الجزء الرابع والثلاثون
كان ادوارد في حالة صدمة وذهول وهو ينظر إليها .. اما بالنسبة لجنيفر فقد فهمت نظراته على انه كشفها انها هي من اوقعته في ذلك المسبح .. اختبأت خلف هنري والعرق البارد ملأ جسدها المحرج ..
ضحك هنري لحركتها : جنيفر لا تفعلي ذلك .. ادوارد عِلم مسبقاً بأنه كان انتي ..
اخرجت جنيفر رأسها ناظرة إليه باحراج كبير : انا حقاً حقاً حقاً لم اقصد فعل ذلك ..
ادوارد في داخله : تماماً كما المرة الاولى .. تختبيء خلف شخص وعلامات الاحراج تملأ وجهها ..
انتبه هنري لسرحان ادوارد ونظراته لجنيفر : هيه ادوارد !
انتبه ادوارد لنداؤه : اوه ..
هنري : حسنا حسنا قد تكون هذه المرة الثانية لكما ... ولكن كوني الشخص الذي يعرفكما فسأقدكما بطريقة مرموقة ..
نظر لادوارد واشار نحو جنيفر : الانسة جنيفر ألبرت ..
نظر لجنيفر واشار لادوارد : السيد ادوارد شارلوت ..
صفق بيديه : والان لتنسيا الماضي وتصبحا اصدقاء ..
جنيفر باحراج : تشرفت بمعرفتك سيد ادوارد ..
مرة اخرى شعر ادوارد بضيق فضيع في صدره وفي داخله : لم تتعرف علي حتى !
جنيفر تنظر في عيناه وفي داخلها : هذه العينان .. مألوفتان ..
هنري ينظر لساعة يده : هيا جنيفر عسى ان ننتهي قبل مجيء بقية الاعضاء ..
التفت نحو ادوارد : لنأكل وجبة الغداء برفقة آرثر حسناً ؟
مشى هنري متجهاً للداخل وبينما كانت جنيفر تتبعه إلتفتت نحو ادوارد بنظرات تملؤها الدهشة ..
جنيفر في داخلها : انه صامت بشكل لا يصدق ..
وما ان دخلوا حتى ادرك ادوارد نفسه التي ضاعت قبل لحظات ..
ادوارد غير مصدق لعيناه : انها هي .. انها هي .. انها هي ..
بدأت يداه ترتجفان رفعها ونظر لكفيه : لما انا متوتر هكذا !!
بدأ يمشي بخطوات بطيئة جارٍ قدماه : كيف اتت لهنا !! كيف وصلت ؟ ذلك مستحيل حتى ! ... جنيفر ... جنيفر ألبرت ..
وضع يده على فمه وبانت على ملامحه الالم : انها هي ولكن .. لم تتعرف علي !!!
ابعد يده عن فمه ونظر لكفه المرتجفة : لا عجب .. فهي رأت ادوارد شارلوت تماما كالبقية ...
وضع كفه على خده : رأت هذا الوجه ..
استند على الحائط ووضع كفه على عيناه التي اغمضها وبصوت محطم : ذلك مؤلم .. صدري ضيق جداً .. لا اكاد اتنفس ..
عادت به الذكريات للوراء لوقت كان عصيب ومؤلم لادوارد :: المشفى :: 14 ابريل 2010 ::
الممرضة : حسنا سأكشف الضماد الان عن وجهك .. ستتمكن من رؤية وجهك اخيراً ..
ادوارد بنبرة متعبة : هل كان وجهي مشوه !
الممرضة : علينا الا نتكلم عن ' كان ' وانما ' الان '..
ابعدت الممرضة كل الضماد ثم ابتسمت : انك وسيم جداً ..
ذهبت وجلبت معها مرآة دائرية ..
الممرضة : امستعد لرؤية نفسك !
ادوارد : .....
اقتربت ومدت المرآة نحوه .. امسك بها بيداه الهزيلتين ورفعها ..
ما ان رأى نفسه حتى اتسعت عيناه صدمة ورمى المرآة بعيداً بصراخ : لااااا ذلك ليس انا .. انا لا اشبهه .. انا اعرف وجهي .... ذلك قنااع ... ابعديييه ..
بدأ بضرب وجهه بيداه برعب كبير ..
اقتربت الممرضه بخوف : اهدأ من فضلك ...
ادوارد : ابعديه .. ابعدي هذا القناع .. اعيدي لي وجهي .. اعيدييييييه ..
اتى طبيبه وبعض الممرضات ..
الطبيب : حقنه مهدئة من فضلك ..
الممرضة : حسناً ..
ادوارد بصراخ : ذلك لا يمكن ... ذلك لا يمكن .. ابتعدووووا .. اعيدو لي وجهي ..
وما ان اعطته الممرضه الحقنة حتى هدأ ..
جلس الطبيب على كرسي بجانبه : هل يمكننا ان نجري محادثة الان ؟
ادوارد بتعب : اعيدوا لي وجهي ..
الطبيب : وجهك كان محترق وممزق .. وكان هناك تشوه في الانف وتكسر كثير من الاسنان .. عندما كنت في غيبوبتك قمنا ببذل جهد كبير .. ومن حسن حظك ان وجهك الحالي طبيعي تماما كأي شخص آخر .. ولكن بملامح مختلفه عما كنت عليه .. انك وسيم جداً الان .. لذا ما رأيك ان ترحب بحياتك الجديدة بوجهك الجديد ؟
امسك الطبيب بمرآة وجعله ينظر لنفسه مرة اخرى ..
كان ينظر لنفسه بتمعن حتى نزلت منه بعض الدموع الحارة ..
ادوارد بحزن وفي داخله : لقد ورثت انفي عن ابي وورثت فمي عن امي .. والان ماذا ورثت بعد موتهما ؟!
الممرضه كانت تراقب المحادثة بينه وبين الطبيب حتى نطقت : عيناك كانت الجزء السليم من بعد الحادث .. امعن النظر .. انظر كم انت وسيم ..
نعود للحاضر بعد ان تمردت دمعة شقت طريقها على خدِ ادوارد : لا عجب انها لم تتعرف علي .. فأنا نفسي لم اتعرف علي ..
في مكان اخر بعد ان بدلت جنيفر ملابسها وارتدت ملابس السباحة .. تقدمت لهنري بعقل شبه سارح ..
هنري ينظر لجدول في يده : يمكننا ان ننجز اليوم ما فوتناه ..
التفت نحو جنيفر السارحة : جنيفر !
انتبهت جنيفر له : اوه نعم ..
هنري : هل هناك امر يشغل بالك ؟
جنيفر : هيه هنري هل اتيتم من قبل للغرب ؟! انت واصدقاؤك ؟
هنري : لا ابداً .. لم نذهب معاً هناك ابداً ..
جنيفر : ماذا عن السيد ادوارد ؟!
هنري بتفكير : امممم لا اعلم ان كان قد ذهب من قبل ..
ثم نظر إليها بتعجب : لما تسألين ؟!
جنيفر : لان السيد ادوارد بدا مألوفاً ، اشعر بأننا قد تقابلنا من قبل ..
هنري : اتشعرين بذلك ؟ ان كنتي تشعرين بالفضول سأسأله من اجلك ،.
جنيفر : لا لا بأس .. لا تسأله ..
هنري ينظر لساعة يده : اذا لنبدأ ..
جنيفر : نعم ..
في مكان اخر عند كاثرين وسارة ..
كانت سارة تنظر لكاثرين وهي تعمل وفي داخلها كان هناك الكثير مما يجول في خاطرها : بعدما اخبرت جنيفر عن كل شيء شعرت بأن حملاً ثقيلاً قد ازاح عني ، ولكن الان بينما انظر لكاثرين اشعر بتأنيب ضمير لا يصدق .. ارغب بإخبارها والاعتذار .. ولكنني اخشى ردة الفعل ..
تشجعت بقدر ما تسطيع حتى نطقت مع كثير من التوتر : كاثرين !
التفتت كاثرين نحوها : ماذا ؟!
سارة : ما رأيك في جنيفر ؟!
كاثرين بتعجب : ما هذا السؤال فجأه ؟!
سارة : اردت ان اعرف ، مالذي رأيتيه في جنيفر لتحل محل إيميليا في قلبك ..
كاثرين نظرت للحاسوب مع تفكير عميق : لا اعلم ، منذ البداية شعرت بأن جنيفر قريبة لقلبي .. رغم انها لم تفعل اي شيء ..
سارة : اتعلمين .. لقد احببتك كاثرين كثيراً .. اردت دائما ان اكون قريبة لقلبك ..
نظرت كاثرين لسارة بدهشة مما تقول ..
سارة : طالما شعرت بالغيرة من إيميليا ومحبتك لها رغم انها لا تفعل شيئاً يذكر من اجلك ، والان مرة اخرى مع جنيفر ..
كاثرين بمقاطعة : انني احبك سارة مثلهما ..
سارة بنظرة حزينة : لا تكذبي كاثرين .. الشخص الذي تحبينه لا يمكن ان تجرحي مشاعرة دون ان تشعرين .. ولكن فعلتي ذلك معي ولم تشعري حتى الان ..
كاثرين بصدمة : جرحتك ! انا ؟ في ماذا سارة ؟!
سارة بضيق : باستهزائك بي عند جميع الفتيات بعدما انفصلت عن جاين .. وابدا لم تشعري قط بكمية الاحباط اثراء انفصالنا .. و بدل ان تواسونني انقلبتي علي ضاحكةٍ باستهزاء .. لقد جرحني ذلك كثيراً .. جرحني لدرجة انني حقدت عليك ..
بدأت عينا سارة تغرورق بالدموع ... ومن طرف كاثرين كان الصمت والصدمة سيد الموقف ..
سارة بدموع منهمرة : مع مرور الوقت الذي حاولت اقناع نفسي فيه بأن احترم طول علاقتنا كنت صامته واسايرك ، وقفت في صفك ضد إيميليا دون ان اعرف السبب الذي فرقكما .. ومرة اخرى رحبت بالفتاة التي حلت مكان إيميليا .. ولكن .. في ذلك اليوم الذي اعطيتنا فيه بطاقات الدعوة ورفضت جنيفر الحضور ... شعرت بأن هناك شيء داخلي يقول ' انها فرصتك ' لتجعليها تشعر بقليل مما فعلت لك .. وبنفسي الامارة بالسوء اخذت البطاقة وبعثتها لإيميليا ..
اغروقت عينا كاثرين بالدموع وهي واضعة كفها على فمها ..
سارة مستمرة : بعد ان رأيت الموقف بينكما .. أنبني ضميري .. فعدت تارة اخرى واخذت صفك ضد جنيفر .. بسبب رسالة إيميليا التي قالت لي فيها بأن احذرك الاقتراب من جنيفر .. فعلت ذلك وحاولت ابعاد جنيفر عنك .. ولكن اتضح لي بأنك تحبينها لدرجة انك اخذتي صفها ضدنا جميعاً .. قلت في نفسي .. فعلت ما علي فعله ولتتحمل نتيجة اختياراتها لصديقاتها .. حاولت بعدها ان اعرف مالذي وجدتيه في جنيفر لتأخذي جانبها هكذا .. وبالامس وجدت ذلك .. ان جنيفر تمتلك تلك الهالة .. التي تجعلك تبوحين لها بكل امر تخفينه وبراحة وطمأنينه ..
ابتسمت سارة نحو كاثرين بدموع منهمرة : واخيراً قلت كل شيء .. آسفة كاثرين على تسببي بكثير من المتاعب لك ..
توقفت سارة وهي تمسح دموعها وبكل هدوء مشت نحو الباب وخرجت ..
اما كاثرين كانت في حالة ذهول وبدأت دموعها تشق طريقها على خديها الناعمين ...
كانت سارة واقفة عند الباب تحاول مسح دموعها المنهمرة دون انقطاع وفجأه خرج جاين من غرفته وانتبه لها ..
جاين بتعجب : سارة ؟!
ما ان انتبهت له حتى لفت مع الجهة الاخرى لتبتعد ..
امسك جاين بيدها ولفها نحوه بنظرة قلق : ما بك ؟!
سارة تنظر في عينيه وفي داخلها : لماذا تظهر هذا الوجه القلق !! فأنت لا تحبني حتى ..
اخفضت سارة رأسها وبصوت مبحوح : لا شأن لك بي ..
انصدم جاين من كلمتها فأفلت يدها بهدوء ..
التفتت سارة مرة اخرى وهي تجري ..
سارة وهي تبتعد في داخلها : لم يلحق بي ؟! اردت بعض الامل بهذا التصرف ولكن لا امل في جاين ابداً ..
كان جاين ينظر لسارة من بعيد بتمعن : تماماً كذلك اليوم !
عادت الذكريات به حتى منتصف الفصل الثاني :: 2012 :: عند ملعب كرة القدم كانت سارة جالسة على المدرجات في انتظار انتهاء جاين من مباراته ..
انتهت المبارة فدخل اللاعبون لغرفة التبديل ..
بينما كان جاين يبدل ملابسه وبجانبه زميل له ..
الزميل : اتواعد سارة سميث بجديه ؟!
جاين : لم اصل لحد الجديه .. ولكنني متقبل لمشاعرها ..
الزميل : أليست متعبة ؟! مما اراه فأنتما لا تناسبان بعضكما نهائيا ..
جاين : قد تكون محقاً .. ولكن اخشى بأن اجرح مشاعرها ..
قليلاً حتى بدأوا بسماع بعض الصراخ من الخارج ... قادهما الفضول لينظرا ما يحدث .. وما ان نظر جاين لذلك حتى صُدم .. فقد كانت سارة تتضارب مع كثير من الفتيات الآتي يشجعن فريق جاين .. وبالاخص يهتفن بأسم جاين ..
الزميل نظر لجاين بابتسامة ساخرة : أليس حب التمّلك مرض ؟!
وضع يده على كتفه وهمس في اذنه : ان تعطيها املاً بك هذا ما سيجرحها اكثر ..
ذهب الزميل وبدأ بعض الجمهور يفرقن بين المتشاجرات ..
تقدم جاين بين الحشد وامسك بيد سارة وجرها معه .. مشيا بعض المسافات بصمت من قِبل جاين ..
سارة بفضول : الى أين نذهب ؟! جاين ..
توقف جاين خلف احد مباني المدرسة والتفت نحوها بنظرة جديه ..
جاين بنظرة جادة : سارة .. لننفصل ..
انصدمت سارة : ماذا ؟!
جاين بصوت هاديء : لننهي ما بيننا ..
تقدمت سارة بصدمة وامسكت بيده : جاين ..!! لا احب هذا النوع من المزاح ...
جاين : انا لا امزح سارة ..
سارة اغرورقت عيناها : لماذا ؟! لماذا تريدنا ان ننفصل !
جاين : لاننا لا نناسب بعضنا .. انا وانتي لسنا ثنائي متوافق .،
سارة : لماذا لسنا !! جاين .. انا ..
قطع جاين حديثها : انك تسببين الكثير من المشاكل حولي .. ألا يمكنك رؤية كل ذلك !! انا لست ملك لك .. قد اكون تقبلت مشاعرك ولكن ذلك لم يعني بأن تبعدي كل شخص من حولي ... ذلك تصرف طائش ..
افلتت سارة يدها عنه واخفضت رأسها ..
جاين : سارة ..
سارة بصوت هاديء ودموع منهمرة : كفى .. لا تقل شيئاً اكثر ..
التفتت مع الجانب الاخر وجرت بعيداً ..
جاين كان ينظر إليها وفي داخله : انا اسف سارة لاعطاء امل مزيف لك .. واعدك ألا اعطيك املاً مزيف مرة اخرى ..
نعود للحاضر بنطق جاين لكلمته مرة اخرى : لا تتبعها .. لا تعطها املاً مزيف ..
في مكان اخر عند ادوارد الذي كان مستنداً على الحائط بجانب نادي السباحة ..
بدأ يمشي بضع خطوات حتى دخل لنادي السباحة وتوقف .. ليرى جنيفر مع هنري وهما يتدربان ..
امعن النظر نحو جنيفر خاصه : لقد كبرتي جداً جنيفر .. لقد اصبحتي إمرأة ..
وضع يده على قلبه : طفلة كنتي او مراهقة او امرأة .. هذا القلب يخفق بشده حين يراك ..
اغمض عيناه للحظة .. حتى صدر صوت رعد قوي قد كونت له صورة من الحادث ارعبته ففتح عيناه مجزوعاً ..
وضع يده على رأسه : ما هذا المشهد !!
قليلاً حتى بدأت خطواته تتسارع بالخروج من النادي .. ودخل لاحد دورات المياه القريبة ..
غسل وجهه ونظر لنفسه عبر المرآة : ما تلك الصورة التي تكونت ؟!
رن هاتفه فاخرجه من جيبه فإذا بها ماريا ..
ما ان رأى اسم المتصل حتى استاءت ملامحه : مرحبا ..
ماريا : لماذا لا تأخذ مدير اعمالك معك ؟
ادوارد : انه كافيٍ بالنسبة لي ان يعمل لاجلي داخل المدينة ..
ماريا : ادوارد ..
ادوارد بمقاطعة : من فضلك سيدة ماريا .. دعيني اتصرف بأسلوبي ..
ماريا : هل تعتقد بأن مجيئك للمدينة يوماً واحداً كافي ؟!
ادوارد : ولأنه ليس بكافي فأنا تركته في المدينة ليعمل عن بعد ..
ماريا باسلوب توبيخ : ادوارد .. ألا يمكنك ان ترى ذلك ؟! العيون انصبت عليك .. انت واجهة لعائلتنا الان ..
ادوارد بصوت هاديء وبارد : ما خطبك سيدة ماريا .. ألا يمكنك ان تثقي في اختيارك ؟! ..
ماريا : مالذي ترمي إليه ؟!
ادوارد : ألست انا الشخص الذي وضعت كل رهانك عليه ؟؟ .. ألا تتوقين لرؤية النتائج ؟
ماريا بصوت جاد : لا تتلاعب بالكلمات ادوارد ..
ادوارد : سيدة ألكساندر .. لا تنسي انني انا الان إبن شارلوت .. وكوني اصبحت وريثاً لهذه العائلة .. يعني ذلك اني ساحرص على تثبيت التاج على رأسي بكل عناية ..
ماريا : لا تنسى كلماتك هذه إذاً ..
اغلقت ماريا الخط ..
نظر ادوارد لهاتفه : إفعل كما تؤمر! لقد انتهت صلاحية هذه العبارة .. الان انا من يأمر ..
فجأه تكونت صورة جنيفر في عقله : نعم .. انا الان ابن شارلوت ، الان انا وريث ..
نظر لنفسه عبر المرآة : نعم .. انا الان الامير الذي طالما ارادته جنيفر ..
في النادي ::
هنري : استراحة لعشر دقائق .
جلس هنري على حافة المسبح وجلست جنيفر بجواره وهي تنظر للسماء عبر الزجاج الذي يغطي الحائط الذي يؤدي الى السطح المفتوح والذي سبق وان فتحوه في حفل الترحيب ..
جنيفر : من صمم هذا النادي مذهل ..
هنري لم يفهم : هاه ؟!
جنيفر مستمرة : لقد توقف المطر ، انظر للخارج الى تلك الغيوم المتراكمة التي تغطي اشعة الشمس .. الى ذلك الضوء الطفيف .. انه جميل وساحر ..
بدأ هنري بفهم نظرتها بعد ان وضّحتها : انتِ محقة ، انه منظر جميل ..
فجأه توقفت جنيفر وركضت نحو الزجاج .. إلتفتت نحو هنري بابتسامة عريضة وبحماس : تعال وانظر ..
توقف هنري امتثالاً لطلبها ومع تقدمه نحوها عرف ما كانت ترمي إليه ..
ابتسم هنري : انها ألوان الطيف ..
بدأ كثير من الاعضاء يتقدمون لمشاهدة نفس المنظر .. والذي يأسر بحق .. اما من طرف هنري فقد حّول نظره الى جنيفر المسرورة ..
هنري : أتحبينه جداً ؟!
التفتت جنيفر نحوه : وهل هناك احد لا يحبه ؟! انظر حولك كل من في النادي اتوا للمشاهدة ..
هنري : انه شهر نوفمبر .. ستشبعين من مشاهدة ألوان الطيف ..
اقتربت جنيفر بحماس نحو هنري : لنرتدي ملابسنا ..
هنري بتعجب : لماذا ؟!
جنيفر : اريد ان اخرج ..
هنري بدهشة : هل جننتي .. الطقس بارد وانتي مبلله ..
جنيفر : هنري ارجوك ..
هنري : لا .. ستمرضين ..
جنيفر بغضب وضيق : قلت لك انني لن امرض ..
هنري : وانا قلت لك ، لا ..
نظر للساعة : لقد انتهت الاستراحة .. لنكمل التدريب ..
مشى هنري بضع خطوات وجنيفر تتبعه بهدوء ..
التفت نحوها بفضول : ولكن لماذا تريدين الخروج ؟!
جنيفر : اردت ان اشتم رائحة الارض ..
هنري بتعجب : رائحة الارض !
جنيفر : نعم ، تلك الرائحة التي تنتشر بعد هطول الامطار .. رائحة التربة ..
هنري : اها ..
جنيفر بنظره : فقط ' اها ' الا يمكنك ان تستشعر انه امر جميل ؟!
هنري : لم اركز في الامر كثيراً .. فأنا اكره البرد ... لذا لا اهتم لتلك الامور التي تصحب فصل الشتاء ..
مشى هنري امامها وهي تنظر إلى ظهره وفي داخلها : انا وهو شخصان متناقضان جداً ..
اكملا تدريبهما حتى انتهيا قرابة الثانية مساءً .. خرجا من النادي وكان هنري يهاتف آرثر ..
هنري : هل اتى ادوارد ؟! ااه حسناً انا في طريقي إليك ..
اغلق الخط : اراك لاحقاً ..
جنيفر : الى اللقاء ..
سبقها هنري بالذهاب وامسكت بهاتفها لمهاتفة كاثرين ..
كاثرين : مرحباً ..
جنيفر : هل اكلتي الغداء بعد !؟
كاثرين : لا ليس بعد .. ولكنني متجهة للفتيات وسنتناول الغداء سوية ..
جنيفر في داخلها : ما دمت عرفت عن سارة وعن كل شيء .. لما لا اذهب معهن !
جنيفر : اها .. سأنظم إليكن .. اين هن ؟
اخبرتها كاثرين عن مكانهن .. وبعدها اتجهت لهن ..
في مكان اخر عند هنري والذي انظم لاصدقاؤه قبل لحظات ..
هنري : بسررررعه اريد ان آكل .. الجوع هو عيب السباحة الوحيد ..
آرثر : كل الطعام سيأتي قريباً ..
انتبه هنري للطاولة التي خلفهم فألتفت : مساء الخير .. ميشيل ، إيلين ..
إيلين بابتسامة : مساء الخير.
تنبه هنري بعد رؤيتهما فألتفت نحو ادوارد ..
هنري باستفسار : هيه ادوارد .. هل ذهبت للغرب من قبل ؟!
انصدم ادوارد للحظة لسؤاله المفاجيء ولكنه اجاب بصوت هاديء : نعم ..
هنري : سياحة ؟
ادوارد ببعض التردد : لا .. لقد عشت فيها بعض الوقت من طفولتي .
هنري : اها ..
آرثر : ما هذا السؤال فجأه ؟ هل تريد ان تذهب لهناك ؟
هنري بنظرة : هل جننت لاذهب لمنطقة باردة طوال العام !
وضع النادل الطعام على الطاولة ..
وفي اللحظة ذاتها اتت كاثرين وهي تمشي بجوار جنيفر متجهتان نحو الفتيات ..
انتبه آرثر لقدومهما كان على وشك ان يطلق تعليقاً ولكنه تراجع مباشرة بعد رؤية وجه كاثرين ..
كاثرين بابتسامة : انتم هنا أيضا ؟!
التفت ادوارد نحو صوت كاثرين فانتبه لوجود جنيفر أيضا ...
مشت الفتاتان نحو صديقاتهن وكان ادوارد يتبع جنيفر بعينيه المتمعنة .. حتى جلست ..
على طاولة الفتيات ..
ميشيل بسرور : واخيراً عادت جنيفر لتنظم لنا ..
جنيفر بابتسامة تورط : الاختبارات هي من جعلتني مشغولة تماما ..
إيلين بابتسامة : والان انتهت الاختبارات وستكونين معنا دائماً ..
جنيفر بابتسامة مجاملة : اااه نعم ..
تقدم النادل ووضع الطعام ..
جنيفر بانتباه : لم تأتي سارة بعد ..
إيلين : لن تأتي ...
جنيفر : لماذا ؟!
إيلين : قالت بأن لديها عملاً تقوم به الان وستأكل فيما بعد ..
جنيفر : اها ..
سقطت شوكة من يد كاثرين على الارض فانخفضت لاتقاطها وجنيفر تنظر لها ..
انتبهت جنيفر لحركة جعلتها تمعن النظر في كاثرين .. فقد كانت كاثرين ترتجف يدها التي تحاول إلتقاط الشوكة .. وبسرعة كبيرة انخفضت جنيفر ورفعتها عوضاً عنها ..
جنيفر بقلق : هل انتي بخير كاثرين ؟!
كاثرين بكذب تبتسم : نعم .. انا بخير..
في هذه اللحظة شعرت جنيفر بنظرة منصبه عليها من قِبل طاولة الفتيه .. بسرعه بديهة التفتت فأبعد ادوارد عيناه عنها ..
جنيفر في داخلها : انه ينظر إلي ! ..
ادوارد ينظر للطعام بعقل مشغول تماما : يا الاهي .. اكاد الا اصدق عيناي ... اشعر بأنه اشبه بحلم .. قلبي يخفق بشده .. لا يمكنني التحكم بتوتري الداخلي..
هنري قطع تفكير ادوارد بكلمة : ألا تعتقد ذلك انت ايضا ادوارد ؟!
نظر إدوارد نحوه بتعجب : هاه !
آرثر بنظرة دهشة : واااه ادوارد شارد الذهن !!!! مالذي كنت تفكر به ؟؟؟
ادوارد ببرود : لا شيء .. مالذي كنتما تتكلمان عنه ؟
هنري : كنت اقول بأنه من الخسارة ان آرثر لم يستمر في نادي عرض الازياء .. انا من وجهة نظري اراه لائقاً جداً ..
ادوارد : اها .. نعم انت محق .. فلديه الطول والوسامة ..
آرثر بغرور : هه وانتم لم تروني حتى في اسبوع الموضه .. كل الاعلام اتجه نحوي .. هه وذلك ليس بغريب ايضاً .
هنري بنظرة : اااه بدأت نرجسية السيد آرثر ..
آرثر بتنبه التفت نحو طاولة الفتيات : هيه جنيفر ..
نظر ادوارد لآرثر بدهشة وفي داخلها : انه يحادثها دون كلفة هو الآخر !!!
جنيفر باستجابة له : ماذا ؟
آرثر : هل صورتني صور فرديه ؟
جنيفر بتفكير : اممم نعم .. اظن الكثير منها ايضا ..
آرثر بسرور : اتوق لرؤيتها ..
جنيفر : هل لديك امر تقوم به بعد الغداء ؟!
آرثر : اممم لا ..
جنيفر : ذلك جيد .. تعال معي واختر ما تشاء منها ..
آرثر بابتسامة : فكرة جيدة .. حسناً ..
كان ادوارد في حاله دهشة مما يراه وفي داخله : انهما يتكلمان هكذا معها !! هنري وآرثر ؟؟ وايضاً هي صديقة لكاثرين !! جنيفر كانت بذلك القرب مني طوال هذا الوقت ولم ألحظ !!..
اعاد نظره لجنيفر بتمعن ويردد داخله : لقد كانت بذلك القرب طوال الوقت !!
شعرت جنيفر بنظراته مرة اخرى ولكنها حاولت تجاهلها ..
ولكن كاثرين كانت شارة الذهن طوال الوقت حتى انها لم تأكل لقمة واحدة ..
إيلين تنظر لكاثرين : هيه كاثرين ! .. ما خطبك ؟
انتبهت كاثرين لهن : هاه ... ماذا ؟!
إيلين بضيق : هل ما زلتي تفكرين بها ؟
جنيفر في داخلها : بها !!
كاثرين باجابة سريعة : لا لا ابداً ..
جنيفر في داخلها : ما زال الوضع متوتراً .. بالتأكيد ما زالت شكوك كاثرين موجودة تجاه إيلين .. اااه اشعر بأن صمتي خطيئة .. ولكن ان اخبرتها عن سارة .. ااااه هكذا قد ادمر علاقة صديقتان .. وهكذا ستكرهني سارة كثيراً ... ااااه الامر معقد بشكل لا يصدق .. اااه ماذا علي ان افعل !
قطع تفكير جنيفر صوت هنري الذي إلتفت نحوهن قائلاً : وكالعادة انتن مدعوات ..
ميشيل : وكالعادة .. سنأتي حتماً..
هنري : كونه عيد ميلادي العشرين فقد جهزته بمثالية مطلقة كما رغبت تماما .. لذا استعدوا لاحتفال التنكر ..
إيلين بتعجب : حلفة تنكرية !!
آرثر بضحكه : ايها المجنون ..
هنري : لقد انتظرت هذه اللحظة طوال العمري .. وابي اخيراً وافق ..
ادوارد : سأكون مصاص دماء ..
هنري بنظرة : انها حفلة تنكر وليست هالوين .. وايضاً لا تخبرنا مالذي ستفعله ..
ميشيل بحماس : وااااه هنري انني اشتعل حماسة ..
جنيفر في داخلها : حفلة تنكرية !! لم اشاهدها الا عبر التلفاز .. ذلك المجنون حقاً كيف يفكر !
هنري ينظر لإيلين : بلغّي فين بذلك ايضاً ..
إيلين : سيسر بدعوتك جداً ..
هنري بسرور : ولأني دعوت الكثير هذه المرة فلا توجد بطاقات دعوة وإنما رسالة نصية سأقوم بإرسالها لجميع المدعوين تحتوي على العنوان ..
ميشيل بحماس : ااااه انا متحمسة جداً ..
آرثر بضحكة : يالا جنون افكارك يا هنري ..
هنري بحماس : انه عيد ميلادي العشرين .. سأجعله يوماً لا ينسى ..
ادوارد يشرب بعض الماء : لا اصدق انك تمتلك هذا الجانب الطفولي يا هنري ..
هنري : نعم انا امتلكه لاني اعلم بأن مرحلة الشباب لا تأتي الا مرة واحدة ..
في وسط ذلك الجو الصاخب كانت كاثرين صامتة تماماً . بلا تعليق او حتى اهتمام للامر..
انتبهت جنيفر لها للحظة وفي داخلها : كاثرين ليست طبيعية ابداً ..
اعادت جنيفر نظرها لهنري ولكن لَحِظت نظرة من آرثر والذي كان ينظر لكاثرين بنظرة متمعنة ..
قطع هذا الجو وقوف هنري فجأه ناظراً لادوارد : هيااا الان الان ..
ادوارد ببرود : ماذا الان !
امسك هنري بيده : لنذهب حالاً ..
ادوارد : إلى أين ؟!
هنري : سر ..
ضحك آرثر : ذلك الاخ من تلك الاخت .. بالتأكيد سيسحبك الان ليختار احدى معزوفاتك التي ستعزفها له ..
انتبهت كاثرين لقوله فنظرت إليه ثم نظرت لهنري بابتسامة مصطنعة : لقد اكتشفنا سر اخي اذا ..
هنري بنظرة : سأقتلك يا آرثر ..
آرثر بضحكه : ابذل جهدك يا ادوارد ..
مشى ادوارد بضع خطوات : هيا اتبعني سأفعل لك ما تريد ..
هنري بابتسامة : هذه فائدة الصديق الموسيقي .
كانت جنيفر تنظر إليهم وهما يذهبان وأنتبهت لإلتفاتت ادوارد نحوها قبل ان يخرج ..
جنيفر بتعجب وفي داخلها : مرة اخرى .. انه ينظر إلي باستمرار ...
توقف آرثر والتفت نحو جنيفر : أنذهب نحن ايضاً ؟
جنيفر : ااه نعم هيا ..
توقفت جنيفر لتمشي مع آرثر وفي اللحظة ذاتها لاحظت عودة الوجه الصامت على كاثرين ..
جنيفر التفتت نحو كاثرين : كاثرين ..
انتبهت كاثرين لها : ماذا ؟
جنيفر : شكرا جزيلاً على مساعدتي ..
ابتسمت كاثرين بلطف نحوها : لا شكر بين الاصدقاء ..
جنيفر : اراك لاحقاً ..
ثم نظرت للفتيات : اراكن لاحقاً ..
إيلين : تعالي دائماً .. اياك ان تنقطعي ...
جنيفر بابتسامة مجاملة : سافعل ..
مشت بعدها بجوار آرثر متجهان لمهجعها وفكرها مشغول كلياً بأمر كاثرين ..
جنيفر في داخلها بتحيّر : لا استطيع ان اقرر اي شيء .. اردت ان اطلب النصح من هنري كما فعلت من قبل ولكنه اخيها .. واردت ان اشتكي لجاين ولكنه حبيبها التي تخشى ان يعلم بأمرها ...
تذكرت وجه ادوارد للحظة وفي داخلها : ذلك الشخص .. يبدو شخصاً موثوقاً .. ااااااه لماذا يكون بعيداً جداً عني ..
تنبهت قليلاً والتفتت نحو آرثر وفي داخلها : بلا ما زلت امتلك واحداً هنا ..
التفت آرثر نحوها بسبب نظرتها : ماذا هناك ؟
جنيفر : اااه كنت افكر فقط ... ألا يلحقني اي ضرر بسبب مشيي معك الان ..
ضحك آرثر ضحكه بسيطة : لا تخافي .. فأنا مهما بلغت شهرتي إلا انني ابن وليسلي ..
جنيفر بتعجب : هاه !
آرثر بابتسامة : لن يلحقك اي ضرر .. ثقي بي ..
جنيفر في داخلها وهي تتبعه : انا لم احتك بآرثر كثيراً لذلك لا اعرف ماهي شخصيته الحقيقية .. ولكن نظرته قبل قليل بقوله ' ثقي بي ' تجعلني ارغب بأن اتناقش معه بالموضوع ..
لحظات حتى وصلا للمقهى .
جنيفر : سأذهب لجلبها وآتي فوراً ..
آرثر بابتسامة : حسناً ..
ذهبت جنيفر لغرفتها لاخذ الكاميرا وعادت سريعاً ..
اعطته الكاميرا : اختر ما تشاء ..
في مكان اخر عند هنري وادوارد ..
ادوارد بنظرة : اتجرني هكذا لتقف امامي حائراً !
هنري محتار : اااه ادوارد الا يمكنك ان تفكر في شيء قد يعجبني !
ادوارد بنظرة : لا فائدة منك ..
هنري : ماذا عساي ان افعل .. مجالي في الموسيقى يكاد ان يكون معدوماً ..
ادوارد بصوت هاديء : لقد قمت بصنع واحدة جديدة .. وقد اسمعتها لآرثر من قبل .. ولكنني لم اكملها ..
هنري : ليست مكتمله ؟
ادوارد : نسيت امرها .. ولكن اظنني ساكون قادراً على اكمالها قبل عيد ميلادك ..
هنري بنظرة اعجاب : ااااه ادوارد يصنع واحدة من اجلي !!
ادوارد بنظرة : اغرب عن وجهي ..
هنري بضحكه : اذا اعتمد عليك ..
خرج هنري وبقى ادوارد ناظراً لمفاتيح البيانو بتمعن وفي داخله : لقد خفق قلبي مرة اخرى .. واشعر بأن يداي ترتعش ..
نظر ليديه : الموسيقى لغة .. انها وسيلتي الخاصه لاظهار صوتي التي يمثل جون ..
بدأ الضرب على المفاتيح وعادت له بعض الذكريات من فترة بقاءه في المشفى :: 2010 ::
ماريا : عندما تدخل للمدرسة لا تجعل احداً يعلم بأنك لست من صلبنا ..
ادوارد : لماذا ؟ فعلى كل حال الجميع سيعلم بأني متبنى ..
ماريا بنظره حاده : لن يدرك احداً ذلك حتى الوقت الذي سنعلن فيه وراثتك .. لذا عليك الصمت وعدم التحدث بأمور لا معنى لها ..
ادوارد بخضوع : حسناً ..
نعود للحاضر وادوارد يحادث نفسه : ولكن .. ما زلت اريد التعلق بأمر واحد على الاقل من حقيقتي ..
في مكان اخر مع جنيفر وآرثر ..
جنيفر : حسناً سأرسلها لك الليلة ..
آرثر بابتسامة : التقاطاتك تحسنت كثيراً عن رحلة البحر تلك ..
جنيفر ابتسمت مسرورة لسماع ذلك ..
فجأه تحول وجه آرثر لشبه جدّي : جنيفر ..
جنيفر : ماذا ؟
آرثر : انتي مقربة لكاثرين أليس كذلك ؟
جنيفر : نعم نحن كذلك ..
آرثر بقلق : اذا اخبريني ما بها ؟! اليوم لم تبدو طبيعية ابداً ..
جنيفر في داخلها : لقد كان قلقاً بالرغم من مزاحه وضحكاته !
آرثر : هل تواجهت مع إيميليا اليوم !
جنيفر في داخلها : قلق على كاثرين من خطيبته !!
جنيفر بضيق : لا اعلم عنها .. فقد كانت بخير هذا الصباح ..
آرثر : اها ..
جنيفر نظرت لقلقه فشعرت بفضول كبير : هيه آرثر .. هل يمكنني ان اسألك امرا ؟
آرثر: تفضلي ..
جنيفر بصوت هاديء : هل تشعر بأنك متجاهل في حضرة هنري والسيد ادوارد ؟
آرثر بتعجب : لماذا تسألينني ؟
جنيفر : اردت ان اعرف شعور الصداقة الفردية ..
آرثر ابتسم : اممم لا اعرف تماماً .. ولكني لست مستاءً من وضعنا كثلاثة .. فنحن نبدو ككيان واحد ..
جنيفر : اها
وفي داخلها : الشبان مختلفين ..
نظر آرثر لساعة يده : حسناً .. يتوجب علي الذهاب الان ..
جنيفر ابتسمت : ااه .. الى اللقاء ...
توقف آرثر وذهب ..
وضعت رأسها على الطاولة : والان ماذا عساي ان افعل مع كاثرين وسارة ؟ اردت ان اكون صديقة البطلة .. ولكن هذا الدور صعب جداً ..
امسكت بهاتفها و دخلت لمحادثة سارة ...
جنيفر : [ سارة ]
انتظرت رداً لمدة دقيقتان ولكن لم تكن هناك استجابة ..
جنيفر : [ لماذا لم تحضري اليوم الغداء مع الفتيات .. كنت متحمسه للحديث عن اسبوع الموضه امامهن .. وايضاً ]
توقفت عن الكتابة : اردتها ان ترى كيف ان كاثرين تكون شاردة الذهن عندما تجلس في وسط الفتيات ..
فجأه جاء رداً : [ وايضا ماذا ؟! ]
رفعت جنيفر رأسها ، نظرت للمحادثة محتارة مالذي يتوجب ان تكتبه وفجأه نظرت ' جاري الكتابة ' ..
جنيفر : لديها ما تقوله اذا ..
سارة : [ لقد اعترفت بكل شيء لكاثرين ... كل شيء .. ]
انصدمت جنيفر لردها : [ وماذا اجابتك !! ]
سارة : [ لم ترد علي .. ولن تفعل .. لقد انتهى امرنا الان .. ]
جنيفر كانت مصدومة : [ لحظة مالذي انتهى ؟؟ سارة لا تقولي ذلك .. انتما صديقتين ]
سارة : [ افكر بأن ابتعد عن الفتيات وعن كاثرين .. لذا من الجيد انه يمكنني رؤيتك في النادي ]
جنيفر : [ سارة ما هذا الكلام ؟ ]
سارة : [ جنيفر .. انا هكذا مرتاحة اكثر .. وايضا لا اظنني استطيع ان اضع عيني بعين كاثرين بعد كل ذلك .. والفتيات الاخريات لم تكونا صديقتين مقربتين على اي حال .. ]
جنيفر : [ سارة .. لا يعجبني هذا الحال ]
سارة : [ لا بأس جنيفر .. لا تهتمي للامر .. ]
جنيفر : [ انتي لم تسمعي رداً من كاثرين.. لذا لا يمكنك ان تقولي بأن الامر انتهى .. ]
لحظة صمت حتى ارسلت جنيفر : [ اين انتي الان ؟! ]
سارة : [ في غرفتي ]
جنيفر : [ ابقي مكانك ... سآتي إليك ]
اغلقت جنيفر هاتفها وتوقفت سريعا وبدأت بالركض .. فتحت هاتفها واتصلت بكاثرين ..
جنيفر : كاثرين .. اين انتي ؟!
كاثرين : في غرفتي ..
جنيفر : انا قادمة إليك ..
اغلقت جنيفر الخط : ما دمت انني اخترت ان اكون صديقة البطلة .. فعلي ان اقوم بدوري كما يجب ان يكون ..
في مكان اخر عند ادوارد والذي كتب بضع الحان ..
ادوارد بنظرة تحسر : مالذي افعله !! اصبح اللحن سيء للغايه .. لماذا ؟
اخذ بالورقة ومزقها : مرة اخرى .. لنفعها مرة اخرى بعد ..
نعود لجنيفر وقد وصلت لغرفة كاثرين .. طرقت الباب ففتحت لها كاثرين .. ودخلت ..
جنيفر بابتسامة مصطنعة : مالذي كنتي تفعلينه ؟!
كاثرين : ألعب لعبة عبر هاتفي ...
جنيفر بتردد : امم .. في الواقع ... اليوم ... انتي ..
كاثرين بوجه بلا ملامح : اعرف بأنك ستقولين بأنني لست على طبيعتي ..
جنيفر : تماماً ..
جلست كاثرين على سريرها وهي تضم وسادتها : اتعلمين .. انا ابداً لم افكر بأنني اخطأت في حق احدهم .. كنت دائماً واثقة من نفسي وانني لا اخطيء .. وانني دائماً الضحية في كل شيء .. ولكنني فعلت .. انا اخطأت في حق احدهم ولم اشعر بذلك قط ..
جنيفر تنظر إليها بانشداد ..
كاثرين : لدرجة انني بدأت افكر .. هل اخطأت في حق إيميليا لتفعل بي ذلك !!
جنيفر في داخلها : إيميليا مرة اخرى !!
جنيفر بصوت هاديء : كاثرين ... لا تفكري في المفقود حتى لا تفقدي الموجود ..
كاثرين : هاه ؟!
جنيفر : لقد علمت .. عن سارة ..
نظرت كاثرين لجنيفر بتعجب : كل شيء ؟
جنيفر : نعم ..
كاثرين بضيق : ما دمتي علمتي .. فأخبريني .. ماذا عساي ان افعل ؟
نظرت جنيفر لكاثرين بجديه : اختاري .. البقاء او الانفصال ..
كاثرين : مالذي ترينه ؟!
جنيفر : مالذي تريدينه انتي ؟
كاثرين بضيق : سارة .. اخطأت جداً بحقي .. آلمتني ... ووقفت في صف ايميليا ضدي .. لقد فعلت الكثير .. فعلت الكثير بسبب امر واحد انا فعلته .. اشعر بأنني ان فارقتها سافقد جزء مني .. فلسارة معزة خاصه في قلبي .. ولكن ان استمريت معها لن اشعر بالراحة كونها شخص قد يخونني في أي لحظة .. لذلك فكرت وفكرت وفكرت مراراً وتكراراً .. ولم اجد الاجابة ..
جنيفر : اذا .. انتي لا تكرهينها ؟
كاثرين : لا امتلك الجرأة لاكرهها وانا السبب في افعالها .. لقد استمرت بحبي رغم ما فعلته لها ..
جنيفر : واجهيها مرة اخرى .. اجلسا .. تكلما .. قررا مصيركما سوية ..
كاثرين بضيق : لا امتلك القوة لاواجهها .. لا يمكنني ان اضع عيني بعينيها ..
فتحت جنيفر هاتفها على محادثة سارة وأرتها اخر المحادثة ..
جنيفر : هي حتى مثلك لا تستطيع مواجهتك .. ولكنها تركت كل شيء لك .. اختارت ان تكون المنبوذة .. هل يعجبك ذلك كاثرين ؟!
كاثرين بضيق : انا .. مترددة ..
جنيفر : التردد والتشكك في هذه العلاقة لا يقطعه الا المواجهة .. كاثرين .. اذهبي لها ..
كاثرين بتردد : اهذا ردك ؟!
جنيفر : ارجوك كاثرين .. اذهبي .. ارجوك .. ضعي حداً لسلسة الافكار التي لا تغير من الواقع شيئاً ..
اقتربت جنيفر وامسكت بيديها : اذهبي .. فأنتي قوية جداً يا كاثرين ..
كاثرين بضيق : تعالي معي .. على الاقل .. اوصليني .. فأنا اشك بأن هذه الاقدام ستحملني إليها ..
جنيفر بإبتسامة : سآخذك إليها بكل سرور ...
توقفتا متجهتان لغرفة سارة في خطوات شعرت بها كاثرين كلأميالاً طويلة ..
توقفت جنيفر امامها : لا تخرجي إلا بعد ان تستمعان لبعضكما عن كل شيء ..
اومأت كاثرين رأسها ..
طرقت جنيفر الباب ففتحت لها سارة .. وسرعان ما اندهشت لوجود كاثرين ..
جنيفر بإبتسامة دافئة نحو سارة : لا تهربي ..
دخلت كاثرين بهدوء لغرفة سارة ورحلت جنيفر عائدة لغرفتها ..
جنيفر في داخلها : هكذا افضل .. اشعر بأنني اتخذت الخيار الصحيح ..
قطع تفكيرها رنة رسالة .. فتحتها [ اتشرف بدعوتك لعيد ميلادي العشرون .. الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠١٣ ... في قاعة ' القرمزية ' جنوب منزلنا ...في تمام الثامنة ، بالمناسبة :: ارتدي قناعك بإحكام .. هنري ويلز ]
جنيفر بتعجب : دعاني !!
اغلقت الرسالة : لم احضر لصديقتي حتى احضر لمدربي ..
مشت متوجة للصالة الرياضية ودخلتها ..
جنيفر وهي تتمرن تذكرت نظرات ادوارد : بذكر هذه النظرات .. بحسب ما اذكر انه اراد التحدث معي في تلك الليلة .. لقد نسيت امرها ولكن الان اشعر بأني اود سؤاله على الاقل ..
تنهدت : اااه انسي انسي .. بالتأكيد انني اشتبهت عليه وإلا اخبر هنري عني منذ ذلك الوقت ...
انهت تدريباتها .. وبعدها مشت عائدة لغرفتها فمرت على احد الجسور وتوقفت لترى اخر دقائق من النهار ..
جنيفر تنظر للناس بتمعن : اعتقدت بأن كل الاصدقاء اصدقاء بقلوب صافية لا تحمل اي حقود او غيرة .. حب نقي كنقاء الثلج .. ولكن الصداقة مخيفة جداً .. تجعل المرء يثق بلا اي حدود ..
تنهدت : كاثرين اخطأت في حق سارة دون ان تشعر .. ذلك مخيف .. ماذا ان جرحت احدهم ولم اشعر ! سأبدو شخص غير مراعي لمشاعر الاخرين ..
امسكت بهاتفها تنظر لجهات الاتصال : كل هؤلاء الاشخاص غرباء .. ولا واحد منهم يظهر حقيقته كامله ..
ابتسمت بسخرية : وانا ايضا غريبة فأنا اخفي حقيقة اني دخلت هنا بمنحة ..
نعود مع ادوارد بعد ان وضع رأسه على مفاتيح البيانو بوجه بئيس : لا استطيع فعلها... فكل شخص يمتلك الجانب الذي لا يراه احداً سواه .. ولا يجب ان يراه احداً ..معلومات تم الكشف عنها -٢٢-
/ جنيفر لم تتعرف على ادوارد ولكنها شعرت بأن عيناه مألوفتان /
/ ادوارد قد اخبر هنري بأنه قد ذهب للغرب من قبل وعاش فيها لفترة /
/ سارة اعترفت بكل شيء لكاثرين /
/ ادوارد لا يتذكر تفاصيل الحادث الذي مات فيه والديه /
/ جنيفر عادت للذهاب بصحبة الفتيات /
/ سيكون عيد ميلاد هنري عبارة عن حفلة تنكرية /
/ ادوارد سيقوم بعمل معزوفة لهنري في عيد ميلاده /:: تواريخ مهمه ::
/ ١٤ ابريل ٢٠١٠ وهو اليوم الذي فك فيه ادوارد ضماد وجهه /
/ في منتصف الفصل الثاني من عام ٢٠١٢ انفصل جاين عن سارة /
/ عيد ميلاد هنري سيكون بعد اربعة أيام . الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠١٣ /
أنت تقرأ
خلف اقنعة الحب - Behind the masks of Love
Romantizmتدور احداث الرواية في عالم موازي واقعي ليست في دولة معروفة أو في ديانة معينة أو في حضارة ما .. مجرد شريحة حياة خلقتها تحت بطولة " جنيفر ألبرت " وعدة شخصيات تخوض معها حياتها .. تبدأ القصة بذكرى قبل سبع سنوات حيت كان عمر جنيفر إحدى عشر عاماً فقط لتستر...