154 إيمان أحمد

3.9K 168 1
                                    

( أكتب شيئًا عميقًا كى تدخل موطني )
" ايه ده يا مريم "
مريم : قولتلك حاجة جديدة و غريبة
" لاء انتى قولتى إنها حاجة زى صالون ثقافى أو كافيتريا بيتجمع فى الناس و بيقروا أو يتناقشوا مع بعض فى حاجة "
مريم : بصى يا إيمانة الشاب اللى عمل المكان ده كان عايز يعمل حاجة جديدة .. فى أغانى حلوة جوا كمان و هو اللى بيغنيها و احيانًا بتكون أغانى قديمة أو شعر و بياخد مقابل إنك تسمعى صوته كلام عميق
" يعنى بدل الفلوس بياخد جملة عميقة "
مريم : ايوة بتكتبيها فى النوتة اللى قدامك دى و بتدخلى بعدها و بعد ما يغنى بيجيب النوتة دى و بياخد منها شوية من الجمل اللى اتكتبت و بيرد عليها أو بيناقشها
" حلو ده و جديد فعلا "
مريم : طب اكتبى بقى خلينا ندخل

بصراحة أول مرة أشوف حاجة زى دى و طبعا مقدرش أقول حاجة فيها من غير ما أدخل و أجرب فكان لازم أكتب جملة عميقة بس ايه بقى الجملة دى
" و ذلك الحب الذى تخفيه عيناك .. أخفاك ! "
دخلنا و قعدنا و كان فى عدد مش قليل من الناس جوا و حسيتهم على غير العادة متحمسين جدا و كان فى مكان مخصص له فى الأوضة عبارة عن كرسى و شوية كتب على شكل أعمدة واخدة شكل نص دايرة حوالين الكرسى من ورا
" ايه الكتب دى "
مريم : له عادة إن لو جملة من اللى فى النوتة عجبته بيهدى صاحبها كتاب
" و بيعرف صاحبها منين بقى ؟ "
مريم : مش بيعرفه هو بيحط الجملة على الكتاب و بيسيب الكتب بره و كل واحد و هو خارج بياخد الكتاب اللى عليه جملته

مش عارفة الموضوع ده ابتدى يعجبنى و يشدنى
الباب اتقفل نهائى و النور بقى هادى شوية و هو دخل ، توقعت يكون أكبر من كدة بس كان شاب قريب مننا فى السن
- ازيكم عاملين ايه النهاردة و كل المقدمات الكتير دى
الضحك ملا الأوضة و بشكل خاص البنات بس أنا مشوفتش و لا سمعت اى حاجة تضحك يعنى
" مريم "
مريم : نعم يا إيمانة
" هو لازم اسمعه و لا ممكن اقرى رواية عادى "
مريم : ممكن تقرى عادى بس صوته حلو ولله
" اها ماهى القصيدة باينة من اولها "
بدأ يغنى و كان من غير موسيقى و رغم إن مكنش عندى أى نية فى إنى اسمعه إلا إنى اتخضيت لما سمعته بيقول :
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا .. فإنا منحنا بالرضا من أحبنا
ولذ بحمانا واحتمي بجنابنا .. لنحميك مما فيه أشرار خلقنا

اتصدمت فعلى قد ما حبيت .... صوته مكنش وحش و مكنش عندليب بردو بس كان هادى بيتفاعل مع الكلام اللى بيقوله كويس و الجميل إنه كان بيغنى شعر مش الاغانى الهبلة بتاعة الأيام دى مبقولش إن الغنا ده حاجة محصلتش بس خلينا متفقين إن فى فرق كبير بين الغنا و الطرب ميعرفهوش جيل حمو بيكا
مريم : قولتلك حلو
" الكلام هو اللى مديله الحلاوة دى لو كان غنا أى حاجة تانية مكنش هيبقى حلو "
مريم : لاء انتى اللى بتحبى الشعر و خلاص
" ممكن بردو "

خلص غنا و بدأ يتكلم و يهزر شوية و الغريب إن كان فى تفاعل كبير بينه و بين الناس كأنهم صحاب و الجدير بالذكر إن روحه حلوة لو هى دى روحه فعلا و هو شخص عنده ذكاء اجتماعى
- حلو اوى كدة خلينا نشوف الكلام العميق بتاعكم بقى .. استر يا رب
بدأ يفتح النوتة و يقرا :
- لا حياة لمن تنادى
ضحك و قال : لاء بداية مبشرة الصراحة
الكل كان بيضحك و متحمس اوى للفقرة دى و مريم ضحكتها ما شاء الله كانت واصلة من الخد للخد التانى
- لاء هو فى حياة و لله بس أنت اللى بتنادى للشخص الغلط
قلب أول ورقة و بدأ يقرا الجملة التانية
- أردت أن أبدو فى أخر لقاء لنا أجمل من المعتاد .. شئ من كيد النساء ، أحاول به غرس بذرة من ندم فى صدرك ، تتكفلها الأيام بالسقاية
ضحك بعد ما خلص قراية و كتير ضحكوا كمان خصوصًا بعد ما قال : ليه كدة بس يا فوزية .. يعنى بدل ما تزرعى بذرة من ندم أزرعى بذرة من الحب
- الجملة اللى بعدها و ربنا يستر .. عايم فى بحر الغدر
ايه يا جماعة ده هنهزر و لا ايه
كان بيقولها بهزار و الكل ضحك و طريقة وشه فى التعبير كانت بتضحك أكتر و بتبين اللذاذة اللى فى شخصيته
- فى مكان ما من الليل ، ثمة إنسان يغرق
و أول كتاب معانا و نقول الو
قطع الورقة من النوتة و اختار كتاب من اللى حواليه و لزق الورقة علي الكتاب و ادها لبنت بتشتغل معاه
الموضوع كان عامل زى مسابقة كدة ، الناس بتتسابق على مين هيخد كتاب من...
" مريم "
مريم : فى ايه يا إيمان
" هو اسمه ايه "
مريم : محدش يعرف
" نعم "
مريم : مبيعرفش اسمه غير اللى بياخد كتاب منه
" طب ما هو طبيعى ادام حد خد كتاب و عرف اسمه هيقول للباقين "
مريم : ما هو ده اللى هيجننى علشان فى بنت سألته السؤال ده و قالها متخافيش اللى هيخد كتاب مش هيقول و حقيقى معرفش ايه السر لأن فعلا كتير خدوا كتب منه و محدش رضى يقول اسمه

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن