الفصل الثاني و الثامنون الجزء الأخير

226 9 12
                                    

انسحب أكاي من الأجتماع الذي عقده أعضاء الأف بي أي أو ربما أنتهى عند نقطة معينة بالنسبة له كونه يستطيع يكون صورة كاملة للأحداث دون أن يسمع تفاصيلها فقط يستكغي بنقاط محددة هامة كافيه لرسم الصورة ومع ذلك فلا ضير من سماع التفاصيل المملة فهناك أمور قد تغيرها تفصيلة صغيرة حسبوا أنها هامشية لا تقدم ولا تأخر، في ذلك المبنى الذي اتخذوه مقرًا لهم تحت مسمى غير اسم المكتب الفيدرالي، ربما لم يغيروا اسمه حتى لا تعلم المنظمة مقرهم بالتأكيد بيت كودو لم يعد لهم مقر فترة مؤكدة تلك الفترة التي تكمن فيها تلك الفتاة ذو الشعر البني المحمر ولم يغيرو اسمه حتى لا تدري المنظمة عنهم أمرا فيكفيهم أن قُتل منهم الكثير في أحدى القضايا.. فكانت المنظمة تصطادهم واحد تلو الأخر كما يصطادون طيورًا تحلق في السماء أو أسماك تسبح في البحار.. ذلك المبنى الذي ربما استعاره جيمس من أحد اصدقائه اليابانين الذي بينه وبينه معرفة وربما يعرف صديقه طبيعة عملهم، يعرف القليل منه.. بالتأكيد لا يدري شيئًا عن تلك المنظمة التي تخفي نفسها عن أنظار العالم... تلك المنظمة التي تحوي سياسين و اقتصاديون أطباء وعلماء ومبرمجين وحتى فنانون وممثلون أحبوهم بل عشقوهم.. فمن يصدق ان الطبيب الذي يعالج يقتل.. ومن يصدق أن العالم يقتل ومن يصدق أن الممثل الذي يسعد المتفرجين بأدوره يقتنص الفرص كي يسلب منهم حياتهم أو أموالهم...ومن يصدق أن الاقتصاديون الذين من المفترض يساهمون في اقتصاد البلد ربما يسرقونها ومن يصدق ان المبرمجين الذين ببرامجهم لهم دور في اقتصاد البلد و يدخلون المرح في حياة البشر يسهلون عليهم حياتهم ربما يطورون برنامج خطيرًا يدمر حياة البشر ربما نفسه البرنامج التي طالبته تلك الملكة حسب وصف إيتاكورا لها حين كانت تحدثه بنبرة استقراطية وكأنها من الطبقة الحاكمة البرنامج الذي رفضه لعلمه أنه خطرًا على البشرية والذي ربما له علاقة بمشروع والدي شيهو واللذان من المحتمل حين علما بخطره توقفا فتخلصت منهما المنظمة وقررت الاهتمام بطفلتهما الصغرى وتسلميها رايتهما من بعدهما.
انسحب أكاي بهدؤ كعادته بعد أن عرف ماذا يفعل ولكنه لم يخرج من الغرفة الكئيبة، هكذا كانت توحي.. فهي شبه مضيئة ربما أضاءتها خافضه أو ربما هم من استكفوا بذلك القدر من الضوء حيث يسمح لهم برؤية ملامحهم  رغم أنهم في وضح النهار ومع ذلك الغرفة تكاد تكون غارقة في ظلام إلا من ذلك الضوء الخافت، ذلك لأن ستائرها الثقيلة منسدلة تخفي خلفها النوافذ تحجب أشعة الشمس بأن تمر فتنير الغرفة، هم لا يريدون أن يروا.. فقد دخلوا المبنى خلسةً وعليهم أن يخرجوا خلسة.. كان يتناقشون في خطة لإيقاف المنظمة التي ستغتال رجل ما كل ما يعرفوه عنه أنه مبرمج سوف يفتح مكان للألعاب الإلكترونية في اليابان بعد أن ذاع صيته في الخارج حيث انه ياباني الأصل ألماني الجنسية ويحمل أيضًا الجنسية الأمريكية... مازال بقية الأعضاء يتناقشون وآكاي مكتفي بسماعهم وهو يسند ظهره على الحائط الرمادي المجاور لنافذة برأس منخفض و عينين مغلقتين وذراعين متربعين أمام صدره، يستمع لهم بإمعان شديد وقال بصوت عميق وهادئ بعد أن اقترح جيمس عليهم فكرة التعاون مع الشرطة السرية :
- أرى أنها فكرة جيدة بالأخص أنهم أكثر دراية منا نحن أعضاء الأف بي أي ببلدهم.
ذلك الاقتراح بالتأكيد انزعجت منه جودي و كاميل أيضًا بل اعترضوه. حيث قالت جودي بغضب طفيف :
- هل هذا يعني أن علينا أن نتعاون مع ذلك الفتى المغرور المتعجرف
- أوه تقصدين آمورو تورو أليس كذلك
- نعم
قالتها وهي تكز على أسنانها من الغيظ فهي لا تحبذ فكرة التعاون معهم وبالأخص مع ذلك المغرور
قال جيمس بتمعن :
- أليس ذلك الرجل هو جاسوس في المنظمة تحت اسم حركي، باربون.
تنهد أكاي وقال :
- لذلك هو أفضل معاون لنا في الوقت الحالي
قالت جودي بغيظ ممزوج بسخرية:
- وهل تظنه أنه سيوافق على أن يكون معاون لنا
قال جيمس حين نبهته كلام جودي لأمر ما:
- هل ستظن حقًا سيكون معاون لنا، أقصد هل سيكون مثل كير و يصبح صنارة تتعلق في حلقوهم:
- بالتأكيد هو كذلك لكن ليس لنا وأيضًا أقول أنه سيكون لنا معاون في تلك القضية
- وكيف ستقنعه
- دع الأمر لي.
أنهى أكاي حواره وخرج واتبعته جودي.. سالتع حين لاحظت تلك الظلال السوداء الخفيفة تقبح تحت عينيه فقالت بقلق:
- يبدو أنك لم تنم جيدًا
رد عليها وهو يتثأب:
- لم أنم إلا قليلًا
لحقت به وسارت بجواره.. فتسألت:
- لماذا
لم يجب عليها سؤالها مقدرًا مشاعرها فربما مازالت تكمن له بعض المشاعر.. قال:
- تعرفين طبيعتي.
دلف غرفة مجاورة للغرفة الذي عقد فيه الأجتماع و قال مستأذنًا:
- سوف أغفو قليلًا هنا.. أرجو أن تيقظني بعد بعد نصف ساعة أو ساعة.
وما أن فرد جسده في الأريكة التي تحتضن جسده بصعوبة.. نام وغفى حتى سمع صوتًا يناديه وصوتًا يحفظه جيدًا:
- داي كن.. داي كن
كان صوتها الشجي يأتيه من بعيد، هامسًا، شرعت جفونه تتهتز ثم تنفتح رويدًا رويدًا كاشفة عن زيتونية عينيه... حتى رأها في صورة مبهته وكأن على عينيه غشاوة وجه فتاة يعرفها بحق بشعرها الأسود الذي يلامس وجهه، أغمض عينيه مرة ثانية ثم فتحها ليجدها تنظر له ببشاشة وحبور... قال بنبرة خاصة :
- أكيمي
أومأت برأسها بنعم.. ألتفت حوله فوجد نفسه نائم على أريكة جلدية سوداء، في مقر خاص بالأف بي أي، بوجه مندهش ثم عاود النظر لها وهو يعتدل في جلسته.. قال باهتمام :
- هل حقًا انت أكيمي
لم تجب عليه فقط عينيها الزرقواتين أجبتاه... ثم قالت وهي تضع كفها على خده برق:
- داي كن هون عليك
- أه
- لا تصعب الأمور على نفسك داي.. أرجوك
- أكيمي أنا أسف لم استطع حمايتك
هزت رأسها نافية وقالت:
- أنت عملت كل ما بوسعك.. أنا لا ألومك داي كن لكن
صمتت و يعلو عينيها نظرة رجاء وخوف:
- لكن أرجو منك أن تفي بوعدك لي.. وتحمي أختك مهما كلفك الثمن.
أشاح بوجه عنها خجلًا كيف يخبرها بأنه سقط في حب أختها بعد أن كان سبب في موتها.. لكنها ضمته وهي تقول:
- يجب أن تعلم أني سامحتك داي كن فأمضي قدمًا
أغمض عينيه بين ذراعيها وأخذت هي تتلاشى وتختفي تدريجيا فتح عينيه ليجدها تختفي روايدِا روايدًا.. فأدرك أنه يحلم بها.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن