💖part 91💖
كانت منهمكة بتصميم أحد المباني العريقة وكان عليها تقديم المشروع صباح اليوم التالي لذا ما أرادت منح نفسها راحة حتى..غادر كل من بالشركة كالعادة وبقيت هي..ما كان موجودا بمكتبه لكنها ما إنتبهت لخلو المكان حتى بل وكان همها بلحظتها تلك إكمال ما بيدها والهروع لحضن جدتها شعرت بالجوع فجأة فما وضعت شيئا بحلقها يومها ذاك ليصدر بطنها أصوات عله يوقظها من غفلتها..كانت رافعة شعرها للأعلى بقلم رصاص وإذا بخصلة من شعرها تعلن العصيان لتسقط على وجنتها ..كانت تعيقها عن النظر ولكنها ما أبهت لها بل وكانت تحاول إبعادها بالنفخ عليها إذ أن يديها كانتا مشغولتان بإحداهما قلم الرسم وبالأخرى الممحاة..كانت طريقتها بالعمل تثير إعجاب الشخص وقفتها وشموخها و نظرة الحماس التي تعلو عينيها..دخل الغرفة من دون أن تنتبه له حتى..تقدم نحوها ليسرح بحالتها تلك..كانت تطفو على ملامح وجهه إبتسامة بمزيج من الحزن تخللها..ضحك للخصلة التي ارهقتها وما أرادت العودة لمكانها وعجب لإصرارها على النفخ عليها و عدم لمسها بيدها..إقترب أكثر ليكون عونا لها وضع يديه الناعمتين على وجهها مزيحا الخصلة من عليها لتوخز عينها شعرت بألم طفيف ليقترب منها بلطف أكثر نافخا بعينها كانت على مقربة منه لتحاول الإبتعاد ولكنه أمسكها من معصميها مثبطا حركتها مكملا نفخه لعينها..تزايدت دقات قلبها فهاهو ذا نفسه يلامس كل ثغرة من ثغرات وجهها..نعومة يديه التي تسري بجسدها من خلال معصميها و عيناه اللتان تحولتا لإخضرار فاتن كل تفصيلة من تفاصيل وجهه كانت عبارة عن فتنة تأخذها تارة من هنا وتعيدها تارة لهناك..ضغط عليها قلبها حينها متأثرا برقته معها كان ودها لو تقول" هلا هدمنا ما بيننا من جدران وعدنا لهدوئنا وسلامنا،هلا تشبثنا بيدي بعضنا البعض مواجهين كل الدنيا فقط وفقط ليظهر عشقنا الدفين..كفانا حزنا كفانا عقابا لنفسينا ببعدنا عن بعضنا البعض..أما إكتفينا من الدنيا بلعبها علينا!!أما إكتفينا بالعذاب الذي حملناه بداخلنا من صغرنا؟أما إكتفينا من الألاعيب التي حيكت بيننا!!أنا أعشقك يا ياغيز لا يهمني ما مررت به ولن أفكر به بعد اللحظة قلت لي أنني أنا شفاؤك من كل داء لأقول لك الآتي فأنت لقاحي الذي يقيني من كل ما يضرني يكفيني وجودك لجانبي.يكفيني قربك مني..
سحب نفسه بعد أن رءى الإحمرار الذي كان يكتسح عينيها قد إختفى..ليضع أمامها سندويشة قائلا
ياغيز: كفاك جوعا..معدتك لا تملك إصرارك فهي لا تكبت شعورها بداخلها بل و ستُسمع إسطنبول برمتها أنها خاوية..
هازان: شكرا ولكنني لن أتناول شيئا من طعامك كلفت نفسك عبثا..
ياغيز: لا داعي لدخولك بعالم الأغبياء..فأنت أذكى من أن تكوني.
هازان : عفوا!! وما قصدك؟؟
ضحك حينها بخفية لأنه كان يستوحي ما قاله من عقله وفكره لا غير ليقول وعلى وجهه تترسم الصرامة والجدية
ياغيز: يقول أحد الحكماء عالم الأغبياء يحوي ثلاثة:ضمئ قُدمت إليه رشفة ماء و لم يرتشف..و جائع قُدمت له قضمة من طعام ولم يقضمها..وهذا ينطبق عليك..و الآن لتأكلي خيرا من تصرفي معك بطريقة أخرى..فإن لم تودي أنت أن تشبعي بطنك الجائعة فلأشبع أنا رغبتي بحضنك و تقبيلك على الأقل..
أمسكت الصندويشة قاضمة منها قضمة قائلة
هازان: لا شكرا لك..لأشبع أنا بطني أحسن لي أيها المنحرف فاقد الأخلاق.
كان ذلك أجمل تهديد تلقته بحياتها جعل قلبها يرفرف..كانت تأكل بشفتيها الورديتين وهو يناظرها بكل حب و غرام ما أرادت النظر لا له ولا لعينيه كي لا تفقد تركيزها كان توترها باد على وجهها ليعجبه الأمر إذ أنه تيقن أنها ما تزال حاملة له بقلبها وذكراها و أن ما اسمعته إياه كان مجرد تلفيق من خيالها..أكملت أكلها ليتبقى شيئ من الأكل عالقا على شفتيها ليقترب منها مثيرا أعصابها مستفزا إياها قائلا
ياغيز: ها قد أشبعت بطنك الصغيرة التي عذبتها بحرمانها ليوم واحد لا غير من أكلها فهلا أشبعت أنا شهوتي التي كبتها لأيام..كفاني عذاب لقد ذقت من المرار ما كفاني..