- أتوقع حاليًا إنك هتموتي من قهرتك بعد ما عرفتي الخبر الجديد.
أكتر حاجة بتوجعني إن حد يشوفني ضعيفة أو مهزومة، وهو طول الوقت بيحارب عشان يعيش اللحظة دي بس والله ما هناولهالك يا ادهم.
- ممكن أعرف حضرتك عايز مني اي؟
- اكسر مناخيرك المرفوعة للسما دي.
- دا اي الصراحة والوضوح ده!
- الحقيقة إني مش كده خالص، بس انتي ال بدأتي الحرب دي.
- حضرتك قديم أوي، أنا مش بحارب حد ولا أنا عدوة حد.
- بس بتكرهيني.
- مين قال كده! ثم إن الحب والكره دول حاجة بتاعة ربنا ملناش احنا كبشر دخل فيها.
- افهم من كده إنك بتستسلمي!
ايديا كتبت - "أنا مش بستسلم قدام حد بس معنديش مشكلة استسلم قدامك أنت"
قرأت الجملة مرتين ومقدرتش ابعتها.. واضح اوي أني بمثل عليه وهبقى شبه خرقة المطبخ قدامه، ضغطّ على مسح الحروف وفجأة حصل حاجة خلت صابعي اتحرك وضغط "ارسال".
وقفت والفون ف ايدي، فاتحة بوقي وعينيا من الصدمة، اتأخر ف الرد، دقيقة.. خمسة.. خمستاشر.
ضربات قلبي مش بتهدى، كلمة "متصل الآن" مش بتختفي من تحت رقمه، عقلي حالف ما يفكر ولا يلاقي حل، هو الإنسان ممكن يعمل نفسه ميت النهاردة بس!
- صباح الخير.
- صباح النور، تعالي يا أسماء، أستاذ أدهم جاي عشان يطلب حد تاني يقدم معاه الحلقات ال هتنزل على اليوتيوب الفترة الجاية وبيقدم اعتذاره و..
- ليه؟
أدهم وقف قصادي وهو مستغرب رد فعلي - ليه اي؟
- يعني أنا عملت لحضرتك اي عشان تحرمني من الشرف العظيم ده؟ لو يعني على السخافة ال حصلت الحلقة ال فاتت فأنا بعتذر لحضرتك واوعدك مش هتكرر.
أستاذ راضي قام بسرعة وقرب مني وهو مستغرب - أسماء انتي كويسة؟
- أيوة يا أستاذ راضي، مش حضرتك ال رشحتني للحلقات دي بم إني أكفأ حد ف المكان!
- أيوه لكن دي رغبتكم انتوا..
قاطعه صوت أدهم وابتسامة كبيرة على وشه معناها الانتصار - خلاص يا راضي، أنا معنديش مشكلة إن أستاذة أسماء تكمل معايا.
كان فاكر إني هتنازل عن نجاح كبير زي ده، هو صحيح إنسان تافه مفيش منه فايدة، بس زي ما بيقولوا جاور السعيد تسعد، وأنا دلوقتي هقول "جاور الناجح، تنجح."
- مين؟
- اي ده انتي لسه مسجلتيش رقمي؟
بصيت للرقم وعضيت على ايدي من الغل، أخدت نفس قصير واتكلمت - أبدا، أنا بس مأخدتش بالي، اي خدمة؟
- كنت بكلمك عشان اقولك النقاط المسموح نتكلم فيها بكرا في الحلقة و..
- نعم؟ حضرتك أنا الإعلامية وأنا ال أقرر اي النقاط ال هنتكلم فيها في برنامجي
- وأنا الكاتب ال الناس هتتفرج على برنامجك عشانه يا أستاذة
- انت بتهددني!
اتكلم ببرود - لا طبعا، أنا بس بلفت انتباهك لنقطة يمكن مش واخدة بالك منها. عامة أنا هكتب الأسئلة وابعتهم لك ف مسدج، سلام.
اي دا قفل بجد؟ قفل ف وشي! آه يا ابن ال..
- مالك بتطلعي دخان كده ليه؟
- فاضل قد اي على البرنامج؟
- ربع ساعة، يدوب تظبطي نفسك ويكون أستاذ أدهم جه
- نعم؟! هو لسه مجاش؟
- اتصل وقال إن حصلت ظروف ممكن تأخره شوية دقايق بس متقلقيش أنا مظبطة كل حاجة.
كانت بتتحرك بعيد عني وفجأة لقيتني بنادي عليها فبصت لي - أنا بكرهه.
