- هتفضلي ساكتة كدة كتير
" ......
- مش بإيدي و مش في إيدي غير كدة
" ......
- إيمان، ردي عليا
" عايزني أقولك ايه؟ "
- قوليلي إنك مش زعلانة أو متقوليش حاجة بس بلاش النظرة دي، أنا لازم أسافر عشان نقدر نحقق اللي حلمنا بيه
فوقت على صوت ماما و هى بتقولي: إنتي سرحانة في ايه!؟
" مفيش يا ماما، أنا معاكي "
- بس عقلك مش معايا، كنتي بتفكري في ايه؟
" هاا في اللي بتقوليه "
بصتلي باستغراب و قالت: أنا بقولك إن أحمد رجع و أمه بدورله على عروسة، إنتي بقى بتفكري في ايه!؟
بقاله ست سنين غايب، متهيألي إن ست سنين كفاية عشان ينساني و بعدين إحنا كنا عيال في ثانوي وقتها أكيد نسي بس أنا منستش ليه!؟
- يااه أسبوع بحاله و مشفتهوش و لا مرة، إنتوا مش ساكنين في نفس الشارع يا بنتي!
" عارفة يا مريم، كويس إني مشفتوش "
- اومال الكويس ده مش باين على وشك ليه!؟
في حاجات بتبقى معلمة جوانا لدرجة إننا لما نجي ننكرها بيتكتب على وشنا كدابين و الغريب إن كدبنا ده بيتقري بسهولة
- إيمان مردتيش عليا
بصيت لمريم و اتكيت على إيديها اللي هو الله يخليكي انقذيني، بصيتله و قالت: معلش يا معتز خلينا نأجل الموضوع ده، إيمان تعبانة شوية
بصلي بلهفة و قال: مالك يا إيمان في حاج...
مريم قاطعته: خلاص يا معتز بعدين
أهي لهفته دي بتحسسني بتأنيب ضمير مش طبيعي، مكنش لازم أعشمه و أقوله إني هفكر، كنت فعلًا هفكر، كنت يئست بس هو رجع دلوقتي عشان يفكرني إني مش هقدر أنساه
- إحنا هنفضل واقفين هنا كتير؟
" اسكتي يا مريم "
- نفسي أعرف بتحبي ايه في المكان ده؟
" البحر "
- يا بنتي دي أماكن للناس الحبيبة، إحنا مالنا!؟
كنا بنقعد هنا دايمًا بعد المدرسة و نرمي الطوب الصغير في البحر عشان نتفرج على الموجات اللي بتعملها، ابتسمت و أنا بفتكر الجملة اللي كان بيقولهالي دايمًا لما أقوله إن البحر جميل
( و أنت الجميل اللي القلب مال ليه )
كنت ماشية بفكر في معتز و اللي المفروض أقولهوله أو اللي مفروض أعمله، ايه الصح و ايه الغلط ... كنت محتارة، بصيت على بيته و افتكرت أما كان بيقعد قدام البيت عشان يشوفني لو عديت، بقالي سنين بعدي من قدامه و محدش بيستناني
كنت لسة هكمل مشي لما البوابة اتفتحت، كنت بدعي يكون هو على قد ما بدعي ميكونش هو بس كان
عيني جت في عينه، الملامح بتتغير بس العيون لاء، هربت منه لما حسيت بالحنين في عينيه، مكنتش عايزة أعلق نفسي بحبل قديم و كلام عيال مراهقة و حوارات انتهت من سنين
- لسة بتخافي؟
حاولت أعمل نفسي مسمعتوش و أكمل طريقي بس مشي ورايا و لو فضل الوضع كدة الشارع كله هيتفرج علينا، فوقفت مش عشان كان واحشني أشوفه من قريب، عشان محدش يقول حاجة
- متغيرتيش كتير على فكرة، أي نعم شكلك اتغير و لبسك أكيد اتغير و ملامحك بس لسة في عينيكي نفس النظرة
" ....
ضحك و قال: و لسة مبترديش عليا
" عايزني أق..
قاطعني: أقولك ايه؟
ضحك و كمل: طريقة كلامك متغيرتش، لسة بتلوميني بس أنا رجعت و ...
افتكرت كلام ماما عن العروسة اللي بيدور عليها، افتكرت السنين اللي عدت من غير لا حس و لا خبر منه، افتكرت كام مرة وحشني و قلبي واجعني عليه، افتكرت إنه مفكرش فيا لما خد القرار اللي خده ده، فقولت: بس أنا اتخطبت
بص لإيدي بتلقائية، فخبيتها، اتصدم، فكملت: عدت سنين كتير مش يوم و لا شهر، اللي كان بينا ده كان كلام عيال و شوية مشاعر مكنش في ضامن إنها تستمر، مين كان هيقولي إنها لسة موجودة جواك أو هتعيش السنين دي كلها
- فاختارتي غيري
" غيرك اختارني "
كان نفسي أشوفه و كنت خايفة أشوفه عشان اللي حصل ده، مكنتش فاهمة أنا عملت كدة ليه، ده أنا كنت خايفة لميعرفنيش، ليكون نسي الحب اللي كنا بنتكلم عنه زمان و لما طلع فاكر، عملت نفسي ناسياه، يمكن كنت خايفة يسافر تاني و أنا تعبت من الانتظار، قلبي دبل من كتر البعد، كنت خايفة يعلقني بيه تاني و يسبني فجأة
- قولتيله كدة بجد! يعني إنتي وافقتي على معتز خلاص؟
" مش عارفة يا مريم، أنا مش عارفة ايه اللي عملته في نفسي ده"
نزلت لمعتز تحت، كان لازم أقوله إني أسفة و إنه مش هينفع، أنا كدبت على أحمد بس مش هقدر اكدب على معتز
مريم كان وراها مشوار بعد الشغل، فروحت للبحر لوحدي، كنت بحاول أطرد المشهد اللي حصل من شوية من عقلي، كان صعب أقول لمعتز كدة و الأصعب إصراره على إنه ياخد فرصة تانية و رغبته إنه يتقدم رسمي، حاولت أوضحله بس بصراحة مكنتش فاهمة هو بيفكر إزاي و مكنش فيا حيل للكلام ده، فسيبته و مشيت
حتى البحر كان بيسألني ليه عملت كدة، ليه كدبت على أحمد، ليه وجعته كدة بس يمكن هى دي الإجابة كنت حابة أحسسه باللي عيشني فيه، كنت عايزاه يتوجع عشان يفهمني لما أقوله اتوجعت بغيابه
ابتسمت لما افتكرت مرة و إحنا هنا، كنت بحاول أجيب توت من الشجرة اللي مضللة عليا دي و وقعت، وقتها فضلت أعيط و مهما حاول يسكتني مكنتش بسكت، قعد جمبي على الأرض و قال:
يا حبّي الأوحدَ ... لا تبكي
فدموعُكِ تحفرُ وجـداني
إني لا أملكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ ... و أحزاني
كان مغرم بنزار و قصايده و كان بيحب الشعر عمومًا، فاكرة البيتين دول كويس، قدروا وقتها يخلوني ابتسم وسط دموعي، بصيت للشجرة و ابتسمت تاني، المكان ده فيه ذكريات عمرها ما فشلت في إنها تضحكني و تطبطب على قلبى عشان كدة مبطلتش أجي هنا
- البحر جميل
قولت بتلقائية: و أنت الجميل ال....
لحقت نفسي قبل ما أكمل، ابتسم و قالي: يعني منستيش زي ما قولتيلي من كام يوم
نفسي أخنقه قد ما نفسي أحضنه، تجاهلته و بصيت للبحر، فقال: طول عمرك بتعملي أكتر حاجات بتعصبني بس و لا مرة اتعصبت
بصيتله و كنت لسه هسمعه شوية كلام بس سبقني و قال: مبترديش عليا، بتتجاهليني و بتقولي الكلام اللي يزعلني عشان يزعلني، فبتزعلي إنتي
ده عيب إن حد يحبك بجد، بيركز في كل تفاصيلك، بتكون كتاب مفتوح بالنسباله سهل جدًا يقراك في أي وقت، بيفهم الكلام اللي ورا الكلام اللي بتقوله بس ثواني هما الست السنين طلعوا مش كفاية عشان ينسى و لا ايه!؟
" إنت عايز ايه؟ "
- وحشتيني في الست سنين ست سنين، مش إنتي لوحدك اللي اتوجعتي بالبعد، كان لازم استغل الفرصة يا إيمان عشان أرجع دلوقتي أقولك إني بحبك قدام الكل
" قولتلك إني اتخطبت "
ابتسم و قال: اها قولتي بس إنتي كان قصدك تقولي أفرض اتخطبت، كان قصدك تحسسني إني غامرت و إن كان ممكن أرجع ألاقيكي لغيري و ده كان اسوأ كوابيسي طول الست سنين بس أنا فوضت أمري لربنا و كنت واثق إنه مش هيخذلني
بصيتله و مردتش، طول عمره بيعرف يقنعني و بيعرف يقول كلام حلو و مبعرفش أخد منه حق و لا باطل
" مش فاهمة تقصد ايه بس أنا اتخطبت فعلًا "
كنت مصممة أضايقه و ... معرفش بس كان في حاجة جوايا حابة تكمل دلال و تعلمه الأدب
ضحك و قال: طنط قالتلي إنك متخطبتيش بس إنتي بتقوليلي مش بالسهولة دي، لازم أطلع روحك هنا أكتر ما هى كانت طالعة بره
كتمت ضحكتي و حقيقي بدأت اضايق من ذكائه ده، رمى طوبة في البحر و قال: زي الموجات دي كدة
جبت طوبة أكبر و حدفتها فعملت موجات أكبر
" لا زي الموجات دي "
ضحك و قال: بتطفشيني يعني؟
" ....
اتنهد، ولله لو اتنهد ميت مرة مش هرد عليه بردو، بصلي و قال:
هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا
أحلى من عودةِ نيسانِ؟
أحلى من زهرةِ غاردينيا
في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني
معرفتش استمر، فضحكت زي زمان، معرفش هيبطل يضحك عليا بالشعر امتى و الشعر هيبطل يشفعله امتى؟
بصيت للبحر و قولتله: البحر جميل
بصلي و قال: و أنت الجميل اللي القلب مال ليه
" أين أنا من كل أنت الذي بداخلي"
#إيمان_أحمد
