Part 146

1K 114 28
                                    

الجزء السادس والاربعون بعد المئة

نعود لهنري والذي توقف في منزل شارلوت .. نظر لمكالمات امه واستاءت ملامحه : لا اريد ان اخبرك شيئاً يا امي ارجوك لا تغضبي مني ..
وضع هاتفه على وضع الصامت وادخله في جيبه ونزل سريعاً لحمل جنيفر .. ما ان دخل بها حتى سأل الخادمة : هل الحوض جاهز ؟
الخادمة : نعم سيدي ..
مشت الخادمة وبدأ هنري يتبعها للأعلى حتى سمع همس جنيفر الخفيف : ماء ... امي ..
وشدت قبضتها على قميصه ..
التفت هنري للخادمة : أسرعي بجلب كأس من الماء حالاً ..
الخدامة : امرك والحوض في غرفة السيد ادوارد ...
هنري في داخله : في غرفته !!
لم يهتم للأمر فقد كان على عجل .. دخل للغرفة ووضعها على السرير وتوجه لصيدلية ادوارد وفتحها ليأخذ منها مقياس الحرارة .. بدأ بقياس درجة حرارتها ليرن تحت درجة 39 درجة مئوية...
دخلت الخادمة ومعها كأس من الماء ..
رفع هنري رأس جنيفر ليشربها الماء في حالة الهزال التي كانت عليها  ..
هنري : اغلقي التكييف حالاً ..
خرجت الخادمة فقام بحملها وتوجه لدورة المياه ..
ادخل يده اولاً في الماء : انها جيده ولكن ستشعر انها باردة ..
نظر لوجهها المتعب وقرّب وجهه حتى قبّل جبينها : تحملي الامر قليلاً فهذه أسرع طريقة لتنخفض درجة حرارتك ..
بدأ بوضعها بحذر داخل الحوض الممتلئ وهو ممسك بها وصوت انينها يرتفع ..استاءت ملامح هنري بحزن لحالها فأخذ بعض المياه في كفه وسكبها على وجهها بلطف .. ومن ثم اخذ برأسها ووضعه على صدره وبغضب كبير : سأقتله .. من آذاك سأقتله بكلتا يدي ..
نعود لمنزل ويلز حيث كاثرين وهي تعاود الاتصال بهاتف هنري مراراً والقلق يكاد يقتلها ..
الام : ألم يجيب؟...
كاثرين : لا ابداً ... الاهي أخشى ان مكروهاً قد اصاب آرثر ..
نظرت نحو والدتها : امي اريد ان اذهب لرؤية آرثر ..
الام : كيف ستذهبين !! اباك غاضب الان لن يسمح لك .. وايضاً هنري ليس موجوداً ليرافقك ..
كاثرين بملامح مستاءة : ولكن هنري ذهب وتركني ... حتى انني لا امتلك هاتفي لاتصل بكيت على الاقل ..
الام بتنبه : كيت اخته !...
كاثرين : نعم ..
الام : لحظة كأني اذكر رقمها عندي ..
اخذت كاثرين تبحث في الاسماء وتفاجأت عندما وجدت الرقم فعلاً ..
اتصلت مباشرة فلم تجب حتى كررت الامر أكثر من مرة : اااه كنت اعلم انها لن تجيب .. الوضع بعد الزواج كالكارثة لذا بالتأكيد ستتجنب اية اتصالات الان ..
مشت : لن أبقى لا يمكنني ان أبقى ...
الام : كاثرين  لا تفعلي !! ..
كاثرين : ولكن امي ...
اشاحت ببصرها : سأذهب لأستأذن أبي ...
مشت بهدوء وهي تتوجه لمكتب اباها حتى طرقت الباب فسمح لها بالدخول ..
الاب : اهلاً حبيبتي ..
كاثرين : أبي اريد الذهاب لزيارة آرثر ..
الاب وهو يقلب اوراقه : عندما يعود هنري اجعليه يأخذك له ..
كاثرين : لما لا اذهب بمفردي !
الاب : لا تناقشيني في هذا الامر فهو امر مقضي ..
كاثرين : أبي انا كبيرة كفاية ويمكنني ان اذهب بمفردي !!
الاب : ان كان كذلك فأين هو هاتفك المتنقل الان !! أين مالك ؟
اعتلت الصدمة وجهها وفي داخلها : هل أخبره هنري !!
الاب : عودي لغرفتك ولا تشغليني فأنا مشغول ..
كاثرين بصوت هادئ : ولكن هنري لن يعود ... ألم تخبره بألا يعود إن ذهب!!
رفع الاب نظره نحوها ..
كاثرين : لما انت هكذا مع هنري يا ابي !
الاب : من يعصيني يستحق ما يتلقاه ..
كاثرين بانفعال : ولكنه صديقه المقّرب !! ما كان عليك ان تخيّره بين ان يبقى لاحتفال او ان يذهب لرؤية صديقه المريض !!  لقد كنت قاسٍ جداً معه يا أبي ..
اغرورقت عيناها بالدموع : هنري لا يستحق ذلك .. لقد اعتنى بي جيداً بسبب طلبك .. لم يتركني ابداً .. دائماً ما يقوم بكل شيء تطلبه رغم ذلك لم تكافئوه بل دائماً ما تبحث عن اخطاءه !! لماذا !!...
نزلت الدموع من عيناها وخرجت غاضبة لتجد امها واقفة عند الباب .. تعدتها وهي تركض .. تبعتها الام حتى رأتها تصعد الدرج ..
عادت الام حتى دخلت على الاب في مكتبه : لما كاثرين خرجت منك باكية !!
الاب : طلبت مني طلباً ورفضته ..
الام : بخصوص هنري .. ما كان عليك ان تقول عنه ذلك امام جاك وزوجته ..
الاب : .....
الام بنبرة حزينة : كلاهما ابناؤك .. وانا ابني أحدهما ..
رفع الاب نظره نحوها ..
الام بعتاب : رغم ذلك احببتهما ولم افرق بينهما ..وانت ماذا  !
الاب بنبرة عالية : ما الذي تقولينه تيريزا !! هل تقصدين انني أفضل أحدهما على الاخر !!! اااه بدأتي تفكرين انني أفضل جاك على ابنك !
الام : ألا ترا ان اهتمامك منصّب على جاك وكأن هنري ليس ابنك !! ..
توقف الاب عن كرسيه وتوجه نحوها ..
توقف امامها مباشرة ورفع سبابته نحوها وبنبرة حادة : لأنه ابنك .. ولأنك عاملتي ابني معاملة الام فكّرت انه لا بأس بأن اجعل جاك هو الابن الذي يعمل وابنك هو المدلل .. والان تعتقدين انني افضّل جاك على هنري !! .. لأنه ابنك لم ابعده عن ناظريك .. لأنه ابنك كان حراً ولم اتدخل في اختياراته .. من اجلك انتي فقط جعلت ابنك أمير وجعلت من جاك رجل اعمال .. من أجلك لم ارفض مطالب هنري على الاطلاق ولم ألزمه على اتباع رغباتي .. والان تعتقدين انني أفضّل جاك عليه !! .. انني احبه ولا يمكنني ان اعبر عن محبتي له من أجل جاك .. انا اظهر حبي له بتحقيق رغباته ..
الام بانفعال : هنري لن يفهم ذلك أبداً !! امامه دائماً تظهر غضبك وتظهر محبتك وفخرك بجاك !! هو لن يعلم أنك تحبه وبسبب حبك اعفيته من كل شيء!! هو يريد الاهتمام !! وانت جلّ اهتمامك انصّب على جاك !! .. هذا ما يراه هنري وهو ابداً لن يستطيع ان يرى الامر من منظورك .. كيف تريده ان يرى او يدرك وانت ابداً أبداً لم تعانقه أو تقبّله او تمدحه وتكافئه !!! كنت منذ البداية تخشى ان تقوم بذلك خشية غيرة جاك او شعوره بالنقص ولكن ماذا !! لم يرى منك سوى العقاب والغضب والشدّة !! ابنك كبر وهو لم يرى جانب الابوة منك !! ... لقد بذلت قصارى جهدي لاعدل بينهما عاقبت كافأت كلاهما .. رآني أحب جاك ورآني اعاقب جاك ورآني اقوم بالمثل نحوه .. كنت خائفة من ان يكره اخاه بسببك ..ولكن في اعماق قلبي كان هنري ابني الوحيد الذي حصلت عليه اخيراً بعد خيبة اجهاضي وألمي .. اردت ان اعانقه بشده  .. ان اراه في كل الاوقات وان أصب كل حبي وحناني نحوه .. ولكنني كنت أحب جاك ليس لأجلك ولكن لان جاك كان الاخ المثالي لأبني .. تحمّلت وحاولت عدم اظهار حبي امام جاك .. تمالكت نفسي وعدلت بينهما .. لذا لا اريدك ان تقلل من شأن أبني بسبب اسلوب حبك الخفي .. لن اسامحك ان فرّقت بين ابنائي بأسلوبك .. فأنا عانيت حتى اجعلهما بهذه العلاقة الاخوية ..
خرجت من عنده وهي غضبانه بحزن حتى صعدت لغرفتها واغلقت الباب من خلفها ..
هناك عند الاب فقد جلس على كرسيه بهدوء وتنهد وتذكر الماضي القديم حيث اول يوم ادخل فيه زوجته تيريزا لمنزله وهي عروس :: مارس 1990 ::
ما ان دخلا لغرفة النوم حتى خرج من الغرفة وفتح باب غرفة جاك الصغير ذو الاربعة اعوام .. ما ان رأى جاك والده حتى ترك الالعاب من يده وتوجه نحوه بسعادة ..
انخفض الاب له وعانقه : هل انت متحمس لرؤية ماما ؟...
جاك بسعادة : جلبت ماما معك ؟؟...
الاب : نعم لقد جلبتها ومنذ اليوم ستعيش معنا ..
جاك : اريد ان اراها ..
مشى الاب وهو حامله حتى دخل به لغرفته حيث مكان زوجته ..
التفتت تيريزا نحوه ..
جاك بردة فعل : انها ليست ماما ..
نظر لأباه : لما تبدو ماما مختلفة في الصورة ؟ ...
توقفت وتقدمت نحوه : انت محق انا لست ماما .. انا زوجة اباك ..
جاك بابتسامة : ماما الجديدة ؟؟ ...
نظرت لزوجها ثم لجاك : لا انا زوجة اباك لست اماً لك واسمي السيدة تيريزا ..
الاب بنبرة عالية : انه مجّرد طفل ما الذي تقولينه ؟...
نظرت نحوه : انا فقط لا اريد ان اكذب عليه ..
فتحت باب الحمام : انا متعبه واريد ان انام اخرجا ..
خرج ومعه جاك حتى ادخله لغرفته : جاك حبيبي نم الان ولا تزعج ماما الجديدة ..
جاك : ولكنها قالت انها ليست ماما الجديدة ..
الاب : سوف تصبح ماما إن انجبت لك اخ او اخت لذا عاملها جيداً حتى ذلك الوقت ..
جاك : ااااه فهمت .. هل ستجلبهم غداً ؟؟...
الاب : لا لن تجلبهم حتى تصبح فتاً جيداً ومطيعاً لذا ابذل جهدك ...
جاك : نعم سأفعل ..
نظر الاب للمربية : اعتني به جيداً ..
المربية : امرك سيدي ..
....
وتذكر ذكرى اخرى من نهاية ذلك العام :: نوفمبر 1990 ::
كان الاب في غرفة جاك يلعب معة ... قليلاً حتى طرق الباب ودخلت عليهم تيريزا ...
تيريزا : أهذا العمل الذي انت مشغول به لدرجة عدم مرافقتي للمشفى ؟
نظر نحوها : إنك دائماً ما تذهبين لمواعيدك وحدك ما قصة هذا الموعد بالذات اردتي ان ارافقك فيه ؟...
تيريزا : ولأني لأول مرة أسئلك الخروج معي لموعد كان عليك ان ترافقني ..
ترك الاب اللعبة من يده وتوجه نحوها : تيريزا انا اسف ولكن لتوي فعلاً عدت من العمل وانا لم العب مع جاك منذ وقت طويل .. مرة اخرى سأذهب معك لكل مواعيدك ...
امسك بيدها : إذاً ما امر هذا الموعد الذي رغبتي ان اذهب معك فيه ..
تذكرت تيريزا الموعد وابتسمت ابتسامة خفيفة حتى اخرجت ورقة من حقيبتها ومدتها نحوه : اقرأ ..
اخذ بالورقة وما ان قرأها حتى نظر نحوها بابتسامة واسعة : تيريزا !!! انتي حامل ؟ ...
ابتسمت تيريزا : أليس سبباً لتركك كل الاعمال ؟
الاب : اووووه حقاً تيريزا حقاً .. حقاً انتي حامل !! ...
تيريزا بابتسامة سعيدة وضعت يدها على بطنها : في شهري الثاني .. لم أكن اعلم لذا شعرت انه حمل ولذا اردتك ان تذهب معي للموعد ..
تقدم جاك : ما معنى حامل ؟ سيدة تريزا ؟ ...
التفت الاب نحوه بابتسامة : يعني أنك ستتوقف عن مناداتها بالسيدة تيريزا قريباً ..
جاك بسعادة : ستجلب لي اخ او اخت !!...
الاب : نعم نعم ..
نظرت تريزا نحو جاك ثم للاب : ما نوع الافكار التي ادخلتها في رأسه ؟ ما قصة ماما ؟...
الاب : جاك هيا انزل لنتناول الطعام .. هيا كن فتاً مطيعاً ..
خرج جاك فالتفتت نحوه ...
الاب : ما امرك تيريزا على جاك ؟ انه صغير وبريء جل ما يرغب به هو ان يناديك ماما ألا يمكنك ان تحققي له ذلك ؟ ...
تيريزا : لا شيء عليه ولا يهمني لذا لا اريد ان يربطني به شيئاً .. هو ابنك وانا بالنسبة له السيدة تيريزا .. ستكون علاقتنا علاقة احترام انا احترم وجوده وهو يحترم وجودي ..
نعود للحاضر وبتنهيدة كبيرة : ااااه نعم فهي لم تحب وجود جاك آنذاك .. لقد بذلت قصارى جهدها لمحبته بكل تأكيد ...
رفع هاتفه واتصل بهنري ..
هناك من ناحية هنري انتبه لرنين هاتفه على وضعه الصامت في جيبه .. اخرجه وما ان رأى ان الاتصال من ابيه حتى استاءت ملامح وجهه : ليس من العادة ان يتصل أبي بي ..
نظر ناحية جنيفر وتنهد .. اعاد هاتفه في جيبه واخذ بمنشفة وفرشها ارضاً ..حمل جنيفر حتى اخرجها من الحوض واجلسها على المنشفة .. مد يده وتحسس بها جبينها : كأنها خفّت ..
فتحت جنيفر عينيها بتعب ورفعت يدها حتى امسكت بيد هنري التي على جبينها ووضعتها على خدّها .. وضعت كلتا يديها على يده وبصوت خفيف نطقت وهي مغمضة العينين : دافئة ..
نظر هنري نحوها بنظرة حنونه ...
في هذه اللحظة دخل ادوارد : ما الذي تفعله ؟ ...
ابعد هنري يده عنها والتفت نحوه : جلبتهم ؟ ...
ادوارد : نعم ..
خرج هنري من الحمام فنظر ادوارد لجنيفر الجالسة بملابسها المبللة وهي تتنفس بتعب .. اقترب منها ومد يده ما ان لامست جبينها حتى اقشعّرت من برودتها فابعدها كردة فعل .. دخل هنري خلفه ومعه احدى الخدم ..
هنري : فقط اجعلي عليها روب الاستحمام وخذي ملابسها واغسلوها عندما تستيقظ سترغب بالاستحمام لذا اجعلوها جاهزة ..
الخادمة : امرك سيدي ..
توقف ادوارد ... نظر نحوهما وخرج بهدوء حتى خرج هنري خلفه فأغلقت الخادمة الباب ..
اخرج هنري هاتفه من بنطاله وتوجه لخارج الغرفة ..
رفع هاتفه : اسف أبي كان هاتفي على وضع الصامت لذا تأخرت بالإجابة ..
الاب : كيف حال آرثر ؟ ...
هنري : لا بأس به انه بخير..
الاب : اتصل بأمك وأخبرها لقد كانت قلقة على آرثر ..
هنري : نعم سأفعل ..
الاب : لا تتأخر سننتظرك على العشاء ..
اغلق الاب الخط قبل ان يرد هنري عليه ..
نظر هنري لشاشة هاتفه : ألم تقل بأن لا اعد ! ..
رفع هاتفه واتصل بأمه : مرحباً أمي ..
الام بصوت منخفض : اهلا حبيبي ..
هنري : امي ما به صوتك !!
الام وهي تحاول تعديل صوتها ليصبح طبيعي : لا فقط شربت بعض الماء وشرقت بها ..
هنري : اااه .. اسف رأيت اتصالاتك متأخراً كان هاتفي على وضع الصامت ..
الام : اااه لا بأس بالتأكيد ستكون مشغول مع آرثر .. اخباره ؟
هنري : اااه نعم انه بخير الان .. اااه امي لن اعود الليلة لذا لا تنتظروني على وجبة العشاء ...
الام : لما إلى أين ستذهب ؟
هنري : للجامعة وردني اتصال من نادي السباحة لذا سأنام هناك ..
الام : حسناً حبيبي اعتني بنفسك ..
هنري : حسناً ..
الام : اااه ...
هنري : .....
الام : هل اخبرك جاك عن سبب قدومه اليوم مع زوجته ؟
هنري : اااه لا ... لما هل هناك مناسبة ؟
الام : نعم انها مناسبة عظمية .. زوجته حامل ..
هنري بابتسامة طفيفة : اوووه ياله من خبر رائع ..
الام : لا تنسى ان تهنئه فقد خطط لإخبارنا اليوم بسبب اجتماعنا وقد سأل عنك حتى ..
هنري : اااه الحظ لم يحالفني لأشارككم الحفلة اليوم ..
الام : امراً اخيراً ..
هنري : ....
الام : لا تضع هاتفك على وضع الصامت وايضاً انتبه لشحنه ..
هنري بابتسامة خفيفة : امرك .. هل هناك امر آخر ؟
الام : لا ابداً ..
هنري : إذاً ليلة سعيدة ..
الام : اعتني بنفسك حبيبي ..
اغلق هنري الخط وتنهد : لا اريد مكالمته ..
تنهد : اااه انا متعب ..
جلس على الارض : يا له من يوم طويل ..
هناك ومن ناحية امه فقد اتضح الحزن على وجهها : هل نادي السباحة عذراً أيضاً ؟ فطالما كان يكذب حتى لا اقلق .. لقد كبر ولم يعد بوسعي ان اواسيه بحضن او بقبله ... حبيبي صغيري ..
رفعت هاتفها واتصلت بإدوارد ..
هناك من داخل غرفة ادوارد ما ان انتبه للرقم حتى رفع الخط : مرحباً ..
الام : اهلاً حبيبي ادوارد .. كيف حالك ؟؟
ادوارد : بخير .. كيف حالك سيدتي ..؟
الام : لم نراك منذ وقت طويل يا ادوارد ..
ادوارد : منشغل في شتى انواع الامور ..
الام : امل ان تجد وقتاً لزيارتنا ..
ادوارد : بكل تأكيد ..
الام : ادوارد حبيبي هل انت في المدينة او الجامعة الان ؟
ادوارد : في المدينة في منزلي هل هناك امر ما تحتاجينه ؟ ..
الام : انه ليس حاجة وانما طلب .. او معروفاً من أجلي ..
ادوارد : تفضي سأقوم بأي امر تطلبينه ..
الام : في الواقع اليوم تخاصم هنري مع اباه.. قد تقول انهما دائماً هكذا ولكن كأم اشعر بالقلق على هنري فقد خرج ولم يعد .. اتصلت به وأخبرني ان نادي السباحة استدعاه ولكن اشك بأنه يكذب .. من فضلك اتصل به وأبقى معه فحتى آرثر في المشفى لذا انا اطلب منك ذلك وكلي حرج كونك شخص مشغول ..
بينما كان ادوارد يستمع لقولها انتبه لدخول هنري ..
ادوارد : لا تقلقي سأهتم بالأمر بكل تأكيد ..
اغلق الخط فانتبه لملامح هنري المتضايقة .. اخذ ادوارد ببعض الملابس كان واضعها بجواره ورماها على هنري : غّير ملابسك ..
نظر هنري لما معه : اووه انها ملابسي من الجيد أنك لم تتخلص منها كما رميتني من غرفتك ..
وضع هنري الملابس على الأريكة وبدأ بخلع قميصه : كيف وجدتها ؟
نظر ادوارد نحوه : ان اجبت فعليك ان تجيبني على نفس السؤال ..
هنري : نعم سأفعل ولما سأخفي الامر ..
ادوارد : عن طريق نفوذ ماريا ..
هنري : وجدتها بسبب رسالة من هاتف كاثرين انها ستقابلها في المدرسة ..
لبس قميصه : انها قصة طويلة جداً ..
خرجت الخادمة من الحمام : سيدي انها جاهزة ولكنها لا تقوى على الوقوف ..
هنري : شكراً لك .. سأقوم بحملها الان ...
خرجت الخادمة فدخل هنري للحمام وحملها بكل هدوء حتى وضعها على السرير ..
مد يده ووضعها على جبينها : جنيفر هل انتي يقضه ؟ هل يمكنك سماع صوتي ؟
فتحت جنيفر عينيها ورأته لبرهه ثم اغمضتها ..
ابعد يده وامسك بيدها : سأسألك بعض الاسئلة إذا كانت الاجابة بنعم فقط اضغطي يدي ..
هنري : هل تشعرين بالصداع ؟
ضغطت يده ..
هنري : غثيان ؟
لم تضغط ..
هنري : اما زلتي تشعرين بالبرد ؟
ضغطت يده ..
هنري : هل تجدين صعوبة في البلع ؟
ضغطت يده ..
هنري : قدماك مجروحة بعض الشيء سأعقمها لذا ذلك سيؤلمك قليلاً هل يمكنك ان تتحملي الامر ؟
ضغطت يده ..
فتح الكيسة التي جلبها ادوارد واخرج منها دواء مسكن ..
اخذ بكأس وملأه بالماء ووضع فيه الحبة حتى ذابت .. جلس على السرير ورفعها حتى استندت على كتفه وبدأ بإشرابها العلاج ..
كان ادوارد يشاهده قليلاً حتى اشاح ببصره وخرج من الغرفة ..
توقف وبصوت خفيف : كأنها كانت تعلم بأنه الشخص الصحيح لتستنجد به ...
ونبرة إدراك : إذاً لم أكن الشخص المنشود يا جنيفر !!
وتذكر مشهداً حدث فقط قبل قدوم هنري بلحظات في اللحظة التي وجد ادوارد فيها جنيفر على الارض ليركض ناحيتها بقلق كبير وما ان رفعها حتى مدت يديها وهي فاتحه عينيها بتعب وعانقته برجفان فهمست في اذنه بصوتها المتعب : كنت اعلم بانك ستجدني .. كنت اعلم يا هنري ..
هنا فقدت قواها لتسقط يديها ويرفع رأسه ليجد هنري امامه ..
نعود للحاضر : لا يجب ان آخذ تصرفاته تجاهها بشكل عاطفي فقد كان يفعل الامر ذاته معي .. انها طبيعته كطبيب .. ان يكون لطيفاً جداً ..


معلومات تم الكشف عنها -117-
/ علمت كاثرين ان اباها كان يعلم بأمر السرقة /
/ ام هنري قد اجهضت اول طفل لها /
/ اسم والدة هنري وكاثرين' تيريزا ' /
/ في البداية لم تحب تيريزا جاك ولم ترغب بأن يناديها امي حتى /
/ جميعهم يعتقدون ان هنري مع آرثر /
/ كذب هنري على امه انه سيذهب للجامعة /
/ اخبرت الام هنري عن مناسبة جمع جاك لهم /
/ طلبت الام من ادوارد ان يعتني بهنري /
/ اخبر ادوارد هنري انه وجدها بالاستعانه بنفوذ ماريا /
/ هنري اخبره انه وجدها من رسالة كاثرين دون تفاصيل /
/ جنيفر تظن ان من وجدها هو هنري /

خلف اقنعة الحب - Behind the masks of Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن