الفصل الثاني و الثامنون الجزء الأول

236 9 16
                                    

لم تستطع ران النوم من شدة التفكير حول ما رأته في ذلك اليوم والذي تصفة "أغرب من الخيال" فكيف لشخص بالغ يتقلص جسده مع الكم الهائل من الألم، أنه حقًا خيال مجنون فلو أحدًا قص لها ما رأته لضحكت منه ومن سذاجته لكنها هي من رأت بعينيها ولم تسمع بأذنيها...ولو أنه لتفت فقط إلتفاته بسيطة لرأها جامدة في أرضها تنظر له بصدمة وعدم تصديق رغم بعض الأحيان كانت تشك به، فصدق من قال الرؤية أصدق من أي شيء خاصة الرؤية المباشرة.. أخذت تتقلب في سريرها حائرة هل تذهب لمواجهته آلان أم تنظر بعض الوقت... نهضت من على فراشها.. كان ضوء الغرفة خافت وأصفر نابع من ضوء مصباح صغير يمنح ضوءًا خافتًا، ضغطًا على كبس ليبتلع الضوء الأبيض الضوء الأصفر.. توجهت نحو النافذة وسحبت الستائر بمقدار صباع لترى الخارج فكان غارقًا في ظلمة نظرت لساعتها وجدتها تشير لمنتصف الليل
- أعتقد أنه نائم يبدو أن سوف أجلها لغد
تنهدت بعدما همست لنفسها بتلك الجملة لكن سرعان ما غيرت رأيها وعقدت العزم أن تواجه آلان، لكنها تراجعت عن فكرتها بسرعة، ظلت هكذا في حالة تردد ككرة البينج بونج حتى قالت
- سوف ألقي عليه نظره أذ وجده نائم فسأجله لغد أم لو كان مستيقظ..
خرجت من غرفتها بمنامتها الوردية.. وبخطوات لص كانت تسير حتى وصلت للغرفة الذي ينام فيه فتحته ببطء حتى لا تيقظ أبيها فما أن فتحته أشرأبت بعنقها ودخلت رأسها دون جسدها وأخذت تلتفت يمنة ويسرى لم تجسده فمكانه فارغ رغم أن هناك علامات تدل على أنه كان هنا.. فالغطاء لم يكن مرتب وهناك انبعاجات واضحة للعيان
- ماذا تفعلين ران نيتشان
انتفضت ران على أثر صوته والتفت له وهي تنتفض لتسأله
- أين كنت
- كنت بدورة المياه التي بالأسفل فتلك معطلة
ازدردت ريقها وهي تحدجه بنظرة تخترقه مما جعل وجه يرتعد ويتكهن أن هناك أمر ما.. فقال بصوت مرتجف قليلًا:
- هل هناك خطب ران نيتشان
كشرت أنيابها عن ابتسامة مخيفة وقبضبت بيدها على ساعده وأخذت تجره ولكنه كان يقاومها بجسده الصغير مدة وجيزه لكنه استسلم لها، فهابطا لدور السفلي من هذا الدور َودلفا مكتب التحقيق.. و ما أن دلفا حتى تركت يده، رغم أن ليس هناك ضوء إلا أن ضوء القمر الأزرق الذي يتسلل من خلف الزجاج كاف لرؤية ملامحها التي اعتلاها مشاعر كالحزن... إلتواء ملامحها التي تنذر بالبكاء تقوس شفتيها وإرتعاشه.. تماوج الدموع في مقلتيها كل ذلك جعله ينظر لها كالعاجز والحائر لا يفهم لماذا هي كذلك.. الأحرف بدت ثقيلة على لسانها بل بدت أنها لا تخرج من مخرج الهواء بل تقف فب في حلقها تخنقها... حاولت مرارًا سلك مجرى الهواء تلفظ بحرف واضح لكن عينيها هما من لفظا الدموع بل كانتا تفيضان بالدمع مما جعله يتألم لمنظرها ويقف مبهوتًا ومكتوفًا امامها.. إلى أن قالت بصوت شحيح يكسوه الحزن
- لماذا
التفت لها بعدم فهم.. فقالت بصوت متهدج ومتلعثم
- لماذا يا سينشي
لوهله شعر ان هناك رياح مرت به صفعته على غفلة منه وحدقتا عينيه توسعتان على أشدهما
- ماذا؟ كيف؟
اسدلت جفنيها دون إتمام إغلقهما وقالت بنبرة شجى:
- أليس تعتبرني صديقتك المقربة، ألست مهمة لديك أم كل هذا وهم.
ظل كونان صامتًا عن الكلام فهو لا يدري ماذا يقول أما ران فكانت تردد له جملة لماذا أخفى عنه حقيقته... إلا أن سمعت صوتًا أتى من بعد ونور فج يقتحم نور القمر المنتشر بالغرفة
- ران نيتشان استيقظي
فتحت ران عينيها على وجه كونان الذي يبدو أنه استيقظ.. لتقول وهي تغطي جبينها بساعدها
- هل كان ذلك حلمًا
لينظر لها كونان ببلاهة
- ماذا هل كنت تحلمين
ليأتيها صوت أبيها الجوهري و هو يفرش أسنانه
- هيا يا ران استيقظي عليك تعدي الفطار قبل ان تذهبين للمدرسة.


"اتمنى رأيكم في المشهد وهل توفقت في تصويره ورسمه في مخيلتكم"

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن