💓part 53💓
لم يتجرأ على النظر لداخل عينيها ذاك اليوم..حاولت تجاهله هي الأخرى ولكن كبرياءها لم يسمح لها بفعل ذلك فقد كانت كتلك المذنبة التي لم تفعل شيئا..حل وقت إستراحة الغذاء لتدخل مكتبه من دون إستئذان حتى.
ياغيز: يا هازان رأسي يؤلمني للغاية وأنا بصدد مراجعة بعض الأوراق المهمة لذا فلتأجلي النقاش لوقت آخر.إذ أنه ليس بالوقت المناسب البتة.
هازان: لا بل إنه الوقت الأنسب ياغيز بيك..ما كل هذا التجاهل؟ألم تكن انت من أفضى لي بهمه ليلة البارحة؟
ياغيز: ليلة البارحة شأن واليوم شأن آخر..يا هازان أنا وفرحات لا نتفق ولا أريده أن تحوم الشكوك بذهنه..بالمختصر المفيد أنت إخترت الصديق الخطأ يا صديقتي..نحن لا نصلح لأن نكون علاقة زمالة فيما بيننا فلا فرحات سيتقبل صداقتنا هاته ولا انا أستطيع تقبل شكوكه نحوي..
هازان: لا يا هل أنتما من ستقرران كيف علي أن أسير حياتي؟؟ هل أنا لعبة تتمرجح بيديكما؟؟هل سيكون هو المحق إن دخلته شكوك بعلاقتنا وعلي أنا التراجع كي أمحي شكوكه تلك؟؟لما لا يُفرض عليه هو التقدم ومحو شكوكه بثقته بي؟لما علي أن أمحي ذاتي إرضاء لذاته؟
ياغيز: لأنه وببساطة هذا ما تتوجبه الحياة وأنا لا احبذ الدخول بدوامات كهاته..مثلث العلاقات هذا لا يناسبني فمعذرة منك يا هازان..
هازان: لتكن بنفس المكان الذي كنا به البارحة بنفس التوقيت ولن اعيد كلماتي إن أنت لم تتواجد هناك فلتنسى أنك قابلت إحداهن بنفس إسمي حتى..
خرجت من مكتبه عائدة لمكتبها كانت متضاربة مع ذاتها التي لم تستطع تحديد وجهتها التي ستتخذها..إن هي قبلت صداقتها بياغيز فعليها التخلي عن حب فرحات لها وإن هي اختارت فرحات خليلا فعليها التضحية بعلاقتها البريئة الوطيدة التي نشأت من عدم مع ياغيز..فهي بعد ذلك العمر كله إستطاعت أن تسند رأسها على كتف أحدهم بمفهوم آخر.
هازان : يضعون الواحد بموقف لا يحسد عليه..لكن لنرى تفكيركما إلى أين سيؤدي بنا..سأريكم من هي هازان يلديز..
----
حل المساء والوقت الموعود ظل يتأرجح بفكره فهل عليه الرضوخ لها و الذهاب أم عليه التجاهل..لكن فكرة أنها تنسحب من حياته نهائيا لم يتسطع هضمها لذا رجح أوامر قلبه عن عقله...
كانت تجلس مقابل فرحات الذي كان ينتظر خروجها عن صمتها و سماع تفسيرا منها إلى أن دخل ياغيز للمطعم..
فرحات: هل هذه مزحة جديدة؟ما هذا الهراء الذي أراه أمام عيناي؟؟هل ستحضرينه أمامي في حين كنت انتظر منك تفسيرا بخصوصه
هازان: فلتجلس ولا تلفت إنتباه الناس إلينا بتهورك وصراخك هذا فعلى ما اظن لديكما مكانة بمجتمع الغنى هذا و عليكما الخفاظ عليها...
جلس ياغيز بثبات وبهيبته المعتادة ليقول
ياغيز: لا أعلم ما هي غايتك يا هازان لكن لتختصري الأمر..أتيت فقط لخاطر الصداقة التي تجمعنا فلم أكن أريد لها أن تنتهي بذاك الشكل
هازان : آه تقول أنك أتيت لتنهيها بشكل حضاري اليس كذلك؟ لننهي الأمر بشكل حضاري على هاته الطاولة إذن شيد ياغيز... لن أطيل بالكلام بل سأختصر الأمر على كليكما...يا فرحات كنت تدعي أنك تحبني حد الجنون و لا وجود لقوة قد تستطيع إبعادك عني أليس كذلك؟وأنت سيد ياغيز كنت تقول أن أمور حياتك تخصك أنت لا غيرك وأنك إن أنت إقتنعت بأمر فلا دخل للآخرين ولا يهمك آراءهم ناحيتك أليس كذلك؟ولكنكما يا رفاق عدلتما عن أفكارككا وكلامكما عند أول منعطف والله لقد تكلمتما بالسابق كلاما أكبر على ما يبدو..أنت يا فرحات تعاملت معي بما تمليه عليك أفكارك السيئة لا غير ولم تفكر بأحاسيسي حتى بل وهاجمتني فورا..لأقل لك لو كان حبك لي حقيقي كيف كان لك أن تتصرف كي لا تكسر كبرياء حبيبتك وتقتله بداخلها كان عليك قول" أنا أثق بك يا حياتي رغم ما مر على ناظري وألهب نار غيرتي ولكنني أثق بك"حينها كان سيزداد شغفي بحبك لي وكنت سأبرر لك كل مواقفي مع ياغيز وكنا سنكمل طريقنا من حيث توقفنا..وأنت يا حضرة العظيم ياغيز ما كان عليك التصرف كذلك أنت بتصرفك ذاك جعلتني أشعر كما لو كنت خائنة الوطن قلت أنك لا تحبذ علاقات التثليث وأردت سحب نفسك من الأمر في حين كان بإمكانك قول أنا خلفك يا رفيقة وسأبقى كذلك فعلى ما اظن علاقتنا كانت أقوى من ان نتخلى عنها بأول منعطف..أنا لم أتعرف على أحدكما بسبب الآخر..كان زمان ومكان تعارفنا مختلفا..لكل واحد منكما علاقة مختلفة تجمعه بي لذا لا دخل لعلاقتكما الشخصية بي..فلكما حياتكما ولي حياتي..وإن اردتما أكل بعضكما بحياتكما العملية فلا تدخلاني بمواضعكما.فكما أنت حر يا فرحات بإختيار أصدقاءك أنا لي الحرية المطلقة بفعل ذلك..أن لن أكون كبقية الفتيات لأدوس على ذاتي وأمحي شخصيتي فقط للمحافظة على حبي الذي قد يختفي بلمح البصر بفعل رفض والديك..أنا لن أكون الضعيفة التي تختفي وراء أجنحتيك طوال العمر بل سأتعلم كيف أشفي جناحاي كي أحلق بفضل ذاتي أنا لا ذات غيري..آمل أن رسالتي قد وصلت إليكما..أن لن أتخلى عن أحد لكن من أراد التخلي عني فليسلك طريقا غير طريقي..دمتما سالمين يا رفاق.
قالت كلامها هذا وغادرت المكان..