الفصل التاسع والسابعون الجزء الثاني

329 10 12
                                    

انتهى الدوام الدراسي، ألقت سيرا نظرا سريعة لساعتها لتجده الساعة الثانية ظهرًا.. تنهدت بيأس و وضعت دفترها في مكانها المخصص في الحقيبة... كانت تحرك شفتيها كأنها تلوك شيئًا، بدى أنها حائرة، لقد اتصل بها آمورو ويريد مقابلتها ضروري، نبرة صوته الجادة الهادئة أصابتها بالقلق، "هل صار شيء ما يستدعي أن يطلبني؟"، تنهدت مرة آخرى وهي تزم شفتيها مما أثار دهشة كل من ران سونكو اللذان كانا ينظران لها.. لتقول:
- سيرا تشان... هل حدث شيء معك؟!
لتتابعها سونكو قائلة وهي تشير للهاتف:
- فمذ أجيبتي على الاتصال الذي ورد إليك تغير ملامحك
وضعت سيرا حقيبها على سطح المكتب الصغير الخاص بها... وقالت:
- الحقيقة السيد آمورو هاتفني
توهج عيني الفتاتين فهما كانا يدركان أن هناك شيء بين سيرا و آمورو، يشعران بأن بينهما علاقة خاصة من نوع أخر حتى لو لم يعترف طرف به للأخر... هتفت ران بحماس وهي تقفز نحو سيرا :
- هل سيعترف بحبه لك
رمشت سيرا بوتيرة سريعة.. كلمات ران بدت كنسيم هواء باردة لفحت وجنتها.. مر ثواني وهي صامته وخط طفيف من الحمرة كسى وجهها... لتقول سونكو وهي تنكزها:
- أوووووه ما تلك الحمرة يا فتاة
نفضت سيرا رأسها.. وقالت بإنزعاج طفولي :
- مستحيل.
_________________________________
بدت الأجواء غائمة رمادية وكست السحب الرمادية سماء طوكيو رغم سطوع الشمس المتوارية خلف السحب المكدسة التي تتسلل اشعتها بين السحب على استحياء.. كانت الغربان البشرية تقود سيارتها.. جين، فودكا وبلموت التي تجلس تمتص سيجار بتأني.. قالت بعد سحب نفسًا عميق للغاية ثم نفثته ببطء ليخرج الدخان في حلقات أخذت في الاتساع ثم تتبدد:
- أظن أن تلك الجريمة من سبعة عشر عامًا
قال جين
- لكن هناك خطأ أرتكبه رم
لاح ابتسام على شفتي بلموت و وضعت ساق على ساق و اردفت.. ليقول فودكا الذي كان يقود سيارة بورش من الطراز القديم :
- لكن ألم نقطع التواصل التي كان بين الاستخبارات البريطانية
- تقصد إيلينا ميانو وأتسوشي ميانو
ليردف جين ببرود قاتل وساخر:
- كانا من أفضل علمائنا... لكن..
ليكسر عينيه التي تبرزان منه الشر.. ودف بصوت قاتل :
- إذ الأمر يتعلق بالخيانة فجزاء الخائن هو القتل.
خفضت بلموت رأسها وغمضت عينيها وقالت بعمق وهي تفتح عينيها رويدًا رويدًا:
- إيلينا ميانو امرأة غبية لأنها ذهبت لاختها تخبرها عن تحركات المنظمة وأيضًا عن قتل ذاك لاعب
- ذاك إنها كانت تشعر بالندم
قالها جين لتردف بلموت التي ارتسمت بسمة مكر على جانب شفتيها
- هل تظن ذاك حقًا.. أقصد هل تظن بالفعل أنها كانت تعمل لمصلحة المنظمة.
قطب فودكا حاجبيه وقال مستغربًا:
- ألم تصنع ذاك العقار القاتل
اردفت بلموت وهي تنظر لسماء الغائمة:
- كانت مكره ع ذاك الأمر لا تنسى إن ابنتها الكبرى كانت تحت أعيننا وأيضًا نستطيع تدمرها و تدمير أسرتها بالإضافة لحملها بطفلة.
- لكن حتى آلان لا أفهم أين اختفى توتسومو
قالها جين.. لتردف بلموت بحيرة:
- أظن أنه مات أو اختفى فهو لم يعد له وجود.
- لكن الزعيم لا يهتم بميانو وتوتسومو.. هناك ما يشعل بال الزعيم.. تلك الوحش ريكا
اكتسى إمارات الانزعاج ملامح جين حين نطق اسم ريكا.. قال بشرر:
- سوف ابحث عنها
نبرة صوته تحوي تهديدًا صريحًا يتوعد فيها لتلك الريكا.. لتقول بلموت بنبرة يشوبها السخرية:
- يبدو تلك الفتاة المجهولة علمت عليك جين
ما أن أنهت جملتها حتى وجدت فوهة المسدس تلصق بجيبنها، بين عينيها..وجه جين ينذر بالشر لتغلق عينها وتقول بهدوء مستفز:
- أبعد سلاحك جين
تنهد جين و أبعد سلاحه وقال  مهددًا:
- إياك ان تمزحي مرة آخرى بلموت.

________________________________
وصلت سيرا حيث اتفق معها آمورو تحت الأجواء الغائمة.. لتتمتم بحنق طفيف وهي تدلف البناية :
- لا أفهم كيف يفكر ذاك الرجل على أن يرسل فتاة مثلي في مثل تلك الأجواء
دلفت البناية ثم صعدت السلالم حيث كان الاسانسير يتم صيانته في ذاك الوقت.. ظلت تصعد السلم تلو الأخرى حتى انهكها التعب ما أن وصل دفعت باب السطح.. مالت بجذعها تمسك بيديها ركبتيها وتلهث بقوة من الركض على دراجات السلم
- لقد تأخرتي كثيرًا
رغم برودة الجو إلا إن العرق يتقاطر من جبينها رفعت وجهها دون أن تستقيم. لتراه جالس على سور البناية أمامها مباشرة.. لتقول وسط تهدجاتها وانفاسها المفرطة:
- استخدمت السلالم
نزل آمورو من على السور وتوجه لها ممسكًا بكيس الطعام وقال وهو يمده لها:
- لقد برد اشتريته خصيصًا لك
كادت تتحدث لكنه قال بنبرة جادة :
- لا تظني بهذا أطلب منك تسامحني على خطأ لم ارتكبه
استقامت ومسكت بالكيس ثم قال له بنبرة خاصة:
- هل يمكن لك أن تبقى حتى افرغ من طعامي
تنهد مع تحريك كتفيه وقال:
- ممكن.




( بعترف ان المشهد وحش جدا وممل)

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن