الجزء الثامن عشر
بإصرار تطلّب قدراً من الشجاعة اتخذ الخيار اخيرا ونزل لهنري ..
ادوارد يرفع رأس هنري : يالاهي انه يشتعل حرارة ..
استجمع ادوارد قدراً من القوه وحمل هنري بين يديه وابتعدا قليلا عن مجرى الماء .. وضع هنري على الارض وجلس امامه وهو يتنفس بسرعه : هل حمله قليلا جعلني اشعر بهذا التعب !!
نظر لساق هنري والتي كانت تنزف ..
ادوارد : اااه لأوقف النزيف اولا ..
خلع سترته فما تبقى سوى قميصه الابيض يغطيه تحت ذلك المطر والبرد ..
بدأ بلف ساقه ثم رفع رأس هنري وجعله على حضنه ..
ادوارد بخوف وقلق : انه ساخن جداً ... اااه متى سيأتي الانقاذ ..
نظر لساعة يده : انها الرابعة والنصف ..!!
هنري بدأت انفاسه سريعة ومتقطعة فهذه اعراض الحمى التي كان يخبأها منذ الصباح ..
ادوارد ينظر اليه : يا الاهي .. انه مريض ..
رفع رأسه ناظرا لطول المطر المستمر : ذلك المشرف الحقير لن يبحث الا بعد توقف المطر ..
اقشعر جسده فجأة : اااه يا اجواء مارس ..
بدأ انجراف الماء يصل اليهما شيئاً فشيئاً ...
ادوارد ينظر للماء : يا الاهي .. !!
التفت على هنري وامسك به و بدأ يتعبر وعيناه اغرورقتا : ان هنري مريض جدا .. انه مريض .. ماذا علي ان افعل !! احدا ما لينقذه ..
اغمض عيناه راصاً على اسنانه وضارب بكفه على فخذه : افعل شيئا ادوارد .. انقذ صديقك .. تبا لهذا الجسد العاجز ..
امسك بهنري ووضعه على ظهره واستجمع ما تبقى له من قوه جسد فحمله ومشى به عشر خطوات حتى وصلا لحد لن يصل له ماء المنحدر ..
سقط ادوارد من طوله وهو يتنفس نتيجة للإجهاد الذي قام به .. وكان فوقه هنري ...
فتح هنري عيناه بصعوبة نتيجة لسقوطهما : اد و ا ر د ..
انتبه ادوارد المتعب لصوت هنري فابعده قليلا عنه فاصبح مستلقي بجانبه : هل انت بخير الان ؟
هنري بصوت متعب وبئيس : لماذا .. لم .. تذهب !
ادوارد بتعب : لا ترهق نفسك .. ارجوك ابقى مستيقظاً ..
رفع ادوارد رأسه حتى ادرك توقف المطر ..
ادوارد بسعادة : لقد توقف المطر .. سيبحثون عنا الان ..
اعاد نظره لهنري : تماسك ارجوك ..
لم يتكمن هنري بالنطق باي كلمه فلسانه كان ثقيلا جدا وكانت عيناه الوحيدة التي تتحرك من جسده ..
ادوارد ينظر لعيناه بعينين بئيستين .. فكلاهما كان منهك ومتعب .. وبالكاد يتماسكا .. مرت بضع دقائق على وضعيتهما ...
حتى سمعا صوت لمروحية ففتح ادوارد عيناه بسعادة : هاقد اتو هاقد اتو ..
حاول بكل ما يستطيع ان يقف على قدماه واتجه لمكان خالي من الاشجار لينبههم بوجوده .. قام بالتلويح بتعب كبير .. فانتبهت له المروحية فعلا .. عاد فرحاً نحو هنري وبابتسامة وعينان امتلأتا بالدموع : لقد اتوا لإنقاذك هنري .. تماسك قليلاً بعد ..
سقطت دمعة من عين هنري صحبتها بسمة خفيفة .. ولكن كانت تلك اخر جملة نطقها ادوارد قبل ان يسقط بجانب هنري فاقداً للوعي ..
نعود للحاضر مع تنهيدة كبيرة من ادوارد : لا يمكنني ان اكرر ما حدث في ذلك اليوم ابداً ..
رفع يداه ناظرا لها : مر على ذلك عام .. هل تحسّن هذا الجسد !
في مكان عند جنيفر ..
[ طالما دار ذلك السؤال في دماغي .. إن كان محبوبي وصديقي يغرقان .. وليس بوسعي إلا انقاذ احدهما .. ماذا علي ان اختار ؟ ... ما زال هذا السؤال صبعاً ولا وجود لإجابة له .. ولكن انا اعيش في وضع مقارب .. فهنا الرجل الذي احبه وهنا صديقتي المخلصة .. هو يحبني وهي تحبه وانا احب كلاهما .. لا اريد ان اخسر صديقتي ولا اريد ان اتخلى عن محبوبي ]
اغلقت جنيفر الرواية بتنهيدة : ااه حقاً مالذي ستفعله ! من الجيد انني لا املك هذا النوع من الحياة المعقدة ..
وضعت الكتاب بجوارها : ااه هذه الرواية تشغل دماغي طوال الوقت ..
اغمضت عينيها : حان وقت النوم ..
مر باقي اليوم كما العادة القهوة فالنادي فالعشاء واخيرا النوم ..
حتى انتهى اليوم .. مر يوم الجمعة روتيني تماما .. واخيرا جاء السبت ..
السبت :: 22 سبتمبر 2013 :: الساعة ٩ صباحاً ::
رنين هاتف جنيفر ايقظها من سباتها العميق .. امسكت بالهاتف وفتحت عين واحده لرؤية المتصل ..
جنيفر بغضب تجيب : ماذا تريد ؟!
جاين بتعجب : هل انتي نائمة ؟!
جنيفر : نعم ..
جاين مصدوم : هل تمزحين ؟؟ هيا علينا الخروج من الجامعة الساعة العاشرة تماماً ..
جنيفر نعسانه : الى اين ؟!
جاين مصدوم : يا الاهي يالا برودك هل نسيتي بأن رحلة الالهام اليوم ؟
جنيفر بنعاس : ااه اذا هو اليوم !
جاين : انا امام باب غرفتك سأدخل ..
اغلق الخط ودخل ..
جاين يقترب : هيا ايتها الكسولة !! استيقظي ..
جنيفر بنعاس : اااه تبقت ساعة دعني انام قليلاً ..
تلفت جاين في المكان : اين حقيبتك ؟!
جنيفر : لم اجهزها بعد ..
جاين غير مصدق : لا اصدق برودك هذا !!
امسك بغطائها وابعده عنها : قفي الان .. لا تكوني كسوله هكذا ..
جلست جنيفر بكسل كبير : يالك من مزعج ..
جاين : هيا لم افطر بعد كنت اعتقد بأنك مستعده ..
جنيفر تنظر له : هل فطورك ملزوم بي ! كُل ..
جلس على الكرسي : لا تكثري الكلام وهيا استعدي ..
توقف جنيفر ودخلت للحمام غسلت وجهها وخرجت : هل ستبقى في غرفة فتاة طوال الوقت !
جاين : لاني لا اثق بأن هذه الفتاة ستنتهي بسرعة لذا سأجلس هنا لاستعجالها ..
جنيفر بنظره : وهل سأبدل ملابسي امامك ! اخرج حالاً قبل ان اقتلك ..
جاين يقف بغضب واحراج كونها قامت بطرده : ١٠ دقائق لا اكثر .. سأكون في غرفتي ريثما تنتهين ..
خرج جاين وانتهت جنيفر سريعاً مثلما اراد .. خرجا لتناول طعام الافطار ثم عادا للغرفة ..
كان هناك خادمان لحمل حقائبهما ..
جاين بحرص : نحن في نهاية سبتمبر ... لذا الليل سيكون بارد قليلا هل اخذتي معطف معك ؟
جنيفر : نعم اخذت ..
جاين : ذلك جيد ..
جنيفر في داخلها : ما هذا الحرص الشديد ..!
خرجا وتوجها للحافلات انقسما كلا على حافلته اللي تخصه ... توجها للميناء لأخذ سفينة تقلهم للجزيرة .. وصلا هناك في تمام الساعة ١٢ ..
المدربة توزع مفاتيح الغرف على الاعضاء : سيكون هناك شريك غرفة لكل واحد منكم من نادي الرسم .. اتمنى ان تنسجموا بشكل جيد ..
اخذت جنيفر مفتاحها ودخلت للغرفة استلقت على السرير : ااااه حقاً لم ارغب الذهاب ... ولكن انا هنا في نهاية المطاف ..
في هذه الاثناء كان ادوارد يفعل مثل الامر ولكن كانت الغرف مشتركه بين اعضاء النادي نفسهم ولم يدمجوهم بنادي اخر ..
دخل جاين للغرفة و توجه مباشرة للشرفة المطلة ...
جاين بإعجاب : المكان والمنظر من هنا مذهلان فعلاً ..
شريك الغرفة : الشاطئ ملك الالهام ..
جاين يلتفت : انت محق ..
[[ هنا شرح مبسط للمنتجع المقيمين فيه .. اولا المنتجع يمتلك نوعان من الغرف :: الغرف الأرضية :: والغرف العلوية :: الأرضية تكون موازيه مع السطح اما العلوية تمتك شرفة واسعه بها طاوله وكرسيان .. ٨٠ غرفة مطلة على مسبح بطول المنتجع و خلفها تلك الجبال الخضراء الشاهقة .. والغرف المتبقية مطلة على الشاطئ وخلف البحر تتضح هناك الناطحات الشاهقة من المدينة القريبة :: كان الحظ لكلا من جنيفر و جاين هي الغرفة العلوية من الجهة المطلة على الشاطئ وهي الغرفة من ١ حتى ٨٠ من غرف مكونة من ١٦٠ غرفة .. ]]
عند جنيفر المستلقية ..
جنيفر بتعجب : ذلك غريب لم تجيء شريكتي بعد !! اااه اتمنى ان تكون قد تخلفت واعيش هدوئي لوحدي ..
طُرق الباب ..
توقف جنيفر وفتحت الباب اذ بهم خدمة الغرف ..
الخادمة : انسة جنيفر ألبرت اليس كذلك ؟!
جنيفر : نعم ...
الخادمة بابتسامة : لقد جلبنا لك امتعتك .. وايضا امتعة الانسة إيميليا ..
ابتعدت جنيفر عن الباب وادخلوا الامتعة ثم رحلوا ..
جنيفر تنظر لحقائب شريكتها : هل سنعيش سنة هنا ؟؟ لما هذه الحقائب الكثيرة ..
توجهت للشرفة والقت نظرة عامة : اااه الجو ساخن في الظهيرة ..
سمعت صوت الباب يفتح فالتفتت لترى الشريك وإذ بها ..
جنيفر مصدومة وفي داخلها : إيميليا وليسلي ؟؟؟!!
نظرت إيميليا لجنيفر بنظرة باردة ثم توجهت لحقائبها اخذت اصغرهم حجماً ثم خرجت دون النطق بأي كلمة ..
جنيفر ما زالت في وضع الصدمة : لقد كنت متشائمة من هذه الرحلة ! ولكن الان ادركت بأنها فعلا رحلة شؤم ..
جلست بإحباط وتذمر : لما هي من بين جميع البشر !!
رن هاتفها فأجابت وكان المتصل جاين ..
جنيفر بإحباط : هاه ..
جاين بتعجب : ماذا هاه !!
جنيفر : لماذا اتصلت بي ؟
جاين بابتسامة : لأطمئن على اخبارك ... كيف هي غرفتك ؟ من اي جهة ؟ما رقمها ؟كيف هي شريكة غرفتك ؟
جنيفر ببرود واحباط : انها ٥٥ مطلة على الشاطئ .. والشريك السعيد انها الزوجة المستقبلية ..
جاين مصدوم : إيميليا !
جنيفر بتنبه : اوه حقاً كيف لابنة وليسلي ان تكون في رحلة الفاشلين .. هل هي سيئة في الرسم !
جاين : هل تسألينني ام تتعجبين !
جنيفر تتنهد : اااه لا يهم .. انا جائعة متى سنأكل ..
جاين يضحك : للتو وصلنا وتفكرين بالطعام ..
جنيفر : لم اكل الكثير على الافطار ..
جاين : لقد اعطانا المدرب ادوارد جدول الأنشطة لذا اعتقد باننا سنأكل الساعة ٢ ظهراً ..
جنيفر تتنبه : ااه حتى انا اعطوني ..
امسكت بالجدول والقت نظره : اوووه يا الاهي الان لدينا اجتماع في حديقة الدولفين ..
وقفت وامسكت بحقيبتها ..
جاين : ماذا عن وقت الغداء ؟
جنيفر وهي تخرج من الغرفة : انها الواحدة ظهراً ..
جاين : اووه يبدو بأننا لن نكون معاً ..
جنيفر : صور لي جدولك لأعرف متى نلتقي ..
جاين : حسنا .. اذا سأغلق الخط الان ..
جنيفر : حسنا .. اراك لاحقاً ..
اغلقا الخط .. ووصلت جنيفر للمكان المنشود ..
جنيفر نظرت لإيميليا جالسه هناك ايضاً ..
المدربة : انسه جنيفر لقد تأخرتي ..
جنيفر باعتذار : اسفه لم انتبه للوقت ..
المدربة : اذهبي واجلسي مع شريكة غرفتك ..
مشت جنيفر وهي تنظر للجميع بنظره عامة وفي داخلها : يا الاهي يبدو باني الأخيرة ..
جلست بجانب إيميليا وفي داخلها : لما لم تذكرني هي الاخرى ..
المدربة بابتسامة : بما ان رحلة نادي التصوير للإلهام جلبنا لكم شركاء من نادي الرسم وهم النخبة .. وسنمضي الرحلة كلها معاً .. ستكون معي المدربة " سالي " والمدرب " جيمس " .. يمكنكم اللجوء لهم عند الحاجه ..
وقفت امام اطلالة مذهلة : هل ترون هذا المنظر الرائع ؟ الا يعطيكم شعوراً جميل ! .. سيكون شريكك من نادي الرسم مساعد لك .. لذا فلتتعاونوا وتبدعوا .. سنلتقي في مطعم ' الشرفة ' عند الساعة ١ .. اراكم لاحقاً ..
جنيفر في داخلها وبتذمر : يعاملوننا وكأننا نعرف كل شيء ..
التفتت لترى إيميليا قد فتحت كراستها وبدأت بالرسم متجاهلة الكل ..
جنيفر في داخلها : اااه النخبة اذاً ..
امسكت بجدول الانشطة : مكتظ ! يا الاهي ان وقتا الراحة فقط الغداء والعشاء ...
امسكت بهاتفها والقت نظره على جدول جاين الذي ارسله لها : اووووه لن نلتقي ابداً ..
رفعت رأسها بنظره عامه : الكل بدأ وانا امارس التذمر طوال الوقت ...
مضى الوقت بشكل بطيء على بطلتنا المتذمرة والكسولة .. وما زاد الامر سوءاً بأن إيميليا لم تساعدها قط بل حتى لم تتكلم معها ..
الساعة ٤ عصراً ::
جنيفر أخفضت كاميرتها وبلمحة خاطفة انتبهت للوحة إيميليا التي ترسمها ..
جنيفر في داخلها وبانبهار : وكأنها حقيقية .. يا لها من رسمة متقنة ..
انتبهت إيميليا لنظرة جنيفر فالتفتت عليها بنظره باردة .. جنيفر اشاحت عيناها وكأنها لم تكن تحدق ..
إيميليا : اعطني كاميرتك ..
جنيفر انتبهت لها : هاه ! ااه تفضلي تفضلي ..
مدت لها الكاميرا واخذتها إيميليا وبدأت بتصفح الصور ..
جنيفر بفضول : اذا هل يمكنني ان انظر للوحاتك ؟
إيميليا دون ان ترفع رأسها حتى : لا ..
جنيفر مصدومة وفي داخلها : يا لها من اجابة صادمة ... هه لا اريد اصلا ..
إيميليا ترد لها الكاميرا : هل انتي حقا مصورة ؟! انك فاشله بما تعنيها العبارة ..
جنيفر تمسك بالكاميرا : انا اعلم بأني مجرد هاوية ولكني هنا لأتعلم ..
إيميليا تمسك بقلمها وتكمل الرسم ...
جنيفر في داخلها : اود ضربها ..
جلست على الكرسي ونظرت للجميع يعمل بجد ..
جنيفر في داخلها : هذا المكان ليس لي على ما يبدو .. انا لست منهم من الاساس .. وهنا يعاملونا وكأننا نعرف كل شيء وينقصنا الالهام فقط .. ااه اشعر بالعبء ..
رن هاتفها فقطع سرحانها .. اجابت ..
كاثرين : اشتقت اليك ..
ابتسمت جنيفر بسمة خفيفة : لقد رأيتك في الامس القريب ...
كاثرين تضحك : اعتقد انني اعتدت على رؤيتك يومياً ..
جنيفر : ليتك معي هنا ...
كاثرين باستفسار : ااه صحيح كيف هي رحلتك ؟
جنيفر تنهدت : اريد العودة فحسب ..
كاثرين : لماذا ؟؟ مما اعرف بأن المكان رائع هناك ..
توقفت جنيفر ومشت وهي تتكلم : انتي محقه ولكني مجرد هاويه في التصوير .. لم افلح بالاتقاط .. لقد التقطت ٣٣ صوره وكلها سيئة ..
كاثرين بتشجيع : لا تحبطي نفسك بهذه الكلمات .. تبقت افضل ثلاث ساعات للتصوير .. كل شيء من حولك مذهل ان اردتي ان يكون .. سأرسل لك رساله تبين لك بعض الاعدادات التي تناسب تصوير المناظر الطبيعية ..
جنيفر : حسنا سأنتظر رسالتك ..
اغلقت الهاتف : اريد الذهاب لدورة المياه ..
مشت باحثة عن دورة المياه وعندما دخلت بدأت بسماع صوت موسيقى قريب ..
خرجت من دورة المياه : تلك الموسيقى جميله ..
مشت تتبع الصوت حتى وصلت لمكان قريب من تجمع لنادي البيانو والذي يعزف احد المتدربين ..
كان ادوارد جالس ومغمض عيناه والطلبة كلهم منصتون ..
جنيفر : ااه الهدوء بينهم رائع .. ليتني معهم بدل ذلك النادي المتعب ..
بدأت البحث بعينيها عن جاين ولكن سقط نظرها على ادوارد ..
جنيفر : يبدو مدرباً صارماً ..
انهى المتدرب العزف .. توقف ادوارد : حسنا سأعزف لكم ما تعلمناه اخر مره اريدكم ان تغمضو اعينكم وان تنظروا كيف يمكن ان تميزوها عن غيرها ..
جلس ادوارد على البيانو وبدأ العزف ..
اغمضت جنيفر عينيها منصته لعزفه وفي داخلها : ما ذلك العزف .. انه مذهل .. !!!
وضعت يدها على قلبها : جون ..
تجمعت الكثير من الذكريات من الماضي اللي جمعها بجون ومعزوفاته التي كان يعزفها لها .. كل ذلك كان يدور في عقل جنيفر فموسيقى ادوارد حرّكت قلب بطلتنا .. وهزّت مشاعرها التي ذبلت ..
فتحت عينيها ونظرت لإدوارد بعينين معجبة .. ارتسمت بسمة حزينة على محياها : هذا العزف ... انه ينعش مشاعر قد غطاها الغبار ..
انهى ادوارد عزفه وتوقف : حسنا سيد جاين والتر هلا عزفت لنا الان ..
توقف جاين وجلس وبدأ العزف ...
جنيفر تنظر لجاين وهو يعزف فاستمعت له حتى انتهى ..
و ببسمة لطيفة : انه يبذل جهده فعلاً ...
رفعت هاتفها : وحان الوقت لأبذل جهدي انا ايضاً ..
بدأت جنيفر بتتبع الاعدادات التي ارسلتها كاثرين و بذلت كل ما بمقدورها فعله حتى غربت الشمس ..
بدأ فصل التصوير الليلي والذي كان الاكثر اثاره بسبب وجود تلك الشاهقات المنيرة من المدينة ..
تراسلت مع كاثرين لتساعدها بالإعدادات للتصوير الليلي كذلك .. وكاثرين اللطيفة ساعدتها بكل ما تستطيع ..
اجتهدت جنيفر اجتهاد كبير لم تكن لتفعله لو لم تتملكها الحماسة النادرة ..
حتى حان وقت العشاء ::
جنيفر تتصفح كاميرتها : وااه ٢٦٠ صوره ! كيف فعلت كل ذلك ..
كانت إيميليا تأكل الطعام بجانبها بهدوء كبير ..
جنيفر تنظر لها وتأكل وفي داخلها : افضل ما بها بأن كل واحد منا لا يتدخل في شؤون الاخر ... سأطلبها دائما فهي غير مزعجة ..
رفعت إيميليا عينيها : نظراتك هذه تزعجني فعلاً .. الا يمكنك ان تنظري لصحن طعامك فقط ..
جنيفر تبعد عينيها وتنظر لصحنها ..
جنيفر تشتعل غضباً من الداخل : هيه انتي ... مما اعرفه بأن وجودك هنا من اجلي .. وانتي لم تحاولي ابدا مساعدتي باي شيء .. لذا فلتكوني ممتنه بأني لم اخبر عن تصرفك معي .. هه نظراتي تزعجك !! اود ضربها فعلاً. ..
بدأ الاعضاء الخروج من المطعم نحو غرفهم فسمعت محادثة قصيرة بينما تمشيان فتاتان بجانب بعضهم ..
الفتاة١: لا نفترق حتى نصل لغرفنا .. المتحرشون والسكارى كثر هنا ..
الفتاة٢: نعم نعم ..
جنيفر في داخلها : لماذا يجلبون مجموعة كبيرة من الفتيات في منتجع مليء بالمتحرشين والسكارى !
توقفت إيميليا ومشت خارجه من المطعم ..
جنيفر تنظر لها ثم ابعدت نظرها وفي داخلها : هل ستعود لوحدها !
نظرت لهاتفها : الساعة العاشرة .. من الغريب بأني لا اشعر بالنعاس ..
وقفت ومشت بضع خطوات ولكن كان المكان تغلب عليه الظلمة .. والغرف تبعد مسافة عن المطعم ..
امسكت بهاتفها دون اي تردد واتصلت بكاثرين ..
كاثرين تجيب : ههههه وعندما افترقنا اتصلنا ثلاث مرات في اليوم ..
جنيفر : هيه كاثرين .. اخبريني مالذي افعله لو اتى لي متحرش او سكران ؟
كاثرين تضحك : لماذا !! هل واجهتي احدهم ؟
جنيفر : انها فقط للحيطة والحذر ..
كاثرين : هناك مكان يشل كل رجل في هذا العالم .. فقط اضربيه بركبتك .. سيشل للحظات اهربي حينها ..
جنيفر : اااه هل هناك شيء اخر ؟
كاثرين : اضربيه مع بطنه انه مؤلم كذلك ..
جنيفر : اليس ما تقولينه عنيف بعض الشيء !! هل هذا ما تتعلمينه في الدفاع عن النفس !
كاثرين : هههههه لا انا استطيع قلب رجل رأس على عقب ولكن هذا من اجلك انتي ..
جنيفر : اهاا .. حسنا شكرا لك كاثرين ..
كاثرين : اتمنى الا تتعرضي لأي من ذلك ..
جنيفر : تصبحين على خير ..
كاثرين : اراك غداً ..
اغلقت جنيفر الخط : ووه الجو بارد فعلاً .. عكس الظهيرة الحارة ..
مشت حتى وصلت لغرفتها .. دخلت واذ بإيميليا جالسه تقرأ كتاب .. بدلت ملابسها ودخلت للحمام فرشت اسنانها وعندما خرجت الا بإيميليا قد اطفأت كل الإضاءة ونامت .. استلقت على سريرها وفتحت هاتفها لتقرأ الرسائل ... انهت القراءة ووضعته ..
جنيفر في داخلها : ولان اليوم لم يكن هناك نادي السباحة شعرت بشيء مفقود ..
اغمضت عينيها : نامي نامي لقد اجتهدتي كثيراً اليوم ..
في مكان اخر كان نادي البيانو يتناول العشاء بحسب جدولهم ..
جاين امسك بهاتفه : هل انتهى اليوم ولم التقي بجنيفر ابداً !
شريك الغرفة : سأذهب للغرفة هل ستأتي ؟
جاين : ااه نعم هيا بنا ..
عاد الجميع لغرفهم ... ولكن عند جنيفر فعيناها لم تذق طعم النوم وتتقلب طوال الوقت ...
جنيفر في داخلها : ااااه اريد ان انام ظهري يؤلمني من كثرة التقلب ..
امست بهاتفها لترى كم الساعة ..
وفي داخلها : ااه صحيح قد يكون جاين مستيقظ ..
نظرت للساعة واذ بها ١١ ونصف : اتمنى ان يكون مستيقظ ..
ارسلت له رسالة [ لم استطع النوم .. ان كنت مستيقظ ما رأيك بالخروج والمشي قليلاً ]
وضعت الهاتف على امل ان يجيب .. ولكن عند جاين كان قد دخل للحمام يستحم .. بعد مرور نصف ساعة اخيرا استلقى على السرير وامسك بهاتفه ليرى رسائله وانتبه لرسالة جنيفر ...
جاين ينظر لوقت الرسالة : وووه مرت نصف ساعة تقريبا .. اااه سارد وارى ان كانت ستجيب ..
رن هاتف جنيفر رنة رساله وبسرعة البرق امسكتها [ انا اسف كنت استحم ولم امسك بهاتفي .. ان كنتي مستيقظة لنخرج قليلاً ]
جنيفر بسعادة ردت [ لنلتقي امام المسبح ]
جاين ابتسم [ سأنشف شعري وآتي سريعا ]
توقفت جنيفر محاولة عدم اصدار اي ازعاج .. ارتدت معطف وامسكت بحقيبتها التي كان هاتفها وكاميرتها هي المحتوى .. خرجت للمكان المنشود ..
في مكان اخر عند غرفة ادوارد ::
كان ادوارد مستلقي في غرفة خاصه له لا شريك معه فيها بناء على طلبه ..
ادوارد يتقلب : اااه اكره النوم في الاماكن الجديدة ..
امسك بهاتفه وفتح على الرسائل .. بكل حرص كان يبحث عن محادثة هنري ليقرأها اولاً .. [ مرحباً .. كيف هي رحلة الالهام ؟ اردت ان اطمئن عليك ]
ادوارد : هاه ارسلها منذ ساعتين ؟ ذلك الغبي بالتأكيد قد نام الان ..
رد [ انها جيده ]
اغلق الهاتف وتوقف : لا احب التقلب ..
ارتدى معطف خفيف وخرج على شرفته المطلة على المسبح : النسيم اصبح اكثر برودة ..
نظر لتلك المسابح المضيئة والجميلة ولكن كان هناك امراً اخر لفت نظر ادوارد عداها وهي جنيفر الواقفة من بعيد والتي كان يراها من ظهرها كونها واقفة تنظر للمسبح ..
اتسعت عينا ادوارد لرؤيتها و قلب نظره نحو الباب ومشى خطوات طوال فوجهته كانت جنيفر ..
عند جنيفر والتي كانت واقفه على حفة المسبح و تنظر له بتأمل : نظري للمسبح تغير بعض الشيء .. فقد كنت اخشاه اما الان اصبح لا بأس به ..
تذكرت جنيفر ما شعرت به عندما كانت تسمع لعزف ادوارد ... وفي داخلها : ما زال صدى جون يملأ عقلي .. ما زال ذلك باقي .. موسيقاه والمسبح الذي كان يسبح فيه صوته ضحكته وكل شيء فيه ..
اغمضت عينيها واستنشقت بعض الهواء ما ان فتحت عينيها حتى شعرت بوجود شخص قريب جدا بل خلف ظهرها مباشرة ..
جنيفر تتماسك وفي داخلها : متحرش !
مد ادوارد يده ببطؤ ووضعها على كتفها وما ان فعل ذلك حتى انفجرت جنيفر بركله خلفيه بقدمها ضربت بها اكثر الاماكن شللاً .. وابعدت يده بقوه حتى كانت النتيجة بأن فقد ادوارد سيطرته ووقع داخل المسبح ولكن في لحظة سقوطه التقتا اعينهما .. وبعد ان سقط ادركت جنيفر لحظتها بأنه ادوارد شارلوت !!
وصل جاين من مكان قريب حتى رأى جنيفر تنظر للمسبح ..
جنيفر بخوف : يا الاهي .. لم يخرج بعد !!
القت بنفسها هي الاخرى في المسبح فأنتبه جاين لفعلتها فركض نحوها ..
امسكت جنيفر بإدوارد ورفعته معها ولكن و لأنها ليست سباحه جيده بعد فهي لم تتمكن من حمله لوقت طويل خارج الماء بل كانت تغرق معه هي الاخرى .. ولكن وجود جاين كان مساعد جدا فقد مد يده وحمل ادوارد اولا واخرجه ثم امسك بيدها واخرجها ..
جاين مصدوم وغير فاهم للوضع : لما ادوارد شارلوت هكذا !!
نظرت جنيفر لإدوارد مرتعبة فأصبحت ترتجف : لقد قتلته لقد قتلته ...
عندما نظر لها جاين التفت و ومدد ادوارد الغائب عن الوعي بشكل جيد .. قرب اذنه لفم ادوارد : يوجد نفس بسيط ..
اقتربت جنيفر ووضعت اذنها على صدره وبخوف : لا اسمع نبض لا اسمع شيئا ..
بدأ جاين بالضغط على صدره : جنيفر اجلبي بعض المناشف من السلة هناك .. الجو بارد عليه .. بسرعه ..
وقفت جنيفر المرعوبة وجلبت البعض ووضعتها على ادوارد ..
جاين يضع رأسه ليسمع : يوجد نبض .. يوجد لا تخافي ..
جاين امسك بيد ادوارد يرفعها : ساعديني وضعيه على ظهري بسرعة ..
هرعت جنيفر بفعل ما طلبه وحمله جاين ..
التفت نحوها وبتنبيه : ادخلي لمكان دافئ الجو بارد .. لا تمرضي ..
اسرع جاين بالذهاب وما زالت جنيفر ترتجف خوفاً ..
جاين : يا الاهي مالذي حدث !! لا اصدق بأن ادوارد شارلوت غرق !
وصل اخيرا للعيادة فاسرعوا بأخذه ..
اما عند جنيفر فقد دخلت لغرفتها و خارت قواها فجلست مستنده على الباب وهي تضع يدها على فمها بارتعاش لم يتوقف ..
جنيفر برعب وفي داخلها : ماذا ان مات !! سأكون قاتله !! يا الاهي يالاهي يالاهي ..
عند جاين ::
خرج له الطبيب : لا بأس انعاشك كان جيد فعلاً .. ولكن يبدو بأنه تم الاعتداء عليه قبل ان يسقط .. هلا اخبرتني بالتفاصيل ؟
جاين في داخله : اعتداء !
تذكر ما سمعة من جنيفر [ لقد قتلته.. لقد قتلته ]
جاين : متى سيفيق !
الطبيب : ليس بوقت طويل في العادة الغارق يستيقظ مباشره ولكن قد يأخذ بعض الوقت كونه اعتدى عليه اولاً ..
جاين بإنكار : لا اعلم شيئا ..
الطبيب : كيف لا تعلم شيئاً !
جاين : لم يكن انا من انقذه .. كانت فتاة ولكن انا ساعدتها بحمله لهنا ...
الطبيب : حسنا هلا استدعيتها ؟
جاين : حسنا ..
خرج جاين والقلق يعتلي وجهه : مالذي حدث بالضبط ؟!
ارسل لجنيفر رساله [ بدلي ملابسك المبللة وتعالي انا تحت غرفتك ]
رن هاتفها وامسكت به وهي ترتعش [ ماذا عنه !! هل مات ؟ ]
جاين [ انه بخير تماما لا تقلقي .. انا انتظرك تعالي ]
بدلت ملابسها فأحدثت بعض الاصوات شعرت بها إيميليا وفي وقت خروج جنيفر فتحت عيناها ...
امسكت بهاتفها : مالذي يخرجها في هذا الوقت ؟
توقفت للحظه وتوجهت للشرفة فرأت جنيفر تلتقي بجاين .. اختبأت قليلاً حيث يمكنها سماع صوتهما ولكن ليس بواضح تماماً ..
جنيفر بخوف : قل الحقيقة جاين ...
جاين خلع قبعته والبسه اياها : ما زال شعرك مبلل ايتها البلهاء ..
جنيفر ترتعش فامسك جاين بيديها : اهدئي .. وقولي لي ما حدث !
جنيفر : كنت واقفه بانتظارك .. ولكنه اتى لي بهدوء مخيف .. ووضع يده على كتفي فاقشعر منها بدني .. لا اعلم كيف ولكني ضربته و سقط اثر ذلك ..
جاين مصدوم : ولما فعلتي كل ذلك ؟
جنيفر بخوف : لا اعلم ولكن قيل لي بأن السكارى والمتحرشين كثر هنا .. فخفت فقط خفت ولكن الان انا خائفة اكثر من اي شيء ..
حضنها جاين اليه : لا بأس لا بأس اهدئي اهدئي .. كل شيء على ما يرام ...
جاين في داخله : يا الاهي ماذا عسانا ان نفعل الان مع هذا الوضع !!
أنت تقرأ
خلف اقنعة الحب - Behind the masks of Love
Romanceتدور احداث الرواية في عالم موازي واقعي ليست في دولة معروفة أو في ديانة معينة أو في حضارة ما .. مجرد شريحة حياة خلقتها تحت بطولة " جنيفر ألبرت " وعدة شخصيات تخوض معها حياتها .. تبدأ القصة بذكرى قبل سبع سنوات حيت كان عمر جنيفر إحدى عشر عاماً فقط لتستر...