💓part 41💓
خرج الجميع من الغرفة منهم من اقتنع والبعض الآخر لا وقد اعتبروا ذلك إهانة لإسم الشركة ولكن لا اعتراض فقد أتى الأمر من كبيرهم..
ما إن بقيا لوحدهما حتى كسر القلم الذي كان بيده ليقول بعصبية شديدة
ياغيز: أي هراء هذا الذي تفوهت به؟أي هراء هذا!!!!تستمتعين أليس كذلك؟تستمتعين بإهاناتي؟؟
هازان: من أين اتيت بهذا التفكير!متى أهنتك أنا لأستمتع بذلك؟
ياغيز: لا يا وتسألين أيضا!!مالذي كان قبل قليل؟؟ألم تكن إهانة كبيرة بحقي؟
هازان: ولما تعتبرها إهانة يا هذا!! كانت غايتي واضحة لم أكن أود تركك بوقف صعب فقد كان الكل يعاتبك..أردت أن أُخرجك من موقفك ذاك..كما أن ما قلته أفضل للجميع.
نهض من على الكرسي مقتربا منها قائلا
ياغيز: أصبحت تميزين بين الصواب والخطأ الآن..أنت تحدثت بإسمي و بشيئ أنا لم أقله حتى..أترين أن التصميم المعماري شيئ لا مفاد منه لهاته الدرجة؟أنت بفعلتك تلك أسأت للشركة ولي وللهندسة المعمارية بشكل عام..فلتعرفي حدك ولتحفظيه آنسة هازان فهذه ليست بلعبة أطفال..
هازان: لم أعتبرها لعبة أطفال ولن أفعل ولست أنا التي تدخل الساحة خالية الوفاض..لنتراهن ياغيز بيك..سآخذ المشروع الإيطالي وسأبقى بشركة كاراصوي بجهدي الشخصي لا بمنّك علي لتكتب هذا على جنب لأننا سنتقابل بعد أسبوع.
ياغيز: وماذا لو خسرت؟مالذي ستفعلينه حينها؟
هازان : سأغرب من حياتك اللعينة هاته ولن أريك لا وجهي ولا أُسمعك سيرتي بعد ذلك..والآن معذرة سيد كاراصوي فوقتي ضيق كما تعلم علي تجهيز نفسي.
خرجت من الغرفة والثقة تملأ كيانها..كانت ثقتها بنفسها تلك تغيظه من جهة لأنها تحدته ولم يتعود على تحدي أحد له..وتبهره بها من جهة أخرى فالشرارة التي كانت بعينيها حينها لم يراها في غيرها..
اتجهت هازان لغرفة المخزونات غير آبهة بأي أحد طالبة أدوات الرسم والأوراق الخاصة للتصاميم..
هناء: لم أرك هنا من قبل هل انت موظفة جديدة؟؟
هازان: أجل..هل أنت المسؤولة المخزن يا ترى؟
هناء: لا لست كذلك أبي هو المسؤول لكنني أتولى أحيانا مهامه..أي أن أبي مصاب بمرض القلب ومرات لا يستطيع القدوم للعمل والسيد ياغيز الشكر له لم يرد أن يحرم والدي من عمله بل وأعطاني فرصة العمل مكانه حين تتوعك صحة ابي.
هازان: أووو يا له من عظيم السيد ياغيز هذا..
هناء: إنه حقا عظيم قد يظهر قاسي المظهر من الخارج ولكنه طيب القلب ثمين المعدن صدقيني.
أخذت هازان ما طلبته وإبتسمت بوجهها عادت لمكتب التصميم لتقول
هازان: أهلا بك آنسة هناء في نادي معجبي السيد...على ما أظن سأجمع فريقا بأكمله من معجبات ياغيز بالشركة...ظهر ان السيد ياغيز يتخلى عن مبادئه ببعض الأحيان..ولكن حينما وصل الأمر لهازان لا فذلك ممنوع..لنتقابل سيد ياغيز لنتقابل..دخل مكتبه و هو متضارب المشاعر كان مكتب التصميم يظهر له من خلال الزجاج الفاصل بين المكتبين..طريقة إمساكها للقلم؛وضعها للمعدات؛وحتى وقفتها التي كانت عليها خلال فعلها لذلك تُظهر أنها ذات خبرة بالموضوع لا فتاة لا تفقه فيه شيئا..كانت تقوم بكل هاته الأعمال والسعادة بادية على وجهها،،كانت واثقة من نفسها ذات شخصية قوية لدرجة انها ما كانت تهتم بالإهانات التي كانت تمشي بين العاملين كنميمة بحقها..بل أنها كانت تستمتع بكل لحظة تقضيها بعملها..دخل كنان للمكتب ليقطع له شروده فيها.
كنان: خيرا يا رئيس !!أصبحت تصرفاتك مؤخرا غريبة للغاية...هل أنت واثق بالفتاة؟لأقل الصراحة طريقة كلامها مسبقا أقنعتني لقد رأيت بها جوهرا لم اره بغيرها..أتراها ستنجح؟
ياغيز: لا أظن ذلك إطلاقا..فكيف لفتاة بلا خبرة قضت معظم حياتها بالأحياء الشعبية ان تنجح بتصميم مركز تجاري وبدولة أجنبية..
كنان: آه تقول أنك قدمت لها هذه المهمة قصدا كي تمنعها من العمل بالشركة؟
ياغيز: لا لست أنا من فعل ذلك..بل هي من أرادت..لتكن على يقين أن كل ما تفوهت به بغرفة الإجتماعات كان منها لا مني..
كنان: أي انك وظفتها من دون شروط..لكن هي من وضعت شرطها بيدها أليس كذلك؟
ياغيز: أجل..
كنان: أي ثقة هاته يا صديق..أُقسم أنني سأقع في غرامها..هل يعقل ثقة في النفس كهذه؟
ياغيز: لا أعتبرها ثقة بل جنون..
وقبل أن يغادر كنان المكان قال له بصوت خفي قليلا
ياغيز: ولا تكن عينك زائغة إتجاه الفتاة..لا يوجد لا عشق وما شابه فلتحذر..
ضحك كنان من تصرف ياغيز وخرج من المكتب ليتركه شاردا في حركاتها مر أخرى فقد كانت مثالية للغاية..