لساعة يده : العاشرة !! .. لا بأس أمامي وقت كافي ...
انتبه لرسالة من ماريا [ إن رأيت هذه الرسالة كلمني ]
تنهد قليلاً ورفع هاتفه واتصل بها وهو يمشي : مرحباً ..
ماريا : مساء الخير .. كيف حالك ؟ ..
ادوارد : بخير ..
ماريا : أخبارها ؟ ..
ادوارد : ليست بخير تماماً .. فقد كانت مصابة ..
ماريا : مصابة !! ..
ادوارد : نعم لقد تم الاعتداء عليها وحبسها في مدرستي الثانوية .. لم أعرف التفاصيل بعد لأنها كانت مريضة ولم اتكلم معها بخصوصها ..
ماريا : وأين هي الان ؟ ..
ادوارد : في منزلنا ..
ماريا : هل جننت ؟ ..
ادوارد : لم أجد مكان قريب وآمن .. أعلم أنها مخاطرة ولكن لم يسعني أن أفعل غير ذلك .. على الاقل سأبقيها حتى تتحسن حالتها وانقلها في أقرب وقت ممكن ..
ماريا : انها الشخص الذي يتحدث ويبحث عنه الكثير لا نريد أن نلفت النظر أكثر .. سأبقيها ولكن كن حريصاً ألا يكتشف مكانها ..
ادوارد : فقط هنري يعلم ..
ماريا : هنري إذاً .. حسناً أخبره ألا يتفوه بأمور لن تجلب له سوى المشاكل ..
ادوارد : نعم ...
ماريا : أنت عندها الان ؟ ..
ادوارد : لا لقد خرجت للتو لشراء هاتف جديد فقد تحطم هاتفها أثناء الاعتداء .. سيدة ماريا غداً عندما أعرف كل شيء من جنيفر هل يمكنك فتح تحقيق بشأنها ؟؟..
ماريا : لن افعل إن لم يكن المعتدي من وليسلي .. فأنت تعرف لما اساعدها الان ..
ادوارد : انا شبه متأكد انه من وليسلي فقط انتظر إخبارها لي عمن يكون ...
ماريا : حسناً سأنتظر ردك علّي غداً .. اسمعني لا يجب ان يعلم أياً كان أنها عندنا في المنزل .. أبي لا يريد المشاكل ولا يريد أن يلتفت الاعلام نحوه .. أعلم بأنك حذر بالفعل ولكن إحرص أكثر ....
ادوارد : سأفعل ..
اغلق الخط وركب سيارته ...
نعود لمنزل ويلز بعد ان انتهت العائلة من تناول الطعام ..
الام : هل ستبيتين لدينا الليلة يا سارة ؟ ..
سارة : نعم ..
الام : إذاً تصبحان على خير ..
انفصلت عنهن ودخلت سارة لغرفة كاثرين .. ما أن اغلقت الباب حتى التفتت نحو كاثرين : لما اتى هنري لرؤيتك ؟؟أليس من المفترض بحسب كلام أمك انه في الجامعة ؟ ...
نظرت كاثرين نحوها بتعجب : هل تبعتيني ؟ ..
سارة : شعرت بالريبة من مكالمة هنري لك فحسب ...
تقدمت كاثرين حتى جلست على السرير : لقد اتى ليسألني عن السبب الذي انفصلت بسببه عن إيميليا ...
سارة بتعجب : لما يسأل بعد كل هذا الوقت فجأة ! ..
اعتلت الدهشة وجه كاثرين : تصرفات هنري قبل قليل لم تكن تشبهه ابداً ... انا اعرف هنري ...هو ابداً لن يسألني عن امر يضايقني ...ايضاً سارة هنري قال انه سمع من إيميليا ان جنيفر فعلت ذلك لأجلي ؟ ... ذلك يعني ان جنيفر قابلت إيميليا أليس كذلك ؟ وما دام سمع هنري ذلك فهل اخبرته إيميليا السبب والان جاء ليتأكد مني ! ...هل علم هنري انني أحب آرثر !! ...
وضعت يدها على فمها : نعم يبدو بأنه يعلم ! ملامح وجهه لم تعجبني ابداً ...
اعتلت ملامح الخوف وجهها وفي داخلها : ماذا لو اخبرته عن المخدرات حتى !...
تقدمت سارة وجلست بجوارها : هيه كاثرين لحظة لا تفسري الامر سريعاً ... اخبريني بالضبط ما الذي قاله ...
نظرت كاثرين نحو سارة بنظرة ادراك : ااااه صحيح لم اخبرك ... إيميليا اتصلت بي اليوم ... ااااه لحظة كيف نسيت اخبار هنري بذلك ...
سارة : اتصلت بك لماذا ... وماذا كان الغرض !...
كاثرين : سألت عن جنيفر وقالت لو كنت متفقه معها ثم سرعان ما قالت بأنني ابداً لن افعل ذلك ... سارة انا متأكدة ان جنيفر لا تعلم بأنني أحب آرثر ويبدو بأن إيميليا تعلم بذلك ... قلت لها ان لا تقترب من جنيفر او تؤذيها ولكن سارة انا متأكدة انها لن تصمت ... نعم هي ستفعل امراً لجنيفر ... بدا لي الامر كما لو انها رغبت مني ان أوصل هذه المعلومة لجنيفر ... طريقة حديثها كما لو انها تتحداني ...
بدأ التوتر على وجهها : الاهي اريد رؤية جنيفر او على الأقل مكالمتها ...
سارة : نعم ... جنيفر لم تكن تعلم ... هي اتصلت بي اليوم وسألتني سؤال واحد ... قالت قبل سؤالها ان اجيبها دون تلاعب او كذب كما لو انها تتأكد ... سألتني ان كنتي واقعة في حب آرثر او لا ...
نظرت كاثرين لسارة بتعجب : اخبرتها ؟
سارة بضيق : لقد قالت ان لا اكذب لذا اخبرتها ... اسمعي هي من الواضح انها كانت تتأكد لذا هناك من أخبرها بذلك بالفعل ...
كاثرين : من سيخبرها!!!...
سارة : من يعلم بأمر مشاعرك لآرثر غيري ؟ ..
كاثرين : ميشيل تعلم ولكن لا أظنها ستخبر جنيفر انا متأكدة انها لن تفعل .. ادوارد اشعر بأنه يعلم ولكن هو لن يخبرها بذلك فهو ليس شخصاً ثرثاراً ..
تنبهت للحظة : إيميليا .. ااااه نعم انها تعلم بذلك ..
تذكرت كلمات هنري وانه سمع كلام إيميليا بخصوص جنيفر فالتفتت نحو سارة : انها إيميليا .. انا متأكدة انها الشخص الذي أخبر جنيفر بذلك .. نعم هي دائماً ما تذكر ما نكره سماعه .. وبالتأكيد ارادت ان تجعل جنيفر تستاء مما فعلت في الزواج لذا اخبرتها انني أحب آرثر ... يبدو بأن جنيفر لم تصدقها لذلك اتصلت بك لتتأكد ..
نظرت سارة لملامح كاثرين المستاءة وتذكرت محادثتها مع جاين وافتراضاته وما تمر به جنيفر من تحطّم وفي داخلها : إلاهي ما الذي فعلته انا مرة أخرى !!! لقد فاقمت الامر .. والان جنيفر باتت تعلم بشأن حب كاثرين لآرثر وان ما فعلته كان خاطئاً !!! ... آآآآه لقد اخطأت مرة اخرى ..
دون شعور نزلت الدموع من عينيها فانتبهت لها كاثرين وبتعجب : سارة !!! ...
انتبهت سارة لدموعها فمسحتها سريعاً ..
كاثرين بقلق : سارة ما أمرك لما تبكين ؟؟ ...
سارة : لا لم أكن ابكي .. فقط دموع لأنني لم أرمش وانا استمع إليك ..
كاثرين : اها ... إذاً سارة فكّري معي الان ماذا يمكننا ان نفعل .. أنا خائفة من إيميليا .. وادوارد الحقير لم يستمع لي ..
سارة : ااااه انتي لم تخبريني لما ذهبتي لإدوارد اليوم قبل ان تسرقي .. لما حقير ! ..
كاثرين باستياء : ليس مهماً ما دار بيننا ولكن ... حقاً لا يمتلك أية مشاعر .. انني مستاءة منه .. لقد واعد جنيفر بالفعل فترة كيف لا يهتم لأمرها ولو قليلاً.. تخيلي يا سارة قال انه ليس له علاقة بما يحدث الان لجنيفر وان الامر بينها وبين وليسلي !! .... نعم انني أدرك انني السبب في تصرّف جنيفر وادعائها انها ابنة وليسلي ولكن ألا يشعر بأنه أيضاً سبباً لألم قلبها ... لقد انفصل عنها بلا سبب وواعد اخت صديقها !!!.. ألا يشعر ولو قليلاً ان له علاقة بما يحدث الان !! ... حسناً انا لا احاول القاء اللوم عليه ولكنني حقاً مستاءة منه ... انه بلا قلب .. كالصخرة تماماً ..
تذكرت سارة ما أخبرها به جاين عن ادوارد وعن حقيقة ان جنيفر ابنة وليسلي وأن هذا السبب الذي انفصل بسببه ادوارد عن جنيفر ..
سارة : اااه ادوارد .. في الواقع ادوارد ...
تذكّرت جملة جاين ( كل ما اخبرتك به حساس للغاية ولا اريدك ان تشاركيه أحداً من صديقاتك أبداً .. انا اخبرتك فقط لأنني لا اريدك ان تشعري كما لو ان جنيفر تخدعكم .. اريدك ان تثقي بها وان تبقي في جانبها .. ) ...
كاثرين : ما امرك لما صمتي ؟ ...
سارة : لا شيء فقط قد يكون ادوارد محتاراً أيضاً ولا يعرف ما يفعل .. دعينا لا نلقي باللوم عليه ... المهم الان جنيفر ...
امسكت سارة بيد كاثرين : جنيفر صديقتنا ويجب ان نتمسك بها .. يجب ان نؤمن بها وان نحاول البحث عنها .. مثلما اتصلت بي اليوم انا متأكدة من انها سترغب بمكالمتنا مرة اخرى ...لذا كاثرين لنهدأ ولا نلم أنفسنا .. وبخصوص هنري لو كان علم بشأن حبك لآرثر فلا بأس .. عاجلاً ام آجلاً كان سيعلم مثلما علمنا كلنا وتقبّلنا الامر .. كاثرين لا تفكّري كثيراً ولنرى ما الذي يحمله لنا الغد .. فلا نعلم أن كنّا سنقابل جنيفر غداً وتتضح لنا الصورة كاملة ..
كاثرين : انتي محقّة يبدو بأنني تعمّقت في تفكيري ولكن سارة مهما فكّرت انا ما زلت خائفة من إيميليا .. على الاقل يجب ان أخبر هنري عنها ... أخشى ان تسبقني لجنيفر ..
سارة : لا تفعلي .. لا تخبري هنري عن ذلك أبداً ولا تخبريه بإفتراضياتك .. سيجن هنري وانتي تعرفين كيف ان ردة فعله قوية جداً ... لنتمهل ليس وكأن جنيفر ستجيب مكالمة من إيميليا او ان تقابلها في قعد دار وليسلي ... فكما سمعت إيميليا لم تخرج قط من حيهم بسبب الاعلام .. لذا نحن لدينا الافضية للوصول لجنيفر قبلها .. حسناً ؟؟ ..
كاثرين : نعم كلامك منطقي جداً ...
سارة في داخلها : لا أعلم بنفسي ان كنت اقوم بالصواب أو لا ولكن لا اريد من كاثرين ان تشعر بالسوء أكثر وهي عاجزة عن فعل أي شيء في موقف كهذا .. في النهاية جنيفر ابنة وليسلي وقد فعلت ذلك مع علمها بذلك لذا لا اظنها غبية أو لم تستعد لمواجهة كل ما يحدث الان .. رغم قلقي إلا انني اريد ان اثق بما أفكر به ...
كاثرين في داخلها : نعم سارة محقة .. يجب ان اكون إيجابية في تفكيري .. كل شيء سيكون على ما يرام .. نعم كل شيء سيكون على ما يرام ..
هناك وفي مكان آخر تماماً عند هنري والذي توقف أمام حي وليسلي ..
توقف الحارس أمامه : يمكنك الدخول يا سيدي ..
هنري في داخله : إذاً وافقت على مقابلتي !! ..
أدخل سيارته وركنها أمام منزل إيميليا ...
طرق الباب لتفتح له الخادمة حتى أوصلته لغرفة الضيوف ..
جلس لانتظارها وفي داخله : الأمر كله متمحور حول إيميليا .. لذا إن لم يخبروني فهي آخر خياراتي لأسألها ..
وتذكر محادثة قام بها قبل قدومه لمنزل وليسلي ..
رفع سماعة هاتفه واتصل بآرثر ليجيبه سريعاً : أهلاً هنري ..
هنري : يسرني سماع صوتك .. ما اخبارك يبدو بأن الامر كبيراً لتتحمله يا رفيقي ...
آرثر : أنا بخير تماماً لا تسمع للإشاعات ..
هنري : عدت للمنزل ؟ ..
آرثر : لا سأبقى في المشفى لتأكيد أحاديث الاعلام ..
هنري : آرثر .. قد يكون سؤالي غريباً ولكن لأنك أيضاً غيّرت رأيك فجأة ..
آرثر : هاه ما الذي تتكلم عنه ؟ ...
هنري : هل يا ترى تعلم لما انفصلت إيميليا عن كاثرين ؟ ..
آرثر بتعجب : لما تسأل عن أمر كهذا !! ..
هنري : أذكر أنك كنت موافقاً حتى على الزواج من إيميليا .. ما الذي غيّر رأيك وفجأة رفضت الزواج منها بشدة ؟ ..
آرثر : شخصّياتنا لا تتناسب ..
هنري : ما السيء في إيميليا ؟ .. ما زلت اراها شخص جيّد مهما حاولت ..
آرثر : .......
هنري : بالأمس سمعت إيميليا تقول بأن ما فعلته جنيفر كان من أجل كاثرين .. كما لو انها انتقمت من إيميليا ودمّرت الزواج من اجل كاثرين .. هل تعرف شيئاً بهذا الشأن ؟..
آرثر : ألم تسأل كاثرين !! ..
هنري : وهل تظن أن كاثرين تعلم بأن ما فعلته جنيفر كان لأجلها ؟ ...
آرثر : هنري ما أمر اسئلتك ؟ ..
هنري : فقط أجبني ... إن كنت تعرف شيئاً أجبني ..
آرثر : اسأل كاثرين فالأمر بين الفتيات .. أنا خارج الموضوع ..
هنري في داخله : صوته يبدو وكأنه يخفي أمراً ...
هنري : إن كنت تظن ذلك إذاً بالفعل يجب أن اسأل كاثرين ..
نعود للحاضر مع دخول إيميليا على هنري : يا لها من زيارة مفاجئة..
التفت نحوها وتوقف : تبدين بخير ...
إيميليا : تحسّنت اليوم ..
اقتربت : تفضّل بالجلوس ..
جلست امامه وجلس ..
إيميليا في داخلها : ما بال هذه النظرة على وجهه ..
ابتسمت ابتسامة خفيفة : ماذا تفضّل مشروباً ..
هنري : لا أحتاج لشيء فأنا على عجل ..
نظر في عيناها : إيميليا .. لما انفصلتي عن كاثرين ؟ ..
اعتلت نظرة التعجب وجه إيميليا للحظة وفي داخلها : لم يكن الامر عن جنيفر ؟ ...
إيميليا : لما هذا السؤال فجأة ... ولما انا من تسألها ؟..
هنري : اجيبي فحسب ..
إيميليا : لحظة لحظة .. هنري انت لست هنا لتتهمني أيضاً ..
هنري : أتهمك بماذا !! ..
إيميليا : بخصوص اختفاء كاثرين ..
اعتلت نظرة التعجب وجهه : من أخبرك انها اختفت ؟؟ ..
إيميليا في داخلها : لم يخبره إدوارد !! .. لا بأس ذلك لصالحي ..
إيميليا : إدوارد ... اتى لرؤيتي هذا الصباح وسألني عن مكان كاثرين ..
نظرت في عيناه بنظرة حزينة : لما فعل ذلك !! .. أتعلم منذ ان أخبرني لم ارتاح كنت خائفة جداً لدرجة انني اتصلت مراراً على كاثرين واتصلت بأمك حتى .. هنري أمك اخبرتني ان كاثرين كانت نائمة في المنزل بالفعل ولكن هل كان ذلك صحيح ؟ ... هل اختفت فعلاً ؟ ..
هنري : لا كانت نائمة في السيارة .. يبدو بأن الامر اختلط على ادوارد فحسب ..
إيميليا : ...
هنري : إيميليا انا هنا لأمر آخر .. أرجوك اجيبيني لما انفصلتي عن كاثرين ؟ ...
إيميليا في داخلها : لم افهم غاية سؤاله بعد .. يجب أن أماطل ..
أجابت بنبرة حزينة : لم انفصل عنها ... بل هي من انفصلت عني ...
هنري : ولما انفصلت عنك ؟...
إيميليا بملامح وجهها الحزينة : من المفترض ان أكون انا صاحبة هذا السؤال ... هنري لما انفصلت كاثرين عنّي ؟ ... لقد كنا صديقتين جيدتين ... لقد كنت اعتبرها اختي حتى ولكن ...
اشاحت ببصرها : ااااه فقط بسبب أنني أصبحت زوجة آرثر تغيّرت ...
هنري : لا تمثلي دور الضحية يا إيميليا ... فكاثرين احبتك جداً ... لن يغيرها سبب تافه ... وأيضاً ما شأن آرثر في الامر ؟ ...
اعادت نظرها نحو هنري وفي داخلها : اااااه انه لا يعرف شيئاً ابداً ...آه صحيح هنري من النوع العاطفي بعيداً عن كونه شخص عصبي ...لقد كانت كاثرين تخشى ردة فعله كثيراً لذا ومنذ وقت طويل اخبرتني انها دائماً ما تخبره بالأمور الجيدة وتخفي عنه الأمور السيئة ... لذا حبها لصديقه آرثر امر سيء إذاً !... اااه أتساءل ما ردة الفعل التي سيظهرها الان ...
أجابت بنبرة هادئة : لأنها تحب آرثر ...
تحولت ملامح هنري الحادة الى متعجبة : ماذا؟ ...
إيميليا في داخلها : نعم نعم كن مصدوماً ...
وضعت إيميليا يدها على فمها : ألم تعلم بذلك ؟ ... ما الذي قلته يا انا ... لم تكن لدي أدنى فكرة أنك لا تعلم ...
توقفت واقتربت حتى جلست بجواره وباهتمام : هنري سوف اخبرك بكل شيء لذا ارجوك استمع جيداً ... في البداية لم اكن اعلم ابداً وكنت اعتقد انها تعرف فكرة ان آرثر ابناً لوليسلي ... انا فقط اخبرتها انني سأتزوج بآرثر بعد ان تقرر الامر بالفعل ... لم اكن اعلم ولم تكن لدي ادنى فكرة انني جرحت مشاعرها بكوني من سأتزوج آرثر ولكن هنري ... انه ارثر وهو ابن وليسلي ! اليست فكرة مستبعده ان تقع كاثرين في حبه مع علمها الكامل !... لقد تغيرت كاثرين عليّ منذ ذلك الوقت ولم اجد مبرراً لذا بحثت عن الامر واكتشفت انها كانت تحبه ...
التفت ناحيتها : وهل تظنين انني غبياً لاصدق اقوالك ؟...
اشاحت إيميليا ببصرها وبملامح حزينة : ولما لا تصدقني ... الست من اتيت لتسألني !...
هنري : لما دعيتيها لزواجك ! هل اردتي اغاضتها إذاً !...
إيميليا بعينا مغرورقه : لأنني اعتبرها صديقتي ... هنري أنا أحب كاثرين ... اردت ان نعود مرة أخرى كما كنا ... قمت بدعوتها وجعلتها وصيفتي لأنني رغبت ان اثبت لها انه لم يحل شخص محلها ... قلت لك حتى عندما أخبرني ادوارد انها اختفت قلقت وبحثت عنها .. انا أحبها ولكنها هي لم تعد تحبني ..
مدت يديها وامسكت بيديه وبنبرة حزينة : ارجوك هنري صدقني ... انت تعلم من انا بالفعل وتعرف كم احبك واحب كاثرين ...
اخفضت رأسها : قلبي يؤلمني كثيراً ... لما الحياة قاسية معي ولا أحد يقف في جانبي ...
نزلت الدموع من عينيها وتقاطرت فوق يدا هنري : لما الجميع يفهمني بشكل خاطئ ...
تمعن هنري النظر نحوها واسترجع عقله ذكرياتهم سوية ...مع إيميليا مع كاثرين وآرثر وكيف كنت علاقتهم وطيدة لا شوائب فيها ...
هنري : ارفعي رأسك يا إيميليا ...
رفعت إيميليا رأسها وهي تنظر نحو وجهه الذي كانت علامات الحزن بادية عليه .. ابعد يده ووضعها على رأسها وطبطب عليه : أنا آسف ..
اعتلت نظرة الدهشة وجه إيميليا وشعرت بوخزة في قلبها لتصرفه الحنون تجاهها : لما تعتذر ! ..
ابعد هنري يده وتنهد : لأنني انا من جعلت علاقتنا هكذا .. لقد ظلمت كاثرين وجعلتها تبقى في جانب آرثر أكثر من الازم تحت ضمانه انه ابن وليسلي وهي تعرف الحدود ولكني كنت مخطئ تماماً .. ليس خطؤك يا إيميليا لكونك الزوجة المختارة فانتي ابنة وليسلي ولك الحق لتكوني زوجته بعيداً عن كونك صديقة كاثرين ..
نظرت نحوه وفي داخلها : ااااه هذه شخصية هنري التي تلوم نفسها باستمرار ... ااااه هنري يالك من غبي تفسر الامور بشكل يجعلك الملام الوحيد .. انا وانت شخصيات متضادة بما تعنيها الكلمة ...
التفت هنري نحوها : إيميليا .. أخبريني أمر آخر رجاءً ..
نظرت نحوه بقلق : ماذا ؟ ..
هنري : ما معنى قولك .. أن جنيفر دمرت الزواج من أجل كاثرين وما معنى انها كانت خاسرة دون ان تعلم !! .. إيميليا ما الذي حدث بينك وبين جنيفر قبل الزفة ؟ ....
إيميليا في داخلها : هاه كيف علم عن ذلك !! .. هل أخبره ادوارد !! .. لا لا يبدو ادوارد من النوع الذي قد يخبره بأمور كهذه .. جنيفر !! .. لو كان لأخبرته كل شيء ليس ليلجأ لي .. اااه صحيح اصلا هي مريضة حالياً .. لحظة لحظة ما معنى ذلك !! ما الذي يجب أن أجيبه ...
هنري : إيميليا .. أخبريني ..
إيميليا : لا أفهم الامر من منظورها تماماً ولكن فسّرت تصرفها ....
هنري : لا اريد تفسيرك .. اريد ان اسمع ما حدث ..
إيميليا : لم يكن كلامها مفهوماً .. ولكن سأخبرك وسأترك التفسير لك أيضاً .. قبل كل شيء هل لديك علم بمواعدة لورا لإدوارد ؟ ..
هنري : لدّي علم ولكن ما شأن ادوارد ولورا ؟ ..
إيميليا : لهما علاقة بكل تأكيد .. مختصر الامر هو وكما نعرفه جميعاً أن ادوارد واعد جنيفر لفترة قصيرة ومن ثم انفصل عنها .. في ذلك الوقت أخبرتني لورا انها واقعة في حب ادوارد فأخبرتها انه انفصل عن جنيفر لذا ذهبت واعترفت له بحبها وبدأ بمواعدتها .. في الليلة ما قبل الزواج أرسلت لي لورا أن جنيفر قد حضرت اجتماعاً ورأتهما سوية .. فبدأت الغيرة تسيطر عليها وبحسب قولها انها واجهت ادوارد وتكلمت معه ثم رحلت .. هذه القصة الاولى ..
نظرت لملامح هنري المنشدة وفي داخلها : مستمع جيد ... يجب أن اجعله يتلبس الفكرة ...
هنري : أكملي لما صمتي ..
إيميليا : في يوم الزواج قمت بدعوة كاثرين ولورا فقد كنت أحبها .. لأكون صريحة انا لا أحب جنيفر .. لقد اخذت مكاني في قلب كاثرين لذا لا تلمني ان لم آخذ جانبها في حديثي .. المهم .. في يوم الزواج ادخل علّي نبيذ قيل انه هدية من كيت .. شربت منه واصابني بعده نزلة معوية .. حينها دخلت علّي جنيفر .. أخبرتني انها هي من ارسلت النبيذ وأنها ستأخذ مكاني في الزفاف .. قالت انها ابنة وليسلي وأنها يمكنها ان تقوم بذلك وان تتزوج آرثر عوضاً عني .. وأنها ستفعل ذلك من أجل كاثرين .. لم أفهم تصرفها على الاطلاق ولما قررت ان تفعل ذلك !! ألم تدرك انها هكذا ستكون مثلي !! صديقة كاثرين التي ستتزوج الرجل الذي احبته .. لم افهم مفهومها أبداً لحظتها ولكني علمت انها لم تكن تعلم أن كاثرين تحب آرثر ..
اشاحت ببصرها بعيداً : رغبت ان أراها حزينة أن تقوم كاثرين بالانفصال عنها كما فعلت معي .. فكلانا واحد في نظر كاثرين .. كلانا صديقتيها ابنتا وليسلي واللاتي يتزوجن بآرثر ويجرحن مشاعرها ...
اعادت نظرها لهنري : لا تلمني يا هنري ... لم يكن لدّي حيلة غير ذلك .. أخذت مكاني في قلب كاثرين والان تدمر زواجي !! .. نعم افعلي ذلك وكوني مثلي .. جرّبي كيف شعور ان تترك بسوء فهم .. هذا ما فكّرت فيه ...
تنهدت : وهكذا تركتني ... بعد الزفاف علمت ان جنيفر لم تتزوج من آرثر وأنها تعمدت ذلك على ما يبدو .. شاهدت المقاطع التي انتشرت لذا فكّرت هل استخدمت كاثرين امامي كعذر !! .. في المقاطع ظهر لي أمر آخر تماماً .. جنيفر كانت هناك بسبب ادوارد .. نعم لقد ارادت ان تغيض ادوارد الذي تركها وواعد اخت صديقها .. لا اعلم.. هذا تفسيري ولكن حتى الان لا اعلم ان كانت فعلاً ابنة وليسلي أو كانت تكذب حتى ! .. ولكن ..
نظرت لعينا هنري : فعلاً لما انفصل ادوارد عنها ؟؟ ..
تحولت ملامح هنري لملامح باهتة لا حياة فيها ولم يجب على سؤال إيميليا .. وتذكر كلمات جنيفر قبل مجيئه [ اغرورقت عيناها بالدموع : كاثرين ... انها صديقتي الغالية ..
نزلت الدموع من عينيها : انا لست مثل إيميليا ... حقاً لم أكن أعلم .. فقط اردت ان أدمر الزواج من اجل كاثرين ... ] وتذكر رد ادوارد عندما سأله عن الامر [ أليس سؤال كاثرين عن الامر أفضل من سؤالي؟ فأنا لا اعرف الكثير عن علاقتهم .. ولكن إيميليا هي الصديقة القدمية والتي انفصلت عن كاثرين دون ان نعرف السبب وجنيفر هي الصديقة الجديدة والتي اخذت مكان إيميليا .. ] وتارة اخرى تذكر اجابة كاثرين الغامضة عليه [ في الماضي حدثت بعض الامور بيني وبين إيميليا وبسببها انفصلنا .. مرّة اخبرت جنيفر انني مستاءة مما حدث مع إيميليا وأظن أن جنيفر أرادت ان تبهجني بتدميرها للزواج ..] وأخيراً تذكر رد آرثر عليه [ اسأل كاثرين فالأمر بين الفتيات .. أنا خارج الموضوع .. ] ...
إيميليا في داخلها : ألن يخبرني !! .. أم هو الاخر لا يعلم !!! ... يا ترى إلى أي حد يجهل هنري ما يحدث حوله !! ..
قليلاً حتى رفع هنري يداه ووضعها على وجهه وهو مخفض رأسه ..
إيميليا : هنري .. هل انت بخير ! ..
هنري : هل هناك أمر آخر تعرفينه ؟..
إيميليا : لا .. هذا ما اعرفه وقد اخبرتك به كله .. اتمنى أنك تفهمت موقفي جيداً ..
أخذ هنري نفساً وابعد يداه : نعم لن ألومك أبداً ...
التفت نحوها بتلك العينان الحمراوان والوجه المنهك المتعرق : شكراً لك إيميليا لإخباري بكل شيء ..
رفعت إيميليا يدها ووضعتها على جبينه : هنري انت لست بخير .. هل التقطت برداً ..
ابعد هنري يدها: لا شيء فقط لأنني لم أنم جيداً ..
حاول الوقوف وسرعان ما جلس مرة اخرى بسبب سوء توازنه ..
امسكت إيميليا بيده : هنري ابقى لا تذهب.. على الاقل نم قليلاً .. من الخطر ان تقود وانت بهذه الحالة ..
نظر هنري لساعة يده والتي كانت تشير للعاشرة والنصف : حسناً سأنام قليلاً على الأريكة ولكن أيقظيني بعد ساعة ...
توقفت إيميليا ورتبت الاريكة حتى يستطيع أن ينام .. بهدوء استلقى هنري وأغمض عيناه بإرهاق ..
إيميليا : هل تشعر بالصداع أأجلب لك مسكّن ؟ ..
هنري : لا شكراً سأكون بخير قريباً ..
نظرت نحوه وفي داخلها : نعم نعم ابقى هنا لا تعد لها كن مجروحاً وابقى على حالك ..
خرجت من المكان وصعدت لغرفتها .. اخذت غطاءً وعادت له لتجده نائم بعمق .. وضعت الغطاء عليه واغلقت بعض الاضواء حتى لا تزعج هنري .. نظرت لهاتفها حتى وجدت رسالة صوتيه من لورا ... أخذت بسماعات الاذن وبدأت بالاستماع [ إيميليا ... أظنني سأجن .. لم أستطع ان افعلها .. لقد كانت عنده انا متأكدة انها كانت عنده ولكنه أنكر الامر ... انا لم اسأله مباشرة ولكنني اكتشفت ذلك دون علمه ... إلاهي قلبي يؤلمني جداً .. انا أحب ادوارد ولكنني لا اريد ان اعيش في اكذوبة .. لا اريد تصديق فكره انه حقاً لن يحبني ولكنني لا اريد ان اكون الشخص الذي يهجر أيضاً.. ماذا علّي أن افعل الان ..]
نظرت إيميليا لمحادثتها مع لورا وكتبت [ كيف علمتي بأنها عنده ؟ ]
-[ وجدت حقيبتها وبها كامل متعلقاتها .. قد تقولين انه امر عادي ولكن ما ان رآها ادوارد حتى اخذها بعيداً عني وقال انها تخص صوفيا ]
-[ إذاً هو يخبرك انه مازال يريد مواعدتك ؟ ]
-[ نعم ]
-[ وهو الان لا يعلم بأنك تعلمين بوجود جنيفر عنده ؟ ]
-[ نعم ]
-[ ألا يعد ذلك كالخيانة ؟ ألا تشعرين بخيانته لك ؟ ]
-[ ولكننا ما زلنا حديثين فلا أعلم ]
-[ انها خيانة يا لورا .. تماماً كرجل متزوج يخرج مع عشيقة .. انتي الزوجة وجنيفر العشيقة .. يظهرك الزوج امام الناس ويخفي علاقته مع العشيقة ]
-[ ان كان الامر كما تقولين فماذا علّي ان افعل الان ؟ ]
-[ سأكون صريحة معك يا لورا .. انا أكره جنيفر فهي الحقيرة التي دمرت زواجي .. انها السبب يا لورا .. خلف دمار حياتي وحياتك الان .. الجميع الان يبحث عنها .. الاعلام كلهم ينتظرون خبر يخصّها .. لذا الامر بيدك الان .. كونك عرفتي مكانها فهناك آلاف الصحفيين ينتظرون منك رسالة .. أخبرتك ان جنيفر نقطة ضعف ادوارد لذا ان كنتي تريدين ان تؤذينه ولو قليلاً فآذي من يحب ... ]
-[ ما الذي تقولينه إيميليا .. لا يمكنني أذية ادوارد ..لا اريده ان يكرهني ]
-[ هو لن يعلم بأنك خلف الامر .. لا تخافي هو لن يجرؤ على كراهيتك لأنه من المفترض ان يكون الشخص المكروه وهو بكل تأكيد يعلم بذلك ]
-[ لا اعلم انا مترددة ]
-[ إذاً هل ستنامين الليلة وانتي تعلمين انها في غرفته !؟ ]
ما ان قرأت لورا جملة إيميليا حتى ارتجف جسدها ونطقت دون شعور : لا اريد ..
توقفت سيارتها امام منزلهم ...
فتح السائق لها الباب فتكلم : لقد وصلنا يا آنستي ..
نزلت من السيارة وتوقفت حتى رفعت هاتفها لتقرأ ما كتبته إيميليا [ لدي رقم صحفي ينتظر أي سبق صحفي وهو عظيم في انتشار الامور بطريقة احترافية ] أخذت نفساً وهي تمسح دموعها [ اريد ان اثق بادوارد للمرة الاخيرة ]
نظرت إيميليا لرسالتها : تثقين برجل ! يا لك من حمقاء ...
ارسلت [ افعلي ما يميل عليه قلبك ]
نعود مع ادوارد والذي دخل للمنزل ليتفاجأ بوجود السيد مارك جالساً بانتظاره معه ماريا
ماريا : عدت !....
ادوارد : مساء الخير ...
ماريا : هناك ما اريد ان اتحدث معك بشأنه ...
توقف السيد مارك وصعد للأعلى ..
فتقدم ادوارد وجلس مقابلاً لها ....
ماريا : لقد أخبرت أبي بخصوص جنيفر ..
ادوارد : ما الذي أخبرته عنها بالضبط ؟ ..
ماريا : كل شيء منذ ان كانت جارتك في طفولتك حتى كونها حبيبتك حتى اصبحت ابنة وليسلي ..
ادوارد : .....
ماريا : كان علّي أن أخبره فهذه الفتاة في منزله ويجب ان اجعله يطمئن بوجودها..
ادوارد : شكراً لك ..
ماريا : أين هنري ؟ ..
ادوارد : عاد لمنزله ..
ماريا : يجب أن تأتي غداً للعمل ما فعله اليوم مدير اعمالك ليس كافياً ليغطي مكانك ...
ادوارد : حسناً ..
توقفت : حسناً سأذهب الان .. أراك لاحقاً..
ما أن ذهبت ماريا حتى صعد ادوارد للأعلى ودخل لغرفة صوفيا حيث حقيبة جنيفر .. أخذ بها وتوجه لغرفته .. دخل بهدوء حتى اقترب من عند جنيفر ... نظر للطاولة بجوارها وبالأخص للدواء وبطمأنينة : لقد أخذت علاجها ..
جلس ومدّ يده حتى وضعها على خدّها : لم تعد ساخنة ..
حرّك يده وهو يمسح بها على خدّها بنظرة تمعن وهو يتذكر ذكرياته معها .. وتذكر جملتها من الايام الماضية [ لقد كان جون جورج ذكرى جميلة شوهها ادوارد شارلوت .. سأتأكد من جعلك تنسى الذكرى الجميلة عن جنيفر ألبرت كذلك ..] وتارة أخرى جملة إيميليا من اليوم السابق [ تلك الغبية يبدو بأنها ارادت ان تغيظك بأن تراها عروس امامك .. كيف كان شعورك ؟ ] ...
ابعد يده عن وجهها واخذ بالحقيبة أخرج منها هاتفها المتحطم .. أخرج منه الشريحة وادخلها في الهاتف الجديد ..
رفع هاتفه واتصل بها فرن الهاتف .. أخذ به ونظر لرقمه : يا ترى ماذا كان اسمي في هاتفها ؟؟
ادخل اسمه " ادوارد " قليلاً حتى استاءت ملامحه لتذكره جملة جنيفر [ اخلع قناع ابن شارلوت يا جون !!! ] ..
تنهد وادخل رقم هاتف والدها ومن ثم رقم توماس ومن ثم كاثرين وجاين وآرثر ما ان وصل لرقم هنري حتى توقف للحظة .. اكمل الادخال بملامح متضايقه ثم وضع هاتفها على وضع الطيران ووضعه على الطاولة جوارها ..
فرّش اسنانه وتوجه للسرير واستلقى بجوارها وسرعان ما غطّ في نوم عميق فيومه كان طويلاً بحق ..
لم يكن الوحيد الذي نام بعمق وإنما انطبق الامر على الجميع فهناك هنري الذي نام دون ان توقظه إيميليا وهناك كاثرين ومعها سارة وهناك لورا التي امتلئت مخدتها بالدموع وهنا جنيفر التي انامها مفعول العلاج ...معلومات تم الكشف عنها -١٢٠-
/ لم تخبر كاثرين هنري بتفاصيل انفصالها عن إيميليا /
/ اتصلت جنيفر بابيها ديفيد لتخبره انها بخير وفي مكان جيد واخبرته انها قابلت عمها ستيف /
/ الورقه التي وضعها ادوارد من قبل كانت محتواها رقم ابيها ديفيد /
/ اخبر ادوارد ماريا ان جنيفر تم الاعتداء عليها وانها في منزلهم /
/ رغم قلق كاثرين الا ان سارة لم تخبرها ان ادوارد هو جون /
/ علمت كاثرين ان جنيفر باتت تعلم انها تحب آرثر /
/ اخبرت ايميليا هنري ان ادوارد قد اتهمها في قضية اختفاء كاثرين /
/ اخبرت ايميليا هنري ان كاثرين تحب آرثر /
/ صدّق هنري كل ما قالته إيميليا /
/ ارسلت إيميليا رقم صحفي للورا /
/ اخبرت ماريا والدها مارك بخصوص جنيفر /
/ نام هنري في منزل إيميليا /
/ اشترى ادوارد هاتف جديد لجنيفر واضاف بعض الارقام فيه /
أنت تقرأ
خلف اقنعة الحب - Behind the masks of Love
Romanceتدور احداث الرواية في عالم موازي واقعي ليست في دولة معروفة أو في ديانة معينة أو في حضارة ما .. مجرد شريحة حياة خلقتها تحت بطولة " جنيفر ألبرت " وعدة شخصيات تخوض معها حياتها .. تبدأ القصة بذكرى قبل سبع سنوات حيت كان عمر جنيفر إحدى عشر عاماً فقط لتستر...