💖part 73💖
كانا سيخرجان للطريق ليقول للسكرتيرة قبل ذلك.
ياغيز: فلتحلي كافة الإجراءات لسفر الآنسة..لدينا عمل الآن..إذا صار وأن حدث خطب ما فلتتصلي بي.
كان الطريق للمنزل الجبلي طويل نوعا ما قرابة الساعتين للوصول..كان قلبها يخفق و بشدة من ذلك الوضع كانت تود إيجاد أجوبة للأسئلة المبهمة التي تحاوطها لم يكن وضعه أحسن من وضعها فقد أحس كما لو أنه وُضع بمتاهة أيعقل أن تكون المصادفات لتلك الدرجة؟أيمكن أن تكون هذه الفتاة جزء من عائلة كاراصوي..كان الصمت سائدا بينهما طيلة الطريق..توترها قد أثار قلقه لينظر إليها مرات عديدة بنظرة خوف على حالتها..تنهد حينها ليقول بداخله
ياغيز: أفكارك هذه تقودك للجنون..إن كانت الفتاة من عائلة كاراصوي فستكون أبنة عدنان حتما..ستكون إبنة والدك..ستعتبر أختا لك..سيكون مجرد تفكيرك بها قذرا لا قربك منها..لا أود أن أوضع بهذا الموضع أبدا..سأخسر إحترامي لنفسي إن كان ما أفكر به صحيحا..ألهذا قالت راوية أنها لعنتي؟هل سنظطر لمعايشة هذا!!.
نظرت إليه وأذا بنظرة الحيرة تعلو وجهه..فهمت أنه يفكر بالموضوع لا محالة إستدارت للنافذة لتفكر هي الأخرى بصميمها
هازان: كيف ستكون نهاية هذا الأمر..أيعقل أن يكون عدنان بيك والدي؟أيعقل أن أكون إبنته؟لا تهذي يا هازان..فرؤيتك لذلك المنزل بأحلامك لا يبرهن على شيئ..تفكرين أن الرجل والدا لك لأنك أحببت الفكرة لا غير.
وصلا للمكان المنشود تزايدت دقات قلبها حينها أكثر من اللزوم..ما إن وطأت قدماها حديقة المنزل حتى زارتها خيالات فتاة تلعب بالأرجوحة متواجدة بالحديقة..ولكن لم يكن هنالك أثر لتلك الأرجوحة..وقفت بالمكان الذي خالت به الأرجوحة لتقول
هازان: كأن بهذا المكان كانت تتواجد أرجوحة كأنني قضيت طفولتي باللعب بها..
ياغيز: لا وجود لشيئ كهذا..لم تكن هنالك أرجوحة أبدا من قبل.
دخلت بعدها المنزل لتمشي بأرجائه....صعدت للعلية إذ أن خيالها كان يفيد أن لها غرفة خاصة بها هناك..فتحت باب تلك الغرفة لتكون خالية من التفاصيل الصغيرة والأثاث الذي كان بمخيلتها و إذا بصورة إمرأة غير واضحة تمسح على شعرها و هي فتاة صغيرة و بذات الغرفة حاملة دميتها قائلة
" أنت حامية هذه الإمبراطورية يا إبنتي أنت وريثتها الوحيدة..أنت الفرد الوحيد النقي من سلالتنا..
أمسكت بيده حينها قائلة
هازان: يا ياغيز..على ما أظن كانت فكرة قدومنا إلى هنا خطأ..يا تراودني خيالات غريبة..أأنا بطور الجنون يا ترى؟لربما هذه اعراض تصديقي لراوية..مالقصد بالفرد الوحيد النقي..أهنالك فرد هجين؟أنحن حيوانات أم فواكه أم ماذا...لقد زاد هذا الأمر عن حده غالبا..أظن أنني خلقت وهما برأسي وأردت تصديقه..على الأغلب كل ما قيل عني بصغري أنني مجنونة و مهووسة وأن عقلي الباطني هو الذي ينشئ هكذا أشياء من عدم أمر صحيح وأنا تجاهلته.
جثت على ركبتها لتكمل قائلة.
هازان : على ما اظن أنني كنت جبانة للغاية للهروب من واقعي المرير بهاته الطريقة.
سالت دمعتها حينها ليجثو هو الآخر ماسحا دمعتها قائلا بوجهه الذي تخلله ذاك البرود الصباحي فلم يرد ان يغير من حالته في التعامل معها إذ أنه ايقن أن عليه وضع المسافات بعلاقته وإياها
ياغيز: لا تهذي أتحاسبين فتاة صغيرة بعمر الزهور على إنشائها لسيناريو حياة جميلة بذاكرتها!!أظن أن هذا ما ميزك عن غيرك رغم أنعدام كل شيئ بحياتك إلا انك عشت عن طريق الأحلام الوردية
تنهدت حينها لتقول
هازان :ولكنها تعتبر أوهاما بالنسبة لي الآن..لا إستطعت التحقق من مصداقيتها وواقعيتها ولا إستطعت التخلص منها..
دخل غرفة جدته لينتبه على وجود صورة وقعت على الأرضية لا يعلوها الغبار
ياغيز: الله الله..كيف وصلت هذه الصورة إلى هنا!!ولا يعلوها غبار على الأغلب أحدهم كان هنا..
حمل الصورة وإذا بها رجل وإمرأة بالعشرينيات من العمر وطفل بالمهد بحضنهم..
ياغيز : لم أرى هذه الصورة من قبل..الأمر غريب والله...لمن تعود يا ترى..
نزل بعدها المطبخ ليجد بقايا سجائر إستعملت في الأجل القريب أبتسم ليقول
ياغيز: كنت أنت أذا عدنان بيك..هنالك شيئ بهذا الأمر..زيارة والدي لراوية وتركه لساعته هناك..إخباره لأمي أنه برحلة عمل وهو بالبيت الجبلي..وهذه الصورة العائلية..هناك أمر غريب يدور بالوسط و علي حله غالبا..
وضع الصورة بجيبه محضرا لها كوب المياه
ياغيز: فلتشربي ماءك هذا و للتخطي الأمر..ليس لأرفع من معنوياتك أو شيئا من هذا القبيل ولكنني على يقين أن أحلامك هاته بخصوص طفولتك صحيحة..هنالك خطب بهذا الأمر يا هازان..و سأسعى لمعرفته صدقيني.