Part 153

907 98 18
                                    

الجزء الثالث والخمسون بعد المئة

هناك وفي مكان آخر تماماً داخل المشفى حيث دخل الطبيب أليكس على بيتر في غرفته ...
بيتر : هل هناك ما تخبئه عني يا أليكس ؟ ...
جلس آليكس : نعم وهذا السبب الذي جعلني ابقيك هنا في المشفى وبالقرب مني ...
وضع أليكس هاتف بيتر على الطاولة : لقد اصلحت لك هاتفك ...
ومد ظرفاً كان يحمله : هذا ما لدّي وهو من الطبيب ديفيد ...
نظر بيتر للظرف ورفع عيناه نحو آليكس : ما محتواه ؟ ...
آليكس : افتحه  ...
اخذ بيتر به وفتحه بحماس لتتساقط صوراً لجنيفر وبعض الصور احتوت حتى على صور اصدقائها  ...
ما ان رأى صورة جنيفر حتى وخزه قلبه فأمسك بها ودون شعور نطق : إنجلينا ! ...
اغرورغت عيناه بالدموع ولم يسعه ان يرى الصورة بوضوح ...
هنا انتبه آليكس لمؤشراته الحيوية والتي اتضح فيها ازدياد نبضات القلب ...
اعاد نظره نحو بيتر التي تكونت على ملامحه ابتسامة كبيرة خلف تلك الدموع التي تنهال دون انقطاع ليرفع رأسه نحو آليكس : آليكس انها حيّة ... انظر ... انظر كم هي جميلة ... انها تشبه انجلينا كثيراً ...
بدأ ينظر للصور ويقلبها بسعادة كبيرة بينما كان آليكس ينظر إليه وفي داخله :سعيد ! .. ذلك جيد بالفعل لا اريد ان اجعله يعرف أكثر .. ولكن ..
آليكس : هؤلاء من معها في الصور انهم اصدقاؤها...
نظر بيتر لصورهم وشد انتباهه صورة آرثر وبتعجب نطق : ذلك أبن اخي ويليام !! أليس كذلك ؟؟ ..
نظر آليكس لصورة آرثر وفي داخله : ااااااه هذا الشاب الذي يشبهه لقد تعرف عليه سريعاً ...
بيتر : لما آرثر مع جنيفر !!! ..
نظر نحو آليكس : لما جنيفر تعرف ابن اخي ويليام !! ..
آليكس : لأنها تدرس في جامعة وليسلي حالياً .. يبدو بأنها صادقته من باب الصدفة ...
بيتر : لما في جامعتهم !!! ..
نظر آليكس لمؤشراته التي بدأت تستاء وبنبرة مطمئنة : اهدأ يا بيتر .. انها ابنة الطبيب ديفيد بالتبني وقد دخلت بمنحة كابنته .. انها تدعى الان بجنيفر ألبرت ..
بيتر : حقاً ! ..
أليكس : نعم .. جنيفر تعيش حياة عادية كما أردت تماماً ولكن ..
نظر بيتر نحوه بانشداد : ولكن ماذا ! ..
آليكس : سأعرفك على شخص آخر هنا ...
اشار على صورة ادوارد : هذا الشاب .. كان صديقها الحميم ..
نظر بيتر نحوه : كان ! ..
آليكس : لقد انفصلا ..
بيتر : لماذا ! ..
آليكس : لا أعلم  ولكنها كانت مستاءة بحق وما زاد غيظها انه واعد فتاة أخرى بعدها ...
بيتر : لما تخبرني كل ذلك فجأة ! ..
آليكس : لا اريدك ان تتفاجأ لذا انا اخبرك الان ..
بيتر : آليكس هل حصل لجنيفر مكروه ! ..
آليكس : لا وانما فعلت أمراً كبيراً جداً ...
امسك بصورة آرثر : قبل أمس كان زواج ابن اخيك .. وبطبيعة الحال كانت جنيفر مدعوة كونها صديقة لآرثر .. في الزواج كان ذلك الصديق الحميم السابق موجوداً ويبدو أن الغيرة سيطرت على جنيفر لذا ..
بيتر بصدمة : ظهرت جنيفر امام عائلتي !! ...
آليكس : ظهرت مكان العروس لتغيظ حبيبها السابق بتهور كبير ...
بيتر : هاه !! ..
فتح آليكس هاتفه وعرض له بعض الصور الملتقطة : لست أكذب كما ترى ...
اخذ بيتر بهاتف آليكس ونظر بتمعن : إلاهي ..
نظر نحو آليكس : أتعرف اسم ذلك الحقير !! ..
آليكس : وماذا لو عرفته ؟ ..
بيتر بضيق : لقد آذاها !! لقد آذى مشاعر صغيرتي .. لقد جعلها تفعل أمراً عظيماً كهذا ...
آليكس : انها مشاكل تحدث بين المتحابين كثيراً ولكن الامر أكبر من ذلك الان فقط لأنها فعلتها في زواج وليسلي ..
بيتر : ما الذي حدث بعدها ؟ ..
آليكس : تدمر الزواج ... الجميع يتكلم عن جنيفر الان .. الخبر السار هو انها بخير وفي مكان آمن والخبر السيء انه انتشر بين بعض الناس انها ابنتك بالفعل ..
بيتر : ماذا ! ....
آليكس : انا مثلك تماماً مصدوم من كل ما اسمعه حالياً ولكن كان يجب علّي ان اخبرك بما اعرفه حتى لا تنصدم لاحقاً ..
تغيرت ملامح بيتر واتضح الحزن على وجهه : كيف حدث كل ذلك معها دون علمي حتى ! .. كنت اتوق لرؤيتها ولكن الان عدت لأكون خائفاً من مواجهتها ... ما دام قيل انها ابنتي فمعناها ان الناس بدأت تذكرني مرة اخرى ... آه الاهي لا اريد ان يؤذوها بالحديث السيء .. لا اريدها ان تكون حزينة ..
آليكس : على العكس تماماً فالان هو الوقت المناسب لتقابلها وان تكون معها في حزنها وضيق أمرها ..
بيتر : حقاً ! ..
آليكس : سأتركك بمفردك الان وارتاح ولا تحزن .. كل شيء على ما يرام .. وأيضاً ان قررت ان تقابلها أخبرني فأنا من يجب ان يتواصل مع ديفيد .. لا تفعل ذلك من تلقاء نفسك ...
بيتر : حسناً ..
توقف آليكس : سأكون قريباً اطلبني متى شئت ..
مشى عدة خطوات ثم توقف : بالمناسبة .. هناك مقابلة مع العريس .. قد تكون عرضت الان بالفعل .. تعرف كيف تحصل على بث مباشر من هاتفك ..
خرج من عنده وتوقف امام الباب : لم يكن لدّي خيار آخر ...
نعود مع هنري والذي كان يقود سيارته ليرن هاتفه باتصال من والدته ..
اجابها سريعاً : صباح الخير أمي ...
الام : اهلا حبيبي .. كيف حالك ؟
هنري : بخير ...
الام : هل انتهيت من امور نادي السباحة ؟
هنري : ااااه نعم انتهيت منها البارحة ...
الام : وأين انت الان ؟ ...
هنري : في الطريق عائداً ... ولكن ليس للمنزل مباشرة ...
الام : لماذا ؟ ...
هنري : سأذهب لزيارة آرثر...
الام : اها نعم يجب ان تزوره فهو بالتأكيد سيكون في امس الحاجة لمن يتكلم معه بعد المقابلة ...
هنري : اااه نعم بكل تأكيد ...
الام : هنري ألم يتصل بك والدك ؟ ...
هنري : بلا ...
الام : هنري لقد اصبح ابوك كبيراً ويلقي ببعض الكلمات ويندم عليها ...
هنري : نعم نعم اعرف ابي لا تقلقي يا امي ...
الام : يسرني سماع ذلك ... اذاً قد بحذر اراك لاحقاً ...
هنري : حسناً ... الى اللقاء امي ...
اغلق هنري الخط واستاءت ملامحه : لقد جعلت امي قلقة فحسب ...
نظر للساعة : حان الوقت ...
اوقف سيارته بجانب الطريق وفتح على البث المباشر من هاتفه ... اوصل سماعات الاذن ليستمع وأكمل قيادته لتبدأ المقابلة ... تلك المقابلة التي يترقبها الكثير ... منهم من كان قلقاً على آرثر مثل هنري وكاثرين وإدوارد واخته كيت ... ومنهم من كان مترقباً للمحتوى مثل إيميليا وبيتر ... ومنهم من لم يكن على دراية بالمقابلة مثل لورا وجنيفر ... ومع بداية المقابلة وصلت لورا لحد باب منزل شارلوت ليوقف جاين سيارته بالقرب : لما اتت لمنزل شارلوت !...
انتبه لبدئ البث ففتحه أما من ناحية لورا فقد استقبلتها الخادمة  : مرحباً انسة لورا ...
لورا : صباح الخير ... لقد اتيت لرؤية صديقتي جنيفر ...
الخادمة : ااه الانسة جنيفر في الغرفة فما زالت مريضه ...
لورا : ااااه اذاً يبدو بأنني سأصعد لها ...
الخادمة : هل القي نظرة اولاً ! قد تكون نائمة ...
لورا : لا لا سأذهب بنفسي ... حقاً اريد رؤيتها فانا قلقة عليها ...
الخادمة : شاي او قهوة !...
لورا : لا شيء شكراً ...
الخادمة : اذاً اسمحي لي بايصالك للغرفة ...
مشت الخادمة وبدأت لورا تتبعها بهدوء حتى سألت : الا يوجد احد من افراد العائلة ؟ ...
الخادمة : لقد انصرفوا للعمل جميعهم ...
توقفت الخادمة امام الغرفة وطرقت الباب لتسمع رد جنيفر من الداخل : تفضل ...
نظرت الخادمة ناحية لورا : تفضلي بالدخول انستي ...
دخلت لورا ببعض التوتر التي كانت تخفيه وما ان توسطت الغرفة حتى رفعت نظرها نحو جنيفر التي جالسة على السرير ليلتقي نظرهما ببعض ... نظرة دهشة من لورا ونظرة تعجب من جنيفر لتنطق جنيفر : لورا !... لما انتي هنا ؟ ...
لورا في داخلها : انها حقاً مريضة ! ...
تقدمت نحوها : اعيد عليك السؤال ذاته ... لما انتي هنا ؟ ...
جنيفر : ادوارد من احضرني ...
لورا : ولما ؟ ...
ابتسمت جنيفر ابتسامة طفيفة : لانه يحبني ...
نظرت في عينا لورا : تفضلي بالجلوس يا لورا فلا اظن حديثنا قصيراً ...
جلست لورا : اخبرتني انه يحب نفسه ...
جنيفر : نعم انه كذلك ...
لورا : حديثك متناقض يا جنيفر ...
جنيفر : لانه يحب نفسه قرر ان يتبع رغباته الخاصه وليست اوامر عائلته ... انا احدى رغباته وانتي احدى الاوامر ...
لورا : يبدو بأنك واثقة جداً من نفسك يا جنيفر ...
جنيفر : هذه الغرفة ... انها غرفة ادوارد ...
فتحت لورا عيناها على اوسعها ...
جنيفر : بالنظر لتلك التعابير التي اعتلت وجهك فهذا يعني انك لم تدخلي هذه الغرفة قط ...
تنهدت : وتسألينني لما انا واثقة ! ... امممم كم مرة دخلتها يا ترى ؟ كم ليلة قضيتها على هذا السرير بجوار ادوارد ؟ ... اااه لما اتكلم عن القديم ! ماذا عن البارحة !...
توقفت لورا لا شعورياً وصفعت جنيفر والدموع تملأ عينيها ...ما ان صفعتها حتى انتبهت للعلامة على رقبتها وتلفظت بضيق وغضب : ايتها العاهرة ...
نظرت جنيفر نحوها وبنظرة : لما انا العاهرة وهو ليس الخائن !...
لورا بارتجاف مع دموع منهمرة  : انتي ... انتي...
جنيفر : لورا ... لقد اخبرتك بالفعل ... لا تضيعي شبابك معه ... ادوارد لن يحبك ابداً ...
لورا بصرخة : اخرسي ... انتي فقط تشعرين بالغيرة لأنه تركك وبدأ بمواعدتي ... نعم لأنه هجرك ولم يعد يهتم لك قررتي ان تدفعين بنفسك نحوه وتغويه ... اااه يالا الحماقة حتى ان الغيرة جعلت منك مجنونة تظهر في زواج الاخرين وتصنع جلبة من اجل لفت النظر ...
نزلت الدموع من عينيها وجلست تبكي لبرهه ...
نظرت جنيفر نحوها ونطقت بهدوء : لورا ... ما الذي وجدتيه في ادوارد حتى تحبيه ؟ ...
رفعت لورا نظرها نحوها ...
جنيفر على نفس النبرة : لقد وضعت نفسي مكانك ... وقد كرهت ادوارد ... ما الفائدة من حب يؤذيني ولا يبالي ! ...
لورا : ...
جنيفر : لورا لا اريد ان نصبح اعداء بسبب ادوارد ... انا لست غيورة او انني حاولت انتزاعه منك ! انا فقط لا اريدك ان تتأذي أكثر ...
تذكرت لورا كلام سارة من الامس [ سارة : جنيفر أيضاً تحطمت وانفطر قلبها ..  لقد واعدها ادوارد لفترة وانفصل عنها فجأة ... ولكنها لم تعد إليه ابداً ولم تتمسك به لذا ما يحدث الان بينك وبين ادوارد هو بينكما فقط ...
لورا : إذاً أتخبريني ان افعل مثلها ؟؟
سارة : لا ولكن لا اريد ان تجعليها عدوة لك ... فجنيفر صديقتي وكذلك هي صديقة جاين قبل ان تكون صديقة حميمة لإدوارد ... وبالنسبة لإدوارد كذلك فهو صديقنا وهو الشخص الذي طالما أعجب به جاين .. علاقتنا هذه انتي دخلتي فيها فجأة يا لورا .. والان أصبح بيدك القرار .. لا اطلب منك ترك ادوارد ما دمتي تحبيه ولكن لا تجعلي لك عدواً لأجله ..
لورا : القرار صعب جداً ...
سارة : نعم انه كذلك انا أعلم .. ولكن اتخاذ القرار لا يحدث في يوم وليلة ..
لورا : حسناً فقط اريد ان اعرف .. لما انفصلا ؟؟
سارة : لا أعلم فكما قلت لك ذلك حدث فجأة وجنيفر لم تذكر السبب لنا أبداً ..
امسكت سارة بيد لورا : لا أحد سيعطيك اجابة وافية إلا هي ... ان كنتي تريدين ان تتخذي القرار الصحيح فاستمعي لجنيفر .. ] نطقت لورا بصوتها المبحوح المختنق : لما انفصلتما ؟ ...
جنيفر : ألم تسألي ادوارد عن ذلك ؟ ...
لورا : بلا ولكن اجابته لم تتوافق مع ما يحدث الان ...
جنيفر : لقد انفصل عني دون ان يخبرني السبب ... فقط هكذا توقف امامي وقال لننفصل ثم رحل ...
اعتلت نظرة التعجب وجه لورا : ألم تسأليه بعدها عن السبب ؟ ...
جنيفر : بلا فعلت ... ليست مرة واحدة وانما ثلاثة ...
ابتسمت بسخرية : كان جباناً لم يستطع ان يخبرني بالسبب ... ولكني بت اعرف السبب الان ...
لورا : ما السبب ؟ ...
جنيفر : لا يمكنني ان اخبرك اياه ...
لورا : هاه ! ...
جنيفر : لورا ... لننهي الامر الان ...
نظرت لورا نحوها بتعجب وهي تراها تأخذ بهاتفها واجرت مكالمة ... وضعت مكبر الصوت لتسمع صوت ادوارد : مرحباً ...
جنيفر : ادوارد ... اخبرني متى ستنفصل عن لورا ؟ ...
اعتلت نظرة الصدمة وجه لورا ولكنها اتخذت موقف الصمت لتسمع رد ادوارد ...
ادوارد : ماذا ؟ ...
جنيفر : لا اريد ان اكون عشيقة يا ادوارد ... إما انا او هي ... من ستختار ؟ ...
ادوارد : جنيفر ما امر ذلك فجأة ! ...  جنيفر لنتناقش حينما اعود للمنزل ...
جنيفر : لا لن انتظر ... اريد اجابتك حالاً ...
ادوارد : جنيفر ... لا يمكنني ان انفصل عن لورا فجأة ... لقد وعدت اباها انني سأعيدها له ... انا فقط لا اريد ان اتركها فجأة ...
انهمرت الدموع من عينا لورا والم اعتصر قلبها لسماع كلماته ...
جنيفر : ومتى سيكون ذلك ؟ ...
ادوارد : جنيفر لنتكلم عن ذلك لاحقاً رجاءً ...لا تفعلي أمراً متهوراً كالذهاب فجأة ... انتظريني حينما اعود سأوضح لك كل شيء ..
جنيفر : حسناً ...
اغلقت جنيفر الخط وهي تنظر للورا : اخبرتك بالفعل ... هل تصدقيني الان ؟ ...
لم تستطع لورا النطق فعبرتها كانت تخنقها والحزن اندمج مع الصدمة ...
بهدوء توقفت ومشت متجهة نحو الباب ...
وقبل ان تخرج نطقت جنيفر : لورا ... انتي جميلة وتستحقين من هو افضل منه ... شخص يراك لوحدك وصادقاً في حبه لك ...
خرجت لورا من عندها لتبقى جنيفر وحدها مرة اخرى ...
استلقت على السرير وتلفظت بتفكّر : إذاً اختارني ! ... تلك المكالمة كانت ستنهي احدانا ... آسفة لورا لأنه كان انتي ...


معلومات تم الكشف عنها -١٢٤-
/ اخبر آليكس بيتر ان جنيفر في جامعة وليسلي تحت اسم جنيفر ألبرت /
/ اخبره ايضاً انها صديقة آرثر وانها انفصلت عن ادوارد وان ما فعلته في الزواج نتيجة للغيرة فحسب /
/ طلب آليكس من بيتر ان يقابل ابنته /
/ جميعهم شاهدوا المقابلة عدى جنيفر ولورا /
/ علمت لورا ان ادوارد كان يخطط لتركها /

خلف اقنعة الحب - Behind the masks of Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن