💓part 20💓
ياغيز: أأنت واثقة من تحملك خبايا ما يثقل كاهلي؟
هازان: ان تقاسمنا الأمر لربما سيكون الأمر أخف الا تعتقد هذا؟
ياغيز بنظرة ماكرة: ما سبب لهفتك وراء سماع قصتي يا فتاة؟
هازان: لربما اردت ان اعطيك فرصة لتفضي بما داخلك فقد أنقذتني اليوم من موقف رهيب..
ياغيز: أليست هذه حيلة من حيلك لتوقيعيني و تهدديني بها يا هاته؟ولتستخدمي قصتي في افكارك الخبيثة؟
هازان: لست حقيرة لدرجة ان أهددك بماضيك وبقصة سردتها علي.
ياغيز: ولكنني على ما أعتقد كنت خبيثة لدرجة انك هددتني بحلم حياتي..
هازان: آهاه على أساس أنك بريئ للغاية يا هذا لو انك لم تقحم نفسك بموضوع حينا ولو أنك لم ترد سرقة أحلامي البسيطة مني لما كنت تجرأت حتى على الكلام معك..والآن لا تغير الموضوع فلتسرد علي قصتك هيا قبل أن أغير رأيي بعدم الإنصات.
ياغيز: لا ستغيرين رأيك كثيرا..ارى الفضول بعينيك يا فتاة...لكن تحمليني فإن دمعت عيناي تحمليني وإن رأيت رجلا أرهقته السنين تحمليني..وحاولي أن لا تطعنيني في ظهري بل واسيني...أنا يا هازان فتحت عيناي بملجأ للأيتام..تعرضت للظلم للإستبداد لكل ما يمكن أن يخطر على بال إنسان..كنا نحصل على الطعام بكميات قليلة لا تشتهيها عين ولا تشبع بطن ونحرم من الطعام إن نحن أخطأنا..كانوا يحاسبون فتى الرابعة من العمر بسبب خطئ طفولي ..بعد السادسة توجب علينا المساعدة في أعمال الميتم وكنا في بعض الأحيان نخرج خلسة لتحصيل ثمن معيشتنا أحيانا كنا نشحد والأحيان الأخرى كنا نسرق أتعلمين لماذا!!لأكل حبة حلوى بقيت في خاطرنا..قضيت سنتين وأنا على تلك الحال إلى ان جاء اليوم الموعود كنت ذلك الطفل المحظوظ و تم إختياري لأكون ابنا لعائلة كاراصوي..أحببت الفكرة ببادئ الأمر فأنا سيصبح لي والدان.
قال كلمته هاته لتخونه عيناه وتنزل دمعة من لؤلؤتيه حاول مجابهتها وكبتها إلا انه لم يستطع فعل ذلك..أكمل كلامه
ياغيز: كان وبالأخير حلمي سيتحقق..لما الكذب كان معي أبي بمنتهى اللطافة والرقة لا استطيع أن أقول أنه عوضني عن عطف الاب لأنني لا أعرف ما هو عطف الأب أصلا..كانت امي جوليمسار أفعى بجسد إنسان قد لا يجدر بي قول هذا ولكنها كانت كذلك..كل حبها واهتمامها الذي تظهره لي ما هو إلا تظاهرا امام أبي..كنت قد فهمت أنني لن أكون بمحل ابنها في قلبها مهما فعلت..وفرا لي كل ما يحتاجه الطفل في ذلك السن..ولكنني كنت أشعر أنني حمل ثقيل عليهم وكنت ممتنا لأفعالهم لذا كان علي عدم الوقوع في الخطأ من جهة خفت ان يسأما مني ويعيدانني لمأساتي تلك ومن جهة أخرى اردت رد جميلهما..منذ ان كنت بالثامنة وأنا أسمع أنني أنا الآن ولي عهد أبي..أنه علي ان امشي على خطى والدي كي لا أضع كرامته ارضا بل وعلي رفع رأسه عاليا..لذا جعلت من نفسي إنسانا آليا همه الوحيد النجاح و الدخول بعيني عدنان كاراصوي..كرست كل حياتي للدراسة فلم يكن هنالك مجال للعب وقد نلت مرادي إذ أنني تخرجت من أعظم جامعة بلندن وأنا بسن صغير وبعد ذلك كرست حياتي كلها للعمل و الشركة..أي أنني لم أجد الوقت لأعايش مراهقتي حتى..أفهمت الآن السبب يا هازان..
مسحت هازان على ظهره لمواساته وقالت.
هازان: غريبة الحياة اليس كذلك؟بينما كنت أنت بالميتم كنت أنا اعايش حياة الأميرات..اي ان هذا ما تحويه ذاكرتي ولكن سكان الحي القدامى يقولون ان هذه الحياة المزينة من وحي خيالي لا غير..لكنني في بعض الأحيان أفكر أنني إبنة عائلة غنية أتصدق هذا!!
صمتت حينها ومن ثم اردفت قائلة
هازان: لنترك قصتي لوقت آخر يا صديق فلا قوة لنا لتحمل كل هذه الأعباء بيوم واحد..هلا غادرنا من فضلك؟..
