59

1.9K 51 2
                                    

💓part 59💓

جلس معدلا جلسته حينها قائلا
ياغيز: لم يفدني الصمت كثيرا على الأغلب..لنغير الإستراتيجية هازان خانم..هلا حدثتني عن ماضيك قليلا؟؟
جلست هي الأخرى لتقول مبتسمة
هازان: على ما يبدو فقد إشتقت لصوتي..لأروي لك قصة مثالية إذن..سنتجاوز طفولتي ومراهقتي إذ أنني قضيت كل طفولتي بالشوارع..لقد كنت مافيا الشارع آنذاك..كنت أرمي الأطفال الساخرين من كوني أميرة فُقدت بالطوب..وصلت سن الثامنة عشرة كُنت أخبرت جدتي أنني سأتخلى عن مقاعد الدراسة أو بالأحرى هي من أصرت على فعلي لذلك بحجة أننا لا نملك المال الكافي لقوت يومنا حتى..فبعد موت جدي أصبحت حالتنا مزرية...لكن الحقيقة أنها ما كانت تريد لي أن أتثقف كي لا أترك يدها فبعد موت جدي قد كُسرت يداها فتربى خوفها لفقداني..أطعت أمرها أو بالأحرى أنني أظهرت لها ذلك..أخبرت الجميع قصة تخلي عن مقاعد الدراسة في حين كنت أدرس في الخفاء..وحدها زينب من تعرف بشأن دراستي..غيرت ثانويتي لثانوية بمكان بعيد للغاية كي لا تصل الأخبار لمسامع جدتي ومن بالحي..لم يكن ذلك صعبا للغاية فمديرة ثانويتي القديمة كانت مهووسة بإجتهادي رغم قصصي..أصبحت أخبر جدتي أنني أعمل..كنت ابيع الفطائر بنظرها بينما كنت آخذ يوميتي من حلي لبعض تمارين التلاميذ الضعفاء بأحد المواد بالقسم وآخذ يومياتهم التي يقدمها لهم أهاليهم..إجتزت إمتحان القبول بالجامعات وتحصلت على أعلى النقاط لذا تمكنت من الحصول على منحة بأشهر معهد بإسطنبول..لم أنم تلك الليلة من فرحي والله..مرت الثلاث أشهر بسرعة وحان وقت بدء الحلم الذي كنت أنتظره من زمان..كان داخلي يشع فسأحقق حلما ربى بداخلي من دون تفكير..لم أجد ملابسا تليق بمعهد كذاك ولكنني عاهدت نفسي أنني سأعمل كل ما بوسعي ولا أستمع لإهانات الغير عني..عاهدت نفسي أنني لن أخرج من المعهد وأنا بهكذا ثياب فكما يقال ليس العيب أن تولد فقيرا فهو القدر ولكن العيب أن تموت فقيرا فإنه قرار..كان أول من وقع ناظري عليه حين دخول المعهد والد حضرتك..السيد عدنان كاراصوي..إنه الأستاذ المحاضر خاصة السنة الأخيرة..لم يتسنى لي التعرف عليه لكنني كنت أراقب أعماله واحدا واحدا..حركاته وأحيانا أحضر درسه لقد كان قُدوتي بذاك المعهد..ألا يُقال أن قدوة الفتاة وحبها الأول يكون والدها؟لكن وللعجب كان قدوتي والد حضرتك....كما توقعت بدأت الإهانات تقع علي بكل يوم فكان يحوي طلبة الطبقة الراقية لا غير..ونحن أصحاب المنح ما كنا سوى حشرات ضارة تطفلت على وسطهم..ليظهر فارسي على ظهر الحصان الأبيض ليحميني من كل تلك الشتائم والإهانات..كان فرحات لا يترك أحدا يتطفل علي..حينها بدأ حبه الكبير لي..حبه لفتاة لا تهزها الرياح العاتية والأعاصير الجبارة..فتاة لم ترضى بمساعداته لها رغم إحتياجها له..فتاة رغم رضوخها ومحاولتها لدخول تجربة الحب معه لم تستند عليه ولا لمرة واحدة..قد يكون مفهوم الحب خاصتي بعيدا كل البعد عن مفهوم الحب العام ..فالحب خفضان أشرعة ..الحب إستناد على المحبوب حين تخذلنا الدنيا بأسرها..الحب هو رؤية المحبوب كأنه العالم كله..لا تخشى شيئا برفقته ولا تهاب مما سيأتي الحب هو أن تجد القوة والثبات بعيناي من تحب..الحب هو أن تحوي الشخص الآخر بداخلك من دون فرقات..
ياغيز: تقولين أن ما تشعرين به إتجاه فرحات لا يُكن للحب بصفة أليس كذلك؟
هازان: أقول وبسبب الوضع الذي وضعتني به الدنيا غيرت من مفهوم الحب خاصتي...فأنا لا أستطيع معايشة الحب بمفهومه العام..قشرتي التي لفيت نفسي بها منذ صغري لا تناسب مفهوما كذلك البتة..فلست الفتاة التي تخفض أشرعتها لأي سبب من الأسباب كان.لا يقولون ان العاشق لا يعرف سبب حبه لمحبوبه؟؟لكنني على الغالب إستطعت تحديد ذلك فانا احببت إهتمام فرحات بي..أحببت إعتناءه بي في كل مرة رغم أنني لم أعتمد كثيرا على ذلك الإعتناء..أنا غريبة الأطوار فعلا فقد غيرت مفهوم الحب خاصتي حتى..
أشاحت بعينيها على الأرض لتقول بداخلها
هازان: أأنا مضطرة للحديث أكثر لأوصل لك فكرة أن حبي لفرحات ما كان حبا للغاية،،هل سأظطر في كل مرة للتكلم بالألغاز وأجعل الغموض يحويني لأسكت قلبي الذي ينبض من أجلك بكل مرة..
رفع رأسه للسماء هو الآخر لينظر لإكتمال البدر محدثا كيانه
ياغيز: لما كان عليك الدخول بمدخل كهذا بلحظة كهاته كما لو أنك تسعين لإجباري على الإعتراف..لما كان عليك ذكر كل هذا أكان المقصد من حديثك أنك لا تعشقين فرحات ولا تحملين بقلبك ذرة حب له أم أنك أردت قول أن حبك مميز لدرجة أنك خلقت مفهوما خاصا جديدا للحب بداخلك يسعى للتلاءم مع قشرتك الحادة..
لم يتكلما بعد ذلك ليسندا رأسيهما على بعضهما البعض ليغطا بنومتهما هناك..بدأت شمس الفجر بالسطوع دون غياب ضوء القمر كانت تلك الحالة فريدة من نوعها لتصعد راوية للسطح وبرفقتها فتاة صغيرة
الفتاة: يا راوية الشمس والبدر كلاهما بالسماء لم يغب القمر وقاربت الشمس على السطوع..كما أن أختي هازان وذلك الفتى هنا..ما حكايتهما يا ترى؟
راوية: إنهما تماما كحال السماء الآن..كان عليهما أن لا يلتقيا البتة لأنهما كالشمس والقمر إن سطع أحد وبرق..خفّ بريق الآخر..لكنهما لا يستمعان للكلام البتة.لا يستمعان.

Ana Asbht Ashekanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن