💓part 55💓
جلس منتظرا إياها ليتكأ على الكنبة مغمضا عينيه..محاولا كبت مشاعره الغريبة التي بدأت تنساب لداخله شيئا فشيئا ..ظل يذكر نفسه بأيلين التي لا تزال بالغيبوبة بسببه..ويتذكر لحظاتها مع فرحات كي يكبح مشاعره من التطور إلى أن عادت لتجده في حالة تأمل..كانت تفاصيل وجهه تتغير على حسب الأفكار التي كانت تزوره لتلقي سؤالها عليه بعد تأملها للحظات تفاصيل وجهه التي أسرت تفكيرها..
هازان: هل أنت منزعج من شيئ؟
ياغيز: يا هازان لقد حان الوقت غالبا لنجد لك منزل منفصل..ها قد تحصلت على وظيفة ثابتة وبإمكاننا تقديم لك مبلغا سلفا حتى أننا نستطيع قول انه راتب لتكاليف المشروع..
هازان: هل سئمت من تواجدي بهاته السرعة؟هل تزعجك إقامتي هنا؟
ياغيز: كان ما قلته لفرحات بطعام العشاء صحيحا يا هازان..لكن لا يحق لك جعله يعايش شيئا كهذا..فمن هذا الذي يسمح لحبيبته بالعيش مع آخر؟تحت اي ظرف من الظروف أنا لا أسمح بشيئ كهذا..لذا لا يحق لنا جعل فرحات يعاني شيئا كهذا..
تنهدت حينها لتقول
هازان: حسنا..لنبحث عن منزل إذا..لكن هلاّ انتقلنا لموضوعنا الأساسي؟؟
ياغيز: آه..تقولين لنعد لموضوع الأمنيات إذن..تمام ما هو طلب حضرتك التالي؟؟
هازان: قلت مسبقا أنني طالبة بمعهد المهندس أليس كذلك؟
ياغيز: بلى قلت ذلك ولكنني لم أستطع تحديد صدقك من كذبك والله.
هازان: لست مخبولة لتلك الدرجة لأكذب بشأن موضوع كهذا..أنا حقا طالبة بمعهد المهندس وبسنتي الأخيرة أيضا..ولكن ومع الأسف أنا موقوفة.
ياغيز: ماذا!!!موقوفة؟مالذي يعنيه هذا؟؟
هازان: لا نقل أنني طُرِدت ولكن حصلت حادثة وتم توقيفي لمدة سنتين حتى أنهم يفكرون بأخذ المنحة مني..لم أقم بالطعن بعد لأنه لم يكن ليتغير شيئ ولكن بإستطاعتي فعل ذلك الآن فأنا أملك جدارا أستند إليه.
ياغيز: لا يا وهل أكون أنا هذا الجدار يا ترى؟
قالت حينها بدلع وغنج
هازان: ومن سيكون غيرك يا ترى؟ستساعدني اليس كذلك؟هل ستترك مشواري الدراسي يذهب هباء الرياح؟؟
ضحك حينها عليها ليقول
ياغيز: هل أوصلت مصائبك لحد الجامعة يا هاته؟؟ما هي المشكلة التي دخلت فيها يا ترى.
هازان: لو أنك سألت عن إسم رئيس الهيأة لكان أفضل والله..ولكن لأقل لك السبب لقد كنا بصدد تحضيرنا لمشروعنا النهائي وإحداهن سرقت فكرة صديقتي وعرضت المشروع على أساس فكرتها لذا قمت بإحتجاج؛تجادلت مع أحد الأساتذة المحاضرين وحصل ما حصل..
ياغيز: تقولين أنك فضلت الآخرين عن نفسك مرتك هاته أيضا.
هازان متنهدة: و ما عساني أفعل يا ياغيز،،إنه طبعي والله..
ياغيز: لكن لما لم تخبريني بالحقيقة بالأول؟حين دخلت بذاك التحدي رأيته ضربا من جنون..إمساكك للقلم وطريقة وقوفك كانت تثبت أنك موهوبة لكنني لم اتوقع منك هذا.
هازان: لقد كنت أريد أن أترك بعض الغموض بشأني...ولنقل أن إمساكي للقلم وطريقة وقوفي لا علاقة لها بالمعهد لنقل أنها موهبة أو بالأحرى طريقة تعلمتها..كنت قد أخبرتك عن أحلامي التي تراودني..حب الهندسة كان نابعا من قلبي كما لو أنه هاجسي..كأنني حويتها بداخلي..كأن أحدا ما كان يحاكيني عنها بصغري..أنا يا ياغيز لم أخبر أحدا انني أدرس حتى أن كل من في الحي ظنني أعمل..كنت أدرس في الخفاء..وبما أن درجاتي عالية إستطعت الحصول على منحة..كنت أدرس بالنهار وأعمل بالليل كان هنالك شعور بداخلي يجبرني على الدراسة قد تحسبني مجنونة ولكن كانت هذه كرسالة والدي التي حُفِرت داخلي..كأن والداي لم يتخليا عني كما لو أنني ضعت منهما..لم أستطع إخبار جدتي بهذا لأنها كانت تخاف حقيقة من انني قد أتجرأ على البحث على عائلتي وتركها..
ياغيز: وهل فكرت يوما بالبحث عن عائلتك؟
هازان : للأسف لم أتجرأ ففكرة أنهم تخلو عني أيضا لا تفارق ذهني..أخاف أن أُصدم بحقيقة أنهم تخلو عني..بل وأخاف أن ذكرياتي السطحية التي تزورني ما هي إلا وهم من وحي خيالي..لذا اردت أن أترك أمل أنني ضعت منهم بقلبي كي لا أتخلى عن الرغبة بالحياة.
ياغيز: لنحل موضوع الجامعة وللنظر بعدها لموضوعنا الآخر..هل تعرفين إسم رئيس الهيأة؟قد أحدثه وأحل الأمر معه.
هازان: هلا وضعت يديك على أذنيك؟
ياغيز: ماذا!!! ولما أفعل هذا؟؟
هازان: حاول أن تتكهن إسم الرجل من خلال قراءة شفاهي..فقد تُصدم..