الجزء الواحد والسبعون بعد المئة
نعود لجنيفر وادوارد وهما يتناولان الطعام لوحدهما ... التفتت ونظرت للبيانو البعيد ثم نظرت نحو ادوارد : انه البيانو نفسه من منزلك في الغرب أليس كذلك !؟ ...
انتبه ادوارد ونظر للبيانو ثم نظر نحوها : نعم انه هو ... انه يخص امي ...
جنيفر : اتذكر عندما عزفت عليه في عيد ميلادك وانا غنيت لك ! ...
ادوارد : نعم بكل تأكيد اتذكر وكيف يمكنني ان انسى ذلك اليوم ... لقد كانت هدية لا تنسى ...
جنيفر وبنظرة حالمة : عندما ارى البيانو استرجع كل ذكرياتي معك كما لو ان البيانو صنع من اجل جون ...
ابتسمت ابتسامة بسيطة : لقد ميزّت ضرباتك منذ اول عزف سمعته لك ...
ادوارد بتعجب : ميزتي عزفي ! ...
جنيفر : في رحلة الالهام من اول العام ... لقد كنت تعزف لناديك وانا سمعت لك مصادفه ... وااااه ما زلت اتذكر ذلك الشعور الرهيب ... كيف انني شعرت بعزفك وهو ينعش مشاعر قد غطاها الغبار ... اتذكر انه لا شعورياً قمت بنطق اسم جون ... ااااه كيف كان ذلك الشعور مختلط بين الحزن والسعادة ...
رفعت نظرها نحو ادوارد بابتسامة بسيطة : ادوارد ... اخبرني كيف كان شعورك عندما اكتشفت وجودي !...
تذكر ادوارد صدمته الكبرى من ذلك الوقت فنطق : كنت مصدوماً جداً ... اذكر وقتها انني لم اتكلم وقد اختبئتي خلف هنري ...
جنيفر : اااه ذلك الوقت بعد ان دفعتك في المسبح ! ...
ادوارد : نعم ...
جنيفر بابتسامة حزينة : بالتأكيد كان صعب عليك عدم قدرتي على التعرف عليك ...
ادوارد : كنت اعلم انني تغيرت لذا ...
اخذ نفساً : انا بخير الان ... فأنتي تعلمين انني جون وهذا مااردت دائماً ان تعرفيه ...
جنيفر : نعم انت محق ... ااااه اشعر كما لو اننا نتحدث عن امور حدثت منذ وقت طويل ...
وضعت ملعقتها جانباً : هل يمكنك ان تعزف لي اغنيه تحبها بعد الغداء ! ...
ادوارد : اغنيه احبها !...
جنيفر : نعم ... اريد ان ارى ذوقك بعد ان كبرنا ...
توقف ادوارد : انا انتهيت ...هل انتهيتي ! ...
جنيفر : نعم ...
ادوارد : اذاً اصبري قليلاً سأجلب لك علاجك اولاً ...
هناك وفي مكان آخر فتح هنري عيناه على صوت منبه هاتفه ... اخذ بهاتفه واغلق المنبه ... نظر للساعة ثم وضع هاتفه جانباً ودس وجهه في الفراش : لا رغبة لي بالذهاب ...
اغمض عيناه : النوم مريح لنعد للنوم فحسب ...
نعود لجنيفر التي كانت تنظر لمحادثتها مع هنري: ألم يسمعهم بعد ! ...
تقدم ادوارد فاغلقت هاتفها واخذت العلاج منه ...
اخذت دوائها فنزل ادوارد ليضع لها مرهم قدميها ... نظرت لرأسه من الاعلى بتمعن ثم رفعت يدها ووضعتها عليه حتى طبطبت عليه ... ابعدتها فرفع ادوارد نظره نحوها بنظرة تعجب ...
جنيفر : هل ازعجك ذلك ! ...
ادوارد : لا ...
ابتسمت : اسفه لارهاقك ...
توقف : سيذهب ارهاقي ان استمعت لغنائك ...
تعجبت لجملته للحظة ثم ابتسمت بسرور : سأغني دائماً ...
اخذ يدفع عربتها حتى اوقفها امام البيانو وتوجه للبيانو وجلس عليه ... نظر لوجه جنيفر المتحمس فابتسم ابتسامة طفيفة : هل تذكرين اغنيتك لي في عيد ميلادي ! ...
تعجبت جنيفر واجابت بتلقائية : نعم ...
ادوارد : انها اغنيتي المفضلة ...
شعرت جنيفر بوخزة في قلبها ثم ابتسمت ابتسامة طفيفة : لنفعل ذلك ونعيد ذكراها ...
بدأ ادوارد بضرب البيانو حتى نطقت جنيفر بصوتها العذب : اخبرني ! .. بمن تفكر الان ؟ .. بالنسبة لي كنت افكر بك ..
اغمضت عيناها واكملت : تمرالليالي علي وعقلي مشغول تماماً .. افكر ان كنت تفكر بي كما افكر بك .. اريد محادثك والاطمئنان عليك ولكن اخشى ازعاجك ..
ورفعت نبرتها : اخبرني ! .. وجه من يظهر في عقلك الان؟ .. بالنسبة لي فقد كان وجهك ..
في هذه اللحظه فتحت جنيفر عينيها بسرعة ونظرت نحو ادوارد فأكملت بصرخة :
اخبرني ! .. لما انا اسيرة حبك .. لما اريد رؤيتك .. لما يؤلمني غيابك .. ولما ابكي لوجعك ! ..
وبصوت رقيق : الوقوع في الحب مؤلم .. مؤلم جداً .. ولكنه جميل ..
ورفعت النبرة : لذا اخبرني ! .. بمن تفكر الان ؟ .. بالنسبة لي كان انت ..
رجاءً اخبرني ! .. لما انا عاجزة على احتواء مشاعري ؟ ..
وبصرخة : رجاءً قل لي 'اريد ان اراك ' .. كما اريد ان اراك ..!
واخفضت صوتها لتدل على نهاية الاغنية : اخبرني .. بمن تفكر به الان ؟ ...
نظرت نحو ادوارد وابتسمت ابتسامة صفراء ...
ادوارد : اداء رائع ... صوتك جميل كما عهدته ...
جنيفر : وعزفك رائع كما العادة ... اسمعني اكثر ... اريد ان اسمع ...
ادوارد : هناك واحده صنعتها بنفسي ...
جنيفر بانبهار : وااااه ... اسمعني اياها ...
نظر ادوارد للبيانو بتمعن ... وضع يده على المفاتيح واخذ نفساً ...
بدأ بضرب المفاتيح وعزف موسيقاه التي صنعها من اجل عيد ميلاد هنري ... وبينما كان يعزف تذكر محادثته بالأمس معه [ هنري بسخرية : اتتذكر ...
نظر جانبه للحظة ثم نظر للطريق ...
هنري : لقد تواعدنا ان نلتقي على هذا اليخت ونحتفل بفوزنا في بطولة السباحة ...
وبملامح حزينة : ولكننا اجتمعنا خاسرين ...
تغيرت ملامح ادوارد للحظة وفي داخله : لا احب ذلك ... لا احب اعتراف هنري بالخسارة ...
وبنبرة حادة : هنري لما تتكلم هكذا ! ... عن اية خسارة تتكلم ...
فتح هنري عيناه ونظر نحو ادوارد الذي اكمل جملته : لم نخسر شيئاً ... انت بخير ... انا بخير ... آرثر بخير ... كاثرين بخير ... جنيفر بخير ... كلنا هنا ناجين ... ان كان عودتي للسباحة هو ما تريده فسأفعل ولنصنع عهداً جديداً ونسبح معاً العام القادم ...
هنري بصوت هادئ : قد اكون في السجن وقتها ...
انفعل ادوارد على جملته وبنبرة غاضبة : ما امرك هنري ! لا تقل كلمات كهذه ! ... اسمعني انت لن تدخل السجن وستبرأك ماريا ... نحن سنسبح معاً وسنحتفل كما كنا نفعل ...
هنري : لا تعدني بأمر انت لست قادراً على تحقيقه ...] ...
وتارة اخرى رد ماريا على مطلبه [ ماريا : اسمعني من الان عليك ان تختار ما اختار وألا تفعل أمراً إلا بسؤالي ... لقد اخترت جانب جنيفر وهذا ما يجب ان تفعله ... وبالنسبة لابن ويلز فلا اريد رؤية وجهه او بالأصح ليتعفن في السجن حتى نستطيع ان نكمل ما بدأناه بلا تدخل من طرفه ...
انصدم ادوارد لجملتها : ماريا ! ... ما الذي تقولينه ! ...
ماريا : لا تقابله .. لا تجعله يتدخل أكثر .. وانا سأفعل المثل .. هو لديه محام بالفعل لذا ان كان بريئاً سينقذه ... لن أقحم نفسي في مشاكل ويلز ...
ادوارد بصدمة : ماريا ... انتي وعدتي بانك ستساعدينه ...
ماريا : ذلك كان بالأمس ...
اغلقت حاسوبها : انه وقت العشاء بالفعل وانا لم اقابل ابنائي طوال اليوم بسبب صديقك ..
رفعت نظرها نحوه : ان كنت تريد دعمي فاتبع ما آمرك به ..
اخفض ادوارد رأسه وبضيق : أمرك .. ] ...
رفع نظره نحو جنيفر ليراها مغمضه عيناها ... اكمل وهو ينظر نحوها حتى شعر ان رأسها قد سقط ... توقف عن العزف وتوجه نحوها ... اقترب فعلم انها سقطت نائمة فحسب ... انخفض حتى جلس على ركبتيه وهو ينظر نحوها بتمعن وبنبرة حالمة : احبيني ... اختاريني ... كوني معي ...
امسك بيديها : اشعر انك بعيدة ... لما اشعر بهذا الشعور ! ...
تنهد وترك يديها وتوقف ... قام بدفع كرسيها حتى اخذها لغرفتها ... حملها ووضعها على السرير ... مد يده ولمس شعرها : ما معنى تلك الطبطبة ولما رسمتي تلك الابتسامة ! ... هل كانت شفقة ! ...
شعر بالاستياء وابعد يده : عد لرشدك يا ادوارد ...
عكس اتجاهه واغلق الاضواء وخرج ...
أنت تقرأ
خلف اقنعة الحب - Behind the masks of Love
Romansaتدور احداث الرواية في عالم موازي واقعي ليست في دولة معروفة أو في ديانة معينة أو في حضارة ما .. مجرد شريحة حياة خلقتها تحت بطولة " جنيفر ألبرت " وعدة شخصيات تخوض معها حياتها .. تبدأ القصة بذكرى قبل سبع سنوات حيت كان عمر جنيفر إحدى عشر عاماً فقط لتستر...