142 رحمة طارق

3.1K 173 4
                                    

- افتح الباب يا زين بدل ما أتجنن عليك.
- قمر وأنتِ مجنونة.
- طب اسمع الكلام وافتح الباب، أنت لسه والله ما شفت من جناني حاجة وفاكرني بهزر معاك.
بص السقف بملل وحط إيده في جيبه.
- مش معايا المفتاح.
- كداب دا كان لسه ..
وقبل ما أكمل كلامي، طلع المفتاح من جيبه وفجأة رماه من الشباك قدامي بكل برود ! 
- تعالي فتشيني.
- أنت.. أنت.. يا نهارك أسود !
- تؤ تؤ، عيب لما زوجة محترمة بنت ناس محترمين، متجوزة زوج محترم تقول كدا.
توهت منه - أنت بتقول أية؟
- كلتي؟
حاولت أتكلم معرفتش، حدفت عليه مخدة وجريت بدور في الشقة زي المجنونة على أي مخرج، المجنون ابن المجانين خطفني وانا نازلة من بيت بابا، فيه حد يخطف مراته؟

- أنا في رأيي المتواضع، توفري شوية الطاقة دول لأن كدا كدا مفيش مَخرج غير باب الشقة الي مفتاحه مش معايا، وتدخلي المطبخ زي الشُطار تعملي فطار لجوزك حبيبك.
وقفت مكاني - اعمل أية يا عنيا؟ أما أنت إنسان قليل وقح وقليل الـ ..
شهقة وقعت مني لما شفته بيلف حزام بنطلونه على إيده وبيقرب مني.
- كنت بتقولي أية يا قلب زين علشان مسمعتش؟
- أنا.. أنا ..
- متتكلمي ولا بلعتي لسانك.
رجعت لورا بخوف - زين أعقل.. أنت لا يمكن تضربني.
قرب خطوة كمان - مين أكدلك؟
بعدت نفس الخطوة - أنت إنسان كويس ومحترم.. ومش هتعمل كدا أبدًا.
- وهو الاحترام ينفع مع واحدة لسانها طويل زيك.
- واحدة زي مين ولا علشان ساكتة ولا تكونش فاكر ..
زعق - رحمة.
لزقت في الحيطة - عاوز تفطر أية يا حبيبي؟

قلبت البيض بعنف بالشوكة، ياكش يكون مِمشش ويجيله تسمم ويفضل في الحمام طول النهار. ماشي يا زين، ماشي.. اصلا كانت جوازة سودة، وزوج شرير وحياة اتنيلت من يوم ما حبيته، أنا ازاي حبيت همجي زي دا؟ دا كان عاوز يضربني! ناقص بس يطلع نار من بوئه وتبقى كِملت.
- خلصتي الفطار يا حبيبتي؟
- احية فين النار !
- نار أية؟
- ها! ولا حاجة، قربت.. قربت اخلص.
- طب تحبي أساعدك؟
- لا لا ابعد خلاص، الأكل خلص أصلاً.
- تسلم ايدك، معلش لو مش هتعبك، اعمليلي كوباية قهوة مع الأكل من إيديكِ الحلوين.
دوست على سناني وخبط بإيدي على الرخامة.
- أنا مش عاملة حاجة تاني، أنت فاهم؟
سكت دقيقة - مظبوطة كالعادة، متنسيش.

وخرج من المطبخ بكل هدوء ! يشوف مين الجارية الي هتعمله القهوة بتاعه جنابه بقى.

مسك ايدي - متشكر على القهوة.
غمضت عيني وشتمت نفسي على ضعفي.
- من أمتى الأدب؟
شرب بوء، وبدأ ياكل - طول عمري مؤدب يا حبيبتي.
- على يدي.
غمز - متنكريش إن قلة ادبي كانت بتعجبك.
- زين احترم نفسك.
أكَل بشهية مفتوحة - هفكر.
- الصبر يارب.
- مش هتاكلي؟ ولا مكسوفة مني؟ تحبي آكلك؟
غمضت عيني، وكتمت ابتسامتي، عارفة أنه بيلعب بيا، والمصيبة إني مش متضايقة.. أنا مني لله.
- لا متتعبش نفسك، نفسي اتسدت.
- أكيد علشان بقالك فترة مشوفتنيش.
- لا والله علشان شوفتك.
- رجعنا لقلة الأدب.
- خلص أكل وافتح الباب وروحني يا زين ودا أخر كلام عندي.
- أخر كلام؟
- أخر كلام.
قام وقف وقال وهو رايح الحمام.
- ماشي، اخبطي دماغك في الحيط.
مشيت وراه - بقى كدا، طيب لو مفتحتليش الباب هنط من الشباك وأخلص منك للأبد.
بصلي بهدوء ونشف أيده بالفوطة.
- البيض كان حلو اوي تسلم ايدك يا حبيبتي.
ابتسمت - بجد عجبك؟ طب أنا المرة الجاية.. المرة الجاية أية؟ مش هتبطل أسلوبك دا بقى!
- تشربي سحلب؟
- بتهزر؟ فيه هنا؟
- جبت كيلو وخليته علشانك، عارف إنك بتحبي تشربيه في الشتا.
ابتسمت - شكرا يا زين، استنى هعملنا كوبايتين و ..

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن