💓part 58💓
كانت مغمضة العينين تحلم بكوابيس لتنهض مفزوعة والدمع في عينيها قائلة
هازان: لقد رأيت المكان؛رأيت منزل أهلي..والله لئنني فعلت..
شدد على يدها ماسحا على شعر رأسها مهدئا إياها..
ياغيز: فلتهدئي هازان فلتهدئي.
مسح الدمع الذي سال على وجنتيها لتنظر إليه..كان مخطوف لون الوجه..
هازان: مالذي حل بك يا ياغيز؟هل أنت بخير؟
استدارت للخالة راوية قائلة
هازان: أأنت من ألقيت عليه كلاما موحشا جعله هكذا يا راوية.؟؟ألم نتفق ان أحداث الشؤم خاصتك لتتركيها لنفسك ولا تلقيها على مسامع الغير؟
إبتسم بوجهها حينها قائلا
ياغيز: لا داعي لإنفعالك هذا يا هازان..لم يحصل شيئا لقد ارتعبت لحالتك لا غير..هيا فلنغادر المكان..
هازان: لتنتظر لحظة ألا تريد التحدث مع راوية؟
ياغيز: قلت أنني لا أؤمن بهكذا أشياء لذا لنغادر المكان..
خرجا من الغرفة لتبتسم راوية قائلة
راوية: قد حذرتك يا فتى..لكنك صلب الرأس قاسي القوام..لتتحمل نتائج إختياراتك إذا..
كان سينزل من الدرج إلا أنها أشارت برأسها أن لا تفعل فعلينا الصعود..تشابكت ايديهما وتسابقا ركضا للوصول لأعلى البناية ليصلا والإرهاق آكل جسديهما إنبهر بالمكان حينها..
ياغيز: ما هذا المكان يا فتاة؟
هازان: نسميه بوسطنا عش الأحلام خاصتنا..إننا نطير إليه فور تضايقنا من هاته الحياة..الأخت راوية هي التي قامت بتهيئته لنا..لنقل أن البناية بأسرها ملك لها..يظهر عليها الفقر ولكنها غنية جدا فهي تتعامل مع الأغنياء السذج فقط..لقد جمعت تقريبا كل أطفال الشوارع وآوتهم هنا..وصنعت لنا مكاننا هذا لنتحرر من دنيا أسرتنا ونسرح به بأحلامنا.
ياغيز: هي كفيفة وإستطاعت فعل كل هذا!!أم أن قصة عدم قدرتها على النظر ملفقة.
هازان: لا فالأخت راوية حقيقة كفيفة لكنها تقول أنها تعيش بنورها هي متواجد بعينيها لا غير لا بنور دنيانا نحن..لنجلس هيا..
إنبطحا على البساط المزركش المتواجد هناك مشكلان حرف (v) برأسيهما القريبان من بعضهما ناظران للسماء التي عجت بالنجوم تلك الليلة تحت ضوء البدر الساطع..
هازان: يُزرع في نفسي الأمل بقدر كبر هاته السماء..كما لو كانت هاته النجوم أمنيات لي وكانت تتحقق واحدة واحدة شيئا فشيئا..لقد تمكنت اليوم من رؤية منزل عائلتي يا ياغيز قد يكون الأمر مجرد خيال ولكنني لم أستطع التخلي عن الأمر،،أحيانا كثيرة أفكر بالتراجع ولكن هنالك شيئ ما يجذبني للمضي..لهذا السبب قررت تدريس نفسي حتى من عدم..لهذا أريد لنفسي ان أكون أنثى أريد أن أصنع مجدي بيداي قبل لقائي بأهلي..فإن هما أضاعاني بصغري لا أترك في نفسيهما حسرة علي وعلى ما عايشته..وإن هما تخلصا مني أظهر لهما قوتي على أنني لست بحاجة إليهما حتى..
ياغيز: تفكير باعث للأمل والله..أنت غريبة الأطوار يا فتاة..يا هازان هلا صمتنا للحظات؟؟الجو هنا باعث للهدوء والله..
صمتا حينها ليفكر هو بكلام راوية الذي أراد محوه من ذاكرته لكنه لم يستطع فعل ذلك.فهو يتردد بأذنه بين الفينة والأخرى.فهل يا تراها حقا لعنته التي ستدمر عرش مستقبله..أم أنها خرافات إمرأة عجوز تقول شيئا من دون حقائق..أشاح بوجهه ليتموضع على شعرها..إستنشق رائحة عبيرها الفواح كان يحيا بنعيم بقربها ذاك..إبتسم ليقول بداخله
ياغيز: كيف ستكون لعنتك وهي راحتك..هي طفولتك،ماضيك و حاضرك..وقد تكون حتى مستقبلك..تنسيك كل الآلام برفقتها..تخرج عن طبيعتك وتتحرر من قشرتك..هي مفتاح قلبك الذي أكله الصدء من عشرين سنة..هي الحيوية بذاتها والحلقة التي كُنت بإنتظارها لتفتح السعادة لك يديها..لذا يا ياغيز لا تأبه لكلام كاهنة عديم الفائدة..لتبقى في فكرك وعقلك وقربك مدى الحياة..أنت تغيرت ياغيز كاراصوي.أنت تخليت عن مبادئك وقوانينك أنت أصبحت شخصا مغايرا لما كنت عليه.أنت أصبحت عاشقا..