63

1.7K 48 0
                                    

💓part 63💓

ساد الصمت بينهما طيلة الطريق وما إن وصلا لمنزل عائلته حتى قالت و هي مندهشة
هازان: إنه هو..إنه المنزل ذاته والله لئنه هو..
ياغيز: منزل ماذا!!!
هازان: إنه المنزل الذي أُقيمت فيه حفلة يوم الطفل بالصيف الماضي..لقد قتل يوسف نفسه يومها لأنه لم يستطع حضور الحفل بسبب رجله المكسورة..كان يود أن يُعايش يوما كالأمراء..لكن أتعيشون حقا بهذا القصر؟؟ظننت أنه للإستعراض لا غير لم أظن أن بإمكان عائلة ما العيش بهكذا منزل..وبما أن لديك منزل كهذا لما عليك العيش وحيدا آه؟
ياغيز: أحيانا الوحدة تكون أجمل من علاقات عائلية يملؤها النفاق والله..إضافة إلى أنني لا أحس بالدفئ بهذا المنزل..قولي ليوسف أن المظاهر خادعة للغاية ولا يُصنع الأمراء بالقصور..يا هازان لربما يظن الجميع أن بيننا علاقة ما..حتى أبي يشك بأمر كهذا وأمي تكاد تُقهر من هكذا شيئ..أنا لا تهمني آراء الآخرين كما قلت مسبقا ولكن إن أزعجك الأمر إن كان له عائقا بعلاقتك مع فرحات فسأضع حدودا لهذا..
هازان: ألا تُشوه صورتك للملأ إن وُضعت معي بنفس الكفة؟؟؟
ياغيز: ولما تُشوه صورتي؟؟أيسألنا العشق أي الأبواب يقرع؟؟هل يسأل إن كان عليه إختيار فتاة من طبقة راقية أم من حي فقير؟؟لا أهتم لهكذا تفاصيل البتة بل وإن كان حبي حقيقيا فأفتخر به
نزلت من السيارة حينها بعد أن إغرورقت عيناها دمعا لتقول متنهدة
هازان: لو كان حبك حقيقيا..لو كان حقيقة يعني..وكيف له أن يكون حقيقة حتى..أقتل نفسي بالأوهام لا غير..
إستدارت إليه وإذا به بوجه عبس داخل السيارة..
هازان: ياغيز هل أنت بخير؟؟ما حالتك هاته؟
ياغيز: أنا منزعج..نفسيتي محطمة حتى..لم أعرف سبب هذا ولكنني أشعر بهذا..يلزمني بعض الأدرنالين غالبا كي يتحسن مزاجي.
هازان: أممم تقول أن ندخل في مغامرة جديدة؟؟.
ياغيز: لست أنا صاحب المغامرات تعرفين طبعي..ولكنني بحاجة للخروج من قفصي هذا..لقد ظلمت نفسي كثيرا..ظلمت نفسي بحصر نفسي بقوقعتي طيلة حياتي..لم أجني من هذا شيئا سوى سمعتي التي تفخر بها عائلتي..أنا لم أفز بحياتي بل فزت بحياة أرادتها أمي على الأغلب..
تقدمت نحوه ممسكة بيده قائلة
هازان: لتعش حياتك الآن إذن ياغيز..لا يزال الوقت مبكرا بالنسبة لك لا تزال شابا لذا لتغتنم شبابك..لتتحرر من قوانينك القاسية والعملية فلتضف بعض اللمسات المضحكة..بعض اللمسات المستفزة..ألم تقل أن والدتك لم تحبك يوما بل كل ما وجهته لك كان تصنعا!!
ياغيز متنهدا: وهذه الحقيقة والله.
غمزت له هازان حينها قائلة
هازان : لننسى موضوع المعهد إذن فنفسيتك أهم والله..اتبعني يا زعيم..
كان كلامها ومسكة يدها راحة له..سحبها لحضنه قائلا
ياغيز: شكرا لتواجدك معي..شكرا لدخولك حياتي.
كان عناقهما ذاك نابعا من القلب..رغم عدم إعترافهما لبعضهما بحب بعض إلا أن وجودهما برفقة بعضهما كان راحة لكلاهما..كانا يحتميان بلفظ صداقة فقط ليلزما حدودهما ويقدسا عشقهما..لم يكن ياغيز على علم بخطة هازان التي كانت ستُبعده عن قوانينه وتحرره من قشرته..بل وكانت ستجعل منه شخصا آخر مغايرا لنفسه كليا..

Ana Asbht Ashekanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن