💓part 32💓
خرج من المنزل بإتجاه الشركة بعد تنظيفه لنفسه وتغييره لثيابه...تنفست الصعداء حينها لتجلس على مائدة الإفطار قائلة
هازان: ما كان سيحدث لك لو انك قدرت مجهودي و تناولت شيئا من هذا!!هل سيرمى بالقمامة؟والله لئنه حرام..هل آخذ هذا الأكل للأطفال؟سيسر قلبهم أكيد..
حملت هاتفها مجيبة على رسائل فرحات..لم تكن بنفس حماسها الذي كانت عليه ليلة أمس..بل وأجابته إذ أنها احست أنه يتوجب عليها إرسال الجواب لا لأنها شعرت بشوقها له بل وفي تلك اللحظة كان كل تفكيرها منحازا لياغيز...كانت تفكر في قصتهما كما لو كانت حكاية قُصت منذ الأمد البعيد..
هازان: لنرى نهاية هاته الطريق يا هازان...
وما إن نهضت من على طاولة الإفطار حتى فتح الباب كانت مربية ياغيز و مدبرة عائلة كاراصوي هي التي أتت..تفاجأت بهازان التي كانت هناك..
الخالة شكران متفاجاة: أنت..أنت تلك الفتاة التي كانت بالجرائد...والله لئنها أنت.
هازان : أجل إنها أنا..لما انت متفاجأة لهاته الدرجة يا خالة.
الخالة شكران: قلت أن السيد ياغيز محال أن يقع في الحب ولكنه في الحقيقة واقع..لم أتخيل يوما أنه وفي يوم ما ستدخل فتاة لهذا المنزل لتنيره بنورها أهلا وسهلا بك يا ابنتي سيفرح السيد عدنان لهذا الخبر والله.لنسمع الأخبار الجيدة قريبا يا ابنتي عليكما إعلان يوم زفافكما فلا يجوز العيش معا مدة طويلة من دون زواج.
هازان متوترة: ليس الأمر كذلك يا خالة..أنظري إلى اين ربطت الموضوع..انا والسيد ياغيز لا تربطنا أي علاقة من هذا القبيل..صحيح أن الصحف تداولت قصتنا ونشرت أشياء كثيرة بخصوص علاقتنا ولكن الأمر ما هو إلا وحي كاتب..كله هراء..وأنا هنا ضيفة لا أكثر إذ ان منزلي سيهدم..أي أنني هنا لإنسانية السيد ياغيز لا غير.
الخالة شكران: لقد قتلت تفاؤلي يا ابنتي ولكن ليكن..
أخذت هازان تساعد الخالة شكران بتنظيف البيت حتى وصلا لإحدى الغرف التي لم تدخلها الخالة
هازان :بقيت هذه الغرفة لا غير لأقوم بتعزيلها انا يا خالة فلترتاحي.
حاولت هازان فتح الباب ولكن من دون جدوى اذ أنه كان مقفلا.
الخالة شكران: لا تحاولي يا ابنتي فالباب مغلق..لتلك الغرفة حكاية حتى أنا لا اعرفها ذلك الباب موصد منذ ست سنين يا ابنتي لا يدخله سوى ياغيز وكلما خرج منه يخرج مكتئبا..اردت مرارا وتكرارا معرفة ما تحويه الغرفة ولكنه لم يخبرني إنه سره الدفين..علي المغادرة الآن يا ابنتي فكما تعلمين لدي أشغال كثيرة..
خرجت الخالة شكران من المنزل لتترك هازان في حيرتها
هازان:الغرفة مغلقة لست سنوات ما هو سرها يا ترى..هل تحوي ذكريات ماضيه!!سينفجر رأسي إن لم أعرف جواب هذا..أين يمكنه أن يضع المفتاح يا ترى!!
دخلت غرفته كاللص باحثة عن مفتاح الغرفة الموصدة بكل مكان..لتجده بدولابه
اسرعت لفتح الباب بلهفة كما لو كانت تفتح خزنة ستغنيها....دخلت الغرفة مشعلة أضواءها لتصدم لما رأته.
جالت بالغرفة وجالت..لتدخل بحالة غريبة ما كانت تستطيع تحديد شعورها ذاك الذي شعرت به لوهلة..اسرعت بالخروج من الغرفة موصدة الباب معيدة المفتاح لمكانه داخلة غرفتها باقية في حالة ذهولها تلك..
-------
خرجا من الإجتماع سوية ليقول كنان
كنان: كيف حللت أمر البارحة يا ياغيز!!!من الذي تسبب في الحريق؟أهو عطل ما!!
ياغيز: لا بل هو حادث..لقد كان ابن السفير يحاول تقليد أحد السحرة على التلفاز..أشعل قداحة والده قرب احدى عبوات مبيد الحشرات ليحدث ما حدث ولكن بطلتنا بالطبع لم تسمح للوضع أن يتفاقم بل وأنقذت حياة الطفل.
كنان: ومن هي بطلتنا يا ياغيز؟؟
ياغيز: و من تكون غيرها..هل صادفنا معتوهات كثر بحياتنا؟؟
كنان : لا تقل أنها هازان يا أخي؟
ياغيز: هي بذاتها والله..لكنني سأجن من أفعالها يا أخي..إنها تضغط علي كثيرا في هاته الآونة..حتى أنها قالت ان علي شكرها لأنها جعلتني انسان أذ أنني كنت آليا قبل دخول الخانم لحياتي.
كنان: كلامها صحيح يا أخي لما الكذب..لقد أضافت أحداثا لحياتك لتقتل الملل والروتين اللذان يملآن حياتك والله.
-----
جمعت الأكل الذي بقي من فطور الصباح في علب لتتجه به للحي..كانت حزينة لدرجة ان يظهر ذلك على وجهها..شاردة البال لدرجة ان لا ترى ما يعترض طريقها...غاضبة لدرجة أن تشتم كل من يقدم لها كلمة..وضعت ذلك الأكل أمام منزل يوسف..شقت على جدتها بدار الرعاية لتنظر لها من بعيد لا غير وعادت للمنزل لتدخل الحمام فاتحة صنبور المياه داخلة الحوض بثيابها تلك باكية بحرقة مخفية دموعها مع المياه التي تنهمر عليها..