113 إيمان أحمد

3.7K 192 2
                                    

" يا بنتي ربنا يهديكي، غلي نفسك، غلي نفسك، اغنيهالك! "
مريم : اها، يعني اقوله بحبك على طول و لا ألمحله الأول
" هو القاموس بتاع أهلك مفيهوش كلمة كرامة خالص! "
يخربيت الحب اللي بيذل البني ادمين ده و بعدين أنا مالي محمد طلع و لا محمد نزل! محمد بيحب السمك و لا مبيحبوش، التيشرت الأزرق بيليق عليه أكتر من الأسود و لا مبيلقش، أنا ايه علاقتي بمحمد عشان أعرف عنه كل المعلومات دي! ليه أقعد ساعتين مسمعش فيهم غير محمد محمد محمد! و بالنسبة لمشاكلي أنا طيب!؟
- في حد قاعد هنا؟
" ايوة "
هى الشنطة اللي أنا حاطها على الكرسي جمبي مبتقولش ايوة و لا ايه!
أول ما دخلت بصتلها و قولت : ما لسة بدري يا هانم، القطر كان هيمشي و ان..
لسه مكملتش الجملة و القطر بدأ يتحرك فعلا فبصتلي و ضحكت
" بعد كدة مش هحجزلك تاني عشان المرقعة اللي انتي فيها دي "
مريم : يا إيمانة بقى
" ايه يا إيمانة بقى دي! اتثبت أنا بإيمانة يعني و لا ايه! "
مريم : انتي متعصبة كدة ليه!؟ ده كله عشان اتأخرت شوية؟
" أولا مش شوية و ثانيًا مش علشان اتأخرتي عشان في خمسين شخص سألوا عن المكان ده و قولتلهم محجوز و إن جينا للحق فهما أحق منك بالكرسي ده و ..
مريم : خلاص يا إيمان، هى محاضرة في الحقوق
بصتلها و سكت، كنت بقلب في التيلفون لما حسيت بحركة جمبي و سمعتها بتقول : اتفضلي يا طنط
حقيقي كنت بتمنى تكون ودني تعبانة و لا حاجة بس أول ما بصتلها لقيتها بتقوم و تقعد ست مكانها، مكنتش كبيرة اوي، أنا مش معترضة على التصرف النبيل و الأخلاقي ده بس ميطلعش من مريم أبدًا
وقفت جمبي بعد ما الست شكرتها، بصيت للست شوية و معرفش ليه بس حسيت شكلها مألوف و اللي زاد من احساسي هى الابتسامة الهطلة اللي مريم كانت مصدرها للست دي، لاء و الرقة في الصوت و الأدب و الذوق و الحوارت اللي قعدت تفتحها مع الست بلا هدف، لا الموضوع في إنة و مش عارفة ليه بس لو طلعت محمد هزعلها و اجيب ناس تزعلها
" هو حضرتك منين؟ "
الست بصتلي و ابتسمت و بعدين ردت عليا، من بلدنا، شكل اللي في دماغي هيطلع صح
قعدت أقلب في الفيس لحد ما النص ساعة دي تعدي على خير و طبعًا كاظمة غيظي و أنا سامعة الحوار الرقيق بتاع مريم مع الست، وصلنا و قولت أخيرًا بقى هنفرد بيها فتفاجئت بيها بتقولي : ثواني يا إيمان هروح أوصل الحاجات دي مع طنط لحد العربية عشان تقال عليها
أنا تنحت حرفيًا، دي بتستخسر تجيب شنطة و بتشيل الكتب بتاعتها في شطنتي علشان تمشي خفيفة فجأة بقت عم عبدو الشيال!
" ت.. ايه يا عينيا! "
الست أول ما شافت اللي مريم بتعمله قالتلها بسرعة : لا يا بنتي مفيش داعي
شالت الشنط و مشيت و هى بتقنع الست إنه عادي و إنها زي مامتها و أنا واقفة بتفرج بلا هدف، طب لما ترجعلي المهزأة عديمة الكرامة
لسة بلف عشان امشي خبطت في حاجة و لسة هشوف في ايه سمعت اللي بيقول : مش تحاسبي يا بنتي
بصتله و طبعًا مش محتاجة أوصف إني كنت على أخري و هو شاب شايف نفسه شوية و وقع في ايدي
" العتب على نظرك يا والدي "
بصلي و قال : والدك!
" لا، والدتي "
سيبته و مشيت، دا لسة هيتنحلي!
...............................................
مريم : إيمان ما خلاص بقى، قولتلك دي أم محمد
" ايه أم محمد دي، دي حاجة أعلى من أم أربعة و أربعين يعني و لا ايه! و ازاي يا زبالة تسبيني و تمشي معاها! "
مريم : ولله قولتلك هوصلها و اجي، انتي اللي مشيتي
" و انتي كنتي عايزاني استناكي بقى!؟ "
مريم : اعمل ايه، لازم اخليها تحبني و بصراحة أما صدقت لقيت الفرصة
كلاكيت تاني مرة، يخربيت الحب اللي بيذل البني ادمين
.................................................
مريم : هروح أجيب كارت من السوبر ماركت ده و هجي على طول
" بسرعة عشان بنام و عايزة أروح "
طلعت التيلفون اشوف الساعة بقت كام و لسة بحطه في الشنطة و أنا بتحرك، خبطت في واحد و مش ده المهم، تيلفوني اللي وقع ده لو حصله حاجة هنفخه بجد مش هزار
شيلت التيلفون و الحمدلله محصلش حاجة
" مش تحاسب يا حبيب...
أنت تاني!
- يا ايه!
" يا زفت يا نيلة يا هباب، هيكون يا ايه يعني!؟ "
الواد اتخض و انكمش فجأة
- أنا آسف، أنا متربتش عشان سألتك
" أنت متربتش اصلا "
رد بعصبية : في ايه يا بنتي....
تاني يا بنتي؟ ده مصمم يعصبني
كمل : انتي حدفة شمال كدة على طول
" و أنت حادف معايا ليه! "
صوت صرصور الحقل، حرفيًا صوت صرصور الحقل
سيبته و مشيت عشان شكله اتعصب اوي، وقفت على جمب ياكش السندريلا ترجع بقى، بصيت عليه لقيته مشي و أخيرا الهانم طلت، كانت منشكحة اوي ما شاء الله، فراشة بتعدي الطريق يا خواتي
مسكت ايدي و ايديها بترتعش و عنياها بتلمع و الفرحة رسمة قلوب على وشها و قالت كلمة واحدة بس : شوفته، شوفته يا إيمان شوفته
السعادة الغامرة دي عشان شافته، اومال لو كلمها هتعمل ايه! هى الحاجات دي بجد فعلا و ايه؟ يعني ده مش شغل روايات و أفلام بس و لا تكونش مريم بتأفور و هى أصلا أوفر دايمًا، لا بس بردو شكلها بيقول إنه بجد
فضلت يوم كامل بفكر في الموضوع ده و مش علشان أنا تافهة و لا حاجة بس أنا فاضية و مواريش حاجة، تفرق طبعًا
- لو سمحتي، هو الجامع الي هنا فين؟
رفعت راسي و بصتله و كنت لسة هتكلم، ايه الصدف اللي شبه بعض دي
هز راسه و قال : طب تمام
ادير و كان لسة هيمشي، تقريبًا خد فكرة سيئة عن ردودي بس أنا عشان طيبة بس قولتله : الشارع اللي على يمينك
وقف فجأة و استنى شوية و بعدين لف و بصلي و قال : نعم!
أطرش ده و لا ايه!
" الجامع في الشارع اللي على يمينك "
هو مصدوم كدة ليه! طب تصدق أنا غلطانة إني رديت عليك، ما خلاص يا بابا هتفضل باصصلي كتير كدة، بصيت في الكتاب اللي قدامي، لسة بيبص بردو، لا مبداهاش بقى
" يلا يا شاطر متنحش، الصلاة هتفوتك "
تنح أكتر، هو مبيفهمش و لا ايه! اتعدل اخيرًا
- شكرًا
مشي قبل ما أقوله العفو، ناس معندهاش ذوق ولله
مشيت لحد ما وصلت لمحل البقالة
- إيمان
بصيت لطنط اللي في المحل فقالتلي : تعالي معلش اقفي بدالي خمس دقايق لحد ما أجيب حاجة من البيت و اجي
دخلت مكانها، قعدت أكمل قراية في الكتاب اللي معايا لحد ما ترجع
- ممكن لبان ترايدنت لو سمحتي؟
قفلت الكتاب و بصتله، أنا كنت بشبه على الصوت بردو، هو أنا كل ما هرفع عيني هشوف معاليه و لا ايه!
بصلي جامد و قعد يغمض عينه و يفتحها، تاني أهطل بني أدم أشوفه في حياتي بعد مريم
" حلوة الصور؟ "
- صور!
" اه، الصور اللي حضرتك خدتها "
- هو انتي بتطلعيلي منين!
" أنا اللي بطلعلك؟ "
- لا أنا اللي سبيت كل محلات البقالة و جيت اشتري من المحل بتاعك
" وارد جدًا على فكرة "
ضحك و قال : و ده من جمالك بقى؟
" لا، من حظك "
- التعيس
" لو حظك فأكيد تعيس "
بصلي بعصبية، هيفرقع، لو فاكر إنه هيعرف يسكتني يبقى أهبل
" بص قدامك كدة "
بص على الحاجات المعروضة بره لحد عينه ما جت على ركن اللبان و تحديدًا الترايدنت فقولتله : واضح طبعًا إننا معندناش لبان
و ابتسمتله الابتسامة السمجة دي، كان لسة هيقول حاجة بس طنط جت و هى بتقول : معلش اتأخرت عليكي يا إيمان
كان بيراقب المشهد و طنط بتدخل بس لسانه علق على إيمان اوي، أنا سمعته لما قال إيمان بصوت واطي على فكرة
طنط خدت بالها منه فقالت :عايز ايه يا حبيبي؟
- حبيبك!
بصتله فقولتلها : اصله بيحب التهزيق أكتر
كشر و بصلي اللي هو كدة جاب أخره يعني، فبصتله بمنتهى اليامي يامي خاف يا عيد
طنط باستغراب : هو مين ده يا إيمان؟
" الكلب اللي بره "
عينه وسعت و وشه بدأ يتشد فشاورت بإيدي بره، بص وراه فلقى كلب واقف جمب العمود، رجع زي ما كان تاني فطنط استغربت و هى بتبص للكلب و قالت : انتي بتقولي ايه يا إيمان؟
- بتخرف
بصتله بترقب و طنط بصتله و هى يا عيني زي الأطرش في الزفة فكمل : الساعة اللي وراكي بتخرف
بغض النظر عن إني كنت واقفة وراها بس فعلا كان في ساعة متعلقة على الحيطة اللي ورايا، طنط فضلت تتأكد من الساعة و أنا و هو بنبص لبعض زي القطط لما بتكون على وشك التصارع
طنط : لا مظبوطة يا بني
ابتسم فقالتله : انت عايز ايه؟
خد اللبان اللي كان عايزه، شحط زيه بياكل لبان ما شاء الله، فتحت الباب و خرجت، بصتله بطرف عيني و كنت لسة همشي بس اتصدمت لما مسك ايدي، فتحها و حط فيها لبانة ترايدنت بالنعنان و قال: اشربي بعدها مية، النعناع حلو للعصبية
و سابني و مشي، بصيت للبانة في ايدي، الواد ده أهبل و لا ايه! و بعدين أنا ازاي مالطشتوش بالكف التاني
روحت البيت فلقيت مريم على الباب، ضحكت أول ما شافتني و قالتلي: كويسة إنك جيتي
" خير؟ ايه سر السعادة الغريبة دي "
مريم : شوفته تاني يا إيمان، كان بيصلي في الجامع اللي جمبنا بس المرادي شافني، أنا مبسوطة اوي يا إيمان
كنت متنحة ولله، هو فعلا الحب بيخلي شكلها حلو و ضحكتها حلوة كدة! قعدت معايا شوية تكلمني عنه كالعادة و عن حلاوته و شياكته و ضحكته فافتكرت الشاب بتاع اللبان فجأة، بصيت للبانة في ايدي بعد ما مريم مشيت، جبت كوباية ماية و كلت اللبانة و شربت مية، أما أشوف ايه الجميل في كدة يعني
لا ثانية، في إحساس منعش كدة و مريح، إحساس حلو كدة لازم تجربوه عشان تفهموني
.........................................
" لا مفهمتش، انتي هتشتري سمك عشان محمد بيحبه!؟ "
مريم : ايوة
" انتي هبلة يا مريم، لا انتي هبلة فعلا بس مش للدرجادي، هو بيحب السمك انتي مالك، تشتريه ليه!؟ "
مريم : عشان لما نتجوز اعملهوله
بصتلها باستفهام فقالت : يا إيمان عشان اتعلم بيتعمل ازاي و أجرب فأعرف اعمله بعد كدة كويس
مريم اللي مبتعرفش تعمل كوباية الشاي هتتعلم تعمل السمك عشان محمد! دي متعلمتش تعمل المكرونة اللي بتحبها و بعدين ايه نتجوز دي هو خبطها امتى!؟
" مريم يا حبيبتي فوقي، هو ميعرفش إنك عايشة اصلا "
مريم : و افرضي ربنا سهل و عرف، مكونش جاهزة يعني؟
" لاء، ازاي! ميصحش طبعًا "
روحنا جمبنا السمك و طبعًا واخداني معاها عشان هى متعرفش أنواع السمك و لا بيتجاب منين اصلا، و إحنا راجعين وقفت عند السوبرماركت، افتكرت امبارح فلقتني بشتري لبان، بصراحة عجبتني الحركة دي اوي
مريم بصتلي باستغراب و قالت : لبان! من امتى و انتي بتاكلي لبان؟
" عادي "
مريم بصدمة : عادي!! هو مش اللبان ده بتاع الراقصين و الراقصات و لما قولتلك إن محمد بيحبه قعدتي تديني محاضرة في أضرار اللبان و أثره على شخصية ماضغه
" و انتي شايفاني ماشية في الشارع بلبانة! "
مريم: لاء بس أكيد مش جايبة اللبان ده كله عشان تبيعيه
" ممكن تخليكي في السمك بتاعك و تقعدي ساكتة "
..............................................
الله يخربيتك ياللي بتخبط، هى الدنيا طارت و بعدين أم الخمار ده راح فين هو كمان، ماكان متلقح هنا من شوية
لبست الخمار و طلعت أشوف الاستاذ المتسربع و كل شوية تن تن تن دا، فتحت الباب فلقيت واحد بيقول : هو عم أحمد هنا؟
وقفت متنحة، لا بتهزروا، صدف للدرجادي كتير أوي
رجع خطوة لورا يبص على العنوان و بعدين بصلي و عينه على الخمار و العباية اللي لابساها، خلاص يا بني عرفت إني عاملة شبه ستو الحجة، أنا اصلا بكره الباب باللي بيخبطوا عليه باللحظة اللي الجرس بيرن فيها
- تعرفي، أعرف واحدة شبهك اوي بس هى على بناتي شوية
" بتهزر يا خفيف "
ضحك و قال : عشان تصدقيني لما اقولك بتطلعيلي في كل حتة
ولله أهبل، ده جاي برجله لحد بيتنا بيقول أنا اللي بطلعله!
- المهم عم أحمد هنا؟
" ليه؟ "
- هو يقربلك ايه صحيح ؟
" و أنت مالك! "
- عارفة لو كنتي رديتي عليا رد محترم كنت استغربت ولله
" تقصد ايه برد محترم دي!؟ "
سمعت صوت بابا من جوا بينادي : إيمان
" ايوة يا بابا "
ابتسم و قالي : بابا؟
مردتش عليه، طالعاله بلبس البيت فأكيد بيتنا يعني و أكيد الرجل اللي جوا أبويا
سمعت بابا و هو بيقول : مين بره؟
" ده واحد مش محترم قصدي شكله مش محترم بيسأل عليك "
رفع حاجبه و بصلي بوعيد بس قال : ممكن أقابل بابا؟
" نعم! "
- عايزه في شغل، متقلقيش أنا لسة بعقلي
بابا جه و دخله فسيبته و دخلت اوضتي، حاجة تحرق الدم ولله بس أنا دمي متحرقش ليه!؟
- تعالي يا إيمان طلعي الشاي
" شاي ايه يا ماما! مش هطلع حاجة أنا، طلعيه انتي و لا خلي واحدة من اللي بره تطلعه "
- نفسي مرة قولك حاجة و تقوليلي حاضر
" و أنا نفسي مرة أقولك مش عايزة أعمل حاجة فتقوليلي جملة جديدة غير دي "
- بطلي لماضة و اطلعي الرجل قاعد بره
" ما يقعد و لا يقف، أنا مالي و بعدين عاملة كوبايتين ليه! هى كوباية واحدة "
- و أبوكي ميشربش!
" لا هو اللي ميشربش "
بصتلي باستغراب و بعدين بعصبية و قالت : قومي طلعي الشاي
قومت، هتقعد تجزلي على سنانها و تبرقلي و تتعصب عليا لو معملتش اللي هى عايزاه
مسكت الصنية و بعدين حطيتها، دخلت اوضتي و جبت لبانة و طلعت، بما إن الكوبايات مش شفافة و بما إن النعناع حلو للعصبية فنسأل الله التساهيل بقى
حطيت اللبانة في الشاي بتاعه و قلبتها شوية و بعدين طلعت الشاي، اديت لبابا الكوباية بتاعته و سيبت الكوباية التانية جمب الشخص اللي معرفش اسمه ده، ابتسملي فابتسمتله بسعادة مطلقة ولله
قال بصوت واطي : متأكد إنها هتكون أحلى كوباية شاي في حياتي
كتمت ضحكتي و قولتله : هتروقك على الأخر
بابا كان مشغول في ورق بيقراه مما سمح للأستاذ يتكلم بحرية فقال : شطة و لا فلفل؟
لا ناصح اوي ما شاء الله
" تؤ، الحاجات دي قدمت من زمان "
- في جديد نزل السوق
" لما تدوق هتعرف "
سيبته و دخلت و كان بيبتسم و أنا بضحك، أما نشوف هيفضل مبسوط كدة لأمتى؟
...............................................
" مالك يا ولية يا مطلقة انتي، حزينة كدة ليه؟ "
مريم : هو أنا وحشة يا إيمان
" ما بلاش أم السؤال الحمضان ده و ادخلي في الموضوع على طول "
مريم : هو ليه مش بيحبني، شافني كتير و يعرفني أنا متأكدة و حصلت مواقف كتير جمعتنا و مع ذلك و لا مرة حسيت إني في باله
" بسيطة، هو اعمى "
مريم : بس بشوفه في الناحية دي كتير، تفتكري يكون بيجي عشاني
" مريم، الموضوع كدة كبر و أنا حذرتك من الأول، غلي نفسك "
مريم : يعني ايه؟ يعني محبش؟
" لاء حبي و اتبسطي كمان بس من غير ما تقللي منك، حبي الحب اللي يقدرك و الشخص اللي يحبك "
مريم : طب و اللي أنا بحبه
" يولع هو و حبه لو هيقلل منك "
بصتلي و سكتت، كلاكيت تالت مرة يخربيت الحب اللي بيذل البني ادمين ده
......................................
ازبل حاجة بعد الصحيان بدري هى إنك تخلص ورق في مصلحة حكومية، طلعت من المبنى أخيرًا بعد ما طلعت روحى، كنت بعدل الورق في الدوسيه لما حد خبط فيا
" مش تحاسب يا بني "
رد بنبرة فيها ابتسامة : العتب على نظرك يا والدتي
بصتله و ابتسمت بتلقائية
" والدتك! "
- لا، والدي
" الله! ده أنت بتردهالي بقى "
- بس ايه رأيك في ردودك؟
" قمر غصب عنك "
ضحك و قال : طب ما هى قمر و بمزاجي عادي، ليه غصب؟
" معرفش هى بتتقال كدة "
- دي عادة سيئة دي على فكرة
" اسوأ منك يعني؟ "
ضحك و قال : يعني بس مش من لسانك
لا يا جماعة، اكتسب مناعة خلاص، مبقاش يتنح و لا يتعصب زي الأول، لا و بقى يعرف يرد كمان
سيبته و مشيت و أنا بضحك، اتهبلتي يا بت أحمد على أخر الزمن
- صحيح الشاي باللبان ده طلع تحفة
بصتله و قولت : بجد ولله
قرب و قال : هكدب عليكي يعني و بعدين ما أنا قولتلك دى هتبقى أحلى كوباية شاي شربتها في حياتي
ابتسمت، بيحرجني و بيكسفني الاتنين
" خلاص، ابقى تعالى نعملك واحدة تانية "
- امتى؟
" نعم! "
أنا اتصدمت، ده بيتكلم جد و لا ايه!
- اجي امتى؟ بتكلم جد ولله
" أنت اتجننت!؟ "
- الظاهر كدة، الحقيني بقى قبل ما عقلي يرجعلي و قوليلي اجي أقابل عمو امتى
كنت متنحة ولله، هو في كدة اصلا! و عمو مين!
- ايه يا ماما متنحيش، الوقت بيعدي
ايه ده! دا كلامي ده على فكرة
ضحك و قال : كنت عارف إنك هتوافقي و عشان كدة كلمت عمو و خدت معاد خلاص
كلم عمو و خد معاد، هو أنا كيس جوافة في البيت و لا ايه!
- ها، انجزي هشرب شاي باللبان تاني و لا هشرب شاي باللبان 
ضحكت غصب عني، لا بس أنا حبيت أعمل شاي باللبان و بعدين لسه شارية شوية لبان امبارح، خسارة ارميهم، بصتله و كنت لسه هرد لما قاطعني عامل من اللي بيشتغلوا في المكان و قال : لو سمحت يا استاذ كلم المدام بتناديلك
بص وراه للست اللي بتشاوره و قالها إنه جاي بس أنا شوفت الست دي قبل كدة فين؟، ثانية مش دي الست بتاعة القطر، أم محمد
- ها قولتي ايه، الحجة هتموت و تفرح بيا
كان بيشاور بإيده ورا فقولتله : هى مين دي؟
ابتسم و قال : أمي
حسيت إن الدنيا وقفت فجأة، أمه! يعني ده محمد؟ بدأ افتكر كلام مريم عنه شكله و لبسه و كمان لما قابلته و هى بتشتري كارت و جت قالتلي إنها شوفته و تاني مرة و كلامها إنها بدأت تشوفه كتير الناحية دي
- إيمان انتي كويسة؟
بصتله بفزع و قولت : من بعيد لو سمحت
استغرب و قال : أنا مقربتش اص...
" مش موافقة و بعدين مش معنى إني وقفت كلمتك كام مرة و لا ضحكت في وشك إنك تفكر في السخافات اللي انت فيها دي "
سبته و طلعت أجري و هو كان مستغرب كلامي، عيطت غصب عني لما وصلت رغم إني كاتمة دموعي طول الطريق، ايه اللي كنت هعمله ده! ازاي كنت هبص في وش مريم و ازاي معرفتش من الأول إن ده محمد، الدنيا كانت بتلف بيا حرفيًا
فضلت يومين في اوضتي مليش نفس لحاجة، مريم اتصلت كتير و مردتش عليها، مكنتش عايزة اتكلم مع حد و كنت خايفة اقابلها هى بالذات، مش معقول أكون حبيته من كام موقف بس ليه قلبي واجعني اوي كدة و ليه كنت فرحانة لما كنت بكلمه أخر مرة، رميت كل اللبان اللي كان معايا، كان بيفكرني بيه، حاولت اسند نفسي كام مرة و اعدي اللي حصل بس مكنش بقدر لحد ما في مرة مريم دخلت عليا فجأة و هى بتقول : ده اكتئاب دا و لا ايه! مبترديش عليا ليه يا هانم؟
كنت مصدومة لوجودها و مكنتش مستعدة أقولها، قعدت  جمبي و كان باين عليها إنها مبسوطة اوي
مريم : لا فوقي كدة اومال مين اللي هيقف جمبي في الخطوبة
" خطوبة! "
مريم : ما انتي لو بتردي عليا كنتي عرفتي، أخيرًا ربنا استجاب لدعائي و محمد اتقدملي، الخطوبة كمان يومين
قلبي وجعني و دي كانت الحاجة اللي خوفتني، مش معقول أكون حبيته، يارب لاء، يعني من بين الناس دي كلها محبش إلا حبيبها!
فضلت يوم اتهرب بس مكنش في مفر من مريم و يوم تاني بتدرب عشان لما أقابله و عشان مريم متحسش بحاجة
كانت حلوة اوي في الخطوبة و مبسوطة جدًا، شوفت أمه و اهله، أول ما مريم لمحتني جت جرى عليا و قالت بعتاب: ولله يا إيمان انتي بتستهبلي، ايه التأخير ده كله!؟ انتي عمرك ما بتتأخري تقومي لما تتأخري تتأخري عن خطوبتي!
حاولت ابتسملها و اخلق أعذار فخدتني من ايدي و هى بتقول : تعالي أعرفك على محمد
كنت عارفة إني مفيش مهرب من اللحظة دي فاستسلمت
مريم : و دي يا سيدي إيمان صاحبتي اللي كلمتك عنها
- اخيرًا شوفت إيمان...
الصوت متغير، رفعت راسي و بصتله باستغراب، ده مش هو، مش هو ده محمد، كمل و هو بيبتسم : اتشرفت بيكي
بصيت لمريم و قولتلها : مين ده!
ضحكت و قالتلي : مالك يا إيمان! ده محمد
بصتله بتأمل و بعدين قولت : ده محمد!
بصلي و قال : هو في ايه؟
مريم خدتني على جمب و هى مش فاهمة حاجة
مريم : اه يا إيمان ده محمد، مالك!؟
دورت بعنيا على مامته و أول ما شوفتها بصيت لمريم و شاورت عليها و قولت : مش دي مامته؟
مريم : اها، لاء صاحبتك اللي طلعت هبلة، دي مرات عمه، مامته اللي واقفة معاها دي، طول الوقت ده كنت فاكرها مامته لحد ما جه اتقدملي
طب اشتمها دي و لا اجيب طوبة و احدفها بيها و لا اقتلها و لا أعمل ايه!؟
" يعني دي مش مامته؟ "
مريم باستغراب لحالتي : لاء و صحيح عندها أحمد من دور محمد و حاجة قمر بردو، كلمتك عنه قبل كدة بس انتي كنتي منفضالي كالعادة
أحمد، يعني أنا محبتش محمد و الشاب ده مكنش محمد
" اومال فين أحمد ده؟ "
ضحكت و قالتلي : ايه يا إيمانة هتشاوري عقلك و لا ايه؟
" اخلصي هو فين؟ "
مريم : كان هنا مش شوية، ممكن يكون طلع في البراندة
اتحركت و كنت لسة همشي بس رجعت حضنت مريم بفرحة و قولتلها : مبروك يا مريم بس بأمانة محمد مش حلو و لا حاجة، انتي اللي ذوقك وحش
فضلت شوية لحد ما استوعبت و بعدين قالت : اها يا جزمة
طلعت البراندة و أنا عاملة ادور على أحمد، هو راح فين ده كمان
- بدوري على حد؟
ابتسمت أول ما شوفته و قولت بتلقائية : عليك
استغرب و قال : ليه إن شاء الله؟
ابتسمت و قولتله : بطل تتكلم زيي
- مين قال كدة؟
" أنا "
بصلي شوية و بعدين مشي، شكله زعلان اوي
- أنا آسفة على أخر مرة
بصلي و قال : على الأسلوب و لا الكلام
" اللي اتنين "
- بس انتي مغلطيش، كل كلامك كان صح على فكرة، أنا اللي اندفعت
مشيت وراه : بس أنا بحب اعمل شاي باللبان
وقف و قال : ما تعمليه
سبقته و وقفت قدامه : محدش بيحب يشربه غيرك
- كنت بحبه
" يووه، أنت هتتقمص بقى، أنا كنت فاكراك هو على فكرة فعشان كدة قولتلك الكلام ده، أنا كنت هوافق اصلا بس على فكرة أنا مش بتحايل على حد و أنت حر، انشاله عنك ما طفحت حاجة "
اتخض في الأول، بص على محمد و حسيت إنه ابتسم، سيبته و مشيت و يخربيت الحب اللي بيذل البني ادمين، اتصدمت لما مسك ايدي و فتحها، بصتله فحط لبانة في ايدي و بعدين سابها
بصتله فقال : عشان الشاي
ابتسمت بس لاء بردو لازم اخد حقي : و أنا مش موافقة و مش هعمل شاي لحد، اصلا معندناش شاي
ابتسم و قال : بتخرف
بصتله بترقب فكمل : الساعة اللي في ايدك
بصيت للساعة اللي كانت مظبوطة و قولتله : فعلا، هى المفروض تكون كام بقى؟
- متهيألي، بكره الساعة سبعة حلو
" حلو، هنكون جبنا شاي "
ضحك و قالي : و أنا هجيب اللبان
أهم حاجة الشاي باللبان يا جماعة، حلو للعصبية و يخربيت الحب اللي بيذل البني ادمين

" أين أنا من كل أنت الذي بداخلي "
#إيمان_أحمد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن