الجزء الواحد والخمسون بعد المئة
رفع رأسه ونزل للصيدلية : من فضلك أريد مسكن للصداع ..
الصيدلي : أمهلني لحظة ...
بينما كان هنري ينتظر إلا بصوت امرأة من خلفه : هنري ؟ ...
التفت ناحية الصوت ليفتح عيناه على اوسعها : معلمة ! ..
ضحكت : لم اعد معلمة يمكنك ان تناديني بالسيدة روز ...
ابتسم هنري ابتسامة بسيطة : من الصعب نطق اسمك مباشرة ...
تقدم الصيدلي ووضع امامه نوعان من مسكنات الالم : هذان جيدان للصداع .. اختر ما ترتاح إليه ..
أخذ هنري بواحد : أفضل هذا .. كم الحساب؟ ...
أخبره الصيدلي بالحساب والتفت نحو معلمته : سررت بمقابلتك ..
المعلمة : لحظة هنري ..
التفت نحوها ليراها تحاسب على رضاعة طفل ..
هنري في داخله : اااه يبدو بأنها رزقت بطفل أيضاً ..
خرجا معاً فالتفت نحوها : ما الامر ؟ ..
المعلمة : وجهك يبدو متعباً جداً .. وأيضاً المسكن الذي اخترته كان من النوع القوي ... ماذا بك ! ...
هنري : اااه نعم فأنا أعنى من الصداع الشديد ..
المعلمة : هل تناولت وجبة الافطار ؟ ....
هنري : نعم ...
المعلمة : لما الصداع ؟ ما السبب؟ ...
ابتسم هنري ابتسامة بسيطة : الجميع يعاني من الصداع ... ليس أمراً خطيراً ...
المعلمة : نعم هو كذلك ولكن ..
نظرت في عيناه : تبدو أكثر من مجرد صداع ...
أخرجت من حقيبتها بطاقتها التعريفية : لن أدّعي الجهل فأنا مثل عامة الشعب رأيت ما انتشر وسمعت الكثير .. هنري لا تتردد بالاتصال بي ..
اخذ هنري بالبطاقة : اصبحتي مديرة نادي ؟ ..
المعلمة بابتسامة خفيفة : لن اكون معلمة الرياضة للأبد ...
رفع نظره نحوها بابتسامة : سأتصل بك ..
انفصت عنه وادخل بطاقتها في جيبه ثم توجه لإحدى التموينات واشترى ماءً .. ومن ثم عاد لسيارته واخذ علاجه ... أخذ بهاتفه بسبب كثرة الاشعارات التي وصلته .. فتح هاتفه بفضول ليجد أكثر مجموعات الدردشة تتحدث عن وجود مقابلة لآرثر بعد نصف ساعة ..
هنري بتعجب : مقابلة !!! ألذلك لم يجب علّي آرثر ؟ ..
من بين كل الرسائل انتبه لرسالة من والده [ لقد عثرنا على السارقين ]...
هنري بدهشة : لقد وجدهما ابي بسرعة فائقة !... [ كيف ؟ ]
-[ تعال لمكتبي إن كنت تريد ان تعرف ]
-[ قادم ]
هناك وفي مكان آخر عند ادوارد والذي لتوه دخل مكتبه لانتبه لرسالة هنري [ لقد ناداني ابي لأمر هام ...لذا قد اتأخر على جنيفر ]...
ادوارد : ذلك جيد يبدو أنهما تصالحا ... [ لا بأس فالخدم عندها متى ما احتاجت لهم ]
اغلق ادوارد الهاتف لينتبه للتلفاز وما يبث عليه : مقابلة !! .. لما يعلنون قبل نصف ساعة فحسب !! ...
هناك وفي مكان آخر عند جنيفر النائمة والتي فتحت عيناها .. رفعت نفسها حتى جلست لتشعر بالألم في قدميها : اااه ما زالت مؤلمة ...
تلفتت لتجد كرسي متحرك مركون بجوار الباب وبعدها انتبهت لرسالة موضوع على الطاولة المجاورة .. أخذت بها وفتحتها [ صباح الخير جنيفر ... انني مضطر للذهاب للعمل لذا لن اكون موجوداً ... هذا هاتف جديد وقد حفظت لك فيه ارقام من قد ترغبين بمكالمتهم ... ان رغبتي بأي شيء كان لا تترددي بالاتصال علّي وان رغبتي بطلب خادمة كل ما عليك هو ضغط الرقم ٩ من الهاتف ]
اعادت الورقة مكانها وضغطت رقم 9 ..
رفعت عنها الفراش ونظرت لقدميها بضيق : لما ازدادت سوءً .. !
امسكت بالورقة التي كتبها ادوارد مرة اخرى وامعنت النظر نحو جملة ادوارد " ان رغبتي بأي شيء كان لا تترددي بالاتصال علّي " ..
جنيفر : لا اتردد ! ..
دخلت عليها الخادمة : طلبتني ؟ ...
جنيفر : اريد ان استحم ... اين ملابسي ؟
الخادمة : ملابسك جاهزة هل أعد لك الحمام الان ام ستتناولين افطارك أولاً ؟ ...
جنيفر : لا ... أريد ان استحم أولاً ...
الخادمة : أمرك آنستي ...
دخلت الخادمة للحمام فأمسكت جنيفر بهاتفها وازالت خاصية وضع الطيران وارسلت رسالة لوالدها [ أبي هل تعرف امرأة تدعى ماريا ألكساندر ! ]
تنهدت لتتذكر أمر حدث البارحة بعد ان خرج ادوارد ليشتري لها الهاتف :: الجمعة 6 ابريل ::
كانت جنيفر تتناول طعامها وهي تتذكر ما مر بها طوال اليوم وفي داخلها : ماذا علّي ان افعل الان ... كيف اخرج من هنا وانا بهذا الضعف ! ...
توقفت عن تناول طعامها واخذت علاجها وسريعاً عادت لتستلقي بتعب : لما انا في منزل شارلوت ! لقد كان هنري من وجدني لما جلبني لهنا ! ...
انقطع تفكيرها على طرق باب الغرفة لتدخل عليها ماريا ألكساندر ..
ما أن رأت جنيفر وجهها حتى تذكرتها من خطابها في الاجتماع ..
ماريا : مساء الخير آنسة جنيفر ...
رفعت جنيفر نفسها حتى جلست ...
تقدمت ماريا وهي تنظر في عينا جنيفر وبابتسامة خفيفة : لا أعلم ان كنتي تعرفينني أم لا ولكن سأعرف بنفسي في كل الاحوال .. أدعى ماريا ألكساندر اخت ادوارد الكبرى ...
جنيفر : مرحباً ...
جلست على كرسي تركه ادوارد خلفه بجوار السرير : وانتي جنيفر ألبرت او بالاصح جنيفر بيتر وليسلي ... ابنة الطبيب ديفيد بالتبني ...
اتضحت ملامح الريبة على وجه جنيفر فأكملت ماريا كلامها : لقد تفاجأت ... ما فعلتيه ادهشني وقلت في نفسي هي طالبة قانون لذا بالتأكيد هي ذكيه وقد فعلت ذلك مع علمها بالمخاطر ولكن وجودك هنا امامي دليل على فشل خطتك ... ألست محقة ؟ ...
جنيفر في داخلها : كيف عرفت انني ابنة الطبيب بالتبني ! لحظة انها اخت صوفيا هل عرفت بسبب توماس ! ...
ماريا تكمل حديثها : يا ترى هل كان ما قمتي به في الزواج انتقام لابيك بيتر ام بسبب سبب آخر ؟
جنيفر :...
ماريا : هل تعرفين من اعتدى عليك ؟ ... هل كان من وليسلي ام شخص آخر؟ ...
جنيفر : ...
ماريا : آنسة جنيفر ... لا احب اسلوب الصمت في محادثتي لذا من الافضل ان تجيبي عن اسئلتي ...
جنيفر في داخلها : لما تستجوبني هكذا ! ماذا تريد ؟ ...
ماريا : هل اخبرك ادوارد كيف عثر عليك ؟ ... بالتأكيد لا وإلا لما اتخذتي موقف الصمت معي ... حسناً سأخبرك ...لقد كان انا الشخص الذي عثر عليك ... كيف ؟ لان لدّي المقدرة على ايجاد أية شخص في أية مكان ... انا شخص ليس موجوداً في خطتك الخرقاء وهذا عيب كبير ...
نظرت في عينا جنيفر بنظرة حادة : انا شخص ذو حدّين ان كنتي طفلة مطيعة سأمد لك المساعدة وان كنتي طفلة عنيدة سأجعلك تعانين ...
اشاحت جنيفر بوجهها بعيداً وفي داخلها : لديها هالة غير مريحة ... لما تقول ذلك لي ! ...
رفعت ماريا هاتفها واتصلت بالطبيب ديفيد ووضعته على وضع مكبر الصوت ليجيب الطبيب مباشرة : مرحباً سيدة ماريا ...
فتحت جنيفر عيناها على اوسعها واعادت نظرها نحو ماريا ...
ماريا : مرحباً طبيب ديفيد ... آسفة على مكالمتي المتأخرة ولكن أردت ان اخبرك انه من المهم ان لا يعلم السيد ريتشيرد عما حدث في الزواج فلو رأى الفوضى التي سببتها تلك الفتاة التي ادعت انها ابنة بيتر فقد لا تسلم ... وقد يستخدمني للعثور عليها ...
الطبيب : نعم بكل تأكيد فأنا ايضاً لا اريد ان ازيد من حدة مرضه ...
ماريا : اتمنى له الشفاء واتمنى ان لا تتأذى تلك الفتاة المتهورة ...
الطبيب : آمل ذلك ...
اغلقت ماريا الخط : وهذا الطبيب أيضاً لا يعلم أنني اعرف انك ابنته بالتبني وانني اعلم انه يخفي امرك عن السيد ريتشيرد ...
جنيفر بريبة وفي داخلها : ماذا تريد مني هذه المرأة وكيف تعرف كل شيء عني ؟ ...
ماريا : آنسة جنيفر ... لنترك كل شيء جانباً ولنتحدث عن ادوارد ...
نظرت جنيفر نحوها بترقب لما ستقوله ...
ماريا : لقد كنت متعجبة في البداية عندما توقف امامي ادوارد ليخبرني انه سيواعد فتاة فجأة وانه لا يرغب بأن اتدخل في شؤون تلك الفتاة او ان امسها بسوء... انت شخص مميز بكل تأكيد لتجعلي ادوارد يقف في وجهي ... لا بأس انه يحبها ومن حقه ان يواعدها هذا ما فكرت به ولكن لما انفصلتما ؟ ...
جنيفر : لما لم تسأليه ؟ ...
ماريا : اممم لم ارغب بفتح جراحه فلا اعلم ما مر به معك حتى انفصل عنك وانتقل من الجامعة كلها حتى ... ولكن وبالرغم من انني لا اهتم ان واعدك او انفصل عنك الا انني لا اريد ان اراه هكذا ... يوقع نفسه في المشاكل بسبب ابنة وليسلي التي تخلت عنه ...
جنيفر : ...
ماريا : يصبح الرجل ضعيف جداً امام المرأة التي يحبها وقد رأيت ضعف ادوارد امامي بسببك و هذا لا يعجبني ...
جنيفر : ولكنه هو من انفصل عني لست انا ...
ماريا : هكذا هو الامر اذاً ... ولكن هل حقاً اراد ان ينفصل عنك ؟ ...
جنيفر : لقد قالها بنفسه انه يريد الانفصال عني ...
ماريا : لماذا ؟ ...
جنيفر : ان كنتي فضولية فاذهبي واسأليه ؟ ...
ماريا : هل تكرهينه ؟ ...
جنيفر : ماذا ستفيدك اجابتي ؟ ...
ماريا : آنسة جنيفر لقد اخبرتك انني لا اهتم ان واعدتيه او انفصلتي عنه او احببتيه او كرهتيه ... انا هنا امامك لاخبرك ان لا تعبثي بجهل ... ادوارد شخص مهم بالنسبة لي ولا اريد لشخص مثلك ان يضعفه ويشتت تركيزه ... انتي في نظري عائق وانا عادتي اتخلص من كل العوائق ...
جنيفر : وان اخبرتك انني لا اعلم ما السبب الذي جعله ينفصل عني ...
مدت ماريا يدها ووضعتها على كتف جنيفر : كشف منطقة صغيرة مثل هذه كفيلة بأن تجعله ينطق بكل شيء ... اعرفي لما انفصل عنك ...
جنيفر : ولما ترغبين بأن اعلم ؟ ...
ماريا : لتضعي حداً لعلاقتكما ... كيف لشخص يحبك ان ينفصل عنك ؟ وكيف ينقذك ويضحي بسمعته من اجلك ؟ ... لكل شيء سبب وانا لا ارضى الحزن اكثر على ادوارد ... لذا ضعي حداً لعلاقتكما حتى يعود ادوارد لرشده ...
نظرت في عينيها : كوني فتاة مطيعة كي اكون عوناً لك لا عدو ...
توقفت : لا اريد ان اطيل حديثي معك وانتي مريضة ...
التفتت نحوها : لنلتقي قريباً فما زال هناك المزيد لنتحدث عنه ...
مشت بضعة خطوات : سأرسل لك خادمة لتجلب لك كرسياً متحركاً ... واطلبيها متى ما شئتي سأجعلها في خدمتك ...
خرجت ماريا وبقت جنيفر في حيرتها بوجه يملؤه الخوف : من أين ظهرت لي هذه المرأة وكيف تعرف كل شيء ...
مرت عدة دقائق لتأتي لها الخادمة ومعها الكرسي المتحرك كما اخبرتها ...
نظرت جنيفر للخادمة وبسؤال مباشر : لو سمحتي ... ما هي وظيفة السيدة ماريا ؟ ...
الخادمة : انها مدعية عامة ...
جنيفر بصدمة وفي داخلها : مدعية عامة !! ...
الخادمة : لقد وصتني السيدة عليك وسأكون من اعتني بك آنستي لذا اطلبيني في أي وقت تشائين ...
جنيفر : إذاً رجاءً خذي الطعام عني لقد اكلت ما يكفي ... سأنام الان ...
اخذت الخادمة الطعام وخرجت لتستلقي جنيفر تارة أخرى وبتفكير عميق : لما كانت كما لو انها تهددني ! ولكن حتى لو كانت مدعية عامة لما تعرف الكثير عني وحتى انها تعرف ابي والسيد ريتشيرد ...
وفي عمق تفكيرها غلبها النعاس بسبب العلاج فنامت سريعاً لتستيقظ تارة اخرى على صوت ادوارد المنخفض : جنيفر .. انه وقت دوائك ..
رفعها وجلس حتى استندت على كتفه لتشتم رائحته بوضوح وتتوعى ...
فتحت عيناها وفي داخلها : رائحة جون ! ...
اخذ ادوارد بالحبة وادخلها في فمها وقرّب إليها كأس الماء حتى امسكت به وشربت منه حتى ابتلعت الحبه .. اخذ منها الكأس وأعاده للطاولة .. امسك بها ليعيدها للنوم وما ان استلقت حتى ارخت حزام روبها دون انتباه ادوارد لينكشف كتفها وجزء قليل من صدرها نتيجة لارتخاء ربطة روب الاستحمام .. اغلقت عينيها وفي داخلها : هل سيجعله حقاً يتكلم ؟
فتحت عينيها تارة أخرى ليلتقي نظرها بنظره وسرعان ما اشاح بنظره بعيداً عنها وفي داخلها : ااااه نعم يبدو بأنها محقّة ...
نطقت بصوت منخفض : ادوارد.. هل ستكبح رغبتك أيضاً ؟ ..
ادوارد : .....
جنيفر بابتسامة خفيفة : أنا الشخص الذي تحبه بعد كل شيء أليس كذلك ؟ ...
ادوارد : لقد وعدتك أنني لن ألمسك دون رغبتك ..
جنيفر بصوت رقيق : هلّم إلّي ..
ما ان قالت جنيفر ذلك حتى اقترب وصعد السرير ليضع يداه جانبيها .. نظر لعينيها التي كانت تنظر إليه مباشرة ... لم تشح بنظرها وانما شعرت بنظراته التي اخترقتها وفي داخلها : ااااه انها المرة الثالثة ! ولكن النظرة مختلفة ...
اخفض رأسه نحوها وطبع قبلة على عنقها .. فيخفق قلبها بشدة وازدادت حرارة جسدها وفي داخلها : لا تفعل ...
نطقت مباشرة وبصوت مرتجف : لم أرغب بأن أصبح عشيقة كما أمي ..
توقف للحظة ليسمع جملة أخرى منها : هذا السبب أخافني منك أول مرة ... لذا دفعتك بعيداً ..
رفع رأسه ونظر لعينيها التي اغرورقت بالدموع : أنا مجرد ابنة عشيقة وهو أمير شارلوت .. إلاهي كيف يمكنني أن أخبره الحقيقة .. ماذا لو اشمئّز من كوني ابنة عشيقة ... بالتأكيد سيهجرني ..
نظر نحوها بصدمة مما تقول ..
نظرت لعيناه : هذا ما رغبت إخبارك به منذ أن علمت بأن امي حملت بي من أحد أبناء وليسلي ... ولم أكن أعلم حينها أنني ابنة بيتر ولم أكن أعلم بأنه تمرد وتزوج بأمي .. فقط سيطرت علّي فكرة ابنة العشيقة وضاق صدري لحد الشعور بالألم فأنا لم أرغب أبداً بتقبّل تلك الفكرة ..
نزلت الدموع من عينيها : رغم قسوة الامر الذي كنت امر به إلا انني اردت أن اثق بحبك لي .. تبعتك ولجأت إليك كما طلبت مني .. ولكن كيف كانت استجابتك ؟؟ ...
ادوارد : ....
جنيفر : انطقها .. قلها مرة أخرى ..
ادوارد : أخبرتك ان ننفصل ...
جنيفر : إذاً ما دمت انفصلت عني ما الذي تفعله معي الان ؟ .. ألست تواعد لورا بالفعل ؟ هل أنا مجرد عشيقة ؟ ..
ابتعد عنها وجلس على طرف السرير وظهره ناحيتها... نظرت نحوه وفي داخلها : اااااه الامر الان حقيقي بالفعل ... اريد ان اعرف لذا رجاءً تكلم ... صمت ادوارد لعدة ثوانٍ ثم تكلم : في ذلك الوقت اخترتك .. لم أرغب ببقائي كابن شارلوت واعلنت تمردّي خلال عزاء السيدة كاتي .. لن اكون منهم وسأكون مع جنيفر وحينها سأخبرها أنني جون .. هذا ما خططت لفعله .. ولكن في ذلك الوقت تماماً علمت أنك ابنة وليسلي ... لم يخبرني أحد بذلك وإنما كانت ذكرى غائبة عن ذاكرتي .. فجأة تذكرت مشهد والدّي وهما يتشاجران بسبب حبّي لك .. أمي كانت مؤيدة وابي كان رافض ... قالها بوضوح " لن اجعل ابني يتورط مع ابنة وليسلي تلك فنحن لا نعرف متى قد تتحرك عائلتها " ... لحظتها شعرت وكأنما اعطيت صفعة جعلتني افتح عيناي ... ان لم تكن جنيفر لي فماذا سيحدث لي ؟ ... نعم فجنيفر ابنة وليسلي لذا لن تكون لي فلماذا اناضل ؟ ... بدون شارلوت سأكون نكرة ... كان لدي خياران منذ البداية اما ان اكون نكرة مدينة طوال عمرها لهم او اصبح ما يريدونني ان اكون ... جنيفر لم يكن لدّي خيار ذلك الوقت ...
لحظتها نطقت بصوتها المخنوق مع ارتجاف جسدها محاولة كتمان بكائها : إذاً قبل ذلك كله ... لما لم تبحث عني ! .. لما انكرت حقيقتك عندما قابلتني ؟ ... ادوارد على نفس وتيرة الصوت : لأنني لم أكن اعلم أنك كنتي تحبينني .. عندما قابلتك مرة اخرى وجدتك بخير من دون جون لذا خفت تجاهلك لي بعد ان تغير شكلي واسمي .. واعدتك لأنني قلت لنفسي لا بأس ان اجعلك تحبينني كإدوارد ولو انني أحببتك كجون في اعماقي ...
جنيفر : ولكنك علمت انني احب جون خلال زيارتي للمقبرة ! لما لم تخبرني بذلك انذاك ؟ ...
ادوارد : ...
جنيفر : لما لا تجيب ؟ ...
ادوارد : أنا آسف ..
جنيفر : على ماذا تعتذر ؟
ادوارد : لكل شيء ... أعلم مقدار كراهيتك لي الان وأعلم بأنني السبب في صنع ذلك .. ولكن جنيفر انا لا اريدك ان تتغيري .. ارجوك كوني كما انتي ..
جنيفر : ليس لديك الحق في سؤالي ذلك وانت لم تبذل ادنى جهد لإعادتي لما كنت عليه ... لذا ادوارد لما لا تعيدني سيرتي الاولى ؟ ...
التفت ناحيتها فمدت يدها حتى وضعتها على خدّه وبابتسامة خفيفة وعينان تملأها الدموع : لنعد كما كنّا يا جون ! .. أنت جون جورج وانا جنيفر ألبرت .. لنعد للغرب معاً ونبتعد عن هذه الفوضى .. فلا انت ابناً لشارلوت ولا انا ابنة لوليسلي ...
جنيفر في داخلها : هل حقاً ستتخلى عن كل شيء لأجلي ! ... ارني حبك الصادق لي ارجوك لا تدمر صورة جون الرائع أكثر ...
كان ادوارد ينظر نحوها بوجه حزين وهو يستشعر يديها الناعمتين على وجنتيه ... رفع يده ووضعها على يدها وهو ينظر في عيناها بتمعن
جنيفر بصوت رقيق : ألا تراها الفرصة الرابعة ! ...
ادوارد : اخبريني إذاً ... هل تحبينني يا جنيفر ؟ ...
جنيفر : هل تشك في ذلك ! ...
تجمعت الدموع في عينيها : أليس الحزن جزء من الحب ؟ ...
اخفضت يدها وعصمت بها عينيها وبنبرة حزينة : جون أخبرني .. هل تعرف مراحل الحزن الخمس ؟ ... لم أكن أعلم ان للحزن مراحل ولكن قيل لي ان ما مررت به كانت مراحله .. لقد مررت بها لمدة عام حتى وصلت للمرحلة الاخيرة .. تلك المرحلة التي اخذت مني عام من حياتي وهي تقبّل فكرة موتك ...
نزلت بعض الدموع من تحت يدها وبصوت مرتجف : لقد كان مؤلماً جداً .. ما زلت اتذكر حرارة انهيال دموعي وهي تشق طريقها على وجهي .. ما زلت اتذكر الصداع الذي كان يقتلني إثر البكاء .. ما زلت اتذكر صعوبة التنفس التي شعرت بها بسبب شهقات بكائي ..
بصوت مخنوق : لقد كان مؤلماً تقبّل فكرة أنك لن تكون في مستقبلي ... أفليس ذلك يعني انني احبك ؟ ...
ازداد انهيال دموعها : بقيت اراسلك لاشهر ... رددت داخل نفسي انك حقاً حي وانك ستعود إلّي ... قلبي اخبرني انك حي رغم اخبارهم لي جميعاً انك ميت ... اربعة سنوات ... إلاهي لا اذكر منها شيئاً غير وحدتي وبكائي ... والان تأتي لتشكك في حبي لك ؟ ...
لحظتها فقط رفعها ادوارد ليعانقها بشدة : جنيفر أنا آسف ... أنا آسف ... لم تكن لدّي ادنى فكرة انك كنتي تبادلينني المشاعر ... جنيفر لقد واجهت حياة جديدة مريعة ... لم يكن لديّ خيار ... لقد استيقظت على حياة جديدة لم اجد لي فيها والدّي ... وحيداً مريضاً قاصراً وفقيراً ... جنيفر لقد مررت بمراحل الحزن كلها ... حتى انني وصلت مرحلة رغبتي في موتي معهما .. تمنيت الموت مرات لا تحصى .. لقد كان مؤلماً تقبّل فكرة التخلي عمن اكون وصنع مستقبل جديد باسم جديد وعائلة جديدة .. جنيفر أنا آسف لجرحي مشاعرك بجهل مني ...
نزلت الدموع من عينا ادوارد : أنا آسف ...
ما ان سمعت كلماته وبكائه حتى تذكرت جملة ماريا [ كيف لشخص يحبك ان ينفصل عنك ؟ وكيف ينقذك ويضحي بسمعته من اجلك ؟ ... لكل شيء سبب وانا لا ارضى الحزن اكثر على ادوارد ... لذا ضعي حداً لعلاقتكما حتى يعود ادوارد لرشده ... ] نطقت في داخلها : الحزن ! ااااه لقد كان حزيناً كما كنت حزينة ! اااه الحزن هو ما غيّره ...
رفعت جنيفر يديها وبادلته عناقه وبدأت تطبطب على ظهره لثواني حتى تكلمت بصوت رقيق : لقد عملت بجد لتبقى حياً حتى الان ... لقد عملت بجد لتقدر على العيش في عالم غنّي ووحشي حتى هذا الوقت ... لا بأس لا بأس ...
ازداد انهمار دموعه وشعرت بأنين بكاءه فتذكرت حديث العم ستيف [ بعض الحديث قد يغير النظرة على وجهك ؟ انا لم اخبرك بالتفاصيل ولكنك كونتي نظرة عامة تحكم علّي ... من منقذي الى الشخص الذي فرقني عن والدي ..هذا ما كنت اعنيه بأن لا تصبحي مثل والدك .. لقد كان يصدّق ما يقال دون البحث عن التفاصيل وهذا ما دمّر حياته ..] نزلت بعض الدموع من عينيها وفي داخلها : كنت على وشك تدمير جون ! ...
عادت بها الذكرى ليوم الاربعاء :: 4 ابريل :: وبالأخص في الاجتماع بعد ان التقت بإدوارد وكلمته لتمشي غضبانة أسى على نفسها ومرددة في داخلها : سأجعلك تندم كما ندمت على حبي لك ..
لتنتبه لحديث بعض الناس حولها بهمساتهم [ وريث ماذا ! إن لن يقبلوا به وليسلي سينتهي أمره ] , [ كل ذلك حتى يكسبوا صف وليسلي بجانبهم !! ] , [ إذاً ماذا سيكون قرار السيد ستيف وليسلي على ذلك ؟ ] ,[ إن أيدته وليسلي سيكون الاعظم بكل بساطة ] , [ يا له من رهان كبير كيف يستعرضونه هنا حتى يكسبوا جانب وليسلي ] , [ سيكون ترقباً عظيماً لنسمع رد وليسلي على ذلك في الاجتماع القادم ] , [ ابن محامي فقط !! ما الذي تفعلينه يا ماريا ألكساندر !! ] , [ بالنسبة لي وللكثير هنا ان أيدته وليسلي سأقوم بتأييده وانا مغمض العينين ] , [ لنترقب الاجابة في الاجتماع القادم ] , [ سيكون ضغطاً كبيراً ليتحمله حتى يظهر جواب وليسلي نحوه في الاجتماع القادم ]
جنيفر في داخلها : إذاً هو بدون وليسي لن يكون شيئاً ... هه ما ان اكسب ثقة ستيف حتى اجعله يرفض تأييدك ... عش بشموخ كما انت الان ولتتذكر كيف سأجعلك تنهار ...
انتبهت لمناداة جاين لها واسرعت من خطواتها ..
نعود لحاضرها بعد ان ادركت كل شيء بفضل محادثتها معه وفي داخلها : نعم لقد شعرت بالكراهية تجاهك يا ادوارد ... نعم لقد خرجت في الزواج لاغيضك ولم اكتفي بذلك ... نعم لقد فكرت ان انتقم لسنواتي التي ضاعت في محبتك ... اردت ان ادمرك كما فطرت لي قلبي ... كما شوهت صورة جون في عيني ... كما اعطيتني املاً وتركتني ... كما جعلتني مقيدة في ماضيي ... اااه لو تعلم ماذا كان موقعك في خطتي ... كنت عدوّي ...
اغمضت عينيها والدموع تنهال على خديها الناعمتين لتدخل في سبات عميق دون شعور ...معلومات تم الكشف عنها -١٢٢-
/ معلمة الرياضة التي كان يحبها هنري تدعى روز /
/ المعلمة روز تحمل كمديرة نادي /
/ ثم العثور على الخاطفين /
/ اخبرت ماريا جنيفر انها هي من عثرت عليها /
/ اخبرت ماريا جنيفر انها تعرف كل شيء عنها وان الطبيب لا يعلم بذلك /
/ ماريا هي من طلبت من جنيفر ان تعرف من ادوارد لما انفصل عنها /
/ عرفت جنيفر ان ماريا مدعية عامة /
/ كانت جنيفر حقاً تسعى للانتقام من ادوارد ولكنها غيّرت رأيها بعدما استمعت إليه /
أنت تقرأ
خلف اقنعة الحب - Behind the masks of Love
Romansتدور احداث الرواية في عالم موازي واقعي ليست في دولة معروفة أو في ديانة معينة أو في حضارة ما .. مجرد شريحة حياة خلقتها تحت بطولة " جنيفر ألبرت " وعدة شخصيات تخوض معها حياتها .. تبدأ القصة بذكرى قبل سبع سنوات حيت كان عمر جنيفر إحدى عشر عاماً فقط لتستر...