149 رحمة الحداد

2.7K 123 1
                                    

" وأهرب من قلبي أروح على فين؟!
ليالينا الحلوة في كل مكان "
بحضنه وبعيط، بحضنه وكل خلية في جسمي بتقوله إني بحبه ومقدرش اعيش من غيره
في لحظة لقيتني جوا ضلوعه ودراعاته حواليا وكأننا بقينا شخص واحد، عارفين شعور الوصول للوطن بعد حروب دامت سنين في أرض غريبة؟!
----------------------------
إبراهيم جميل . . جميل بالشكل اللي يخليك أول ما تشوفه تبتسم، بس قلبه أجمل بكتير، أنا عارفة إنه بيحبني من أول ما عينه وقعت عليا من ٣ سنين وأنا واقفة على المسرح وهو قاعد وسط الجمهور، إسكندرية باينة في ملامحه وفي كلامه في روحه اللي تخطف أي حد .. بس مقدرتش تخطفني
٣ سنين وهو بيحاول وبيحاول لحد ما أنا مليت من محاولاته
بس هو مزهقش ومصمم إنه هيفضل جمبي بأي شكل من الأشكال حتى لو أخ أو صاحب، الركن اللي بروحله كل مرة معيطة فيطبطب عليا وينشف دموعي بقلبه .
- وحشتيني
كنت قاعدة معاه على النيل وباصة على شكل الطيور وهى حرة، قادرة تروح في المكان اللي جناحاتها تختاره واتمنيت وقتها إني أطير، مش عارفة علشان أهرب من وحدتي اللي طول الوقت بتهاجمني ولا أهرب من نظرة عيون إبراهيم اللي بتهز قلبي دي ..قاعدين على النيل الساعة ٩ الصبح في كوتسيكا !
- إنتِ يا آنسة رحمة
- أيون ؟
- فيه روائية وقورة تقول أيون ؟
- عايز ايه يا إبراهيم؟
كنت قاعدة قصاده وبفتكر كل لحظة مرت عليا هنا قبل وجوده وقلبي بيترعش وقت ما بحس إنه ممكن يمشي !
قام من على الكرسي بتاعه ولقيته بيشيل الكرسي بتاعي
- ايه يابني انت بتعمل ايه ؟!
- إنت مش بتتجاهليني وبتبصي على النيل ؟ هرميك فيه يكش تشبعي منه ونخلص
- يا ابراااهيم
- يا قلب ابراهيم
- تعرف إني بحبك؟
- اه ما أنا عارف، وسامتي لا تقاوم
- إنت أقرع يا إبراهيم !
-ده سر جمالي خدي بالك
طول عُمري بخاف من فكرة إني أقع في حب حد !
الحُب بالنسبالي هجر وشوق وفراق ووجع قلب في البُعد والقُرب .. بخاف أسيب قلبي لشخص يسرقه ويمشي وأعيش طول عمري بتألم وبس، يمكن ببان شخص غريب الأطوار لمعظم القريبين مني .. بس الأغرب إنهم فاكرين إنهم قريبين .. أنا ماعنديش حد قريب والكل بعيد، إلا إبراهيم .
- أنا رايحة لسهيلة يا ابراهيم
- هاجي معاك
- لا
- ليه ؟!
- وتيجي معايا ليه؟
- هوصلك يا لمضة وبعدين ده مش بمزاجك ده غصب عنك
ركبنا العربية ووصلني لباب النادي اللي بقعد فيه أنا وسهيلة دايماً، سهيلة دي صاحبتي من وإحنا في ابتدائي تقريبا واتربينا سوا، طول الوقت هي بتغلط وأنا اللي بشيل الحساب يمكن شخصياتنا مختلفة تماما بس اللي انا عارفاه اني بحبها

- وحشتيني
- وانت كمان أوي أوي يا رحمة
قعدنا معاها وعنيها منزلتش من على ابراهيم !!
- ايه يا رحمة مش هتعرفينا ؟
- اه طبعا .. سهيلة صاحبتي وابراهيم صاحبي
لقيتها ابتسمت كدة ووجهتله الكلام
- فرصة سعيدة أوي يا إبراهيم
• هي سعيدة فعلا يا آنسة سهيلة
كنت قاعدة عايزة اولع فيه وفيها وفي المكان كله !!!
هو معاه أباچورة مثلاً ؟؟ مش عامل حساب لوجودي ووقت ما طلبت رقمه اداهولها ولا كأني موجودة، وانا مالي يولعوا هم الاتنين .. أنا ماليش دعوة
- يلا نمشي يا ابراهيم
- ليه يارحمة خليكوا شوية
- معلش ورانا مشوار مهم
بصيتله علشان يفهم ويقوم يفز خلينا نغور من هنا بس هو كان بيتبارد وقاعد مركز معاها وبيبصلها !!
• لا يارحمة انا لغيت مشاويري كلها النهاردة وخلينا نقضي اليوم مع سهيلة
- يا ابراااهيم
- يا قلب ابراهيم
كنت حاسة إني هعيط، العياط واقف في زوري وماسكة نفسي بالعافية، خدت مفاتيح عربيته من ع التربيزة ومشيت
معرفش التصرف اللي عملته صح ولا غلط بس ميهمنيش
- ينفع اللي عملتيه ده يا رحمة ؟
كان بيتكلم بلهجة جديدة فيها اعتراض وغضب، فوقتها محستش بنفسي غير وأنا بقرب منه في لحظات وهو قاعد جمبي في العربية وبحضنه!! بحضنه وبعيط، بحضنه وكل خلية في جسمي بتقوله إني بحبه ومقدرش اعيش من غيره
في لحظة لقيتني جوا ضلوعه ودراعاته حواليا وكأننا بقينا شخص واحد، عارفين شعور الوصول للوطن بعد حروب دامت سنين في أرض غريبة؟!
احساس بالدفا، والأمان و الحُب ومشاعر كلها متداخلة للدرجة اللي تحسسك إنك طاير ومش لامس الأرض 
معرفش إزاي ده حصل أو حتى ليه !! معرفش ده معناه اني بحبه بس مكنتش عارفة ولا حباه حب امتلاك ؟!
خرجت من حضنه وبصيتله بعتاب وغضب وأسف وإندهاش ونظرته ليا كانت بتقول حاجات كتير أوي، بصيتله وضربته بالألم على وشه .. وفتحت باب العربية وجريت
معرفش كنت بهرب من إبراهيم ولا من قلبي اللي حَبه وبيكابر ولا من خوفي من الرجالة اللي بيطاردني طول عمري ؟!

" الكلام لو كان يعبر على الحنان كنت قولت اني بحبك من زمان " !!
صوت شيرين كان بيتردد في دماغي وأنا لسة مكملة جرى افتكرت كل تفاصيلنا سوا، افتكرت فرحتي في وجوده وتعلق قلبي بضحكته واهتمامي بيه وحزني وقت ما بيبعد عني يوم واحد، فضلت اكلم نفسي طول الطريق ومعرفش جريت اد ايه .. يمكن ساعة او اتنين مش مهم
المهم دلوقتي ابراهيم ومش عارفة هشوفه تاني ولا لا !
اختفيت إسبوعين ومعرفش الخطوة الجاية المفروض تكون ايه ؟! معقوله هفضل اهرب من قلبي كدة كتير ؟!
" وأهرب من قلبي أروح على فين ليالينا ؟! ، الحلوة في كل مكان " كنت سامعة صوت الست بيدندن جوايا وكأنها حاسة باللي أنا حاسة بيه دلوقتي، بعد فترة انعزال قررت أواجه وللمرة الاولى في حياتي، الحب بيخلينا نعمل معجزات ونخرج برا نفسنا ونبقى أشخاص غيرنا ونكتشف صفات جديدة فينا . . روحت كوتسيكا، المكان اللي كان دايماً بيجمعنا، المكان اللي إتحفر في قلبي وأنا مكنتش فاهمة إن ده اسمه " الحُب" اللي بيقولوا عليه في الأغاني
" سنين ومرت زي الثواني في حُبك إنت "
- وحشتيني
بصيت ورايا وأنا مخضوضة
- ايه اللي جابك هنا ؟
- قلبك ؟
- يعني ايه ؟!
- قلبك ناداني
- أنا خايفة
- حضني هيطمنك يا رحمة
- أنا خايفة
- ريحتي طبعت في هدومك يعني متخافيش ابدا ابدا
- أنا خايفة
- أنا هنا
معرفش كنت بعيط ليه، يمكن الخوف هو الحاجز اللي بيني وبين إبراهيم .. خايفة أتعلق بيه أكتر من كدة فيسيبني
خايفة يتعب قلبي، يعذبني، يهجرني، خايفة من حبي ليه ليحولني لشخص ضعيف .. وأنا مش ضعيفة
قرب مني ولقيته بيضحك، بحب ضحكته وعيونه العسلي والنمش اللي واخد قلبي ده ! ودقنه اللي بتحرك قلبي من مكانه كل ما بلمحها .. أنا بحبه .. أنا بحبه وأبصم على كدة بالعشرة
- أنا همشي ...
- مش بمزاجك يابت انت وبطلي تناحة بقى هتحايل عليك ولا ايه؟
- اهو شوفت بقى بان على حقيقتك
- واذا كان عجبك بقى
لقيته بيقرب مني تاني وكدة مش صح لا
- انت بتعمل ايه يا مجنون انت ؟
- هحضنك ومش هسيبك تهربي من حضني ابدا ابدا
- يا ابراااهيم
- يا قلب ابراهيم

" حتى وإن لم تكن لي، فأنت لي رغماً عن كل ما يبدو "

#حكاوي_رحمة_الحداد
#رحمة_الحداد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن