89

1.8K 43 8
                                    

💖part 89💖

كانت ترهق نفسها بالعمل لتتناسى ما مر عليها بيومها..وصلتها عدة رسائل وإتصالات من فرحات و لكنها ما ردت عليه فما كانت بمزاجها..كان لكنان عشاء عمل فغادر الشركة مبكرا تاركا إياها لوحدها بعد مغادرة الجميع فقد إنتهى وقت الدوام إلا أنها لم ترد العودة للمنزل كي لا ترهق نفسها بالتفكير.. ليدخل المكتب غالقا الباب من خلفه..تفاجأت به واقفا أمامها لتقول
هازان: خيرا ياغيز بيك..مالذي أتى بك في مثل هاته الساعة إلى هنا؟
إقترب منها حينها محاولا حضنها ليزيح شوقه الذي إعتلاه ولكنها ما لبثت أن صدته مبعدة إياه عنها
قائلة
هازان: الله الله ما هذه الصميمية يا سيد!!من الذي خول لك الحق لمعانقتي آه؟فلتحترم حدودك و لتبقى على بعدمترين من مقربتي..
ياغيز: لا داعي لهاته الشكليات والتفاهات يا هازان علينا الحديث.
هازان: لم تفهم غالبا..ما عاد يجمعني شيئا بك ياغيز بيك حتى أنني أعتبر أنني ما تعرفت عليك قط..كل ما يربطني بك أنك مديري بالعمل لا غير.
ياغيز: وإن قلت أنني أستطيع كسر هذا الرابط؟
هازان : آه تقول أنك تستطيع طردي أليس كذلك؟
قال حينها بخفة
ياغيز: لم أقصد هذا والله ولكن لنرى إلى أين سيوصلك فكرك يا حبيبتي..
قالت بعدها بإستهزاء
هازان: لكنني أفكر فقط في الصلاحية التي تُخول لك ذلك..فالأسد الذي يترك عرينه لا تحق له السلطة فيه ياغيز بيك وأنت ما شاء الله تركت العرين لشهرين متتابعين..كنت أنا و كنان من سيرنا الأمر وغطينا على أمر سفرك لأن الصحافة كانت ستأكل لحمك هشا لو أنها سمعت بموضوعك..والآن قبل أن تطلب طردي لأقدم لك إستقالتي.
ظل صامتا ناظرا لحركاتها أقوالها وأفعالها ...أمسكت ورقة و قلم لتكتب إستقالتها وما إن قامت بإمضائها وسلمتها له قال
ياغيز: هل إنتهيت؟
شعرت كما لو أنه كان يستهزأ بها بسؤاله ذاك..همت بفتح الباب والخروج وإذا به يعترض طريقها..
هازان: لا تتحامق أكثر ولا تجعل قيمتك بالأراضي وأتركني لأخرج سيد ياغيز.
ياغيز: لن تنصرفي لغاية حل الأمر الذي بيننا..
أمسكت برأسها حينها متنهدة
هازان: لما لا تريد فهم أن لا أمر بيننا...إننا غريبان عن بعضنا البعض بكل ما تحمله الكلمة من معنى..إن كنت ما تزال تحوي بذكراك أول لقاء جمعك بهازان يلديز وأعتبرت أنك تعرفها فلأقل لك إذن أن تلك الفتاة ماتت يومها بروما وقتلتك بذكراها..أمامك هازان جديدة كليا وأنت وبالنسبة إليها مديرها او بالأحرى وبمصطلح أبرز أنت ذاك المخبول الذي ترك شركته و حلم حياته وراءه ..أي أن إحترامك بعيناي قد زال..لو أنني ما كونت نفسي بشركتك هاته لو أنني ما كنت متحملة لمسؤولية جدتي وعلي إكتساب خبرة أكبر لأحظى بالتشغيل بأفضل الشركات لكنت تركت العمل منذ مدة لأنه لا يشرفني العمل مع رئيس مثلك والله...
نظر مباشرة لعينيها بعينيه اللتان كانتا ستأسرانها ليقول
ياغيز: تقولين كلامك هذا فقط لغضبك مني.. تفعلين هذا لإقتناصك مني بذهابي لا غير.
ضحكت حينها ضحكة إستفزازية لتقول
هازان: لا تجعل من موقف ضعفك نقطة قوة لك ولا داعي لأن تدفن نفسك بسابع أرض بكلماتك المهترئة هذه..وإن كنت حقا تفكر بهاته الطريقة و لا تقول كلامك هذا عبثا لإستفزازي فيا أسفي  يالحزني عليك فأنت تكسر القلب بتفكيرك هذا..لأغادر أنا الآن فقد غثت معدتي..
كانت اوصالها ترتجف فقد تصرفت بشجاعة فاقت قوتها التي هي عليها ..لتحاول الهرب بكلماتها تلك التي رمتها على مسامعه..لم يُعرها أي إهتمام فقد كان موقنا أن تصرفاتها تلك ما كانت إلا تنفيسا عن غضبها عليه ليسحبها إليه مقبلا إياها..

Ana Asbht Ashekanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن