💖part 87💖
ذهبت باحثة عن الملف محضرة إياه كانت بأوج بهجتها واضعة سماعات أذنها بموسيقى حيوية وما إن أوشكت على مغادرة البيت حتى فُتح الباب..لتدخل منه الجميلة أيلين يتبعها هو بحقائب السفر لتتجمد هناك للحظات من صدمتها..مر ما مرت به كشريط بذاكرتها ليقويها و يزيدها صلابة لتتغلف بغلاف لا يصدأ بغلاف الإنتقام من ماضيها الشنيع برفقته وكانت أقوى رصاصة تُوجه له هي تجاهله أكملت نزولها من الدرج مقدمة التحية قائلة
هازان: آسفة لتطفلي على بيتك ياغيز بيك و لكنني كنت مجبرة إذ أننا كنا بحاجة لهذا الملف..كنت بصدد الخروج لذا فلتعتنيا براحتكما يوما سعيدا لكما..
خرجت مستقلة سيارة الشركة مغادرة المكان..ظل واقفا بمكانه من دون حراك ناظرا للحديقة وهي تغادر بسيارتها محاولا معرفة الذي مر به قبل قليل أكان حقيقة أم خيال فلطالما مرت بخيالاته وحدثته كما لو كانت حقيقة لشوقه الكبير لها ؛؛كان يود حينها سحبها إليه لحضنه..ليغمرها بين كفيه ليقبلها بكلتا شفتيه ليهمس بأذنيها ليدر لها كم إشتاق لها وكم بكى على فراقها..وكم تقطع قلبه لغرامه لها ولكن ما عادت موجودة حتى الحماس بعينيها لرؤيته ما كان ظاهرا بل وكان مكبوتا داخلها..أخذته تساؤلاته وأعادته لمكانه أتراها بهاته السرعة محت ما عايشناه؟لتوقظه أيلين من شروده
أيلين: هل هنالك مشكلة يا حبيبي؟؟
كان سيصرخ بوجهها قائلا أو هنالك مشكلة أكبر من تواجدك بجانبي ومن مغادرتها هي؟كان يود أن يصرخ بقوله لا تدعيني بحبيبي فالكلمة هاته تحق لتخرج من بين كرزتيها لا غير..ولكنه لم يفعل فضميره إتجاهها كان أكبر ..لم تخرج من فوهه كلمة واحدة حتى بل وصعد لغرفته مباشرة داخلا الحمام ليريق المياه عليه وهو بكل ملابسه حتى.. فلم يتكبد عناء نزعها بل وكان يود أن ينزع جلده الذي كان يعتليه فقد أحس كما لو أنه كان حرباء متنقلة...قالها مرارا أنه ليس بالحرباء ولكنه اليوم أظهر أن المرء ينسى ما يقوله وأحيانا يقع بمواقف تجبره عن التخلي عن مبادئه وكان سبب هذا مرته هاته هو ضميره و شعوره بالذنب في ست سنوات التي سُرقت من حياة أيلين..أعد هو محكمته بنفسه وقضى على نفسه أن يبقى محكوما تحت ظل أيلين تكفيرا لذنوبه وسرقته حياتها ..
----
توقفت أمام المضيق لدقائق مستنشقة الهواء النقي فاتحة المجال لداخلها للتهوي و فصل الشوائب عنها لتنزل دمعتها رغما عنها..رفعت يدها ماسحة إياها قائلة
هازان: كما أستطعت التأقلم لشهرين متتابعين...كما إستطعت قتل شوقك إتجاهه وعدم رؤيتك له ستتحملين الآن..ستتحملين وتصمتين ستكملين مسيرتك من حيث توقفت..ألمك ذاك صنع منك شخصية أخرى شخصية قضت على كل المعيقات من حولها ..لقد أصبحت هازان خانم الآن..أصبح لك صيتك الآن بالشركة...أصبحت عضوا مهما هناك ولن تهدمي مكانتك هاته وتغادري المكان فقط لحب أهبل سيتلاشى بمرور الوقت.
أعادت جمع نفسها وغادرت المكان واصلة للشركة دخلت وإذا بكنان
كنان: أين كنت هازان خانم؟لقد تأخرت..هل كنت تبكين؟عيناك حمراوتان..
تصرفت بمرح كعادتها قائلة
هازان : أورأيت جبلا صامدا يبكي؟؟ما مررت به جعلني جبلا عريقا لذا من الصعب نزول دمعتي..وإحمرار عيناي راجع لرمال إحتمت برموشي لا غير..
إبتسم حينها ليقول
كنان: لا تبكي فدمعتك تؤثر بي.
قابلته بإبتسامة حينها مقدمة إياه الملف داخلة للحمام مستندة على بابه مغمضة عينيها متحدثة لداخلها" بحياتي مر ثلاث رجال عليها..شخص حماني بفترة دراستي من المتنمرين علي وإدعى محبتي و كان يود مقابلا مني حتى أنه ما كان ينظر لشعوري بفترته الأخيرة بل وكان كل همه هو الإقتناص من ياغيز الذي كان والده يخنقه به بكل حديث..كان همه تدمير ياغيز حتى ولو أستعملني أنا كأداة وهذا ما محى بعقلي كل حسناته معي وصرت أشمئز منه رغم أنني لم أقطع صلتي به..شخص دخل بحياتي بضربة برق قدمت له قلبي و عشقته كان هو الحلقة الفارغة المنسية التي كانت حياتي بحاجة إليها عوض عني بالأيام القليلة التي عايشتها معه عن حنان الأب ورقة الأخ مساندة الصديق وحب الحبيب ولكن فرحتي لم تتم بل وطعنني بظهري تاركا إياي لسبب جهلته لحد الساعة..وآخر حماني بآخر شهرين أعاد لي بسمتي و علمني أشياء كنت أجهلها و هاهو ذا يرمقني بنظرات غريبة ويُسمعني ألفاظا مثيرة..في أي وضع وُضعت أنا يا رباه...فكرتْ بكل هذا لتمر شخصيات الثلاثة بين عينيها..صحت من شرودها لتغسل وجهها عائدة لعملها..