32حنان سعيد

4.1K 267 5
                                    

حضنت المخدة - يالهوي ياحنان، دا انا حبيته
- يالهوي على شعرك اللي هجيبك منه دلوقت
- ياستي مقصدش، قصدي اني حبيته من كلامك
- دي بتعيد الكلمة تاني ياربي !
- خلاص محبتهوش
- ليه ياأسماء، دا يتحب والله
رمت المخدة في وشي - ياولي الصابرين
ضحكت - يوه بقى
مش مسموحلي أغير عليه أصلا بس غصب عني، أعرفه من وانا صغيرة، مش جارنا بس ممكن اقول انه جارنا، ونولع في الشارع اللي فاصلنا عن بعض ده عادي جداً
انا مش صغيرة ومش هبلة، بس الفكرة انه فيه كل حاجة اي بنت زيي بتتمناها، إمام مسجد، صوته حلو اوي في القرآن، كل اللي يعرفه بيشكر فيه، كل لما بشوفه بيكون غاضض بصره، حاجة كده اللي هو ياوعدي !
- ها هنقفل الشباك امتى ؟
- دقيقة واحدة بس، أحمد هيعدي دلوقت علشان يروح يصلي العص.. يالهوي !
بصيتلها وانا بشهق، ايه اللي هببته ده
وقفت قدامي - أحمد مين !
- أحمد مين ياماما ؟ مين قال أحمد ؟
- نعم ياست حنان ؟
- ايه ياماما انا قولت حاجة ! وبعدين انتوا عاملين شباك في اوضتي ليه ! عاوزين تشغلوني ! اقفلي الشباك ده لو سمحتي
وروحت قعدت على السرير، مبصتش ناحيتها تاني، بس هي أكيد واقفة مطبقة ايدها قدامها وبتبتسم، يالهوي على شكلي اللي زي الزفت
- انا ممكن أقرأ عليه عدة يس وأجيبه من قفاه على فكرة، انا بس اللي طيبة وسيباه يجي بمزاجه
- ياواد ياحنين
- اه والله، دي هي سجدة في قيام ليل وهجيبه من ياقة القميص
- ايه يابت الجحود ده، انتي عنيفة أوي  
قعدت وانا زعلانة - عارفة ياأسماء ؟ أنا عارفة والله اني غبية وبتعب مشاعري وبس، بس غصب عني، لو..
- أدعيلك ؟
-  لو خير، ادعي لو خير يجي
- ولو شر ؟
- هتدعيلي بالشر ؟
- لأ بس..
- ادعيلي بالخير وبس
من 3 سنين وانا بقف الوقفة دي أشوفه وهو رايح يصلي، أحياناً نص الأحلام بتتلخص في شخص، والنص التاني بيترسم علشان بس يتحقق معاه، معرفش امتى وازاي وقعت كده، فجأة لاقيتني ببتسم وبحلم وبدعي ان الحلم يتحقق، نغزة بسيطة في القلب وبعدها مبقتش طفلة، اتحولت لأم !
- انا بقترح ننقل المكتب عند الشباك علشان تذاكري، بما انك بتحبي الوقفة هناك يعني
شهقت من الخضة - ياماما بقى
وقفت جمبي - اللي حارق دمي ان مفيش ولاد قصادنا، بتبصي على ايه وتبتسمي بقى ؟
- بشم هوا، مشمش هوا ؟
- مش انا صاحبتك ؟
- نفس البؤ بتاع المرة اللي فاتت، ولما قولتلك على حاجة قولتي لبابا على طول
- طب ماانا مقولتلهوش انك بتشيلي مواد، ها هتقولي بتبصي على ايه ولا اروح اقوله
- ياه يانبع الحنان، طلعتي قفوشة اوي، انا كنت جاية احكيلك أصلا
- قولي ياآخر صبري
شوف بتعمل ازاي ولا كأنها لسه كانت بتجبرني أحكي، على أساس انا بتحايل عليها أحكي، ياماما انتي بتلوي دراعي انتي مستوعبة
- بصراحة بقى ياماما انا بحب واح..
شهقت - بتحبي !
- دي لسه هتتفاجئ، اه ياستي بتحبي، وهو مش معبرني، يرضيكي كده ؟
- دا مين ده ؟
- أحمد، اللي ساكن في الشارع التاني، اللي بيقف امام و..
- عرفته
فضلت ساكتة وبصالي شوية - طب هو في الشارع التاني انتي بتقفي في الشباك تعملي ايه ؟
- ماهو المسجد طريقة من هنا، وهو بيروح يصلي
- وبعدين ؟
- بس هي كده القصة خلصت
اتفضحت ! خلاص انا كده اتفضحت، لو شافتني سرحانة ولا ببتسم ولا حتى بطني بتوجعني هتقولي الموضوع ده السبب
- يعني انتي عمرك ماكلمتيه ؟
وقفت بسرعة - والله أبداً، دا انا حتى عملاله بلوكات والله علشان مدخلش الاكونتات بتاعته، والله عمري ماكلمته، والله يااماما أنا...
شدتني من ايدي علشان أقعد - طب ومش حرام ياشيخة حنان تقفي تبصيله وهو ماشي ؟
- والله ياماما ماببص، انا بس باخد بالي انه ماشي، بس والله ماببص
- طب ايه الخطوة اللي بعد كده ؟.
ايه السؤال ده ! كنا بنبص لبعض انا وهي، انا فاهمة هي بتتكلم في ايه، اللي هو ايوة بتحبيه ها وبعد كده ايه ؟، غبية ومفكرتش في اللي بعد كده
المصيبة اننا بنلاقي احساس حلو فبنمشى وراه، بنسكت عقلنا ونوقفه لمجرد اننا نعيش لحظة حلوة، ايه الخطوة اللي بعد كده !
شوفته من بداية الشارع، المرة دي قابلته مكنتش بشوفه من فوق وبتدارى ورا ستارة عارفة ان في كل الحالات مش هيشوفني، الدنيا كلها كانت بتتحرك جوايا، حسيتها بترقص وبتعيط وبتضحك وبتغني، كان في دوشة كتير لدرجة اني وقفت، حسيت صوتها الناس كلها هتسمعه، او حسيت كل الناس شيفاني وشايفة توهتي، كل الناس حاسة وفاهمة ماعدا هو، عيونه في الأرض وعدى من جمبي، وانا واقفة ببص للحياة من بعيد، خايفة امد كفوفي فتبخل ومتمطرش
اول مادخلت البيت مطرت جامد، ففتحت الشباب ووقفت اعيط معاها، اول مرة أحس بالوجع ده من 3 سنين، أنا مش ولد، مش وقت ماأحب هتقدم للي بحبها والموضوع ينتهي، سيبت نفسي ليه أدخل في حاجات مليش كلمة عليها
بس انا والله يارب مببصش ليه، بلمحه بس، عاملة بلوكات علشان مضعفش وأكلمه، مكلمتهوش ومعرفهوش وميعرفنيش، ورغم كل ده والله لو جاتلي فرصة أكلمه مش هعملها، يبقى انا متعلقة كده ليه !
نمت يومها وأنا بعيط، كنت بردد أن ربنا ينزع حبه من قلبي ونمت وأنا بدعي من غير ماأحس وحلمت بيه
كان بيقرألي بداية سورة يوسف، صوته كان حلو أوي، قالي أنه هيقرألي قرآن كل يوم، قرأ أول 10 آيات منها وسكت، وخوفت أسأله ليه مكملتش، وقتها ابتسم وسألني - بلاش أختار أنا، تحبي أقرألك سورة إيه ؟
كنت هقوله كمل سورة يوسف، وقبل ماأجاوب صحيت !
طب آخدها اشارة وأفرح ؟ ولا أفوق من كل الوهم ده ؟
لو أخدتها اشارة وكملت مش ضامنة النتيجة بعدين، مش ضامنة انه يجي، ومش ضامنة اني هضحك في نهاية الطريق
ولو حاولت اتجاهل وانسى، لو مجاش بعدين مش هتعب، هتعب شوية دلوقت وخلاص
بس المشكلة ان في كلام كتير المفروض يسمعه مني، في حاجات كتير اوي شيلاها ليه ولازم يعرفها، في مواقف خلقتها بينا من غير مايعرف وابسط حقوقه انه يعرف، وفي حاجات اتمنيت تحصل وانا مش حمل اني أكسر أحلام !
كلام روايات تاني ! كنت فكراكي عاقلة !
- تعبانة أوي
حضنتني - فترة وهتعدي والله
- ماأنا عارفة أنها هتعدي، أنا خايفة من الحاجات اللي هتتكسر وهو بتعدي، خايفة انطفي، مش هحلم تاني ياأسماء بس الوجع ده يقف، والله ماهحلم تاني
- في ايدك حاجة تعمليها ؟
هو لأ، مكانش في ايدي غير اني ادعي ربنا ينزعه من قلبي، واني اسعى اني انساه، انا مش ضعيفة
ماما اتصلت بيا وأنا عند أسماء وقالتلي تعالي بسرعة، أسماء نزلت معايا لما شافتني مخضوضة، لما وصلنا البيت مكانش فيه غير ماما
ضحكت أول ماشافتني - هقولك حاجة حلوة بس بسرعة قوليلي ايه المقابل ؟
أسماء اتكلمت - انا عرفت حنان طالعة لمين
خبطتها في كتفها - ماهي لسانها بقى طويل بسببك
اتكلمت أنا - اروح أنا بقى ؟
- لا ياستي متروحيش، أحمد اتقدملك
سمعت صوت أسماء وهي بتضحك، كنت واقفة ومستنية ماما تقول انا بهزر، مقالتش فسألتها - احلفي بالله، آسفة والله قصدي ..، ماما انتي بتهزري ؟ مقصدش والله قصدي بتكذبي ؟ يالهوي أنا آسفة والله العظيم، قصدي بت..
حطيت ايدها على كتفي - يابنتي لو أنا معرفتش اربيكي عرفيني وهربيكي
ضحكت، شوية وعيطت - طب هو اتقدملي ازاي يعني ؟ يعني هو اصلا ميعرفنيش، قصدي هو جه هنا ولا هو بعت حد، يالهوي عليا وعلى سنيني، ماما لو بتهزري قولي علشان مفرحش وارجع ازعل تاني.
يالهوي عليا، هو ايه اللي حصل ده يارب ؟ يعني هو جه خلاص ؟ لأ هو لسه مجاش، قصدي هيجي خلاص، طب يارب أنا المفروض اعمل ايه دلوقت ؟ أنا عاوزة أعيط أوي، أو عاوزة اشكرك وبعدين أعيط، لأ انا في حاجة عاوزة اعملها بس مش عارفة ايه هي، حرام لو قولت عاوزة ارقص من الفرحة وانا قاعدة قدامك ؟ مش عاوزة ارقص بالمعني الحرفي للكلمة، بس عاوزة اصرخ جامد دلوقت، عاوزة اضحك من قلبي، اقوم اطنطط كده، دا انا مستنية اليوم ده من 3 سنين، مستنياه والله علشان أقوم اطنطط من الفرحة كده، اجرب احساس الناس اللي بتعيط وهو فرحانة، عادي أقولك اني بحبك ؟ أنا بحبك.
ماما قالت هيجوا يوم الأحد، دقيقة واحدة بقى، قدامي يعني 3 ايام بالظبط، ياأسمااااااء !
- حلوة كده صح ؟
- قمر والله
- طب البس الخمار الأبيض أحسن ؟ لأ انا مبحبهوش، البس الوردي ؟
- حنان انتي لابسة الوردي أصلا
- يالهوي قلبي هيقف ياأسماء
ماما فتحت الباب - طب هنخرج السنة دي ولا نقول للناس يروحوا ؟
- يروحوا ايه ده انا مستنياه من ساعة مااتولدت !
خرجت مع ماما، لأ مش أنا اللي قدمت العصير، كنت هوقعه وافضحهم والله، كانوا بيتكلموا وقلبي وقع لما هو اتكلم وسمعت صوته، شوية وسابونا لوحدنا، ياوعدي هو قاعد قدامي بجد !
طبعا انت مش عارف انا مستنياك من امتى، ولا فاهم اصلا انا حالتي عاملة ازاي دلوقت، كنت ماسكة العصير في ايدي وخايفة احطه، كإني كنت بتحامى فيه
- ممكن تبصيلي على فكرة مش حرام
الكوباية وقعت من ايدي، ووقفت بسرعة وبعدين قعدت تاني، وبعدين شهقت لما لاقيته بيضحك
ياوعدي دا بيضحك زينا ياماما !
- خلاص متبصليش
ابتسمت غصب عني، معرفش اتكلم في ايه تحديداً بس كان بيتكلم عن نفسه، عن أحلامه بعدين، كنت عاوزة اقوله والله يابيبي لو مش هتشتغل ولا هتعمل اي حاجة انا موافقة برضو، بيبي ؟ حد يقول لشيخ يابيبي ! أحمد مش شيخ، هو بس امام وصوته حلو، بس هو مش شيخ، لحظة كده، مالهم الشيوخ يابت !
- ها أقول لبابا ايه ؟
- هفكر
- هتفكري ؟ خلاص هقوله مش موافقة
- استني يانمنم بس متبقيش قفوشة كده
- نمنم ! انا بحس ان مشروع تربيتك كان فاشل كل مابتتكلمي
اتنهدت - طب استني لما هو يقول الأول، لو وافق قولي لبابا اني موافقة
- بس هو وافق !
- يالهوااااااي.
هما شهرين خطوبة وبعدين طلب من بابا نكتب الكتاب، احسن برضو، ماهو لا بيتكلم في موبايل ولا بيبصلي أصلا، مش كنت اتخطبت لواحد مش محترم كان زمان الحياة حلوة وبمبي دلوقت
- عاوز أقولك حاجة ومحروج، او مش عارف أقولها ازاي.
قولي بحبك، قول متتكسفش والله، انا مراتك عادي، مش هتقول يعني ؟ اقول انا ؟
والله أقول وأفضحكم
هزيت راسي فاتكلم - أنا حلمت بيكي، من 3 شهور تقريباً، انا مكنتش أعرفك، او تقريبا شوفتك مرة فغريبة اني أحلم بيكي
رفعت عيني وبصيتله، فكمل - حلمت اني بقرألك سورة يوسف، الحلم كان حلو، كنتي بتعيطي وانا قرأتلك بداية السورة وبعدين هديتي، بعدها بأسبوع سألت عنك وعرفتك، وعلشان كده جيت
سكت شوية وبعدين اتكلم - أنا مش فاهم والله ازاي ومش عارف هتصدقيني ولا لأ، بس انا فعلا حلمت بيكي وانتي بتعيطي
- أنا كنت بعيط فعلاً
- مش فاهم
- مش مهم، ممكن تحقق الحلم ؟
معرفش ليه دموعي وقعت، يعني اليوم اللي نمت فيه معيطة جتله في حلمه وانا بعيط ! يعني كان بيحلم انه بيقرألي قرآن في الوقت اللي حلمت فيه انه بيقرألي !
قرب فجأة ومسح دموعي - في الحلم معرفتش أمسحها
بص في الأرض وقرأ أول 10 آيات من سورة يوسف
سكت فجأة، وقالي - بلاش أختار أنا، تحبي أقرألك سورة إيه ؟
كسرت قاعدة الحلم واتكلمت - سورة يوسف

" حتى قبل أن التقيك، لم نكن أغراباً "

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن