💓part 26💓
إستيقظ صباحا معكر المزاج..حتى أنه لم ينم تلك الليلة جيدا فلم يزر النوم جفونه طيلة تلك الليلة لتردد كلام هازان على مسامعه..دخل الحمام ليأخذ حماما صباحيا كعادته..أراد أن يرمي تلك الأفكار التي تجول بخلده مع المياه التي فاضت فوقه..
ياغيز: عد إلى وعيك يا رجل فلتعد إلى صوابك..لاداعي للتفكير لهاته الدرجة..ان كانت هي مخبولة وأرادت تدمير حياتها بملئ إرادتها فما عساك أن تفعل..هل كنت ستذهب وتسحبها من ياقتها لتعود إلى صوابها!!لا والله لئنه شيئ كثير..لتعد لطبيعتك يا بني هيا لتفعل ذلك فلست أنت الذي تزعجك مثل هاته التفاصيل الصغيرة....
نظر لوجهه بالمرآة ليقول
ياغيز:أنت لم تدمر حياتها أو ما شابه..أنت لم تفعل شيئا كل ما فعلته فعلته لنفسها وبيدها...
أغمض عينيه حينها ليعتصر الألم قلبه بعد أن تذكر الحادثة التي حصلت له قبل ست سنوات
ياغيز: لا تجعل نفسك حبيسا لتلك الحادثة يا ياغيز فلتخرج منها..لا ولن يكرر التاريخ نفسه لذا لا تهتم..لتعد لطبيعة فأنت حازم؛؛شجاع؛؛وعملي..لا داعي للمشاعر الرخيصة أن تستحوذ مكانا بقلبك هذا ما علمته إياك دروس وطعنات الحياة التي تلقيتها..
ارتدى ثيابه؛ احتسى قهوته ومن ثم غادر المنزل بإتجاه الشركة.
-------
إستيقظت صباحا لتشرع في عملها..تنظف هذا و ذاك..ابتسمت حينها قائلة
هازان: لو علمت أن هذا ما ستؤول إليه حياتي لكنت عملت في الفنادق هكذا منذ القدم لربما صرت أملك أحدها الآن..آه يا ابنتي لقد ضاعت جهودك بسنينك تلك هباء منثورا...لا بأس هازان لا تيأسي سيجد الحظ طريقه إليك يوما ما..لا أظن انه سيضيع طريقه كل الحياة..
قطعت حديثها مروى قائلة
مروى ممازحة: لتهتمي بعملك يا ابنتي ولا تتذمري إذ أن الحظ قد وجدك من زمن بعيد و لكنك هربت منه ما شاء الله عليك فمن ذا الذي يضيع من يده فرصة كالعيش بجانب ياغيز كاراصوي إن تركيا كلها بكفته يا ابنتي..
هازان: يا مروى ان لم تصمتي سأكسر فمك ذاك.
مروى: لما ألم يرق لك؟لو أنك مررته لي لكنت وجدت ألف طريقة للحفاظ عليه..يا هازان أصدقيني القول هل كانت أخبار الجرائد صحيحة أم أنها كانت كاذبة يا ابنتي؟؟هل عايشت شيئا معه؟
هازان ساخرة من مروى: آه يا مروى آه..لو رأيت مالذي عايشته وعايشته..هل اقص عليك قصتي الرومانسية!!!
كانت مروى متشوقة لمعرفة أحداث القصة..
مروى: لتقصيها علي يا أختي..لتفعلي ذلك بينما نكمل عملنا هذا كي لا يدخل الملل علينا..
هازان: في ذاك اليوم كنت أتسوق من حي اسطنبول الشعبي وإذا بأحدهم يسرق محفظة ياغيز الذي كان يود أن يقتني تذكارا لبيته ..ركضت خلف اللص الى أن استعدتها له..حينها وقع الفتى في حبي..صرت يومه وليله شمسه وقمره..تخلى عن كل أعماله كل ما أهمه وجود هازان معه لا غير..كان يدعوني كل يوم للعشاء ولكن وبما أنني فتاة حي لم أكن أريد مرافقته للأماكن الراقية بل وكنت آخذه ليتناول السمك على المضيق..كان الرجل يعشقني يوما بعد يوم حتى أنه لم يستطع إمساك نفسه وقبلني..لكن صديقتك التي تقف أمامك لم تتجاوب معه وهربت طبعا كنت كالسندريلا الهاربة لذا قام السيد ياغيز بالبحث عني بيتا بيتا إلى أن وجدني ومن ثم ولدرجة حبه الكبيرة لي أراد أن يبني فندقا بحينا المتواضع ذاك وأن يسرق مني بيتي لأنني كنت أحب البيت أكثر منه أي أنه فعل ذلك لمجرد غيرته من جدران البيت إذ أنه عاهد نفسه أن يهدم ما احتضنته هازان طيلة هذه السنوات لأنه اراد هازان له وحده..هل اعجبتك قصتي آنسة مروى؟أراك تأثرت والله..أتدرين مالذي فعلته به بعد ذلك؟
قالت كلمتها هذه لتضرب مروى على راسها مكملة حديثها
هازان: لقد ضربته هكذا ليعود لوعيه وليتوقف عن أحلام اليقظة..أنا من و ياغيز كاراصوي من يا فتاة..كل تلك الأخبار ملفقة يا ابنتي..فلتعودي لعملك وإلا فإننا سنطرد خارجا كلتينا ومن ثم لتسمعي قصص العشق عن بطلك ذاك...
حل وقت الغداء لتجلس هازان على الطاولة،،كان كل تفكيرها بجدتها ارادت الإتصال للإطمئنان عليها...فحملت هاتف ياغيز الذي أهداه إليها
هازان: أنت لم تعيديه لذا فلتستخدميه..لكنني قلت أنني لن أفعل!!ولكنني بحاجة للإتصال فلتتركي كبرياءك جانبا هاته المرة هازان..سأستعمله سأفعل ولكنني سأعيد له ثمنه..حملت هاتفها مشكلة رقمه إبتلعت ريقها حينها ليرن الهاتف..
-----
كان جالسا خلف مكتبه الذي اصبح يشعره كما لو كان سجنه ليرن هاتفه
ياغيز: ألو من معي
أصابتها الرعشة فور سماعها لصوته الذي كانت قد تناسته..تحكمت بأنفاسها الثائرة لتقول
هازان: هلا قدمت لي رقم حسابك الجاري؟؟فعلي دفع أقساط الهاتف لك إذ أنني لا اريد إستخدام صدقتك هاته حتى أدفع..لو لم أكن بحاجة للإطمئنان على جدتي لما قبلته..
وقبل إتمامها لكلامها حتى أقفل الخط بوجهها..حاول تمالك أعصابه بعد سماعه لصوتها وهذيانها..تحكم بمشاعره للحظة ليرسل لها رسالة نصية قصيرة
" لسنا بمقربة من بعضنا البعض لتتصلي بي شخصيا لذا إن كان لك كلام معي فلتوصليه لمساعدتي او بإمكانك سؤال قسم المحاسبة عن رقم حسابي لتعيدي لي تلك القروش..لم يكن علي إعلامك بهذا ولكنني قمت به كخدمة صغيرة من باب الإنسانية"